الأخ الفاضل جزاك الله خيرا.
نعم هذا ما أردت الإشارة إليه ، والقضية التي أردت التأكيد عليها هي هذه .
حيث أن البعض يقول أن السيدة مريم استعاذت ، فقالت :
{ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } (مريم:18) فكيف تستعيذ منه مع اشتراطها كونه تقي ( أي إن كنت تقيا فأنا أعوذ بالله منك ) ، هذه القضية التي ناقشتها سابقا .
والمقارنة السابقة تؤكد لي ما أردت قوله ، فيوسف عليه السلام استعاذ بالله منها وهو متأكد من أنها تنوي شرا ، أما السيدة مريم فلم تتأكد من ذلك فاشترطت ، أي قالت إن كنت صاحب تقوى والآن تركتها فأنا أعوذ بالله منك .
ومما يؤكد ذلك ألفاظ الآية مع مقارنتها بآية يوسف:
فيوسف قال : (أعوذ بالله) ولم يشترط.
وهي قالت : ( أعوذ بالرحمن ) واشترطت.
مما يؤكد شعورها بتقوى هذ الشخط ، وسيماه الدالة على الصلاح ، فهذ جبريل ، أكيد رأته في صورة يشع منا الرحمة والجلال والتقوى ، مع أن الموقف مخيف ، فما كان منها إلا أن اشترطت ، وهي قد تعودت على الكرامات فما كان خوفها كخوف غيرها مؤكد ستكون أكثر صلابه وإيمانا :
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }(آل عمران37)
وشعورها هذا المتردد شعر به جبريل عليه السلام فأكد لها بقوله:
{قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً }(مريم19)
فهذا دليل جديد أردت إضافته وتنبيه الطلبة إليه.
والله أعلم وأحكم.
وللفائدة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123193
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=10955