استنباط العلوم من كلام الحي القيوم_ظواهر قرآنية في العلم والدلالة

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
1.1.1
المبحث الثالث: ظواهر قرآنية في العلم والدلالة.

‏هذه بعض الظواهر التي تفيدُ في فهم البحث:
1. الشمولية في تحديد أبعاد الخلق:تتناول آيات القرآن ما يسمى الزمكانية، وتتجاوزها بدمج الجوانب النفسية والتشريعية والمقاصدية والتاريخية وغيرها، ‏بأسلوب معجزٍ يأخذ بلب من بلغه مهما كان مستواه.‏
2. عالَما الغيب والشهادة: الانتقال من عالم الشهادة إلى عالم الغيب والعكس، بما يضمن التسليم والتصديق الناجم عن التروي والتفكر والخضوع إلى الكمال المطلق في المنطق واللغة والسرد المحكم الحكيم الصادق بين ثنايا آيات القرآن الكريم.
3. في السرد القصصي للقرآن: الله خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، ويعلم الدقيق والجلي من خصائص تلك النفس، والقصص يصور النفس منطلقا مما يجتمع فيه الآدميون من صفات، وكان ظني أنه يتعدى تسعة أعشار مجموعها لكن ما فتئت أفتش في القرآن حتى لم أجد معنى أو خلقا إلا وهو في القرآن، حتى يأتي على من يعبس لله ولغير الله، ومن يستهزئ ومن يسخر، ومن يصدق ومن يصبر، ومن يزلق بالبصر، ومن يذهب يتمطى، وكل ما تريد حتى الغصة في الطعام. ثم بالحدس الذي يعمد إلى الخِلْقة فيجري الفروقات تبعا لها فيلفيها لا تختلف إلا قليلا، في الطول والقصر والضخامة والصغر واللون وغيرها، وذلك إلى ما هو متفق بين الناس قليل، وكذلك الصفات الخُلقية في أمزجتها وطباعها.
هكذا يجعل القرآن تاليه بهذه الخصيصة وخصائص بلاغية أخرى يستحضر الصورة القصصية منه بالسرعة المتوخاة في ذهنه، صغيرا أو كبيرا، ذكرا أو انثى عالما أو من عامة الناس.
ومثال هذا قوله تعالى: { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (الأَعراف 150). وفيها تصوير الأوبة من سفر والغضب في ذات الله والأسف على بعيد، والاستخلاف عند السفر، واستهجان الخيانة، والعتب والتحقير والاستفهام والتوبيخ والغضب على الأخ وأثر الغضب الذي يتعدى إلى ما حوله في الجماد والبشر والاستعطاف والحكمة والتماس العذر، ورعاية القربى والإنشاد بالرحم وحسن الخطاب والتهدئة والحجة وتصوير الثورة على المخالف وشماتة الأعداء والحرص على السمعة والنأي عن الشبهات، كل ذلك كان ظاهرًا، ولو شئت أن أكمل بالتركيب والاستنباط لبلغتُ فيها ما لا يعلمه إلا الله كثرة. كل ذلك بأسلوب يأخذ بفؤاد وحواس قارئ هذه الآية الجامعة، ولا يصرفه عن خطةٍ تُضْحي بها هذه المعاني بمجموعها فيها خادمة مقصدًا آخر هو أعظمُ، وإليه ترمي القصة، ولا يكون هذا إلا من الخلاق العليم سبحانه. ولا حاجة إلى تمثيل الخلط البشري بسرد قصص الأدباء وإن علا صيتهم فإن نظرتهم القاصرة للأحداث الواقعة تنقل القصور والضعف أضعافا مضاعفة، فكيف وأكثر ما يأتون به خيالات. ومن جمال القصص القرآني أنك ترى الترتيب المنطقي حسب ترتيب النزول (كما كان يرقبها النبي وصحبه بلهفة) لتلكم الخصائص المركبة للنفس البشرية وإضافات يجيئ بها القرآن في القصص كقصة نوح عليه السلام في آيات شتى، كما في الأحكام والتشريعات، فتشتاق أن تقرأ كل واحدة على حدة، كأنها عليك لأول مرة تنزل بثوب معانٍ متجددة، وتوقن أنها من عليم خبير.
