استفسار حول التأويل الجديد للمثلين المضروبين للمنافقين في سورة البقرة

إنضم
26/04/2017
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
43
الإقامة
الجزائر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود في هذه الرسالة المتواضعة أن أتطرق إلى تأويل المثلين المضروبين للمنافقين في سورة البقرة, خاصة المثل المائي الذي وقع فيه الاختلاف و الإشكال, فأرجو منكم أهل الاختصاصتصويبي ان كنت مخطئا. بعد اطلاعي على عدة تفاسير ( ابن جرير الطبري, ابن كثير, ابن الجوزي, ابن القيم الجوزية, ابن تيمية, ابن عاشور و الرازي, ابن السعدي, ابن العثيمين) و بعد تدبري المتواضع, هداني الله تبارك و تعالى إلى ما يلي :

يقول الله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمّا أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون"
يشبّه الله تبارك و تعالى المنافقين في بقائهم على الضلال و عدم اهتدائهم بالرغم منمجيء الهدىبين أظهرهم بقوم بقوا في الظلمات لا يبصرون شيئا بالرغم من وجود نار مضيئة بين أظهرهم.

هؤلاء القوم لقيهم في سفرهم ليل شديد الظلام, فاستوقدوا نارًا ليهتدوا بها السبيل, فلما أضاءت ماحولهم ( أي انتشرت أشعتها وانعكست و تشتّتت في محيطهم فتشكّل النور) منع الله النور الحادث من الدخول في أعينهم وذهب به (بنورهم) و صرفه عنها فما هو بداخل فيها فأبقاهم و تركهم في الظلمات لا يبصرون بأعينهم السليمة شيئا ( لأن العين لا تبصر إلّا عندما تستقبل أشعة الضوء المنعكسة) بالرغم من بقاء النار مضيئة ما حولهم فما هم بمهتدين بل هم في الظلمات منغمسون غير خارجين منها, ألم تسمع قوله تعالى في سورة الحجر" ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ", فالكافر عند عروجه الى الفضاء يجد ظلمات شديدة لا يبصر شيئا بالرغم من وجود الشمس الموقدة فيحسب انه سكّر بصره, لأنّ ضوء الشمس (أشعتها) لا يتشتّت و لا ينعكس في الفضاء و لا يتشكّل النور كما يحدث في الغلاف الجوي لكوكب الأرض و بالتالي لا تستقبل أعينه السليمة نورا و لا تبصر شيئا ( حسب كتب الإعجاز العلمي في القرآن).

كذلك المنافقون في المدينة كانوا على ضلال و لمّا جاءهم الهدى نبذوه وراء ظهورهم و استحبوا البقاء على الضلال و الكفر كرها و حسدا من عند أنفسهم فعاقبهم الله تبارك و تعالى بأن مدّهم في طغيانهم يعمهون فطبع على قلوبهم وأعمى بصائرهم عن الهدى فما هو بداخل فيها و ما هم بمهتدين بل هم في ظلمات الكفر و الشك و الجهل و الحيرة و الضلال منغمسون غير خارجين منها بالرغم من بقاء الهدى بين أظهرهم.

النار: مصدر مضيء بذاته متكون من حرارة و ضوء. إضاءة النار ما حولهم (تشكل النور) تحدث بفضل انتشار ضوءها و انعكاسه و تشتّته في محيطهم (ما حولهم).
قال صاحب كتاب المناظر ( الحسن ابن الهيثم):
" و قد تبين...أن كل جسم مضيء بأي ضوء كان, فإن الضوء الذي فيه يصدر منه ضوء الى كل جهة تقابله, فإذا قابل البصر(العين) مبصرا من المبصرات وكان المبصر مضيئا بأي ضوء كان, فإن الضوء الذي في المبصريرد منه ضوء الى سطح البصر. وقد تبين ايضا أن من خاصية الضوء ان يؤثر في البصر, و أن من طبيعة البصرأن ينفعل بالضوء. فأخلق بأن يكون إحساس البصر بالضوء الذي في المبصر إنما هو من الضوء الذي يرد منه الى البصر"
فالرؤية تكون عندما تصل الأشعة الضوئية المرتدة أو المنبعثة من الأجسام المرئية الى العين.
قال بعض الأساتذة الجامعيين في علم الفيزياء:
" وكيفية رؤية العين للأجسام هي أنه عندما تستقبل هذه الأجسام أشعة ضوئية ساقطة عليها, ترتد هذه الأشعة فتسبب رؤية الأجسام...ونلخص بأن تعريف الضوء: هو الإشعاع الذي يؤثر في العين فيسبب الرؤية".
و عليه أقول:
قوله تعالى "فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم" معناه ان الله تعالى أذهب و منع الأشعة الضوئية المرتدة و المنبعثة ؛ من الأجسام و الأشياء المحيطة بالنار المضية؛ من الورود الى أعينهم, و "تركهم في ظلمات لا يبصرون" لإختفاء الإشعاع الذي يؤثر في العين فيسبب الرؤية.

