استفسار عن قوله تعالى"فنظر نظرة في النجوم"

إنضم
20 نوفمبر 2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​


قال تعالى : "فنظر نظرة في النجوم"سورة الصافات آية 88
هذه الآية اختلف العلماء فيها:
منهم من قال: أنه نظر في علم النجوم وبالتالي (في) هنا مقصودة.
ومنهم من قال: أنه نظر في النجوم نفسها وبالتالي تكون (في) هنا بمعنى (إلى) أي: نظر إلى النجوم.
ومنهم: من أرجع هذا النظر إلى آيات سورة الأنعام "فلما جن عليه الليل رأى كوكبا............"إلى آخر الآيات.
ومنهم من قال: إن هذا النظر نظر تفكر وتأمل وأظن مقصود به نفس معنى سورة الأنعام.

الآن وقد ذكروا على كلا القولين الأول والثاني مقصود هذا النظر: أن قومه كانوا منجمين ولذا المقصود مكايدتهم كي يذهبوا ويظل هو ليكسر الأصنام.

فإن كان هذا المقصود على هذا المعنى فما المقصود على المعنى الثاني؟
أرجوا تبيين الأمر بشئ من التوضيح مع ملاحظة أني قرأت أقوال أغلب إن لم يكن جل أقوال المفسرين في الآية فلا أريد النقل بل أريد الفهم

وسؤالي هو: ما مقصود إبراهيم الخليل عليه السلام من نظره للنجوم؟ ولو فيه استدلال على المقصود أرجوا بيان هذا الاستدلال؟

وجزاكم الله خيرا​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخت الكريمة ارجعي إلى موسوعة التفسير بالمأثور الجزء
18 صفحة 625 حيث أبانت الآثار عن الصحابيين عبدالله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله
عنهم وكذلك عن التابعين أنه عليه الصلاة والسلام : أراد الانفراد بأصنامهم فقال إني مريض أو طعين لكي يتركوه وهم كانوا ينظرون بالنجوم كي يعلموا منها الغيب فلما قال لهم تركوه وانصرفوا
والله تعالى اعلم .
 
أفيدك بإذن الله في هذا المعنى، بغض النظر عن كوني أؤمن شخصيا أنه التفسير المقصود أم لا.
يقصدون أنه:
- كان يعلم خرافاتهم التي تربط بين طلوع نجم معين وبين تعرض بعض الناس لـ "شر" هذا الطالع و"شؤمه"، فيصابون بالمرض.
وهذا المعتقد - أي تأثر البشر بالنجوم - منتشر للأسف حتى يومنا هذا في بعض الثقافات. بل ونجم الشعرى (اليمانية) Sirius كان يعتبر عند الرومان منذرا بجنون الكلاب (وفي الحقيقة يظهر الشعرى مع بداية الصيف، وبالتالي تصاب بعض الكلاب بالعطش وبأمراض صيفية معتادة.. فلا علاقة سببية بين النجم نفسه وبين المرض، بل هي مجرد علاقة تزامن. وكما يقول الغربيون correlation does not imply causation
أي أن مجرد حدوث شيئين في تتابع زمني أو في نفس الوقت لا يعني بالضرورة أن أحدهما حتما هو نتيجة للآخر)

- ربما كان لهم عيد مرتبط بالتقويم المعتمد على ظهور نجم معين، وكان الكهنة يحتفظون لأنفسهم بمعرفة التقويم وبعلم الرصد.. فدرسه إبراهيم منفردا واستنتج يوم العيد قبل أن يعلنوه للناس، فربط تمارضه (تظاهره بالمرض الجسدي) بحيث يتوافق يومه مع يوم عيدهم، كي ينفرد بالأصنام عندما يخرج الناس لساحات العيد.
وكل هذه مجرد ظنون وتخمينات بالطبع.. والله أعلم بمراده.
 
