جزاك الله خيراً أخي الكريم على تنبيهك ، وقد تنبهت لهذا في موضع ونسيت الموضع الذي نبهتني إليه وفقك الله ، وقد قمت بتعديله .
ومن باب الاستطراد فإن هذه المسألة العلمية قد تحدث عنها اللغويون في كتب الأخطاء الشائعة ، ومنهم الأستاذ محمد العدناني ، فقد ذكر في كتابه (معجم الأخطاء الشائعة) ص 264 أن الصواب هو أن تقول : على الطلاب أن يوجدوا في أماكنهم في التاسعة صباحاً . ولا تقول : على الطلاب التواجد في أماكنهم .
ولكنني أذكر أنني قرأت للنحوي الأستاذ عباس حسن في بحث له تسويغ هذا التعبير ، وأظنه ذكر ذلك في أحد أعداد مجلة المجمع اللغوي بالقاهرة ، ولعلي إن راجعته أذكره هنا ، أو راجعه أحد الإخوة يذكره من باب الفائدة.
والمؤلفات في تتبع الأغلاط اللغوية ونقد الأخطاء الشائعة قديمة ترجع إلى القرن الثالث الهجري ، وحتى العصر الراهن ، غير أن هناك توسعاً في الوقت الحاضر في تخطئة كثير من الاستعمالات والتعبيرات ، والتوسع في مسألة المناهي اللفظية لمجرد الشك في صحتها ، دون أن يكون هناك دليل كاف في ردها ، والنهي عنها.
وقد سمعت أحد الفضلاء يخطئ من يقول (ومما يؤسف له) ويرى أن الصواب هو أن تقول :( مما يؤسف عليه) بدليل قوله تعالى على لسان يعقوب :(يا أسفى على يوسف) فعداها بعلى ولم يعدها باللام .
والذي يبدو لي أن ورود الصيغة الثانية في القرآن ، لا يعني خطأ غيرها ، وفي مثل التعبير الأخير ، فإنه يحمل على التضمين ، فيضمن الفعل (يؤسف) معنىً مناسباً لتعديته بحرف اللام ، مثل : يُرثى ، أو يُحزَن أو نحو ذلك ، مما يعطي التعبير ثراءً وسعة. وقس على ذلك كثير من التعبيرات التي سارع كثير من الكتاب إلى ضمها لقائمة الأخطاء الشائعة على ألسنة المتحدثين ، وأسلات الأقلام ، والاعتدال في ذلك مطلوب.