استشكالات في بعض كتب القراءات - 1

أحمد كوري

New member
إنضم
13/06/2008
المشاركات
153
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين



استشكالات في بعض كتب القراءات - 1



1 – الشيخ علي محمد الضباع


أ – انفراداته:

للضباع انفرادات في الطبعات التي وقفت عليها من كتبه، لم أقف عليها عند غيره. وذلك مثل المسائل التالية:

- مسألة إسرار التعوذ لحمزة:

ذكر الضباع إسرار التعوذ لحمزة وجها واحدا من طريق الشاطبية، وجعل الجهر بالتعوذ لحمزة خارجا عن طريقها، كما يقول (الإضاءة: 64): "صح عن حمزة أنه كان يخفي (يسر) الاستعاذة".
وجه الاستشكال: أن لحمزة أيضا وجها آخر هو الجهر بالتعوذ، بل إن الشاطبي قد ضعف وجه الإسرار الذي اقتصر عليه الضباع هنا، كما يقول الشاطبي (البيت: 99):
وإخفاؤه فـصل أباه وعاتنا وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا
و"الإضاءة" كما هو معروف من طريق الشاطبية والدرة فقط (انظر: الإضاءة: 3)، بل ما ذكره الضباع هنا مخالف لما ذكره هو نفسه في مبحث التعوذ من الكتاب نفسه (انظر: الإضاءة: 7 – 8). ومنهجيته في الإضاءة أن يذكر ما خالف فيه حفص بقية القراء (انظر: الإضاءة: 63)، ولو أنه أراد أن يذكر الوجهين لحمزة لقال: "زاد حمزة إسرار التعوذ"، كما قال في أصول ورش (الإضاءة: 105): "زاد ورش عند الجمع بين السورتين ما عدا الأنفال وبراءة والناس والفاتحة وجهي السكت والوصل من غير بسملة".

- مسألة "ويتقه" لابن جماز:

نص الضباع على أن طريق التحبير القصر في "ويتقه" لابن جماز، كما يقول (البهجة المرضية شرح الدرة المضية : 78 – 80): "يعني أن مرموز جيم جـد وحاء حـز - وهما ابن جماز ويعقوب - قرآ قوله تعالى: ويخشى الله ويتقه في النور بقصر الهاء كقالون ، وهذا على ما في النسخ المعتبرة الموافقة لما في التحبير وفي بعض النسخ:
كيتقه وامدد جـد ........... ........................
والمعنى عليها أن يعقوب قرأ بقصر الهاء في ويتقه كما قرأ به في المواضع الثمانية المتقدمة، وأن مرموز جيم جـد - وهو ابن جماز - قرأ بإشباع كسرتها فيه ، وقد أشار العلامة الشيخ محمد المتولي في رسالته المسماة بالوجوه المسفرة إلى أن الوجهين صحيحان مقروء بهما".
وجه الاستشكال: أن هذا مخالف لنص التحبير فهو يقول (تحبير التيسير: 483): "أبو بكر وأبو عمرو وابن وردان وخلاد بخلاف عنه: ويتقه بإسكان الهاء، وقالون ويعقوب باختلاس كسرتها، والباقون بصلتها، وحفص ويتقه باسكان القاف واختلاس كسرة الهاء والباقون بكسر القاف، والهاء في الوقف ساكنة بإجماع"، ومن الجدير بالذكر أن الضباع قد صحح كتاب القول المحرر في قراءة الإمام أبي جعفر لأبي بكر الحسيني (انظر: صفحة الغلاف من هذا الكتاب)، وقد ذكر أبو بكر الحسيني في هذا الكتاب أن طريق الدرة هو الصلة لابن جماز ورد على من يقول بغير ذلك (انظر: القول المحرر في قراءة الإمام أبي جعفر: 9، وانظر: مقدمة الشيخ محمد تميم الزعبي للدرة المضية: 5 - 6).
ولا يحل الإشكال أن يقال: إن نسخ التحبير ربما تكون مختلفة؛ لأن محقق التحبير قد حققه على ست نسخ مخطوطة علاوة على نسخة مطبوعة، (انظر: تحبير التيسير: 78 – 81)، ولم يشر المحقق إلى خلاف بين النسخ في هذا النص.