السلام عليكم
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93))
سورة الصافات
فنظر نظرةً في النجوم عائدة على أبيه ، ذالك لأن إبراهيم عليه السلام سأل والده وقومه فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، ولأن قومه لم يكن لديهم علم به قام والده بالنظر في النجوم ليبحث عن الإجابة ، ولأنه عجز عن إيجاد الجواب شعر بالحرج من إبنه ولم يستطع أن يقول له أنه لم يجد الجواب لهذا قام بإختلاق الأعذار فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ولا أستطيع أن أنظر في النجوم بشكل جيد وأما قومه فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ لكي لا يطلب من شخص آخر لذالك أصبحو يتجنبونه ليتجنبو الإحراج من أسئلته ، ولما رأى إبراهيم ذالك منهم فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ولما شاهد صمتهم وعدم ردهم عليه فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ .
والله أعلم
 
السلام عليكم
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93))
سورة الصافات
فنظر نظرةً في النجوم عائدة على أبيه ، ذالك لأن إبراهيم عليه السلام سأل والده وقومه فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، ولأن قومه لم يكن لديهم علم به قام والده بالنظر في النجوم ليبحث عن الإجابة ، ولأنه عجز عن إيجاد الجواب شعر بالحرج من إبنه ولم يستطع أن يقول له أنه لم يجد الجواب لهذا قام بإختلاق الأعذار فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ولا أستطيع أن أنظر في النجوم بشكل جيد وأما قومه فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ لكي لا يطلب من شخص آخر لذالك أصبحو يتجنبونه ليتجنبو الإحراج من أسئلته ، ولما رأى إبراهيم ذالك منهم فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ولما شاهد صمتهم وعدم ردهم عليه فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ .
والله أعلم

مثال جيد جدًّا لحالة بطلان التفسير بالرأي وإن وافق وجها من وجوه لسان العرب.
فأنت ترى أنَّ عود الضمير على أبي إبراهيم عليه السلام ممكن، وتعليل إدبار القوم بالتهرب من الحرج ممكنٌ، لكن غير الممكن أن نجنح إلى هذا التفسير مع وجود وصحّة حديث:
{"لَمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ إلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ منهنَّ في ذَاتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؛ قَوْلُهُ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، وقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]. وقالَ: بيْنَا هو ذَاتَ يَومٍ وسَارَةُ، إذْ أَتَى علَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ...} "
البخاري (3358)، ومسلم (2371).
بوركت على الاجتهاد أخي.
 
شكراً لك أخي محمد يازيد ، كنت أظن بضعف حديث كذبات إبراهيم الثلاث لهذا إعتمدت تفسير القرآن بالقرآن ،
لهذا أشكرك على التنبيه .
 
أحسن الله إليك أخي أحمد.
القول بالرأي الاجتهاديّ مقبول ومطلوب بشروط لا تخفى عليك.
وهذا موقع حسنٌ مفيدٌ للاطلاع على التفاسير الأثرية وغيرها.
https://tafsir.app/37/88
 
أحسن الله إليك أخي أحمد.
القول بالرأي الاجتهاديّ مقبول ومطلوب بشروط لا تخفى عليك.
وهذا موقع حسنٌ مفيدٌ للاطلاع على التفاسير الأثرية وغيرها.
https://tafsir.app/37/88

أخي إطلعت على تفسير الموضوع في الموقع الذي إقترحته علي وأنا أميل إلى قول الرازي بوجوب رفض هذا الحديث وإنكاره ، قال الرازي (((: قالَ بَعْضُهم: ذَلِكَ القَوْلُ عَنْ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كِذْبَةٌ ورَوَوْا فِيهِ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: «ما كَذَبَ إبْراهِيمُ إلّا ثَلاثَ كَذَباتٍ» قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: هَذا الحَدِيثُ لا يَنْبَغِي أنْ يُقْبَلَ؛ لِأنَّ نِسْبَةَ الكَذِبِ إلى إبْراهِيمَ لا تَجُوزُ، فَقالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: فَكَيْفَ يُحْكَمُ بِكَذِبِ الرُّواةِ العُدُولِ ؟ فَقُلْتُ: لَمّا وقَعَ التَّعارُضُ بَيْنَ نِسْبَةِ الكَذِبِ إلى الرّاوِي وبَيْنَ نِسْبَتِهِ إلى الخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلامُ كانَ مِنَ المَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أنَّ نِسْبَتَهُ إلى الرّاوِي أوْلى )))
وعملاً بقوله تعالى في سورة النور (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)) فالواجب علينا أن نظن خيراً بسيدنا إبراهيم وأن نبحث عن أوجه تأويل أخرى لتلك الآيات وهذا أولى من أن نحاول التبرير لكذب الأنبياء بما فيه من سوء الظن بهم .
والله أعلم
 
