استفسار عن معنى عبارة في تفسير ابن كثير

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم
قول ابن كثير باللون الأحمر:

فَقَوْله : " ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " تَضَمَّنَ وَصْفهمْ بِأَنَّ فِيهِمْ الْعِلْم وَالْعِبَادَة وَالتَّوَاضُع ثُمَّ وَصَفَهُمْ بِالِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعه وَالْإِنْصَاف .

هل هذا في عموم قساوسة ورهبان النصارى أم هؤلاء الذين إذا سمعوا القرآن " [FONT=&quot]يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ [/FONT] " ؟؟؟؟

 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الظاهر أن مراد الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى الخصوص لا العموم، أي أن تلك الأوصاف التي ذكرها في خصوص من ذكرهم الله تعالى و أثنى عليهم، لا عموم قساوسة النصارى و رهبانهم، و يؤيد ما قلت:
- أن الله تعالى قال:" اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "" و قد فسر النبي صلى الله عليه و سلم هذه الآية لعدي بن حاتم رضي الله عنه بقوله:"أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه؟ قلت بلى قال : ( فتلك عبادتهم ) "
فكان من أوصافهم -رهبان النصارى- تحليل الحرام و تحريم الحلال و تزيين المعاصي، كما في رواية عند البيهقي في شعب الإيمان:" قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم و لكنهم أطاعوهم في المعاصي"..
- كذك الآيات الكثيرة التي فيها ذم النصارى عموما كقوله تعالى:" و قالت النصارى عيسى بن الله.."، و " و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم.."، و " قالوا كونوا هودى أو نصارى تهتدوا" " " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" " "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم.."...
و لا شك أن كلمة النصارى في هذه الآيات عامة فيهم-عوامهم و رهبانهم- إلا القليل، و منهم الذين مدحهم الله تعالى في تلك الآيات.
فالآيات ليست في عمومهم، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم. وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام، ويتبين له بطلان ما كانوا عليه، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام."اهـ.
و بتتبع كلام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره للآية يتبين أن مراده الخصوص لا العموم، حيث قال:"وهذا الصنف من النصارى هم المذكورون في قوله [عز وجل] (8) { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ [ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِِ] } (9) الآية [آل عمران:199]، وهم الذين قال الله فيهم: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ] } (10) إلى قوله { لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } [القصص:52-55] ".اهـ.
و الله أعلم و أحكم.
 
عودة
أعلى