استنباط دقيق في تفسير المنار

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نادية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نادية

New member
إنضم
26/02/2010
المشاركات
176
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
في قول الله تعالى في سورة الأعراف : (وإلى عاد أخاهم هودا):
قال محمدرشيد رضا: (والآية دليل على جواز تسمية القريب أو الوطني الكافر أخاً ).
 
عاد كذبوا برسولهم هود ، ونُسبت لهم أخوة هود ، فهو أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين .
ولم تنسب أخوتهم إليه ، كما جاء في قوله تعالى : {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:202] ، وقوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[الحشر:11] . فهي أخوة في الدين : الكفر والفسوق والعصيان .
مما سبق فالأخوة تكون حسب الدين أو النسب أو بهما . ويجب أن تكون واضحة لدى الأخ بالنسبة لأخيه . كما جاء على لسان المؤمنين في دعائهم : {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}[الحشر:10] .

والله أعلم وأحكم
 
مناقشة السيد رشيد رضا رحمه الله في معنى قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا)

مناقشة السيد رشيد رضا رحمه الله في معنى قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا)

أشكر الأخت نادية على مشاركتنا إياها التفكير فيما بدا لها أنه "استنباط دقيق" من صاحب المنار رحمه الله ، كما أشكر الأخ عبدالكريم عزيز على تفصيله المعتمد على الاستعمال القرآني لمعنى الأخوة المقصودة.
الأستاذ محمد رشيد رضا عالم جليل ما زال أحدث وأنفع للمثقف المسلم المعاصر من كثير ممن جاءوا بعده ممن يُعدون مجددين و(فكرة "الأخوة القومية" مع اختلاف العقيدة) موجودة عند السيد رشيد رضا وظل يكررها في كتاباته لفترة طويلة ففي كتاب (مختارات سياسية من جريدة المنار) نجد قوله "والقرآن يعترف بالأخوة القومية كقوله تعالى {وإلى عادٍ أخاهم هوداً}". ويبدو لي أن السيد رشيد رضا رحمه الله قد احتج في الآية بغير سياقها ومعناها الحقيقي. فهل وقع في عيب الفهم بمفهوم متأخر الذي لا يسلم منه إنسان؟ أم أن خطأه لساني دلالي صِرف بمعى أنه كلمة {أخاهم} في مثل هذه الآية هي تعبير idiom لا مجرد كلمة word؟ وأنّنا والحال هذه لا نوافق الأخت نادية أنه استنباط دقيق؟
ثلاثة نقاط ينبغي ان نناقش فيها صاحب المنار رحمه الله وهي:
1. معنى أنه وقع في "عيب الفهم بمفهوم متأخر" واحتمالية ذلك؟
عيب الفهم بمفهوم متأخر
يُسمّى اليوم بالمغالطة التاريخية وهو أن يفهم شخص ما نصا قديما بفهم معتمد على مفهوم (معنى) نشأ بعد ذلك النص بزمان ولم يكن يفكّر فيه قائل النصّ أصلاً. وهذا العيب لا يسلم منه أحد فكلنا يقع فيه بين الفينة والفينة. والمسلمون من أكثر الناس في عصرنا وقوعا فيه لأنهم لم ينتقلوا من (ثقافة الأذن) إلى (ثقافة العين) ولم يجعلوا الثانية حكما على الأولى كما فعل غيرهم. فإذا كان السيد رشيد رضا قد وقع في ذلك- وهذا ليس مستبعدا - فلأن عصره كان عصر الهوس بالقضية القومية والأخوة القومية وكانت تتسرب فكرتها إلى كل مثقفي ذلك الزمان لأنه بناء عليها انقُلب على عبدالحميد وأيد العرب الإنكليز ضد الجيش الذي كان يقوده الاتحاديون واقتُسمت أراضي السلطنة (الخلافة) العثمانية وصُنع واقعنا السياسي والاجتماعي الحديث والمعاصر. فذهب ظن السيد رشيد رضا إلى أن الآية {وإلى عاد أخاهم هودا} تشير إلى أو تقرر الأخوة القومية.
ولكن إذا صحّ ذلك لغةً فلماذا لا يصحّ مفهوماً وما المسوّغ لادعاء أنه وقوع في عيب الفهم بمفهوم متأخر؟
السبب أن الأخوة القومية في التحليل الفلسفي لا تقوم على الاشتراك في اللغة والعرق فقط، بل إن الموقف الفكري والوجودي والشعوري إذا رسخ واستمر أنشأ قومية جديدة، وهذا السبب في وقوف الشيعة العرب اليوم مع الفرس ضد الشعب السوري فالفرس أقرب قوميةً إلى الشيعة العرب من العرب الذين يشاركونهم في اللغة والعرق ولكنهم يخالفونهم في عناصر انتماء أخرى يشاركهم فيها الفرس. فليست أخوة اللغة والعرق وحدها بأخوة قومية.
وقد كانت هذه الفكرة واضحة عند المسلمين الأوائل ففي دستور المدينة قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ "المسلمين والمؤمنين من قريش ويثرب ومن تبعهم وجاهد معهم أمة واحدة".
لكن تبقى أخوة اللغة والعرق عنصرين مهمين من عناصر الانتماء ولكنهما لا يشكلان الهوية القومية. ما لم يجتمع اليهما العامل الفكري والوجودي والشعوري [أي العامل الديني]. وهكذا يكون قول السيد رشيد رضا إن القرآن اعترف بالأخوة القومية وقوعا في عيب الفهم بمفهوم متأخر أي المغالطة التاريخية.