وقد بحثت موضوع تنزيه إبراهيم عليه السلام عن الكذب ووجدت أن العلماء يقولون بإستعماله للمعاريض التي فيها مندوحة عن الكذب ، لكنني لاحظت أن هذه المعاريض مقصود بها الآيات القرآنية وليس الحديث الذي يقول بالكذبات الثلاث ، لذالك بحثت في موضوع كيف يتم الحكم على متن هذا الحديث بالحسن فلم أجد سوى الحكم عليه من خلال صحة الإسناد ، والقول بأن المقصود بالكذبات الثلاث في الحديث هو المعاريض فيه تناقض مع موضوع الحديث في حد ذاته .
وأظن أن حديث الكذبات الثلاث في حكم الحديث الشاذ ، قال الإمام الشافعي: ( هو ما رواه المقبول مخالفة لرواية من هو أولى منه ) . فالأولى أن نأخذ بقول الله تعالى عن نبيه إبراهيم ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42))
فالله تعالى يقول أن نبيه إبراهيم كان صديقاً وهذا الأولى من الحديث الشاذ المعلول حتى وإن صح إسناده .
والله أعلم
 
هذا الحديث ليس شاذًّا ولا معلولا؛ بل حكم بصحته الشيخان وأصحاب السنن، وما علمت أحدا من علماء الحديث أعلّ متنه للحجة التي سقتها.
ولك أن تنظر إلى قول إبراهيم عليه سلام الله في مواضع أخرى توهم بالكذب هي قوله عن النجوم: {هَذَا رَبِّي} وظاهره إما كذبٌ أو شرك؛ معاذ الله أن يوصف بهما الصّديقُ خليل الرحمن.

وتأمَّلْ الصّدّيق يوسف عليه صلاة الله وسلامه في ظاهر ما كاد لإخوتهِ في الصّواع.
وتأمّل أخطاء وصلت إلى إزهاق النفس في حالة كليم الله موسى؛ وقد علمنا أن الله ما جعل على أنبيائه المعصومين من حرجٍ فيما تقرّه الشرائع الإلهية الحكيمة كرفع القلم عن الخطأ والنسيان والاستكراه؛ وكذلك عن التعريض الذي سماه نبينا عليه صلاة الله وسلامه كذبًا تسمية لغويّةً؛ وإلا فإنه ليس بكذبٍ محض.

ولو تماديت في تضعيف هذا الحديث لنلت من حديث الشفاعة الذي يتكلم فيه إبراهيم عليه سلام الله عن كذِباته.
ثم ستقع في إشكال تسمية المسلمين كذّابين وأمتهم أمّةً كذَّابةً وهم الذين اتبعوا نبيهم فيما رخّص لهم من الكذب؛ أو فلتقل بضعف أحاديث ترخيص الكذب لتلك العلل الثلاثة كذلك.

والله أعلم.
 
أنا لم أقل بعدم وجود المعاريض في القرآن الكريم ولكن قلت أن حديث الكذبات الثلاث يتحدث عن الكذب وليس المعاريض وموضوع الحديث في حد ذاته عن الكذب .
وتأويل معنى الكذب في هذا الحديث بالمعاريض وكأنك تقول أن رسول الله يقصد أن إبراهيم عليه السلام لم يستعمل المعاريض في حياته سوى ثلاث مرات وهذه مجرد محاولة لتصحيح الحديث .
وما يترتب عن إعلال الحديث لتناقضه مع القرآن الكريم من التشكيك في حديث الشفاعة ليس سبباً للحكم بصحة متنه ، فأحاديث الشفاعة كثيرة وصحة الكثير منها لا يمنع تنزيه الأنبياء عن ما لا يليق بهم وتمحيص الأحاديث التي تقدح بهم .
لهذا أنا مازلت مع قول الرازي بعدم قبول هذا الحديث في التفسير .
 