4. المثل الأعظم: إذا أتيت المعاجم في اللغة العربية واللغات الأعجمية الأخرى ألفيت الشواهد المنتقاة لشرح معاني اللفظ تتخير أفصح وأرقى ما قيل، فإن علمت أن اختيار اللفظ القرآني في سياقه بالآية هو أرقى ما تقرأ مطلقا أخذك العجب كل مأخذ، ولك أن تجرب، وتقلب النظر فيما تقرأ من آيات الكتاب المبين، وهي أظهر ما تكون وفق ترتيب نزول القرآن الكريم لأنها مؤسِّسَة للدلالة ما دام القرآن أزليا وما دام النزول عاصفًا بالسابقِ الهزيلِ من المعاني والدلالات مثبتا الصحيحَ من إسقاطه على المدلول في الكون والشريعة.
5. خصائص الكلمة القرآنية وموضعها في الآية: الحديث عن إعجاز القرآن اللغوي والبياني يجر إلى مظاهر هذا الإعجاز وأمثلته، وهو موضوع مؤلفات طويلة وكثيرة. ولئن أعجز القرآن أرباب العقول والفصاحة، فإن التحليل المتمعن لخمسة أبواب للفظه وعبارته ومدلوله وتحديه بكماله، وتحديه بالعجز عن الإتيان بمثله، هو ما يفضي إلى الإيمان العميق الصادق بسبقه وعلوه على سائر كلام الخلق مهما كان. وهاهنا سأتناول تحليلا لأولى هذه الأبواب (اللفظ)، وتتسم الكلمة القرآنية بما يلي:
- تعبر عن أدق وأشمل و-في حالات محددة- عن أول ما دلت عليه في العالمين. ولا ريب أن ذلك لا يكون إلا من الخلاق العليم الأزلي الأول المحيط بكل شيء، الأكبر الأعلى.
- تعبر عن أصل الكلمة في لغات شتى.
- عدد مرات ذكر الكلمة أو الكلمة ومشتقاتها يحوي مضامين إضافية.
- التذكير والتأنيث في الأسماء هو علمي الدلالة مثل الأرض والشمس والقمر وغيرها، لا كمثل اللغات الأخرى، مما يدلل على ربانية اللغة العربية في منشإها وأثر صنعة الآدمي في اللغات الأعجمية.
6. أول نزول لكلماتٍ بعينها من القرآن الكريم: إن رحلة التفكر والتأمل الطويلة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرقب -ناظرا في لياليه إلى السماء- ما يجلو ذلك عنه، كللت بالوحي، والوحي كلام والكلام كلمات، وكل كلمةٍ لها دورها في تغيير حياة النبي والعالمين أجمعين. ويكون من آثار الوحي تبني مصطلحات بعينها بعضها تختلف عما درج عليه العرب في كلامهم، وبعضها بنفس المعنى وتوظيفه البلاغي وما عبر عنه في الآيات يسمو عن الأفكار البسيطة الضيقة البادرة عن المخلوق إلى رحاب أوسع ومعان أشمل وأعدل وأصوب: الله، الأعلى، الدنيا، النفس، الهدى، وغيرها.
7. خصائص بيانية وبديعية كثيرة أخرى: تعرفها العرب جاء القرآن ليتحداهم بها، وأخرى جديدة مثل ‏حذف الجمل المشتركة: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ ‏فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} (البقرة 17)، والتقدير {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} ‏ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِ، { ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ}.‏
8. التقوى والعلم:كل ما يتنزل في القرآن من آياتٍ فيها علم شرعي بما فيها التي تصف أهوال القيامة، أو عذاب الأمم الكافرة، أو النار، قصْد خشية الله وتقواه، أو النعيم والجنة ترغيبًا للمؤمنين في التقوى، فإنه يرد في تلكم الآيات بالموازاة تعليم لعلوم كونية مثل كيفية حدوث ظواهر طبيعية لم يكن الإنسان ليعلمها لولا بيان القرآن لها، ومثالها آيات سورة البقرة السابقة: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة 17 - 20)، وصدق الله سبحانه وتعالى القائل: { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (البقرة 282).
