استفسار

إنضم
20/09/2010
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, وبعد

لدي استفسارين:-
الأول: في قوله تعالى في وصف المتقين في سورة الذاريات (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون)

فما هو القليل ؟ ثم هل كل الليل كان في صلاة فقط ؟

الثاني : في قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء إلا ماقد سلف ...الآية)

مالمقصود بكلمة (ماسلف) ؟

جزاكم الله خير ... ونفع الله بكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخانا الفاضل سعد
بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير
لقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3))
ويفهم منه أن النصف أو أكثر من النصف بقليل هو المراد بالقليل
ولقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا" رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

أما قوله تعالى : " إلا ما قد سلف"
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان:
"وأظهر الأقوال : في قوله تعالى : { إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ } [ النساء : 22 ] أن الاستثناء منقطع ، أي لكن ما مضى من ارتكاب هذا الفعل قبل التحريم فهو معفو عنه كما تقدم ، والعلم عند الله تعالى ."
 

جزيت خيرا ابا السعد، واسمح لي أن أضيف بعض الاشارات ، وإلا فما أوردته كاف في البيان إن شاء الله،
فقد وردت تفسيرات عن السلف الصالح في الآية ، منها :
-ما أخرجه الحاكم في مستدركه:8/417/3697، عن ابن عباس :" لا تمر بهم ليلة ينامون حتى يصبحوا يصلون فيها ".
-وأخرج الحاكم أيضا :8/417/3696 وأبو داود في سننه: 4/91/1127 وصححه الألباني عن أنس قال : كانوا يصلون بين العشاء والمغرب ".قال صاحب البحر المحيط بعد إيراده مثل هذا التفسير :" ولا يدل لفظ الآية على الاقتصار على هذا التفسير".10/135.
-وبوب البخاري َأحد كتبه بقوله:" باب الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:"كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "،أَيْ مَا يَنَامُونَ.

وأورد المفسرون مجموعة من أقوال السلف منها:
-قول عبد الله بن رواحة قال : هجعوا قليلاً ثم مدوها إلى السحر .
-قول مطرف بن عبد الله :" قل ليلة تأتى عليهم لا يصلون فيها لله، إما من أولها، وإما من وسطها ".
-وقول ابي العالية:" كانوا يصيبون فيها حظا". وفي لفظ: لا ينامون عن العشاء الآخرة ".
-وقول مجاهد،:" قليل ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون".
-وقول الحسن : مدوا الصلاة إلى الأسحار ، ثم أخذوا بالأسحار في الاستغفار.شرح السنة للبغوي:4/44.
-وقول قتادة:" كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء". وهو قول تؤكده رواية ابن وهب قال:" أنه يراد بها ما بين المغرب والعشاء . قال : كانت الأنصار يصلون المغرب وينصرفون إلى قباء فبدا لهم ، فأقاموا حتى صلوا العشاء ، فنزلت الآية.الهداية الى بلوغ النهاية : 11/7080.
-وأورد البيهقي في شعبه: 4/512/2900، أن الأوزاعي رحمه الله سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "، فقَالَ: " قَلِيلًا مَا تَجِدُ الْمُؤْمِنَ يَنَامُ لَيْلَتَهُ كُلَّهَا .
-وقال البقاعي صاحب نظم الدرر :" ما يهجعون " أي يفعلون الهجوع وهو النوم الخفيف القليل ، فما ظنك بما فوقه لأن الجملة تثبت هجوعهم وهو النوم للراحة ، وكسر التعب وما ينفيه ، وذكر الليل لتحقق المعنى فإن الهجوع النوم ليلاً ، فالمعنى أنهم يحيون أكثر الليل وينامون أقله ".8/198.
-ومن التفاسير الطريفة ما أورده ابن ابي شيبة عن الضحاك في قوله تعالى:" كانوا قليلاً"، المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلاً . 2/238//6361 ، وفي رواية ابن جرير عنه: كانوا قليلاً من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك .
قال ابن عاشور رحمه الله في شرح الآية:" ودلت الآية على أنهم كانوا يهجعون قليلاً من الليل، وذلك اقتداء بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : " قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه "، المزمل / 2 4 ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك كما في حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص: " أن رسول الله قال له : لم أُخْبَر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال : نعم . قال : لا تفعل إنك إن فعلت ذلك نفِهت النفس وهَجمت العين . وقال له : قم ونَم ، فإن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ".14/95.
ومن تعقيبات بعض السلف بعد سماعهم لهذه الآية:
-قال الأحنف بن قيس : لست من أهل هذه الآية ، وهذا إنصاف منه .
-وقيل لبعض التابعين مدح الله قوماً :" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " ، ونحن قليل من الليل ما تقوم ، فقال: رحم الله عبداً رقد إذا نعس ، وأطاع ربه إذا استيقظ.
-أما قوله تعالى :" إلا ما قد سلف":
أخرج ابن أبي حاتم ،عن عطاء بن أبي رباح في قول الله تعالى :" إلا ما قد سلف" يقول: في جاهليتكم. قال حكمت بشير في الصحيح المسبور : سنده صحيح.2/24.
 
جزاكم الله خير وأسأل الله أن لايحرمكم الأجر

لكن أريد أن أسال هل يدخل في قوله تعالى (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون) من قضى جل ليلته في دعوة أوصلة رحم أو زيارة مريض أو اتباع جنازة أو .....الخ من أنواع العبادات؟

 
أخي الحبيب ، كل ما ذكرته يدخل في أبواب البر والخير، وأنت مأجور عليه إن شاء الله ، أما الآية الكريمة فتفسيرها واضح كما سبق، وهي مرتبطة بما قبلها وما بعدها" قال تعالى :" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) من سورة الذاريات.
 
عودة
أعلى