حديث الكذبات الثلاث يتحدث عن الكذب وليس المعاريض وموضوع الحديث في حد ذاته عن الكذب.
إذا كان يتحدّث عن الكذب وليس عن المعاريض؛ فلم لا نتبع التأويل اللائق بقولنا ما قال نبينا في نفس الحديث: "كلُّهنَّ في ذات اللَّه"؟
ولماذا يجبُ أن نسلّم أن ثلاث كذباتٍ في ذات الله في حياة خليل الرحمن تطعن في صدّيقيّته؟
وكأنك تقول أن رسول الله يقصد أن إبراهيم عليه السلام لم يستعمل المعاريض في حياته سوى ثلاث مرات وهذه مجرد محاولة لتصحيح الحديث.
الحديث صحيح ولا يحتاج مني أن أجلب له مسوغات تصحيحه؛ والواجب أن أجلب من صواب فهمي ما يدركه على وجهه الصحيح.
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...5&value=&type=

وما يترتب عن إعلال الحديث لتناقضه مع القرآن الكريم من التشكيك في حديث الشفاعة ليس سبباً للحكم بصحة متنه، فأحاديث الشفاعة كثيرة وصحة الكثير منها لا يمنع تنزيه الأنبياء عن ما لا يليق بهم وتمحيص الأحاديث التي تقدح بهم.
لهذا أنا مازلت مع قول الرازي بعدم قبول هذا الحديث في التفسير .
الذي قصدته بحديث الشفاعة هو هذا الحديث:
https://dorar.net/hadith/sharh/1879
والذي أخرجه البخاري (4712)، ومسلم (194).
فأنت تلاحظ أنك في منشورٍ واحدٍ أتيت على بضعة أحاديث في الصحيحين فأسقطتها، وأنت واحد من بلايين المسلمين، ولو أعطى كل أحد لنفسه الحق نفسه لما وصلنا الصحيحان.
فأين نحن من علم الحديث وقاعدة (درء التعارض بين صحيح النقل وصريح العقل)؟

لهذا أنا مازلت مع قول الرازي بعدم قبول هذا الحديث في التفسير .

الرازي إمامٌ جليل؛ والخطأ في حقه ممكن، فلا تأخذك الحمية إلى جزئية من رأيه أنْ وافقَت هواك.
ولو أنك عاودت قراءة كلام تفسير الرازي لتبينت أنه كان متعجلا ولم يستند إلى حججٍ ذات وزن في علم الحديث.
قال: "قالَ بَعْضُهم: ذَلِكَ القَوْلُ عَنْ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّــــــلامُ كِذْبَةٌ ورَوَوْا فِيهِ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: «ما كَذَبَ إبْراهِيمُ إلّا ثَلاثَ كَذَباتٍ» قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: هَذا الحَدِيثُ لا يَنْبَغِي أنْ يُقْبَلَ؛ لِأنَّ نِسْبَةَ الكَذِبِ إلى إبْراهِيمَ لا تَجُوزُ، فَقالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: فَكَيْفَ يُحْكَمُ بِكَذِبِ الرُّواةِ العُدُولِ؟ فَقُلْتُ: لَمّا وقَعَ التَّعارُضُ بَيْنَ نِسْبَةِ الكَذِبِ إلى الرّاوِي وبَيْنَ نِسْبَتِهِ إلى الخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلامُ كانَ مِنَ المَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أنَّ نِسْبَتَهُ إلى الرّاوِي أوْلى، ثُمَّ نَقُولُ: لِمَ لا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِكَوْنِهِ كَذِبًا خَبَرًا شَبِيهًا بِالكَذِبِ؟." انتهى كلامه.
فكيف ساغ أن نقبل أن الذي في القرآن هو من المعاريض؛ وأنَّه مما يتحمله كلام العرب، ثم نقول أن إجراء لفظ الكذب في الحديث على معناه اللغويّ الذي هو مخالفة ظاهر الواقع مخالفٌ لسَنن العرب في كلامها؟
وما قول عمر عنك ببعيد: "نعمت البدعة".
 