9. المشتقات القريبة من الكلمة الواحدة في الآية نفسها أو قريبا منها:
- { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ.. عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ... وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }(التكوير).
- { وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } (الرحمن 15 - 19).
- وفي سورة القلم (التي تسمى سورة ن)، وقد تكون جامعة لكل أصول الحروف وتركيباتها وصفاتها ومخارجها، فيها من التقابلات والتكرار لكلماتها تأثيرات كثيرة في نفس التالي ولسانه، وتجد تقابلات الكلمات نفسها مرفوعة ومكسورة (فَأَقْبَلَ بَعْضُـهُمْ عَلَى بَعْضٍ،َ..عسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ،... شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ)، أو فعلا وفاعلا (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ،.. مُصْبِحِينَ ..فَأَصْبَحَتْ)، أو فعلا للمخاطب الفرد والجماعة وهو من التشابهات اللفظية الداخلة في الصرف مثل: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ، ...وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)، أو التكرار مع اختلاف في المقصود { كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ}. والتقارب في حروف جذورها على اختلاف في الترتيب { أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}‏(القلم 17). {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} (القلم 18 - 19)، أو الاشتراك في حرفٍ مفتاحيّ مميز ٍلخاصية كاختصاص في الذال للذم في كلمتين أو الجيم للاجتباء في أخريين مثلا: { لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } (القلم 49 - 50). أو الباء في العلم أو الراء في حقوق المال { الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ، أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ }. وتأمل حروف الحلق (الحاء والهاء والهمزة والعين) والشفتين (الميم) والخيشوم (النون) والأسنان (الزاي) في صفات سيئة عشرة {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (القلم 10 - 13).
- {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ(20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ(21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ}(القلم 7 -22).
- {لَـيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ(17)وَلَا يَسْتَثْنُونَ(18)فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ(19)فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}(القلم17-20)، تناظر عجيب في الآيات الأربع.
- { أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِــكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ } (القلم 22 - 25).
وهذه أمثلة من سور أخرى ، مثل كلمات مادة فزز التي وردت فقط في ثلاث مواضع من سورة الإسراء: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } (الإسراء 64)،{ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا } (الإسراء 76)،{ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا} (الإسراء 103).
- { وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ 88 أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } (طه 88 - 97).
- إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ (اليوم) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ (المصدر) شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ (الفعل).
- {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } (الأَنْفال 63-66).
- { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ } (الأَنْفال 60).
10.التحضير المنهجي لسرد العلوم: وهذا ما أشرت إليه في المقدمة كمثال الميراث، وكمثال الخوارزم الأول في الأنفال قبل خوارزم الميراث.
11. لتعلموا والآيات الأربع والشعائر الأربع: نظرية كل شيء، و سآتي على تفصيلها في حينها بإذن الله.
12. المثاني: سآتي على تفصيلها في حينها بإذن الله.
13. الحركاتُ الإعرابية المرشِدَة: ومثال ذلك في سورة القارعة: النَّاسُ و الْجِبَالُ أصلان، رفعهما في اللغة فيه إشارة للفرق في أساس التخلق، أما النباتُ والحيوان فقد جاءا مخفوضين لاختلافهما عن الأولين. { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } (القارعة 4 - 5).
