استشكال حول تفضيل بني إسرائيل .... !!!

إنضم
03/03/2007
المشاركات
344
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الرياض
بسم1​

الحمد لله و والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه و بعد،

فأن الله جل وعلا أخبرنا عن تفضيله لبني إسرائيل على العالمين - عالمي زمانهم على قول الطبري - و جل آيات الكتاب المبين تبين ضلالهم وكفرهم منذ البداية بل و في بعض خيارهم ، ومن ذلك السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام لميعاد الله فأبوا إلا رؤية الله جهرة فأخذتهم الصاعقة !!

الاستشكال : كيف فضل الله عز وجل قوما هذه صفتهم و قد بدا الفساد فيهم من البداية بل في خيارهم ، و من هم المقصودون بقوله تعالى " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين" في أي عصرو مصر كانوا هل هم الذين كانوا مع موسى عليه السلام ؟؟!! هل هم فقط الأنبياء من بني إسرائيل كيوسف عليه السلام ثم الذين من بعد موسى كداوود وسليمان ؟؟

وجزا الله شيوخنا خير الجزاء
 
يقول الشعراوي في تفسير هذه الآية من سورة الجاثية : " وقوله سبحانه: { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ } [الجاثية: 16] قالوا: عالَمي زمانهم، ليست على إطلاقها، لأن بني إسرائيل عاشوا في زمن ساد فيه الكفر والوثنية، وكانوا هم أهلَ كتاب يؤمنون بالله، فكانوا هم أفضلَ ممَّنْ عاصرهم."
 
يقول الشعراوي : . . لأن بني إسرائيل عاشوا في زمن ساد فيه الكفر والوثنية، وكانوا هم أهلَ كتاب يؤمنون بالله، فكانوا هم أفضلَ ممَّنْ عاصرهم."
هذا هو الجواب الصحيح
بارك الله فيك أخى عبد الكريم
ورحم الله شيخنا العلامة محمد متولى الشعراوى
وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
آمين
 
جزاكما الله خيرا، لكن محل السؤال كان قائما، وهو ما هي الفترة التي فضل الله فيها بني إسرائيل على العالمين؟! هل من آمن من قوم موسى؟؟ مع أن الله قص علينا أن خيارهم الذين اختارهم موسى لميعاد الله قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة و من دونهم ممن خلّفوا عبدوا العجل !! و معاناة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مبثوثة في كتاب الله
 
لكن محل السؤال كان قائما، وهو ما هي الفترة التي فضل الله فيها بني إسرائيل على العالمين؟! هل من آمن من قوم موسى؟؟ مع أن الله قص علينا أن خيارهم الذين اختارهم موسى لميعاد الله قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة و من دونهم ممن خلّفوا عبدوا العجل !! و معاناة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مبثوثة في كتاب الله

الفترة التى تسأل عنها أخى الكريم تمتد بطول تاريخ بنى اسرائيل ، منذ يوسف عليه السلام والأسباط وحتى بعثة المسيح عليه السلام
فلما كفروا بالمسيح وحاولوا أن يقتلوه ، حينذاك سقطت عنهم تلك الأفضلية وهذا الإمتياز الذى كان ممنوحا لهم طوال تاريخهم
وفى نصوص القرآن ذاته ما يؤيد ذلك ، فلتراجع أخى ما جاء فى القرآن عن موقف بنى اسرائيل من دعوة المسيح عليه السلام ووصفهم بالكفر وما حاق بهم من اللعنات جراء كفرهم به وقولهم على مريم بهتانا عظيما ، وما باءوا به من غضب الله ، وبالذلة والمسكنة التى ضُربت عليهم من بعد ذلك . . . إلى آخر ما نصت عليه الآيات
أما عما ذكرته من شغبهم على موسى وتعنتهم ، فهذا لا يقدح كثيرا فى هذا الإمتياز الذى نالوه ، لأن الإيمان بالله الواحد هو رأس كل فضيلة ، ومعلوم أن الله تعالى لا يغفر أن يُشرك به ، ولكنه يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وقد كان بنو اسرائيل هم الشعب الوحيد المؤمن بالإله الواحد وسط شعوب كثيرة كانت كلها تسجد للأوثان وتقدم لها القرابين ، ومن هنا جاء تفضيلهم المذكور ، وظل ملازماً لهم إلى أن كفروا بالمسيح ابن مريم عليهما السلام
أرجو أن تجد فيما ذكرت ما يكفى لقناعتك ، والله أعلى وأعلم
 
