محمود رضوان
New member
بسم1
ولنضرب أمثلة على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) وسمعنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يسهو في الصلاة فإذا لم يسهو فكيف كنا سنعرف أحكام السهو؟ ولكنه حالة سَهْوِهِ أكان يسهُو مثلنا؟ في البيت أو في الغيط أو في العمل كلاَّ فإن الرجل الصالح قال في ذلك:
يَا سَائلِي عَنْ رَسُولِ اللهِ كَيْفَ سَهَا وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهِ
قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِرُّهُ فَسَهَا عمَّا سِوَي اللهِ فالتَّعْظِيــمُ للهِ
فسهوه لأنه غاب في جمال الله فسها عن كل ما سواه لِيَسُنَّ وليحفظ لنا هذا الحكم الشرعي من حضرته صلى الله عليه وسلم، لكن لا ننسب سهوه لأغراض بشرية فأحد الصالحين احتار في الغين الذي يغان به على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي يستغفر الله عزَّ وجلَّ - والعصمة للأنبياء: أنه لا يخطر الذنب على قلوبهم والحفظ للأولياء يعني: الذنب قد يخطر على قلوبهم لكن الله يحفظهم من الوقوع فيه لكن النَّبِيَّ لا يخطر بباله المعصية قطّ بل لا يخطر بباله غير مولاه في نفس واحد قط لأنه لا يفكر إلا في الله ولا يتذكر القلب إلا بذكر الله عزَّ وجلَّ - فيقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: الحديث الذي تقول فيه (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائه مرة) قال: فقال لي (غين الأنوار يا مبارك وليس غين الأغيار) فأفهمه شيئاً آخر تماماً غير ما كان يجول بخاطره
فقلبه يتقلب في عالم الأنوار وفي جمالات الواحد القهار وكلما ظهر له من جمال الحقِّ جمالٌ جديد رأي أن ما كان فيه دون الذي يراه فيستغفر الله عزَّ وجلَّ من وقوفه مع هذا الجمال لأن الله قال له {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} أيضا أحد الصالحين جالس قوماً يتحدثون معاً ويقولون: أنه صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلنا - مع أنه قال فينا كلِّنا (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)[1] أي أنه ليس كلنا مثل بعضنا فيوجد نحاس ويوجد حديد ويوجد ذهب وهل هذا مثل ذاك ؟ - ويتعللون بماذا؟ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} أكمل باقي الآية ماذا تقول؟ {يُوحَى إِلَيَّ} وأيضا {مِّثْلُكُمْ} ماذا تعني {مِّثْلُكُمْ} قد فسَّرها صلى الله عليه وسلم حيث قال (وأنا عند السيدة حليمة وعندي أربع سنوات جاءني نفرٌ من الملائكة وأخذوني وأضجعوني وكشف أحدهم صدري ومرَّ أحدهم بيده على بطني فشق من صدري إلى منتهي عانتي وأخرجوا قلبي ووضعوه في طست من ذهب وغسلوه وأخذوا منه حظ الشيطان وألقوه ثم جاءوا بخاتم تُحار فيه الأبصار من شدة نوره وختموا به قلبي وردوه في مكانه ولم أشعر لذلك بألم ولا وجع) وبعد هذا قال: فقال أحدهم (زنوه بعشرة من أمته فوزوني فرجحتهم زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم زنوه بعشرة آلاف من أمته فوزنوني فرجحتهم فقال: دعه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحها)
فَبَشَرٌ مِثْلُنَا تعني: أنه مثلُنا كلُّنا وليس نحن فقط بل أمته وأمته من آدم إلى يوم القيامة لأنه رسول المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه وقد قال (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجحت كفة أبي بكـر) فأبو بكر مثلنا كلُّنا لكنه صلى الله عليه وسلم مثل الكُلِّ من بدء البدء إلى نهاية النهايات (فمثلنا) هنا: مثلنا كلنا لكن بشريته صلى الله عليه وسلم عندما يتكلمون فيها .. فذاك الرجل الصالح وكان اسمه محمد أبو المواهب فيقول: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لِمَ أنت مهموم يا محمد؟ قلت: يا رسول الله من الحديث الذي دار. قال: (أعجزت أن تقول لهم: مُحَمَّدٌ بَشَرٌ فِي البَشَرِ كاليًاقُوتِ حَجَرٌ بَيْنَ الحَجَر)
فالياقوت حجر لكن هل هو مثل الحجر الذي يبني به هذا المسجد ؟ والتبر غير الترب فهو بَشَرٌ لكنَّ الله رقَّاه واصطفاه ويكفيه قول الله فيه في كتاب الله{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} من أنفسكم نسباً ومن أنفسكم خلقةً ومن أنفسكم قلباً ومن أنفسكم طبيعةً ومن أنفسكم في كلِّ شيء لأن نفاسته من مولاه عزَّ وجلَّ فإن الله هو الذي اصطفاه ووالاه وحباه وأدناه وأعلن ذلك للملأ كلِّه من بدء الدنيا إلى نهاية هذه الحياة حتي أنه أمر النبيين أن يكونوا له من المتبعين صلوات ربي وسلامه عليه
[1] متفق على صحته وهذا لفظ لمسلم
منقول من كتاب (الكمالات المحمديه)للشيخ فوزى ابو زيد
لتحميل الكتاب مجانا
http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Kamalat_mohammadeya.JPG