14. الأنبياء والرسل وعدد السنين والحساب: إن العدد في الترتيب التاريخي للأنبياء والرسل فيما جاء في القرآن الكريم ينتقل انتقالا تطوريا تعليميا، كأن البشرية في أطوارها لم تتهيأ في القديم على عهد آدم عليه السلام بما يسعفها من بعدُ في عهد نوحٍ عليه السلام لفهمٍ كافٍ لعدد السنينَ والحساب، فآدم لم يرد في قصته أي عدد اللهم من قوله سبحانه في الزوج { أَنْتَ وَزَوْجُكَ } (البقرة 35)، أو ذكر ابنيه، ونوح ورد عدد كبير هو ألف سنة إلا خمسين عاما، ومعدوده متفقٌ مع حاجة الإنسانية إلى تأمُّلٍ تتالي السنين حتى تبلغ الألف، وماكان فيها من قحط (سنة) وخير (عام)، ثم تجد إبراهيم مع أربعة الطير والظواهر الكونية في محاججته الذي بهت في المشرق والمغرب، وفي تدبره الملكوت، وفي بنائه الكعبة مع إسماعيل بما يلزمه لها من هندسة وحساب وإن كان بسيطا، فهذا أكثر تقدما، وأما موسى فإن ميقات ربه بثلاثين وإتمامها بأربعين واختياره من قومه سبعين وانقسامهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وانفجار العيون بعددها، وتلك عمليات جمع وقسمة، وتيه بني إسرائيل أربعين سنة، فعهده في هذا الباب متقدم أكثر، وتأمل يوسف عليه السلام من بعد ذلك تجد تقدما أكثر مع المجموعة الشمسية وعدة إخوته الأحد عشر وتجريد وترميز في الأحلام والرؤى، وفي رؤيا الملك المبنية على أعداد جديدة ذكرت بالاسم مثل السبعة أو ما بما رافقها من عمليات التجريد والقسمة والمضاعفة والجمع لتفهم الأعداد 13 (مجموع الكواكب والشمس والقمر، ومجموع أهله في الرؤيا إخوته ووالديه)، و14(عدد السنابل وعدد البقر وعدد السنوات قبل عام الغوث)، و15(مجموع سني رؤياه). ويونس عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل ذكر عدد واحد في قصته وهو مئة ألف، لكن ركوبه الفلك المتطلبة علما بالملاحة مع القوم يستدعي تطورا يسبق السابقين من الأنبياء والرسل المذكورين في عدد السنين والحساب، وأما عيسى عليه السلام فالطب آكد في قومه، ونزل مصدقا بالتوراة وكتابهم كتابه وشريعتهم شريعته عدا ما خفف عنهم، وهو نازل من بعد محمد صلى الله عليه وسلم متبع شريعته فتلك دواع لعدم ذكر عدد السنين والحساب في قصته، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فعدد السنين والحساب في منتهاه.
والظاهرة تجمع إلى كونها تطورية في الزمن، فإن معنى آخر ينضاف إليها هو درجة اهتمام الأمم بعدد السنين والحساب، وليست اليهود كقومِ مدينَ العربِ كما نعلم في هذا الشأن، لأن اليهود كثرت فيهم الرسل وهم إلى ذلك منشغلون من قديم بعدد السنين والحساب، لكونه أساس التجارة ولولعهم أكثر من غيرهم بالمال والثراء والربا وسبقهم الأمم فيها.
15. كمال كلام الله بدءًا من الحرفِ وحدته البنيوية: كلما اقترب العَالِمُ من الكمال اقترب خطابه من فهم الناس، فيخيل إليهم أنه عادي، لكنه السهل الممتنع. ويخيَّل إلى العالم أنه يتكلم بجديد لا قبل للناس به، وهم يتكلمون بمثله كل يوم. والضابط الفاصل في المسألة أن العالِمَ يختلفُ عن العامة بنظرته الأكثر إحاطة في تكامل أجزاء ذلك الكلام وترابطها برابط العلم، بينما الناس يرونه سهلا لنظرتهم إلى أجزائه سهلة المنال فرادى.
وحين تنزل إلى مستوى الطفل حين يتعلم كلماته الأولى ويسقط الأسماء على المسميات، تدرك أن العِلْم كله مبنيٌّ على تلك القاعدة المضطردة.
ولذا فإن كلام الله تعالى جاء وعاؤه اللغة العربية التي مبناها من الحرف، وهذا سرُّ الأحرف النورانية، ولكون الله العلام أحاط بكل شيء علمًا فإن الإنس والجن لو اجتمعوا لتركيب مثلَ سورةٍ من القرآن ما استطاعوا، مع أن البنية الأساسية فيه وهي ثمانية وعشرون حرفا، موفورة للإنس والجن جميعا.