قال تبارك و تعالى: " فلمّا أضاءت ما حوله" و لم يقل "فلمّا أضاءت له" (كما ذكر في المثل المائي) فهذا يدل على أنّهم لم ينتفعوا بإضاءتها ولم يبصروا ما حولهم , و قال تبارك و تعالى "ذهب اللهبنورهم" ولم يقل لا بنورها و لا بنارهم و لا بأبصارهم (كما قال في المثل المائي:"و لو شاء الله لذهببسمعهم و أبصارهم") و لم يقل كذلك " أطفأها الله "(كما قال تعالى في سورة المائدة " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " ) : فالله تبارك و تعالى لم يذهب بنارهم (الأصل) ولم يطفئها, فالنار بقيت بحرارتها وضوئها غير منطفئة, و لم يذهب أيضا بنورها فإضاءتها ما حولهم بقيت مستمرة و لم يذهب بأبصارهم فأعينهم بقيت سليمة لكنها لا تبصر ما حولها لأنها لم تستقبل و لم تدخلها أشعة الضوء المنعكسة و المنبعثة من محيطها فالله تعالى ذهب بها و صرفها عن أعينهم, كذلك المنافقون يدخل الهدى في صدورهم ويحيط بقلوبهم لكن لا يدخل فيها لان الله طبع على قلوبهم و ختم عليها.

ومن شدّة استحبابهم الضلال و كرههم للهدى الموجود بين أظهرهم, أصمّ المنافقون آذانهم عنسماع الهدى و امتنعوا عن السؤال عليه و النطق به و رفضوا الإبصار إليه بأعينهم, فشبههم الله تبارك و تعالى بالصم البكم العمي و بأصحاب الصيّب.

فقال فيهم " صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون أو كصيّب من السماء فيه ظلمات و رعد و برق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت و الله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطفأبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهمانّ الله على كل شيء قدير "

يشبّه الله تبارك و تعالى المنافقين في شدّة امتناعهم عن سماع الهدى و ابصاره و السؤال عنه و التكلم به و في عدم اهتدائهم في ظلمات الكفر و الكذب و الضلال, بالصمّ البكم العمي في شدّة تعطّل و امتناع حواسهم (سمع,بصر,نطق) عن الادراك وعدم اهتدائهم في ظلمات الصمم و العمي, و بأصحاب الصيّب في شدّة امتناعهم عنسماع الرعد الشديد (صوت الصواعق) وابصار البرق السريع و عدم اهثدائهم في ظلمات اليل و السحاب و المطر.
ولو تتبعنا مسألة وضع الأصابع في الاذنين للامتناع عن سماع الحق لوجدنا في سورة نوح قوله تعالى :
{ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا } [نوح:7]
فأهل الإيمان يقبلون على سماع الحق واتباعه والاستهداء بنوره ، بينما أهل الضلال يسمعونه في آذانهم كالرعد المزعج فيسدون آذانهم لئلاً يسمعون منه شيئاً ، ويستغشون ثيابهم لئلا يرون منه وميضاً فكانهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون ، فمن لا يسمع فهو لن يتحدث بالضرورة لذلك أتبع الله الصمم بالبَكَم لأنه نتيجة فعلية للصمم فكيف لمن لم يسمع أن يحاجك أو يناقش دعواك وهو تجنب سماعها أصلاً ؟

أو: للتخيير بين تشبيههم بالصم البكم العمي أو تشبيههم بأصحاب الصيّب.
وجه الشبه بين المنافقين و أصحاب الصيّب: تعطيل السمع و تعطيل البصر.
و لهذا قال تبارك و تعالى في آخر الآية: " و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إنّ الله على كل شيء قدير " جزاءًا و عقابا لهم لتعطيلهما و امتناعهم عن الانتفاع بهما.

