ابو العزايم عبد الحميد
New member
اخبرنا القران ان العجلة أو الاستعجال صفة مغروسة في الطبيعة البشرية ,جبل عليها الإنسان , وهي جزء من تكوينه البشري قال تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا) [الإسراء11]. بل يخبرنا ان الإنسان خلق من عجل فالعجلة والاستعجال متلبسة باصل خلقته قال عز وجل: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) [الأنبياء37 ,والأصل أن العجلة كباقي الغرائز والشهوات الكامنة في نفس الإنسان أن أخضعها الإنسان لصوت العقل والحكمة وتعاليم الشرع وأحسن استغلالها واستثمارها علي أفضل وجه تحولت في حياته إلي خير كثير . أما إذا انفلتت من حكم العقل وتعاليم الشرع حولت حياة الإنسان الي شقاء وتعاسة , وهكذا صفة الاستعجال لو ترك الانسان لها العنان لأكل الطعام نيئ ما صبر علي طهيه , ولأكل الثمر اخضر ماصبر علي نضجه , ولتحولت حياته إلي جو مشحون بالتوتر والترقب والاضطراب
ولنتامل كيف تعامل القران مع هذه الصفة في صراع المؤمنين مع الباطل خاصة عند اشتداد الظلم وضراوة المحنة وعلو الباطل وانتفاشه وعندما تزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر وتنتشر الظنون هنا وهناك ويكون السؤال الأول والاخير علي ألسنتهم "متي نصر الله " ولننظر كيفي تعامل القران مع صفة الاستعجال واستبطاء النصر لدي المؤمنين في حالة صراعهم مع الباطل .
أولا:- النهي عن الاستعجال﴿فَاصْبِر كَمَا صَبَرَ اوُلُوا العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَستَعْجِلْ لَهُم كَاَنَّهُم يومَ يَرَونَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلبَثُوا اِلاّ سَاعَةً مِنْ نَهار بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ اِلاّ الْقَومُ الفَاسِقُونَ﴾(11).الاحقاف , وعندما نري نهيا عن شيء مغروس في الفطرة فان النهي لا يكون عن ذات الصفة بل نهي عن اثارها والاستجابة لها فعندما يقول الرسول لاتغضب " فهذا لايعني ان لايغضب الانسان فذاك خارج مقدوره ولكن نهي عن الاستجابة لدواعي الغضب من التهور والتصرفات الغير مدروسة وهكذا وهو ذات الامر في الاستعجال فالنهي عن الاستعجال نهي عن اثاره ومن اثاره الياس والاحباط والتشكيك في وعد الله والقفز من سفينة الايمان والتشكك في سلامة الطريق فالمنافقون وجدوا في استبطاء النصر فرصة للمروق من الايمان وتصديق لشكهم القديم في سلامة الطريق فقالوا " ماوعدنا الله ورسوله الا غرورا" اما المؤمنون فيقولون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
ثانيا :- يدور الصراع بين الحق والباطل عبر سنن وقوانين الهية واماد وآجال محددة ومن هذه السنن ان الله يمد للظالمين ويمهلهم للعديد من الاعتبارات منها اقامة الحجة عليهم ومنها ابتلاء المؤمنين ليزيد من قدرهم واجورهم ومنها اعطائهم المهلة ليعودوا الي الايمان فلو اخذ الله الناس مباشرة بظلمهم ماترك عليها من دابة يقول تعالي "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)النحل فهلاك الظالمين يتم عبر مراحل محددة وقوانين وسنن ثابتة لكن المستعجلون يريدون حرق هذه المراحل والقفز علي تلك السنن
ثالثا :- تتعدد صور النصر للمؤمنين فيعدد القران صورا عديدة للنصر غير الصورة المعهودة وهي حسم الصراع بالقوة وابادة الظالمين بالابادة الشاملة كما فعل مع عاد وثمود وقوم لوط فالنظر الي صورة واحدة والتترس خلفها وعندما يفتقدها يتسرب الياس اليه ويملؤه الاحباط في حين لو تامل لوجد صورا عديدة للنصر حوله قد حققها الله له وهو غافل عنها فالابادة الشاملة للظالمين هي احدي الصور وليست وحدها فهناك صور اخري عديدة ذكرها القران لايخلوا حال المؤمن من احداها عليه ان يتامل فيها ليعيش جو النصر لاجو الهزيمة ونكمل هذه الصور في الحلقة القادمة
ولنتامل كيف تعامل القران مع هذه الصفة في صراع المؤمنين مع الباطل خاصة عند اشتداد الظلم وضراوة المحنة وعلو الباطل وانتفاشه وعندما تزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر وتنتشر الظنون هنا وهناك ويكون السؤال الأول والاخير علي ألسنتهم "متي نصر الله " ولننظر كيفي تعامل القران مع صفة الاستعجال واستبطاء النصر لدي المؤمنين في حالة صراعهم مع الباطل .
أولا:- النهي عن الاستعجال﴿فَاصْبِر كَمَا صَبَرَ اوُلُوا العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَستَعْجِلْ لَهُم كَاَنَّهُم يومَ يَرَونَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلبَثُوا اِلاّ سَاعَةً مِنْ نَهار بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ اِلاّ الْقَومُ الفَاسِقُونَ﴾(11).الاحقاف , وعندما نري نهيا عن شيء مغروس في الفطرة فان النهي لا يكون عن ذات الصفة بل نهي عن اثارها والاستجابة لها فعندما يقول الرسول لاتغضب " فهذا لايعني ان لايغضب الانسان فذاك خارج مقدوره ولكن نهي عن الاستجابة لدواعي الغضب من التهور والتصرفات الغير مدروسة وهكذا وهو ذات الامر في الاستعجال فالنهي عن الاستعجال نهي عن اثاره ومن اثاره الياس والاحباط والتشكيك في وعد الله والقفز من سفينة الايمان والتشكك في سلامة الطريق فالمنافقون وجدوا في استبطاء النصر فرصة للمروق من الايمان وتصديق لشكهم القديم في سلامة الطريق فقالوا " ماوعدنا الله ورسوله الا غرورا" اما المؤمنون فيقولون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
ثانيا :- يدور الصراع بين الحق والباطل عبر سنن وقوانين الهية واماد وآجال محددة ومن هذه السنن ان الله يمد للظالمين ويمهلهم للعديد من الاعتبارات منها اقامة الحجة عليهم ومنها ابتلاء المؤمنين ليزيد من قدرهم واجورهم ومنها اعطائهم المهلة ليعودوا الي الايمان فلو اخذ الله الناس مباشرة بظلمهم ماترك عليها من دابة يقول تعالي "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)النحل فهلاك الظالمين يتم عبر مراحل محددة وقوانين وسنن ثابتة لكن المستعجلون يريدون حرق هذه المراحل والقفز علي تلك السنن
ثالثا :- تتعدد صور النصر للمؤمنين فيعدد القران صورا عديدة للنصر غير الصورة المعهودة وهي حسم الصراع بالقوة وابادة الظالمين بالابادة الشاملة كما فعل مع عاد وثمود وقوم لوط فالنظر الي صورة واحدة والتترس خلفها وعندما يفتقدها يتسرب الياس اليه ويملؤه الاحباط في حين لو تامل لوجد صورا عديدة للنصر حوله قد حققها الله له وهو غافل عنها فالابادة الشاملة للظالمين هي احدي الصور وليست وحدها فهناك صور اخري عديدة ذكرها القران لايخلوا حال المؤمن من احداها عليه ان يتامل فيها ليعيش جو النصر لاجو الهزيمة ونكمل هذه الصور في الحلقة القادمة