استفسار حول "ذكر القرآن بعد حروف التهجي "

إنضم
01/02/2009
المشاركات
64
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال الإمام فخر الرازي في مفاتيح الغيب :
"كل سورة في أوائلها حروف التهجي فإن في أوائلها ذكر الكتاب أو القرآن ، واقرأ أول سورة البقرة وآل عمران. والأعراف. ويس. وق والقرآن المجيد. والحواميم إلا ثلاث سور : سورة مريم ، والعنكبوت هذه ، والروم ..."استقرأت السور و أشكلت علي سورةالقلم لمَ لم يدخلها-رحمه الله - فيما استثناه.
 
لاحول ولاقوة إلا بالله, أربع أيام ولم يجب أحد.أسأل الله أن يرزقني .
 
لعله سها عنها ، فالأمر هيِّن .
أو لعله رآى في قوله ( والقلم وما يسطرون ) إشارة إلى كتابة القرآن بأنه جزء مما يسطرونه ، بل هو أشرف مسطور .
 
بارك الله فيك .
لعله سهو منه رحمه الله، وإلا فهي معدودة ضمن السور المستثناة من الاستقراء الذي ذكره عدد من العلماء قديماً وحديثاً.
وبعض المفسرين ذكر هذه المعلومة دون استثناء السور المذكورة ، ومنهم ابن كثير رحمه الله :حيث قال أثناء حديثه عن الأحرف المقطعة وتعداده للأقوال في الحكمة من إيرادها :
(وقال آخرون: بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه [تركب] من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى: { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ } [البقرة: 1، 2]. { الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } [آل عمران: 1-3]. { المص * كِتَابٌ أُنزلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ } [الأعراف: 1، 2]. { الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } [إبراهيم: 1]{ الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [السجدة: 1، 2]. { حم * تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [فصلت: 1، 2]. { حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الشورى: 1-3]، وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم.​
واستدرك عليه بعضهم هذا بأن هناك سور لم يعقب ذكر هذه الأحرف المقطعة في أولها بذكر القرآن مباشرةً، وإن كانت لم تخل سورة منها من الإشارة إلى القرآن في أثناء السورة . فبعضهم ذكر السور الأربع (مريم ، والعنكبوت، والروم، والقلم) وبعضهم ذكر بعضها فقط كما فعل الرازي . فلذلك يحمل فعل مثلهم على ما تحمل عليه أفعال البشر عادةً من النسيان ونحوه ما لم يكن هناك حكمةٌ ينص عليها أو يستنبطها من يعرف منهجه في ذلك ، وإلا فالغالب هي أن العلة هي نقص الاستقراء أو الغفلة أو نحو ذلك والكمال في مثل ذلك عزيزٌ والله أعلم .
وأذكر مثالاً كالرازي من المعاصرين الشيخ عبدالحميد طهماز رحمه الله ، في سلسلته (من موضوعات سور القرآن الكريم) حيث إنه تناول في الجزء رقم 10 الحديث عن سورة مريم ، فكان مما قاله تعقيباً على استقراء ابن كثير السابق :(وقد اعترض بعضهم على استقراء ابن كثير بثلاث سور افتتحت بالحروف المقطعة ، ولم يذكر فيها الانتصار للقرآن، وهي سورة مريم، وسورة العنكبوت، وسورة القلم) [ص10] ، فنسي سورة الروم ، كما نسي الرازي سورة القلم .
وتعرض لكلام ابن كثير في كلامه عن سورة الأعراف فلم يذكر الاستدراك ، وكذلك في كلامه عن سورة يونس لم يذكر الاستدراك ، وهذه هي كتب البشر مليئة بالنقص والاستدراكات من المؤلفين أنفسهم على أنفسهم أو من غيرهم .
 
معذرة يا أبا عبدالملك فقد رددنا في وقت واحد ! ولو رأيت جوابك ما كتبتُ بعدك فمعذرةً يا شيخنا .
 
ياصاحبي
لقد كان جوابكم مفصلاً ، ولو رأيته ـ أيضًا ـ لما كتبت مشاركتي، والتوافق الزمني يحصل في أكثر من مشاركة ، ولم أنتبه لمشاركتكم إلا في اليوم التالي ، فوفقكم الله للإفادة ، ولكن استعجلت الجواب عفو الخاطر لما رأيت تحسر السائل على عدم الرد على سؤاله ، والله المعين .
 
التعديل الأخير:
أحمد الله الرزاق أولاً
وجزاكم الله خيرًا على هذه الإجابة الشافية الكافية, أسأل الله أن يرزقنا المزيد من علمكما شيخينا الفاضلين .
 
عودة
أعلى