السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اختلف في قوله تعالى:" من في النار" فمن أهل التأويل من قال:" عنى الله جل جلاله بذلك نفسه و هو الذي كان في النار و كانت النار نوره تعالى ذكره" و ممن قال بذلك الحبر ابن عباس رضي الله عنهما و سعيد بن جبير و غيرهما، و قدر وري عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في معنى قوله تعالى"بورك": تقدس.
و قال آخرون: معنى ذلك: بوركت النار.
و قيل"من في النار" كليم الرحمن موسى عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام، قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى:"وقيل: "من في النار" موسى ..وموسى وإن لم يكن في النار كان قريبًا منها، كما يقال: بلغ فلان المنزل، إذا قرب منه، وإن لم يبلغه بعد."اهـــ
و المراد ب"من حولها" الملائكة عليهم السلام.
قال الحافظ رحمه الله تعالى:"{ وَمَنْ حَوْلَهَا } أي: من الملائكة. قاله ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة.
و قال آخرون: المراد موسى و الملائكة عليهم السلام.
قال البغوي:"ومذهب أكثر المفسرين أن المراد بالنار النور، ذكر بلفظ النار لأن موسى حسبه نارا، و"من في النار" هم الملائكة، وذلك أن النور الذي رآه موسى كان فيه ملائكة لهم زجل بالتقديس والتسبيح" اهــ
قال الحافظ في تفسيره:"فلما أتاها رأى منظرًا هائلا عظيمًا، حيث انتهى إليها، والنار تضطرم في شجرة خضراء، لا تزداد النار إلا توقدًا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة، ثم رفع رأسه فإذا نورها متصل بعنان السماء.قال ابن عباس وغيره: لم تكن نارًا، إنما كانت نورًا يَتَوَهَّج.
وفي رواية عن ابن عباس: نور رب العالمين. "اهـــ