هنا خرج الكثير من المفسرين عن السياق الذي جاء فيه المثل, فقالوا ضرب مثلا لقلقهم, خوفهم (يناقض حالة المستهزء), حيرتهم, لحالهم مع القرآن, ضرب لصنف آخر من المنافقين.....الخ, فحسب رأيي المتواضع فقد أصابوا جزءا يسيرا من المعنى. و قد وجدت ابن جرير الطبري الأقرب من السياق.
و قالوا كذلك أنّ أو جاءت بين المثل المائي و المثل الناري: جملة كصيّب استئناف لجملة مثلهم كمثل الذي استوقد, عكس الظاهر من الآيات الذي يبيّن أنّ أو جاءت بين جملة الصم البكم العمي و جملة كصيّب من السماء, و لم أجد دليلا صريحا يستندون عليه في قولهم هذا إلّا ابن جرير الذي غيّر ترتيب الآية و قال أنّ جملة الصم البكم تأتي في المعني قبل المثل الناري.

الصمّ: جمع أصم الذي لا يسمع, البكم: جمع أبكم الذي لا يتكلم, عمي:جمع أعمى الذي لا يبصر, فمن كانت فيه هذه الثلاث صفات معا: فإنّه لا يسمع من يرشده و لا يبصر علامات الإرشاد في الطريق و لا يسأل عن الإرشاد و لا ينطق به, فكيف يهتدي؟ فالهدى مستحيل في حقّه , فهو منغمس في ظلمات الصمم و العمي متحيّر متوقّف لا يهتدي السبيل و لا يمشي في الطريق إلاّ بواسطة شخص آخر يسمع و يرى و يتكلم.

أصحاب الصيّب يمتنعون أشد إمتناع عن سماع صوت الرعد الشديد لحرصهم الشديد على الحياة (قال أصابعهم ولم يقل أناملهم) و يمتنعون عن ابصار البرق السريع في السماء لعدم قدرتهم من جهة على النظر في السماء بسبب شدة انصباب المطرعلى رؤوسهم و شدة ضياء البرق و لحرصهم الشديد من جهة أخرى على رؤية الطريق في الأرض و المشي فيه "كلما أضاء لهم مشوا فيه " (مدّة الإضاءة قصيرة جدّا فلو أبصروا البرق في السماء -خط كهربائي متكون من حرارة (شحنة) و ضوء, سريع الظهور و الاختفاء, يصعب أو يستحيل رؤيته بالعين المجردة- لأضاعوا فرصة رؤية الطريق في الأرض و تعطّلوا عن المشي) هم في الظلمات (الليل, السحاب, المطر, الظلمة الحاصلة بعد النور) منغمسون متوقفون, لا يمشون إلاّ بنور البرق (إضاءته) الذي يبيّن لهم الطريق.
تكرر إضاءة البرق (حدوث النور الناتج من تشتت و انعكاس ضوء البرق في السحاب و الأرض) بشكل سريع و متقطع يسبب فقدان البصر, لذا قال "يكاد البرق يخطف أبصارهم".
أصحاب الصيّب لا يسأل بعضهم بعضا عن الطريق بسبب الظلمات الشديدة و لا يتكلمون كذلك فيما بينهم لشدة أصوات الرعد و الصواعق من جهة و بسبب جعل أناملهم في آذانهم من جهة أخرى.

كذلك المنافقون يمتنعون عن سماع الهدى و ابصاره و السؤال عنه,هم في الظلمات(كفر, جهل, شكّ, كذب, ضلال...) منغمسون متوقفون لا يهتدون و لا يمشون في طريق الإسلام إلاّ بالمؤمنينالذين يلاقونهم و يظهرون لهم الإيمان فيبيّنون لهم الدين و يرشدونهم لأنهم يحملون الهدى (النور) في قلوبهم, و إذا فارقوهم عادوا إلى ظلمات جهلهم و ضلالهم و حيرتهم لا يعرفون شيئا, قال عزّوجلّ " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزؤون" و يقول عزّوجلّ " أو من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زيّن للكافرين ما كانوا يعملون" (الأنعام 122), قال مقاتل" كلما أضاء لهم مشوا فيه و اذا أظلم عليهم قاموا :إضاءته تكلمهم بالإسلام, مشيه فيه إهتدائهم به ",فالمنافقون يتكلمون بالإسلام عند ملاقاة المؤمنين و إهتداؤهم بالإسلام يكون بالإقتداء بالمؤمنين و تقليدهم.
يقول ابن كثير في قوله تعالى : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونانقتبس من نوركم )
" هذا إخبار منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات من الأهوال. قال العوفي ، والضحاك ، وغيرهما ، عن ابن عباس : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأي المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور دليلا من الله إلى الجنة ، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم ، فأظلم الله على المنافقين ، فقالوا حينئذ : ( انظرونا نقتبس من نوركم ) فإنا كنا معكم في الدنيا . قال المؤمنون :( ارجعوا ) من حيث جئتم من الظلمة ، فالتمسوا هنالك النور ." انتهى .فالمنافقون يوم القيامة يريدون ان يستنيروا بنور المؤمنين فيتبعونهم كما كانوا يفعلون في الدنيا يتكلمون بكلام أهل الإيمان و يهتدون بهم.

