عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الحمد لله ،وبعد :
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
ولما كان بعض المفسرين يثبت بعض استقراءاته ،رأيت من المناسب أن نجمع ـ مع الإخوة ـ ما يمر بنا من هذا النوع العزيز من العلم .
ولعلي أبتدئ بذلك ـ وهو سبب طرح هذا الموضوع ـ :
1 ـ قال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان :
و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق { هؤلاء } دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون ، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } في سورة الأنعام ( 89 ) وقوله تعالى : { فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء } في سورة هود ( 109 ).
وقال رحمه الله في تفسير الاية 89 من الأنعام :
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله { بل متّعت هؤلاء وآباءهم } [ الزخرف : 29 ] ولم أر من نبّه عليه من قبل .
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال رحمه الله :
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } في سورة [ النساء : 41 ] .
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و { هؤلاء } إشارة إلى الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة ، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه ، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة ( هؤلاء ) مراداً بها
المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
يتبع ـ إن شاء الله ـ
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
ولما كان بعض المفسرين يثبت بعض استقراءاته ،رأيت من المناسب أن نجمع ـ مع الإخوة ـ ما يمر بنا من هذا النوع العزيز من العلم .
ولعلي أبتدئ بذلك ـ وهو سبب طرح هذا الموضوع ـ :
1 ـ قال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان :
و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق { هؤلاء } دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون ، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } في سورة الأنعام ( 89 ) وقوله تعالى : { فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء } في سورة هود ( 109 ).
وقال رحمه الله في تفسير الاية 89 من الأنعام :
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله { بل متّعت هؤلاء وآباءهم } [ الزخرف : 29 ] ولم أر من نبّه عليه من قبل .
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال رحمه الله :
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } في سورة [ النساء : 41 ] .
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و { هؤلاء } إشارة إلى الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة ، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه ، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة ( هؤلاء ) مراداً بها
المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
يتبع ـ إن شاء الله ـ