ولعلك لحِظْت أن تحديَ القرآن جاء بسورة ٍكحد أدنى بعد تحديه بعشر سور من قبل، ولم يأت التحدي بآية، والسبب كون الآية على ما أسلفت جملة قد يحسن الناس الحديث بها أو بمثلها غير مشفوعة بما يرقى بها إلى مقام العلم التام الأكمل. وكلام الناس ذاك بأجزاء من علم الله تعالى في حد ذاته آية إذْ علمه البيان. ألم تر أن عُمَرَ رضي الله عنه وافق ربه حين قال بعض آية وأقرها الله في قرآنه الأزلي، وذلك لما قاله هو: "اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ[1].
16. التعليم الاستنباطي: إن المعلِّم هو الخالق سبحانه، يعلم الإنسان المخلوق الذكي وفق منهجية تعليم الجزء الأهم وترك المجال للاصطلاحات التي تأتي تبعًا، أو المصطلحات التي لا مشاحة فيها، أو ما يمكن أن يستنبط، فالأول مثل ذكر يومَي السبت والجمعة بالاسم، وترك الأيام الأخرى التي علمنا الله العدَّ فكفانا بها وكانت مشتقة منها (الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس[2]). ومثال الثاني ما جاء في القرآن من ذكر شهر واحدٍ لعظيم فضله وشرفه وهو رمضان، وأعرض عن ذكر سائر الشهور، لأنه لا مشاحة في تسميتها وقد أقرتها السُّنة، ومن الثالث أن جاء في القرآن فصْلان هما الشتاء والصَّيف، ومادامت البرودة والحرارة هي المعتمد في تقسيمهما، فيمكن استنباط تفريعة لفصلي الربيع والخريف، ثم إن اعتماد الفصول على أنها أربعة ليس بالضرورة الأنفع. وهكذا يوقن العبد أنَّ المخلوقات مقدرة من الله تقديرًا {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفرقان 2)، وكل ما خفي من العلم في القرآن فإن أهل الذكر يُسألون عنه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (النحل 43)، ذلك أنهم أولى الناس بتدبر القرآن وفهم واستنباط ما فيه من الأحكام والعلم والنور: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء 82 - 83).

----
[1] رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.
[2] وفي السنة بيان إقرار تلك التسمية، كحديث صحيح مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ". وفي الحديث عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ 'نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمْ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ'، وكذلك حديث تفصيل الخلق. وكانت الأيام في الجاهلية لها أسماء كما في فتح الباري: " فَقَدْ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : إِنَّ الْعَرُوبَةَ اسْمٌ قَدِيمٌ كَانَ لِلْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالُوا فِي الْجُمُعَةِ هُوَ يَوْمُ الْعَرُوبَةِ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ غَيَّرُوا أَسْمَاءَ الْأَيَّامِ السَّبْعَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تُسَمَّى: أَوَّلَ ، أَهْوَنَ، جُبَارَ، دُبَارَ، مُؤْنِسَ، عَرُوبَةَ، شِيَارَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَانَتْ الْعَرَبُ تُسَمِّي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ أَهْوَنَ فِي أَسْمَائِهِمُ الْقَدِيمَةِ، وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّهُمْ أَحْدَثُوا لَهَا أَسْمَاءً، وَهِيَ هَذِهِ الْمُتَعَارَفَةُ الْآنَ كَالسَّبْتِ وَالْأَحَدِ إِلَى آخِرِهَا. وَقِيلَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّى الْجُمُعَةَ الْعَرُوبَةَ كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ وَبِهِ جَزَمَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ، فَيَحْتَاجُ مَنْ قَالَ إِنَّهُمْ غَيَّرُوهَا إِلَّا الْجُمُعَةَ فَأَبْقَوْهُ عَلَى تَسْمِيَةِ الْعَرُوبَةِ إِلَى نَقْلٍ خَاصٍّ".
 
عودة
أعلى