استمع إلى وصف الجنة من ميمية ابن القيم

طه الفهد

New member
إنضم
14/02/2006
المشاركات
839
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
ليبيا
الموقع الالكتروني
http
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد....
فنزولا عند رغبة بعض الإخوة من إفراد الأبيات التى تحدث فيها الإمام ابن القيم رحمه الله فى ميميته عن الجنة فى ملف صوتى خاص لعذوبة هذه الأبيات و قربها من نفوسهم فإنى قمت بفصل الأبيات فى ملف صوتى بصيغة ام بى ثرى و تحميله على النت و أتمنى من الجميع أن لا ينسانى من دعوة صالحة ...
www.khayma.com/tajweed/taha/wasfalganah.mp3
و كنت قد سجلت الميمية كاملة هنا على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104039
و جزى الله خيرا كل من أعان على نشره ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أخوكم/طه الفهد
 
[align=center]الجنة بلاد الأشواق[/align]

[align=center]من ميمية ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ[/align]
[align=center]وَمَا ذاكَ إلا غيْرةً أن ينالَها *** سِوَى كُفئِها والربُّ بالخَلْقِ أعْلَمُ
وإنْ حُجِبَتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ *** وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ
فَلِلهِ ما في حَشْوِها مِن مَسرَّةٍ *** وأصنافِ لذَّاتٍ بِها يتَنَعَّمُ
ولله بَرْدُ العيشِ بينَ خِيامِها *** ورَوضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبْسُمُ
ولِلَّهِ واديها الذي هوَ موعدُ الْـ *** ـمَزيدِ لِوَفدِ الحُبِّ لو كنتَ مِنهمُ
بِذيَّالِكَ الوادي يَهيمُ صَبابَةً *** مُحِبٌّ يرى أن الصَّبابَةَ مغنَمُ
وَلله أفراحُ المحُِبين عندما *** يُخاطِبُهُم مِن فوقِهم ويُسَلِّمُ
ولله أبصارٌ ترى اللهَ جَهرةً *** فلا الضَّيْمُ يَغْشاها ولا هي تَسْأمُ
فيا نَظرةً أهْدَتْ إلى الوجه نظرة *** أمِنْ بَعْدِها يَسْلو المحُبُّ المتيَّمُ
ولله كمْ مِن خَيْرَةٍ لو تَبَسَّمَتْ *** أضاءَ لَها نورٌ مِن الفَجْرِ أعظَمُ
فيَا لذةَ الأبْصارِ إنْ هِيَ أقبَلَتْ *** ويا لذَّةَ الأسْماعِ حينَ تَكَلَّمُ
ويا خَجْلَةَ الغُصْنِ الرطيبِ إذا انْثَنَتْ *** ويا خَجْلَةَ الفجرَيْنِ حين تَبَسَّمُ
فإن كنتَ ذا قلبٍ عليلٍ بِحُبِّها *** فلم يبقَ إلا وصْلُها لكَ مَرْهَمٌ
ولا سِيَّما في لَثْمِها عندَ ضمِّها *** وقد صارَ منها تحتَ جيدِكَ مِعْصَمُ
تراه إذا أبْدَتْ لهُ حُسْنَ وجْهها *** يلذُّ بِها قبلَ الوِصالِ ويَنْعَمُ
تفَكَّهُ منها العينُ عند اجتِلائِها *** فواكهَ شتَّى طلعُها ليس يُعْدَمُ
عناقِيدَ مِن كرْمٍ وتُفّاحَ جنَّةٍ *** ورُمانَ أغْصانٍ بِها القلبُ مُغْرَمُ
ولِلوَرْدِ ما قدْ ألْبَسَتْهُ خُدودها *** ولِلخَمْرِ ما قد ضمَّهُ الرِّيقُ والفَمُ
تَقَسَّمَ منها الحُسْنُ في جَمْعِ واحِدٍ *** فيَا عَجَبًا مِن واحِدٍ يَتَقَسَّمُ
لَها فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الحُسْنِ أُجْمِعَتْ *** بِجملتِها أنَّ السُّلُوَّ مُحَرَّمُ
تُذكِّرُ بالرحمنِ مَن هو ناظرٌ ***فينطِقُ بالتَّسبيحِ لا يَتَلَعْثَمُ
إذا قابلتْ جيشَ الهُمومِ بِوجْهها *** تولىَّ على أعقابِه الجيشُ يُهْزَمُ
ولَمّا جرَى ماءُ الشبابِ بِغُصْنِها *** تَيَقَنّ حقًّا أنَّهُ ليسَ يُهْزَمُ
فيَا خاطبَ الحسْناءِ إنْ كُنْتَ راغِبًا *** فهذا زمانُ المَهْرِ فهو المقدَّمُ
وكنْ مُبْغِضًا للخائناتِ لحبِّها *** فتحظى بِها مِن دونِهنَّ وتنعمُ
وكنْ أيّمًا ممن سواها فإنها *** لِمثلكَ في جناتِ عدن تأيّمُ