فالمثل الناري يصوّر تعطّل القلب عن تقبّل الهدى, و المثل المائي يصوّر تعطّيل السمع والبصر, و قبل ذكر المنافقين, تكلّم الله عن الكفّار فقال فيهم عزّوجلّ " ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" فذكر أيضا السمع و البصر.

والله أعلم.
 
ذاك المثل هو مثل صعب ليس من السهل فهمه
المثل هو غايته لتسهيل و ارى في مثلك صعوبة .....هو شيء متداول و لا يستلزم معرفة الفيزياء و العلوم البصرية


لا اتفق معاك يا اخ
 
السلام عليكم
الاخ
لقد قلت في طرحك: هؤلاء القوم لقيهم في سفرهم ليل شديد الظلام, فاستوقدوا نارًا ليهتدوا بها السبيل, فلما أضاءت ماحولهم ( أي انتشرت أشعتها وانعكست و تشتّتت في محيطهم فتشكّل النور) منع الله النور الحادث من الدخول في أعينهم وذهب به (بنورهم) و صرفه عنها فما هو بداخل فيها فأبقاهم و تركهم في الظلمات لا يبصرون بأعينهم السليمة شيئا (



****لم يقل الله تعالى استوقدوا نارا بل قال استوقد نارا
****لم يقل الله تعالى فلما اضاءت ما حولهم بل قال فلما اضاءت ما حوله
***لقد قلت منع الله النور الحادث الدخول في اعينهم ؟؟؟؟ و لكن هناك فرق بين النور و نورهم

كيف نقول نورهم مادام لم يستفدن بالنور اذا هنا نتكلم عن النور الذي كان معهم و لكن النار اضاءت فقط ما حوله .....

****النار ليست غايتها النور فقط بل اشياء اخرى و ان كانت غايتها النور يكون في مكان الجلوس و ليس للمشي ان يهتدى بها في الطريق

قوله تعالى
اذ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) سورة طه ٢٠





***النور غايته النور للهدى في الظلمات.....

[ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

صفة المنافقين
قوله تعالى
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ سورة ١٥

اين الهدى و اين الضلالة في مثل المنافقين

لهذا ارى نورهم هو نور متواجد قبل استقاد النار

و الله اعلم
 
عليكم السلام
عبر بالمفرد لأنه يشبّه فعل المنافقين بفعل المستوقد الواحد فيجوز الجمع و الإفراد ( انظر تفسير الطبري )
قال نورهم لأنه حادث من نارهم التي أوقدوها فنورهم هي نور نارهم فبما أن النار هي نارهم و ملكهم فبالتعدي النور الحادث هو كذلك نورهم وهذا النور محيط بهم و معهم لكن لا يرد الى أعينهم.( اقرأ ما قاله ابن الهيثم)

في هذا المثل يشبّه الله المنافق في استضاءته بالإيمان وبقائه مع ذلك منغمسا في ظلمات الكفر و الضلال لا ينفعل قلبه و لا يتأثر بكلمة الإيمان؟ فلا يؤمن ولا يهتدي, يشبّهه بالمستوقد في استضاءته بضوء نار و بقائه مع ذلك منغمسا في الظلمات لا ينفعل بصره و لا يتأثر بالنور المحيط به (أشعة الضوء المنعكسة و المنبعثة مما حوله) فلا يبصر شيئا و لا يهتدي. من جهة اخرى, المنافقون أمنوا على مالهم و أنفسهم بفضل استضاءتهم بالإيمان و اظهاره للمؤمنين, كذلك المستوقد الذي انطمس بصره أمن على ماله و نفسه بفضل ضوء النار التي دفعت عنه الحيوان المفترس والسارق.
 
المستوقد لا ينفعل بصره بالنور لأن الله صرفه عنه و منعه من الورود الى عينه فكذلك المنافق لا ينفعل قلبه و لا يتأثر بكلمة الإيمان التي تضيء صدره و لا تدخل الى قلبه لأن الله طبعه و ختم عليه فمنع نور الإيمان من الورود الى قلبه الذي بقي مظلما بالكفر و الضلال.
 
