السلام عليكم و رحمة الله تعالى.
بالنسبة لما يتعلق بكتابة بحث في التفسير الموضوعي، فهناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها:
1- التأكد من وجود الموضوع المختار في القرآن الكريم، و هنا يمكن أن نستعين ببعض كتب علوم القرآن كالإتقان للإمام جلال الدين السيوطي و البرهان للإمام بدر الدين الزركشي و كذلك كتب معاجم الموضوعات القرآنية.
2- اختيار عنوان البحث، و هذا العنوان يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط:
أ- أن يكون مأخوذا من القرآن الكريم إما لفظا صريحا أو اقتباسا، و لا يجوز العدول عن اللفظ القرآني إلى معناه لأن هذا اللفظ مراد لذاته، إلا عند الضرورة.
كما لا يجوز العدول عن اللفظ القرآني إلى غيره من المصطلحات الحادثة
ب- أن يكون لفظا جامعا خاصة عند تعدد الألفاظ، دون إهمال الألفاظ الأخرى سواء المقاربة لمعناه أو المقابلة، فكلها تضم إليه في تأليف عناصر الموضوع، و هذا يعين على استيعاب الموضوع أكثر.
ج- إذا لم نجد العنوان في القرآن صريحا و لا مقتبسا فإننا نختار أقرب لفظ إلى اللفظ القرآني.
و يمكن الاستعانة في اختيار العنوان بالمعاجم اللفظية كالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي و كذا كتاب الراغب الأصفهاني المسمى" مفردات غريب القرآن".
3- جمع آيات الموضوع من القرآن الكريم، و في واقع الأمر هذا الجمع يختلف بحسب المنهج المختار: وجيزا أم وسيطا أم بسيطا، و إذا كان الأمر يتعلق ببحث أكاديمي للحصول على درجة علمية فغالبا يتم اختيار المنهج أو الأسلوب الأخير أي البسيط حيث يتم تتبع الآيات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته و استقرائها.
4- تصنيف الآيات القرآنية التي تم جمعها باعتبار المكي و المدني، و هذه الخطوة من خطوات إعداد البحث تظهر أهميتها خاصة إذا كان هذا الأخير يتعلق بأحكام شرعية تأخذ من الآيات ، و كذا حينما يكون هناك نوع من التعارض بين آيتين.
5- فهم الآيات القرآنية، بالرجوع إلى كتب التفسير التحليلي التي تمكننا من شرح ألفاظ الآيات و معرفة معانيها بحسب مواضعها من القرن الكريم و الوقوف على كل جوانبها كمسألة النسخ و أسباب النزول و ما قد يكون بينها من إطلاق و تقييد و عموم و خصوص و إجمال و بيان أو إبهام و توضيح و ما إلى ذلك.
6- تقسيم الموضوع إلى عناصر مرتبطة الأجزاء، ، مع تقديم الأهم على المهم، و لا بد أن تكون هذه العناصر منتزعة من المعاني القرآنية، و مرتبطة بينها برباط علمي يجعل من الموضوع وحدة أو سلسلة منتظمة الجواهر و الدرر، ثم وضع الآيات المناسبة تحت العنصر المناسب لها، و تفسيرها بما يناسب العنصر الذي تم إدراجها تحته، مع الاقتصار على محل الشاهد من الآية.
7- الالتزام في كل هذه الخطوات بالضوابط العلمية و القواعد المتعلقة بالتفسير الموضوعي.
و لعلي أوضح بعض هذه الخطوات أكثر مستقبلا إن شاء الله تعالى.
و هذا مثال تطبيقي مبسط، أرجو أن يكون مفيدا لك.
http://vb.tafsir.net/tafsir40505/