2. معنى أنه قد يكون وقع في خطأ "لساني دلالي صرف" وهو ظنه أن كلمة {أخاهم}ليست تعبيرا جامدا idiom
كلمة {أخاهم} في قوله تعالى {وإلى عاد أخاهم هودا} وما شابهها هي تعبير جامد وليست كلمة مفردة وقد كان هذا التعبير مستخدما إلى القرن الثالث الهجري على الأقل وهو أن العرب تستخدمه في النسب فتقول في عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أخو بني عديّ بن كعب" وفي علي بن أبي طالب رضي الله عنه "أخو بني هاشم بن عبدمناف" والغفلة عن أن كلمة {أخاهم} هي تعبير جامد idiom يجب أن يُستخدم كما هو لا كما تدل عليه جزئياته شأن أي تعبير جامد في أي لغة تقود إلى الظن أن الأخوة في النص لها معاني أخرى كالمعنى القومي والمعنى اللغوي المجرد في حين أن معناها مقيد بالتعبير والاستعمال.

3. استنباط معنى شرعي على خلاف مقصد القرآن وأسلوبه لدعم أمر تجيزه اللغة أصلا لكن لا تجيزه العوام

تجيز اللغة لمستخدمها أن يستخدم كلمة أخ او الأخ:- مع كل الناس لكن قد يحاجّ معترض على استخدامها مع غير المسلمين ظنا منه ان الاستخدام اصطلاحي عقدي لا مجرد لغوي فاضطرّ السيد رشيد رضا للرد على هذا الصنف "الجاهل" من الناس بالقول إن القرآن الكريم استخدم هذا المصطلح بين نبي وقومه الكافرين.
وكلا الفريقين بعيد عن مقصد القرآن وكان عليهما تسوية خلافهما بالتحليل اللغوي الاجتماعي. غير أن ما فعله الأستاذ رشيد رضا رحمه الله نفعله كل حين وكل وقت لا سيما حين نحاور من لا يفهم في اللغة والتحليل اللغوي والدلالي شيئا. فهل هذا عذر؟ العلم عند الله تعالى.
الخلاصة أن قوله تعالى {وإلى عاد أخاهم هودا} هو تعبير لغوي كان مستعملا بين العرب إلى القرن الثالث الهجري على الأقل للتعريف بشخص ما نسباً ولا يستفاد منه أنه تعبير عن الأخوة القومية لأن الأخوة القومية ليست مقتصرة على الانتماء اللغوي والعرقي بل فيها عناصر انتماء أخرى أقوى منهما، كما أنها ليست أصلا شرعيا لاستخدام كلمة أخ أو الأخ مع غير المسلمين لأن استخدام كلمة أخ أو الأخ أو الإخوة تجيزه اللغة دون الحاجة إلى تأصيل شرعي لها. والسبب في حاجة الناس أو ذهاب ظنهم إلى أن مثل هذه الأمور تحتاج أصلا شرعيا هو مزجهم بين (الورع) و(ما يجوز)، فليس كل ما يفعله الورعون ذا أصل شرعي عام بل هو خاص بالورعين فقط. أعني أنه يجوز لمتورع ما أن لا يستخدم كلمة (أخ) إلا مع من يشاء لكن هذا ليس مراد اللغة ولا الشرع.

والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين..أما بعد...جزى الله تعالى خيرا جميع المشاركين..واني أسأل الاخت الكريمة نادية هل يجوز ان نسمي غير المسلم بالاخ للمسلم ان القرآن يقول(انما المؤمنون أخوة)والحديث(المسلم أخو المسلم..)..فالصحيح هو ان نسميهم شركاءنا في الوطن لهم حقوق وعليهم واجبات.....
كما أرغب بالتذكير ان موضوع (الاخوة في القرآن/دراسة موضوعية)لم يبحث على قدر علمي وأراه موضوعا مهما للبحث...والله تعالى أعلم.
 
استنباط دقيق في تفسير المنار

الأخ البهيجي النقاش عن استخدام كلمة أخ لا على مفهوم الأخوة. لا يوجد ما يمنع من استخدام كلمة أخ في المراسلة والمخاطبة في اللغة والعرف ولا في الشرع. هذا هو الأصل وبقدر ما يتعلق الأمر بتعليقي على الموضوع فقد قصدت أن مثل هذه المسألة لا تحتاج تأصيلا شرعيا لأنها هي الأصل والنصوص والاستعمال متضافر على ذلك. فهب أنك في ندوة ومعك باحث غير مسلم وتريد تقديمه فهل ما يمنع من استخدام الأخ فلان ام تقول الشريك في الوطن .. فالخلط بين المفاهيم الشرعية والاستعمالات اللغوية والعرفية خطير جدا. وهو خلاف معهود حياة الصحابة. ويبدو من تعليقك أنك تتخذ منحى آخر وهو أن هذه الاستعمالات اللغوية والعرفية مما ينبغي تكلف التأصيل له بما يتفق ورؤية معينة وإذا صح ذلك فقد أعلنت مخالفتي لمثل هذا المنطلق في مشاركتي التي رددت فيها على العلامة رشيد رضا رحمه الله
والاختلاف في الرأي لا يُفْسِد للودّ قضية، تقبّل اللهُ طاعاتكم
 
استنباط دقيق في تفسير المنار

محمد رشيد رضا ذكره دعما لفكرة (الجامعة الإسلامية) التي كان يسعى إليها شيخه محمد عبده.

والتجمع العربي هو نواة للتجمع الإسلامي المنشود.

أما من حيث مدلول كلمة (أخ) لغة: الذي يشترك معك في شيء
فيختلف عن مدلول كلمة (أخ) اصطلاحاً

وكثيراً من الآيات نحمل ألفاظها على المعنى اللغوي لا الاصطلاحي

كقوله تعالى: " هو الذي يصلي عليكم.. "

وانظر إلى اختلاف مدلول كلمة (مولى) واشتقاقاتها في القرآن الكريم

وإجابة على استدلال الأخ البهيجي
فتأمل يا أخي دلالة التقديم والتأخير في الآية:

" إنما المؤمنون أخوة "

ولم يقل
" إنما الأخوة المؤمنون ".
 
عودة
أعلى