استفسار عن قول ابن عباس "وكان بمواقع النجوم".

[أبو عمار المليباري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشايخ الفضلاء،

آمل منكم توضيح هذه الجملة من كلام ابن عباس رضي الله عنها وهو يتحدث عن نوعي نزول القرآن: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض. أخرجه الحاكم والبيهقي وصحح إسناده الحافظ ابن حجر.

إشكالي في المراد بـ "مواقع" في كلامه. ولم جاء التعبير بـ "كان"؟.

لأنني ما رأيت أحدًا يشرح هذا الكلام ويوضحه أثناء إيراده لأثر ابن عباس الدال على نزول القرآن جملةً ومنجمًا.

 

[حسن الاسامي]

يقصد ابن عباس بقوله :"كان بمواقع النجوم" (أو "كان بموقع النجوم") ما ذكره بعده "كان الله ينزله على رسول الله بعضه في أثر بعض" أي نزل منجما بحسب الأحداث (المواقع). و إليك هذه الاحاديث التي توضح ذلك :
عن ابن عباس: {بمواقع النجوم} [الواقعة: 75] : " نجوم القرآن، وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعا جملة واحدة، ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما: فرقا: قطعا، الآية والآيتان وأكثر ". تفسير مجاهد
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة: 75] قال: "نزل متفرقا" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ". المستدرك على الصحيحين للحاكم
عن ابن عباس: " {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} [الدخان: 3] ، قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نجوما لجواب كلام الناس ". ترتيب الأمالي للشجري
ونقرأ في الإتقان للسيوطي :
"عن ابن عباس أنه سأل عطية بن الأسود فقال: أوقع في قلبي الشك قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وهذا نزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس إنه أنزل في رمضان ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام.
قال أبو شامة قوله: "رسلا " أي رفقا وعلى مواقع النجوم أي على مثل مساقطها يريد: أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على ما وقع مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق".انتهى
أما "كان" فلأن إنزال القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منجما ارتبط بوقت و ذلك الوقت مضى وانقضى بآخر آية نزلت و الله أعلم

 

[عبدالله جلغوم]

أعتقد أن مواقع النجوم تعني الفواصل بين الآيات ، وفي ذلك إشارة إلى عظمة الترتيب القرآني .