وصمْ يومَك الأدْنى لعلكَ في غدٍ *** تفوزُ بِعِيدِ الفِطْرِ والناسُ صُوَّمُ
وأقدِمْ ولا تقْنَعْ بعَيْشٍ مُنَغَّصٍ *** فما فازَ باللذاتِ مَن ليس يقدمُ
وإن ضاقتِ الدنيا عليكَ بأسرِها *** ولم يكُ فيها منزلٌ لكَ يُعلَمُ
فحيَّ على جناتِ عدْنٍ فإنَّها *** منازلكَ الأولى وفيها المخيَّمُ
ولكننا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى*** نعودُ إلى أوطانِنا ونسلَّمُ
وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى *** وشطَّتْ به أوطانُه فهو مؤلم
وأيُّ اغترابٍ فوق غربَتِنا التي *** لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
وحيَّ على روضاتِها وخيامِها *** وحيَّ على عيشٍ بها ليسَ يُسْأمُ
وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقِي الْـ *** ـمُحِبُّون ذاكَ السوق للقومِ يُعلَمُ
فما شئتَ خذْ منه بلا ثمنٍ له *** فقد أسلفَ التجار فيه وأسلمُوا
وحيَّ على يومِ المزيدِ الذي به *** زيارةُ ربِّ العرشِ فاليوم موسِمُ
وحيّ على وادٍ هنالكَ أفْيَح *** وتُرْبَتُهُ مِن إذفرِ المِسكِ أعظَمُ
منابر مِن نورٍ هناك وفضةٍ *** ومن خالِصِ العِقْيانِ لا تتفصَّمُ
ومِنْ حوْلِها كثبانُ مِسْكٍ مقاعدٌ *** لمِن دونهم هذا العطاءُ المفخَّمُ
يرونَ به الرحمنَ جلَّ جلالُه *** كرؤيةِ بدرِ التَّمِّ لا يُتَوَهَّمُ
أو الشمسِ صحْوًا ليس مِن دون أفْقِها *** سحابٌ ولا غيمٌ هناكَ يغيّمُ
فبينا همُ في عيشِهِم وسرورِهم *** وأرزاقُهُم تجرى عليهِمْ وتُقْسَمُ
إذا همْ بنور ساطعٍ قد بدا لهمْ *** وقد رفعوا أبصارهم فإذا همُ
بربهم من فوقهم قائل لهم *** سلامٌ عليكم طبْتُم ونَعِمْتُمُ
سلامٌ عليكمْ يَسمعونَ جميعُهُم *** بآذانِهم تسليمُهُ إذْ يُسَلِّمُ
يقولُ : سلوني ما اشْتَهَيْتُمْ فكلُّ ما *** تُريدون عِندي إنني أنا أرْحَمُ
فقالوا جميعًا نحن نسألكَ الرِّضا *** فأنتَ الذي تُولي الجميلَ وتَرْحَمُ
فيُعطيهمُ هذا ويُشهِدُ جَمْعَهمْ *** عليهِ تعالى اللهُ فاللهُ أكرمُ
فَبِاللهِ ما عُذْرُ امرئٍ هو مؤمنٌ *** بِهذا ولا يَسعى له ويقدّمُ
ولكنما التوفيقُ بالله إنَّهُ *** يَخصُّ به مَنْ شاءَ فضلاً ويُنْعِمُ
فيا بائِعًا هذا بِبَخْسٍ مُعَجَّلٍ *** كأنكَ لا تدري بل سوفَ تَعْلَمُ
فقدِّمْ فدَتْكَ النفسُ نفسَكَ إنَّها *** هي الثمنُ المَبْذولُ حين تُسَلّمُ
وخضْ غَمَراتِ الموتِ وارْقَ معارجَ الْـ *** ـمحبَّةِ في مرضاتِهم تتسَنَّمُ
وسلِّمْ لَهُم ما عاقَدُوكَ عليهِ إنْ *** تُرِدْ منهُمُو أن يَبْذُلُوا ويُسَلِّمُوا
فما ظفرتْ بالوصْلِ نفسٌ مَهِينَةٌ *** ولا فازَ عبْدٌ بالبَطالَةِ يَنْعَمُ
وإنْ تكُ قد عاقَتْكَ سُعْدَى فقَلْبُكَ الْـ *** ـمُعَنَّى رهينٌ في يَدَيْها مُسَلَّمُ
وقد ساعدتْ بالوصل غيرَكَ فَالهوى *** لها مِنْكَ والواشِي بِها يَتَنَعَّمُ
فدَعْها وسَلِّ النفسَ عنها بِجَنَّةٍ *** من العِلم في روضاتِها الحقّ يَبسُمُ
وقد ذُلِّلَتْ منها القُطُوفُ فمَنْ يُرِدْ *** جَناها يَنَلْهُ كيف شاءَ ويَطْعَمُ
وقد فُتِحَتْ أبْوابُها وتَزَيَّنَتْ *** لِخُطّابِها فالحسْنُ فيها مُقسّمُ
وقدْ طابَ منها نُزْلُها ونَزيلُها *** فطوبَى لِمَنْ حلُّوا بِها وتنَعَّمُوا
أقامَ على أبوابِها داعِي الهُدَى ***هَلُمُّوا إلى دارِ السّعادةِ تَغْنَمُوا
وقد غرسَ الرحمنُ فيها غِراسَهُ *** مِن الناسِ والرحمنُ بالخَلْقِ أعْلَمُ
ومَن يَغْرِسِ الرحمنُ فيها فإنَّه *** سعيدٌ وإلا فالشَّقاءُ مُحَتَّمُ[/align]
 
[align=center]جزاك الله خيراً

ما شاء الله تبارك الله.[/align]
 
عودة
أعلى