القول بأن كذبات إبراهيم عليه السلامعليه السلامعليه السلام في حديث الشفاعة مقصود بها المعاريض فيه نظر ، فهل إبراهيم عليه السلام عليه السلامعليه السلام قد رفض أن يشفع للناس لأنه إستعمل المعاريض في حياته ثلاث مرات ؟ وإذا كانت المعاريض تمنع من الشفاعة فهذا سينعكس على شفاعة نبينا بلا ريب لأنه إستعمل المعاريض في أحاديث كثيرة .
وإذا كان المقصود بالكذبات الثلاث كذبات ثلاثة حقيقية فهذا يعني ان قبول إتهام النبي إبراهيم عليه السلام بثلاث كذبات أهون عند علماء الحديث من إتهام رواة الحديث بكذبتين .
إذن هل تستطيع أن تقول لي كيف يمكننا أن نحكم على متن هذا الحديث مع أن ظاهره وباطنه فيه تناقض ؟ وهل صحة السند تستلزم صحة المتن ؟
 
منذ البداية أراك تحصر معنى الكذب في معنيين اثنين.
والكذب يكون:
- متعمَّدا مذموما "فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ".
- مباحًا "لا يحلُّ الكذبُ إلَّا في ثلاثٍ كذِبُ الرَّجلِ امرأتَه ليرضيَها والكذبُ في الحربِ والكذبُ ليصلِحَ بينَ النَّاسِ".
- معنى لغويا صرفًا بعيدا عن الحكم عليه؛ يقصد به:
* الخطأ. (كذب فلان أخطأ، انظر لسان العرب لابن منظور).
* أو المعاريض. (قول أبي بكرٍ رضي الله تعالى عنه: "هادٍ يهديني".
* أو مجرد مخالفة ظاهر الواقع، ويجوز أن يدخل فيه "لغويا" تعبيرات كثيرة تقولها العرب منها المجاز. "قلت لك ألف مرةٍ ...".
 
القول بأن كذبات إبراهيم عليه السـ ــــلام في حديث الشفاعة مقصود بها المعاريض فيه نظر ، فهل إبراهيم عليه السـ ــــلام قد رفض أن يشفع للناس لأنه إستعمل المعاريض في حياته ثلاث مرات ؟

ما المانع؟
مرتبتا الصّدّيقية والخلة تجعلان أهلهما أمام الله على وجلٍ من أدنى من ذلك؛ من خطرات النفس. وقد قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
والظاهر أنّ ردّ خليل الرحمن الناسَ حين يهرعون إليه في حديث الشفاعة هو بناء على هذا الأساس، وأن نبيّنا في حديثه "...إلا ثلاث كذبات.." حكى عنه، ثمَّ برّأه من الذنب فيها فقال "كلّهن في ذات الله".

وإذا كانت المعاريض تمنع من الشفاعة فهذا سينعكس على شفاعة نبينا بلا ريب لأنه إستعمل المعاريض في أحاديث كثيرة .
سلك خليل الرحمن مسلك الخشية والظنّ، وسلك نبيّنا مسلك العلم واليقين، فلا تعارض بين الحالين، ولا مطعن في النبيين العظيمين.

وإذا كان المقصود بالكذبات الثلاث كذبات ثلاثة حقيقية فهذا يعني ان قبول إتهام النبي إبراهيم عليه السلام بثلاث كذبات أهون عند علماء الحديث من إتهام رواة الحديث بكذبتين .
إذن هل تستطيع أن تقول لي كيف يمكننا أن نحكم على متن هذا الحديث مع أن ظاهره وباطنه فيه تناقض ؟ وهل صحة السند تستلزم صحة المتن ؟
لا تناقض كما أسلفت أعلاه، ومناط الكذب نية القائل وحاله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...ارجو من الاخوين الكريمين أحمد طاهري ومحمد يزيد النظر بما يلي :
1- هل صح عن علماء الامة أن يتعلموا العلم الشرعي بطريقة التجربة !!! كما فعل الاخ أحمد طاهري عندما اعتبر أن المقصود بالآيات الكريمة هو ( أبو إبراهيم ) ، أهل العلم طلبوا من طلابه النظر بما كتبه الاوائل لا أن يجربوا بعقولهم !!!.
2- (
بوركت على الاجتهاد أخي) هكذا علق الاخ محمد يزيد على عمل أخيه ، هل يصح أن نسمي هذا إجتهاد ، وقد قيل عن الاجتهاد لغة: بذل الجهد ، واصطلاحاً : بذل الجهد في إدراك الأحكام الشرعية ، فأرجو تصحيح ما كتبتوه !!!
3- ذكر الاخ أحمد أنه يميل إلى قول الرازي بتضعيف الحديث الصحيح ، وأقول له : لا تتبنى قول أي مفسر حتى تنظر بدليله وخاصة ان الرازي معروف بتقديمه العقل على النقل !!!.
أكتفي بهذه المراجعة اللهم اهدنا لصراطك المستقيم وعلمنا ماجهلنا لنا ولجميع أعضاء وعضوات هذا الملتقى والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