المنافق يظهر الإيمان و يبذله و يبيعه للمؤمن و في نفس الوقت يبطن الكفر الذي اشتراه و استحبّه و خزّنه لنفسه. كذلك المستوقد يظهر الإضاءة لغيره و يوهمهم بها و في نفس الوقت يبطن الظلمات.
 
السلام عليكم
الاخ سمير
سأذكر بعض النقاط التي تقف حاجز امام اقتناعي بحججك:
*****لو كان المقصود بنور النار لكان قيل فلما انارت ما حوله و ليس ما اضاءت حوله
***النار شيء و النور شيء

****اتفق معاك في كون تم تشبيه المنافقين بحال المستوقد و لا اتفق معاك في كون المثل يتكلم عن المستوقد فقط بل يتكلم عن جماعة اخرى هي ايضا منافقة

****لو كان حال المستوقد كافي لتشبيه حال المنافقين لكان المثل يقف عند (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمّا أضاءت ماحوله)

عموما اخي اشكرك و لكن ابقى غير مقتنعة لتأويلك لاسباب ذكرتها ...
هل يمكن تصويبي من التفسير الذي ذكرته(الرابط اسفل) لعلي كنت غفلت شيئا ما كان سبب عدم فهمي
https://vb.tafsir.net/tafsir55285/
اتقبل النقد اذا كان في محله
و شكرا
 
تدبر القرءان امر محمود ، ولكن كان الاولى الاختصار ليبقى التيسير اصلا فى الفهم وانظر لتفسير السعدى ، والجلالين ، والتفسير الميسر وغيره . لكن لا باس ان كان من باب الدراسات اللغويه للمتخصصين .
 
السلام عليكم
الأخ الرفاعي, أنظر محتوى الرابط, الفرق بين الضوء و النور
الإعجاز العلمي في قوله (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا)
[FONT=&quot]النار: مصدر [/FONT][FONT=&quot]مضيء بذاته [/FONT][FONT=&quot]متكون من حرارة و ضوء. إضاءة النار ما حولهم تحدث بفضل انتشار ضوءها و سقوط أشعتها في محيطهم, أما نورهم هي تلك الأشعة الضوئية المرتدة أو المنبعثة من محيطهم الى أعينهم ( القمر نور أو منير لأنّه يعكس إلى الأرض ضوء الشمس الساقط عليه).
فكيفية رؤية العين للأجسام هي أنه عندما تستقبل هذه الأجسام أشعة ضوئية ساقطة عليها, ترتد هذه الأشعة و تنعكس باتجاه العين فتحدث رؤية الأجسام...ونلخص بأن النور: هو الإشعاع المنبعث من الأجسام المضاءة الى العين فيسبب الرؤية.
و عليه أقول:
قوله تعالى "فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم" معناه ان الله تعالى أذهب و منع الأشعة الضوئية المرتدة و المنبعثة ؛ من الأجسام و الأشياء المحيطة بالنار المضية؛ من الورود الى أعينهم, و "تركهم في ظلمات لا يبصرون" لإختفاء الإشعاع الذي يؤثر في العين فيسبب الرؤية.

[/FONT]
 
و عليكم السلام
بارك الله فيك الاخ

قول الله تعالى *ذهب الله بنورهم * لا يعني بالضرورة اخي ما اسستنجت (فحدوت ما اسستنجت انطلاقا من التحليل العلمي شيء غير متداول وقوعه ). فهناك تفاسير عدة من مفسرين اختلفوا في تفسير كيفية ذهاب الله بنورهم فهنا يبقى الدليل من الاية نفسها كيف تم ذلك.؟؟..(تفسير القران بالقران)
هل لي ان اعرف كيف تم استنباط ذلك من خلال المثل؟؟
و من هنا نستنتج ان قوله تعالى "ذهب الله بنورهم" تعني ذهب الله بنورهم و الله اعلم كيف حصل.


اظن من الارجح البحث من خلال المثل كيف تم شراء الضلالة بالهدى .......(فما هي الضلالة في المثل و ما هو نورهم في المثل)
قوله تبارك وتعالى
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ سورة البقرة

فمثلا قوله تعالى *ذهب الله بنورهم* تمثل عدم ربح تجارتهم و ما كانوا مهتدين


و الله اعلم
 
عودة
أعلى