- مسألة "يأته" لهشام:

ذهب الضباع إلى أن ابن الجزري نبه على أن الشاطبي خرج عن طريقه بذكر الاختلاس لهشام في "يأته" كما يقول (إرشاد المريد إلى مقصود القصيد :46): "إلا أن وجه القصر في يأته مؤمنا لا ينبغي أن يقرأ به له [يعني: لهشام] من طريق النظم، وإن كانت عبارته تعطي الوجهين؛ لأنه ليس من طريقه كما نبه عليه في النشر".
وجه الاستشكال: صحيح أن ابن الجزري لم يذكر لهشام إلا الصلة في هذا الحرف، لكنه لم ينبه على خروج الشاطبي عن طريقه فيه كما يقول الجمزوري (الفتح الرحماني: 55 - 56): "يعني: أن لهشام الخلاف بين الصلة والاختلاس حتى في حرف يأته، ودرج على ذلك شراحه في ما وقفنا عليه، والذي في الطيبة كما في النشر وتقريبه وغيرهما أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني يأته قولا واحدا (..) ولم ينبه عليه في النشر وهو عجيب". (وانظر: النشر: 1/309 – 310، وحل المشكلات: 76).

- مسألة الإدخال في "أئمة" لهشام:

ذكر الضباع أن هشاما يدخل في "أئمة" بلا خلاف ولم يقيد ذلك بطريق معينة، كما يقول (الإضاءة: 130): "وأدخل [يعني: هشاما] أيضا ألف الفصل بلا خلاف بين همزتي أئمة حيث وقع".
وجه الاستشكال: أن لهشام وجهين في الإدخال هنا، كما قال الشاطبي (البيت: 199):
وأئـمـة بـالخـلـف قـد مـد وحـــده
وسـهـل سـما وصـفا وفـي النحو أبدلا
ولو فرضنا أن مقصود الضباع أن لهشام وجها واحدا من طريق فارس، كما يقول: (إرشاد المريد إلى مقصود القصيد: 60): "وبمده [يعني: أئمة] قرأ له [يعني: لهشام] الداني على فارس وبالقصر على أبي الحسن فليعلم"، لكان كلامه مشكلا أيضا؛ لأن من عادته أن يذكر في الإضاءة جميع الخلافات المذكورة في الشاطبية، حتى لو كانت خارجة عن طريقها، فلماذا خالف منهجيته في هذه المسألة وحدها؟
ثم من اللافت للانتباه أن الضباع في نصه المذكور أعلاه يجعل طريق الشاطبية لهشام الإدخال في "أئمة"؛ لأنه طريق فارس، مع أن ابن الجزري يجعل طريقها القصر، ويجعل الإدخال من باب الخلط بين الطرق، كما يقول (النشر: 1/ 380): "واختلف عن هشام فروى عنه المد من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني أبو العز، وقطع به للحلواني جمهور العراقيين كابن سوار وابن شيطا وابن فارس وغيرهم، وقطع به لهشام من طرقه الحافظ أبو العلاء، وفي التيسير من قراءته على أبي الفتح، يعني: من غير طريق ابن عبدان، وأما من طريق ابن عبدان فلم يقرأ عليه إلا بالقصر. كما صرح بذلك في جامع البيان. وهذا من جملة ما وقع له فيه خلط طريق بطريق".

- مسألة إمالة الهاء من "كهيعص" لحمزة:

ذكر الضباع أن حمزة يميل الهاء من فاتحة مريم، كما يقول (الإضاءة :74): "وأمال [يعني: حمزة] أيضا الراء من ألر أول يونس وأخواتها وألمر أول الرعد والهاء من فاتحتي مريم وطه والياء من فاتحتي مريم ويس".
وجه الاستشكال: أن المعروف أن من يميل "ها" من فاتحة مريم من طريق الشاطبية هم: شعبة والكسائي وأبو عمرو وورش فقط، كما قال الشاطبي (البيت: 739):
وكـم صحبة يـا كـاف والـخلف يـاسـر
وها صـف رضا حـلوا وتحت جـنا حـلا
ولم يخالفه أحد من الشراح والمحررين.