السلام عليكم
إن فرضنا أن أهل الأرض كلهم كفار
فتفضيل قوم على قوم يكون بارسال رسول إلى المفضلين
ولكن استجابتهم أمر آخر
لذلك الله يذكر بنى اسرائيل أن يذكروا هذا التفضيل ويستمروا على العهد

أما لماذا فضلهم - دون الآخرين - واختارهم لحمل منهجه فى الأرض .. فلابد أن فيهم مايجعلهم يصلحون لهذا
مثل
كانوا أمة واحدة أو عرق واحد لم يختلط بباقى الأعراق ، بل كانوا أسباطا معلومون ... والراجح أنهم لم يختلطوا
كانوا فى مستوى اجتماعى واحد ... فكلهم كانوا عند فرعون
استوعبوا -بسبب عملهم عند فرعون - كل المهن والمهارات وكانوا على علم بفنون وعلوم العصر
....
كما يمكن القول أنهم فُضلوا بشيء آخر وهو كونهم تفرغوا للعبادة ودراسة الكتاب
أما غير ذلك من الأمور الأساسية كالأكل والشرب والأمن .. فقد كفله الله لهم بالمن والسلوى ... الخ


....
أما القول أن التفضيل بأنهم كانوا مؤمنين بين كفار ... فيستوجب سؤال ولماذا فضل العرب لحمل الرسالة الخاتمة وقد كانوا كفار ؟
 
اخي العليمي، جزاك الله خيرا على توضيحك لكن القرآن يوضح كذلك كفرهم ابتداءا من موسى عليه السلام باتخاذهم العجل ثم قتلهم الأنبياء من قبل عيسى عليه السلام حتى هموا بقتله، فلماذا نقول أن التفضيل رفع فقط بمحاولة قتلهم عيسى عليه السلام مع أنهم قتلوا كثيرا من الأنبياء قبله ؟! إلا أن نقول أن التفضيل رفع ببعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حيث أنه لم يبعث فيهم فانقطع التفضيل.
على كل حال جزاكما الله خيرا، فقد اتضحت بعض الأمور و الذي وصلت إليه أن اختصاصهم بإرسال الرسل إليهم دون غيرهم ممن حولهم من الأمم هو تفضيل من الله لهم و أن مجمل الإيمان عندهم و إن كان فيهم كفر كثير جعلهم يحظون بهذا التفضيل ، على ما ذكر أخي الفاضل مصطفى من بعض الخصائص التكوينية التي اختصوا بها
 
