استفهام الملائكة في قوله تعالى{قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30]

إنضم
21/11/2017
المشاركات
83
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
58
الإقامة
الاردن
[FONT=&quot]قال الشيخ المعاصر عبدالله خضر حمد -وفقه الله- مؤلف تفسير الكفاية:[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وتعددت الأقوال في الغرض من سؤال الملائكة، على وجوه:[/FONT]
[FONT=&quot]أحدها: أن السؤال من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك. قاله الزجاج (3).[/FONT]
[FONT=&quot]والثاني: أن سؤالهم على غير وجه الإنكار منهم على ربّهم، وإنما سألوه ليعلموا، وأخبروا عن أنفسهم أنهم يسبحون.[/FONT]
[FONT=&quot]والثالث: أنه سألته الملائكة على وجه التعجب. قاله ابن جريج (4). قال الطبري: " وجه التعجب، فدعْوَى لا دلالة عليها في ظاهر التنزيل، ولا خبر بها من الحجة يقطعُ العذرَ" (5).[/FONT]
[FONT=&quot]والراجح، إن ذلك منها "استخبار لربها، بمعنى: أعلمنا يا ربنا أجاعلٌ أنت في الأرض مَنْ هذه صفته، وتارك أن تجعل خلفاءَك منا، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك - لا إنكارٌ منها لما أعلمها ربها أنه فاعل. وإن كانت قد استعظمتْ لما أخبرت بذلك، أن يكون لله خلقٌ يعصيه" (6).[/FONT]
[FONT=&quot]------------[/FONT]
[FONT=&quot](2) أنظر: تفسير الطبري: 1/ 469 - 470.[/FONT]
[FONT=&quot](3) أنظر: معاني القرآن: 1/ 109.[/FONT]
[FONT=&quot](4) أنظر: تفسير الطبري (616): ص 1/ 469.[/FONT]
[FONT=&quot](5) تفسير الطبري: 1/ 471.[/FONT]
[FONT=&quot](6) تفسير الطبري: 1/ 470.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]المصدر: الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية[/FONT]
[FONT=&quot]عبدالله خضر حمد [/FONT]
[FONT=&quot]رباط الكتاب:[/FONT]
[FONT=&quot]https://app.mediafire.com/content/0fborxbtvdlkp[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أو في موقع المشكاة:[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]https://www.almeshkat.net/book/13108[/FONT]
[FONT=&quot]
(منقول)[/FONT]
 
﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴿٣٣﴾ البقرة

فَعَلِمَ الملائكة بآدم عليه السلام وبنيه وما سيفعلون على الأرض من فساد وسفك للدماء من خلال ما سطر في اللوح المحفوظ ( لأنهم هم الحفظة الكرام البررة عليه المقربون السفرة المطهرون ). فكان سؤالهم لله عز وجل بعدما علموا بما قدر الله عز وجل ما سيكون إلى قيام الساعة وأمر القلم أن يكتبه فهم لا يعلمون الغيب ولم يشاهدوا أمثال آدم في الخلق من قبله.

والله أعلم

فكان سؤالهم من وحي ما علموا وشاهدوا في اللوح المحفوظ ( بمعنى )

لم تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟.
فسؤال الملائكة ظني ، وتقدير لما علموا وشاهدوا مبني على مؤشرات ودلائل محسوسة لديهم أما معرفة نتائجها ومآلها والغاية منها ( غيبها ) لا يعلمها إلا الله عز وجل وحده .

فأراد الله أن يعلمهم ( قال إني أعلم مالا تعلمون )
فالنتائج المتوقعة من علم الملائكة ظنية ( وهم من شاهد ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ إلى قيام الساعة ) ،
وتقدير وعلم الله عز وجل يقيني فالغاية و النتائج من تسيير الأمور وتدبيرها بطريقة معينة لا يعلمها إلا الله عز وجل وحده فظن المخلوقات لا يصل إلى درجة تقدير الله عز وجل وعلمه .

فتقدير الله عز وجل : توقع يقيني وتنبؤ حقيقي لأحداث وأشياء ستحدث في المستقبل في زمان ومكان محددين ومعينين مبنية على ضبط وحساب دقيقين وتمكن من كل الأمور المتداخلة و المتشابكة ذات الشأن و الصلة والتحكم بها والسيطرة عليها ( لأنه هو من يملكها ) لكي تسير وفق ما هو مخطط لها حيث لا مجال فيها للشك أو التخمين أو الخطأ ....

الإشكالية التي وقع الملاكئة : كان ظنهم مبنيا و بناءا على ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ فقط وبالقدر الذي أذن الله عز وجل أن يتعلموه منه ونسوا أن علم الله عز وجل ليس فقط المكتوب في اللوح المحفوظ .
كنز العمال (10/ 368)
"قال الله عز وجل : يا جبريل إني خلقت ألف ألف أمة لا تعلم أمة أني خلقت سواها لم أطلع عليها اللوح المحفوظ، ولا صرير القلم إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له كن فيكون ولا تسبق الكاف النون". الديلمي - عن ابن عمر.
 
عودة
أعلى