المصدر :http://
ولنضرب أمثلة على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) وسمعنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يسهو في الصلاة فإذا لم يسهو فكيف كنا سنعرف أحكام السهو؟ ولكنه حالة سَهْوِهِ أكان يسهُو مثلنا؟ في البيت أو في الغيط أو في العمل كلاَّ فإن الرجل الصالح قال في ذلك:
يَا سَائلِي عَنْ رَسُولِ اللهِ كَيْفَ سَهَا وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهِ
قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِرُّهُ فَسَهَا عمَّا سِوَي اللهِ فالتَّعْظِيــمُ للهِ
فسهوه لأنه غاب في جمال الله فسها عن كل ما سواه لِيَسُنَّ وليحفظ لنا هذا الحكم الشرعي من حضرته صلى الله عليه وسلم، لكن لا ننسب سهوه لأغراض بشرية فأحد الصالحين احتار في الغين الذي يغان به على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي يستغفر الله عزَّ وجلَّ - والعصمة للأنبياء: أنه لا يخطر الذنب على قلوبهم والحفظ للأولياء يعني: الذنب قد يخطر على قلوبهم لكن الله يحفظهم من الوقوع فيه لكن النَّبِيَّ لا يخطر بباله المعصية قطّ بل لا يخطر بباله غير مولاه في نفس واحد قط لأنه لا يفكر إلا في الله ولا يتذكر القلب إلا بذكر الله عزَّ وجلَّ - فيقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: الحديث الذي تقول فيه (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائه مرة) قال: فقال لي (غين الأنوار يا مبارك وليس غين الأغيار) فأفهمه شيئاً آخر تماماً غير ما كان يجول بخاطره
فقلبه يتقلب في عالم الأنوار وفي جمالات الواحد القهار وكلما ظهر له من جمال الحقِّ جمالٌ جديد رأي أن ما كان فيه دون الذي يراه فيستغفر الله عزَّ وجلَّ من وقوفه مع هذا الجمال لأن الله قال له {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} أيضا أحد الصالحين جالس قوماً يتحدثون معاً ويقولون: أنه صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلنا - مع أنه قال فينا كلِّنا (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)[1] أي أنه ليس كلنا مثل بعضنا فيوجد نحاس ويوجد حديد ويوجد ذهب وهل هذا مثل ذاك ؟ - ويتعللون بماذا؟ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} أكمل باقي الآية ماذا تقول؟ {يُوحَى إِلَيَّ} وأيضا {مِّثْلُكُمْ} ماذا تعني {مِّثْلُكُمْ} قد فسَّرها صلى الله عليه وسلم حيث قال (وأنا عند السيدة حليمة وعندي أربع سنوات جاءني نفرٌ من الملائكة وأخذوني وأضجعوني وكشف أحدهم صدري ومرَّ أحدهم بيده على بطني فشق من صدري إلى منتهي عانتي وأخرجوا قلبي ووضعوه في طست من ذهب وغسلوه وأخذوا منه حظ الشيطان وألقوه ثم جاءوا بخاتم تُحار فيه الأبصار من شدة نوره وختموا به قلبي وردوه في مكانه ولم أشعر لذلك بألم ولا وجع) وبعد هذا قال: فقال أحدهم (زنوه بعشرة من أمته فوزوني فرجحتهم زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم زنوه بعشرة آلاف من أمته فوزنوني فرجحتهم فقال: دعه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحها)
فَبَشَرٌ مِثْلُنَا تعني: أنه مثلُنا كلُّنا وليس نحن فقط بل أمته وأمته من آدم إلى يوم القيامة لأنه رسول المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه وقد قال (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجحت كفة أبي بكـر) فأبو بكر مثلنا كلُّنا لكنه صلى الله عليه وسلم مثل الكُلِّ من بدء البدء إلى نهاية النهايات (فمثلنا) هنا: مثلنا كلنا لكن بشريته صلى الله عليه وسلم عندما يتكلمون فيها .. فذاك الرجل الصالح وكان اسمه محمد أبو المواهب فيقول: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لِمَ أنت مهموم يا محمد؟ قلت: يا رسول الله من الحديث الذي دار. قال: (أعجزت أن تقول لهم: مُحَمَّدٌ بَشَرٌ فِي البَشَرِ كاليًاقُوتِ حَجَرٌ بَيْنَ الحَجَر)
فالياقوت حجر لكن هل هو مثل الحجر الذي يبني به هذا المسجد ؟ والتبر غير الترب فهو بَشَرٌ لكنَّ الله رقَّاه واصطفاه ويكفيه قول الله فيه في كتاب الله{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} من أنفسكم نسباً ومن أنفسكم خلقةً ومن أنفسكم قلباً ومن أنفسكم طبيعةً ومن أنفسكم في كلِّ شيء لأن نفاسته من مولاه عزَّ وجلَّ فإن الله هو الذي اصطفاه ووالاه وحباه وأدناه وأعلن ذلك للملأ كلِّه من بدء الدنيا إلى نهاية هذه الحياة حتي أنه أمر النبيين أن يكونوا له من المتبعين صلوات ربي وسلامه عليه
[1] متفق على صحته وهذا لفظ لمسلم
منقول من كتاب (الكمالات المحمديه)للشيخ فوزى ابو زيد
لتحميل الكتاب مجانا
http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Kamalat_mohammadeya.JPG
المصدر :http://