استفسار عن أثر جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه للقرآن

إنضم
06/07/2006
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر أبو عبد الله الزنجاني في كتابه تاريخ القرآن : قال: وروى بعضهم أن علي بن أبي طالب كان جمعه (يعني القرآن) لمّا قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل فقال: هذا القرآن جمعته وكان قد جزأه سبعة أجزاء.
فما مدى صحة هذا الأثر ، وهل يعتبر هو الجمع الأول؟ والله يرعاكم
 
ليس تعليقي هذا على صحة السند ، فلعله يتاح وقت للبحث عن جوابه .
لكنني كنتُ أستمع لبرنامج عن حياة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وسمعتُ أحد الباحثين يتكلم بكلام غريب ، حيث زعم أن أبا بكر كان مختلفاً مع علي بن أبي طالب فلم يطلب منه نسخته التي جمعها من القرآن مع علمه بها، وإنما كلَّف زيد بن ثابت بتتبعه في اللخاف والعسب وغيرها مع صعوبته ، وترك الطريق السهل وهو الاعتماد على نسخة علي بن أبي طالب التي عنده لأنه تأخر في بيعته لأبي بكر !
وهذا كلام ساقط، فأبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما لم يقع بينهما نزاع ، ونفوس الصحابة رضي الله عنهم كانت أرفع وأنقى .
 
أثر جمع علي للقرآن وهو مما اسدلت به الشيعة للطعن في أبي بكر وعمر ...
فالكلام عليه من وجهين : أولاً : من حيث السند : فعن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: «لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع»[1] فالأثر منقطع . لعدم إدراك الراوي وهو محمد بن سيرين الواقعة ، عن أنس بن سيرين قال: ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته.[2]، فأنى له أن يشهد القصة .
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ [3]: (فإسناده ضعيف لانقطاعه ...) .
ثانياً : على فرضية صحته فالمراد بالجمع هنا الحفظ ، فهو أحد معنيي الجمع وبذلك قال الحافظ ابن حجر ، وابن أبي داوود ـ رحمهما الله ـ .
قال الحافظ ابن حجر : [4]( وعلى تقدير أن يكون محفوظاً فمراده بجمعه حفظه في صدره قال : والذي وقع في بعض طرقه حتى جمعته بين اللوحين وهم من راويه قلت وما تقدم من رواية عبد خير عن علي أصح فهو المعتمد ).
وقال أبو بكر بن أبي داود : (لم يذكر المصحف أحد إلا أشعث وهو لين الحديث وإنما رووا حتى أجمع القرآن يعني: أتم حفظه فإنه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن) .[5]



[1] المصاحف لابن أبي داود (ص: 59).

[2]الطبقات الكبرى ط العلمية (7/ 143)، والثقات لابن حبان (5/ 349).


[3] فتح الباري لابن حجر (9/ 13)


[4] المصدر السابق .

[5] المصاحف لابن أبي داود (ص: 59).
 
عودة
أعلى