فلماذا نقول أن التفضيل رفع فقط بمحاولة قتلهم عيسى عليه السلام مع أنهم قتلوا كثيرا من الأنبياء قبله ؟!
إليك أخى الكريم الجواب المفصل عن سؤالك هذا :
أولا : ليس صحيحا أنهم قتلوا كثيرا من الأنبياء قبل عيسى عليه السلام ، بل إن من قتلوهم من الأنبياء المعروفين بأسمائهم يعدون على أصابع اليد الواحدة
ثانياً : من الملاحظ أن القرآن أحياناً يذكر صيغة الجمع وهو يريد بها المفرد أو بالأحرى يريد بها " اسم الجنس " ، وقد انطبق هذا أحيانا على لفظ " النبيين " وعلى لفظ " الملائكة " ، حيث كان المراد منه أحيانا الجنس لا الجمع ، وتجد مصداق هذا فى قوله تعالى : " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً " - آل عمران / 80
فقد وردت هذه الآية ردا على عقيدة النصارى الذين اتخذوا من روح القدس عليه السلام أحد أقانيم ثالوثهم ، كما اتخذوا من المسيح ابن مريم عليه السلام أقنوما آخر وسموه الإبن ، فالمراد بالملائكة هنا جنسهم ، والذى يمثلهم فى هذه الآية روح القدس ، ومعلوم أنه مفرد لا جمع
وكذلك المراد بالنبيين هنا جنسهم ، ويمثلهم فى هذه الآية عيسى عليه السلام ، وهو مفرد كذلك وليس جمعا
والدليل على ذلك من القرآن أنه ذكر في إحدى الآيات أن الملائكة - بصيغة الجمع - قد بشرت مريم بميلاد عيسى عليهما السلام (الآية 42 من سورة آل عمران) بينما ذكر في آية أخرى أن الذي بشرها بذلك هو روح القدس وحده (الآية 17 من سورة مريم)
فهل من بشّرها عدة ملائكة أم مَلَك واحد ؟
هذا المُشكل أجاب عنه علماء التفسير قديما ، إذ قال الفخر الرازي عند تفسير آية آل عمران : ( المراد بالملائكة ههنا جبريل وحده وهذا كقوله سبحانه : (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) يعني جبريل ) اهـ.
وليس غريبا على لغة العرب أن يطلق الجمع ويراد به الواحد ، ومن أمثلة هذا في القرآن أيضا قوله سبحانه : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران (173
فالمقصود بـ ( الناس ) الأولى : نعيم بن مسعود ، والمقصود بالناس الثانية : أبو سفيان وأصحابه ، وليس المقصود جميع الناس .
كما نجد كذلك الإمام ابن عطية في تفسيره يقول : ( وعبر عن جبريل بالملائكة إذ هو منهم فذكر اسم الجنس ) اهـ .
وهكذا تجد أن صيغة الجمع لا تدل دائما على الكثرة ، وإنما قد يراد بها اسم الجنس ، حتى وإن كان واحدا
وعلى ذلك فإن قتل بنى اسرائيل للأنبياء لا يدل بالضرورة على كثرة المقتولين من الأنبياء ، بل قد يكون المقتول واحدا فقط ويعبر عنه بالجمع لأن جنسه عظيم كالأنبياء

ثالثا : هناك فرق - كما تعلم - ما بين الرسول والنبى ، فالرسول أعظم درجة من النبى ، فكل رسول هو نبى ، ولكن ليس كل نبى يكون رسولاً
وقد كان المسيح ابن مريم عليه السلام رسولاً إلى بنى اسرائيل ، ولم يكن مجرد نبى
بل وأكثر من هذا فإن عيسى عليه السلام ليس رسولاً عادياً من جملة الرسل ، وإنما هو أحد الخمسة الكبار الموصوفين بـ " أولى العزم من الرسل "
ومن هنا تعلم أن عيسى عليه السلام لا يُقارن بمن سبقه من أنبياء بنى اسرائيل ، فهو أرفع منهم فى الدرجة بكثير

رابعاً : من الثابت تاريخياً أن شتات بنى اسرائيل وتفرقهم فى الأرض بعد أن كانوا يستوطنون واحدة من أطهر بقاع الأرض قاطبة ، وأن الذلة والمسكنة التى ضُربت عليهم من بعد ذلك ، كل هذا لم يحدث لهم إلا من بعد كفرهم بالمسيح ابن مريم عليه السلام ، وفى هذا دلالة واضحة وبرهان قاطع على أن الإمتياز والتفضيل الذى نالوه قد سقط عنهم عقب كفرهم بعيسى عليه السلام ومحاولتهم قتله
أرجو أن تجد فى هذا البيان ما يكفى هذه المرة لقناعتك أخى عبد الرحمن ، والسلام عليكم ورحمة الله
 
عودة
أعلى