2- ( بوركت على الاجتهاد أخي) هكذا علق الاخ محمد يزيد على عمل أخيه ، هل يصح أن نسمي هذا إجتهاد ، وقد قيل عن الاجتهاد لغة: بذل الجهد ، واصطلاحاً : بذل الجهد في إدراك الأحكام الشرعية ، فأرجو تصحيح ما كتبتوه !!!
هل ضرّك أن يكون أخي؟
لا يصحّ أن نسميه "إجتهاد" بل يصح أن نسمّيه اجتهادًا.
في قولك: فأرجو تصحيح ما كتبتوه !!!
إن كنت تقصد "ما كتبتموه" فأرسِل لي ما ينبغي أن أصححه إضافة إلى حذف كلمة أخي التي أزعجتك على ما يبدو، وقل للإدارة يتيحوا لي التعديل. لكن أشترطُ أن يكون كلامك بعلم.
وإن كنت تقصد "ما كتبتُه" فبكل سعادة سأصحح ما كتبتَه يا بهيجي.
 
وعليكم السلام ورحمة الله

1- هل صح عن علماء الامة أن يتعلموا العلم الشرعي بطريقة التجربة !!! كما فعل الاخ أحمد طاهري عندما اعتبر أن المقصود بالآيات الكريمة هو ( أبو إبراهيم ) ، أهل العلم طلبوا من طلابه النظر بما كتبه الاوائل لا أن يجربوا بعقولهم !!!. .
متى أصبح العلم منقولاً فقط عن الأوائل ؟
وإذا توقفنا عن التدبر في معاني القرآن الكريم والإجتهاد لفهم مقاصده فسنصبح من الذين إتخذو القرآن مهجوراً ، وإستخدام العقل لفهم القرآن الكريم ليس محظوراً ولا حراماً بل العكس إذا لم نستخدم العقل فسنصبح مثل الذين حملو التوراة ولم يحملوها ، فهم مثل الحمار الذي لا يفهم ما يحمله على ظهره ،
أنا لا أقول أن يتبع المرأ هواه في تفسير آيات القرآن الكريم ، ولكن أن تعطل عقلك فقط خشية أن تخالف أفكار السلف فهذا قمة الجهل ، ومن قال أن الخلف لا يمكن أن يكون أفهم من السلف فهذا القول أيضاً من الجهل ، فسيدنا سليمان كان أفهم من سلفه سيدنا داوود ، ونظراً لتراكم العلم لدى الخلف فهم لديهم المجال للفهم والعلم أكثر من السلف .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد أرجو من الأخوين الفاضلين أحمد طاهري و محمد يزيد أن لا يغضبا
من مشاركتي السابقة فإن ما كتبته أقصد به أن نصل جميعنا إلى الحق وإلى الفهم السليم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، وقد روي عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى قوله لاحد أصحابه عندما اختلفا : يا يونس نتفق انا ومعك بالمئات من المسائل واختلفنا بمسألة واحدة فهل يكون ذلك سبباً للقطيعة بيننا ؟ .
وأقول لإخي العزيز أحمد لم أقصد بكلامي أن نهمل العقل ولكن قصدت أن نقدم النقل عليه ، فإذا جاء الحديث الصحيح لكي يُفسر الآية الكريمة فعلينا أن نقول: سمعنا وأطعنا ، ...أما مسألة تقديم تفسير السلف على غيره فهو ما أتفق عليه أغلب علماء الامة من المتقدمين والمتأخرين ...والله تعالى أعلم .
 
لسنا غاضبين منك أخي البهيجي ولا توجد مشكلة ، وهذا الحوار المفيد هدفه المزيد من التأمل في معاني القرآن الكريم وخاصة أن هذه الآيات قد إختلف في تأويلها علماء السلف والأدلة التي بنو عليها تفسيراتهم متنوعة ولديها العديد من الجوانب التي تحتاج إلى المزيد من التحقيق في المقصود منها ، وهذا الحوار يقودنا لفهم أعمق لآيات القرآن والحكمة الموجودة فيه .
 
عودة
أعلى