- مسألة إمالات ابن عامر:

لم يذكر الضباع إمالة ابن عامر للراء من فواتح السور ولا إمالته للياء من "كهيعص"، ولم يذكر إمالة ابن ذكوان للحاء من "حم" ولا إمالته لحرفي "رأى" قبل متحرك غير ضمير، ولا الخلاف له في إمالة "أدرى" و"رأى" المتصل بضمير، كما قال الضباع عن إمالات ابن عامر (الإضاءة: 139 – 140): "أمال هشام إناه في الأحزاب ومشارب في يس وآنية في الغاشية وعابدون وعابد في الكافرون، وأمال ابن ذكوان جاء وشاء كيف وقعا وفزادهم في أول مواضعه والتوراة حيث وقع بلا خلاف، واختلف عنه في إمالة زاد في باقي القرآن وحمارك في البقرة والحمار في الجمعة وعمران حيث جاء وهار في التوبة وإكراههن في النور والإكرام معا في الرحمن والمحراب المنصوب وأما المجرور فلا خلاف عنه في إمالته".
وجه الاستشكال: أن هذه الإمالات اتفاقا واختلافا هي من طريق الشاطبية؛ قال الشاطبي في إمالة فواتح السور و"أدرى" (الأبيات: 738 - 740):
وإضـجـاع را كـل الـفـواتـح ذكــره
حـمـى غـير حفص طـا ويا صحبة ولا
وكـم صحبة يـا كـاف والـخلف يـاسـر
وها صـف رضا حـلوا وتحت جـنا حـلا
شـفا صـادقـا حـم مـخـتـار صـحبة
وبصر وهـم أدرى وبـالـخـلف مـثـلا
وقال في إمالة "رأى" (البيتان: 646 - 647):
وحـرفـي رأى كـلا أمـل مـزن صحبة
وفـي هـمزه حـسن وفـي الراء يـجتلى
بـخـلف وخـلف فـيهما مـع مـضـمر
مـصـيب وعـن عـثمان فـي الكل قللا
ولا يحل الإشكال أن يقال: إن الضباع لم يذكر هذه الإمالات؛ لكون الشاطبي إنما ذكرها في الفرش لا في الأصول. لأن الضباع ذكر في النص أعلاه إمالة التوراة لابن ذكوان، ولم يذكرها الشاطبي إلا في الفرش (البيت: 546).

- مسألة مذهب ورش في ذوات الياء:

قال الضباع في مذاهب هذه المسألة (المطلوب: 9 – 10): "الخامس: إجراء الخلاف في الكل رؤوس الآي مطلقا وذوات الياء غيرها، إلا أن الفتح في رؤوس الآي غير ما فيه "ها" قليل وهو في ما فيه "ها" كثير، وهو مذهب جمع المذاهب الثلاثة الأول وهو الظاهر من كلام الشاطبي، وقال ابن الجزري: "وهو الأولى عندي"، لكنه اقتصر في طيبته على المذهبين الأول والرابع".
وجه الاستشكال: أن ظاهر هذا الكلام أن ابن الجزري يرى أرجحية هذا المذهب الخامس وأنه أولى عنده، وهذا خلاف ما قاله ابن الجزري؛ فإنه قال (النشر: 2/51): "وهذا الذي يظهر من كلام الشاطبي وهو الأولى عندي بحمل كلامه عليه"، فمقصود ابن الجزري أن الأولى حمل كلام الشاطبي على هذا المذهب، وليس مقصوده أن هذا المذهب أولى عند ابن الجزري؛ فاجتزاء عبارة: "وهو الأولى عندي" من سياقها يوهم خلاف المقصود.

- مسألة زيادة "آتاني الله" للكسائي:

ذهب الضباع إلى أن الكسائي يزيد "آتاني الله" ساكنة في الحالين!! كما يقول (الإضاءة: 79): "وقرأ [يعني: الكسائي] "يوم يأت" في هود و"نبغ" في الكهف بإثبات الياء فيهما وصلا، و"فما آتان" في النمل بإثبات الياء ساكنة في الحالين".
وجه الاستشكال: أن هذه الياء لم يذكر أحد من المقرئين المتقدمين زيادتها للكسائي، في ما وقفت عليه؛ فالمعروف أن الكسائي لا يزيد من طريق الشاطبية إلا ياءين هما: "يات لا"، و"نبغ"، كما يقول الشاطبي: (البيتان: 424 - 425):
............................. وفي الكهف نبغي يأت في هود رفلا
سما ..........................
ثم كيف تزاد هذه الياء ساكنة وصلا مع أن بعدها ساكنا؟! فالمعروف أن القراء الذين زادوا هذه الياء قد زادوها مفتوحة؛ لأن بعدها ساكنا، قال الشاطبي (البيت: 429):
وفي النمل آتاني ويفتح عـن أولي حـمى وخلاف الوقف بـين حـلى عـلا
وقال ابن الجزري في الطيبة (البيتان: 416 - 417):
بـالخـلف والوقف يـلي خلف ظـبى
آتـان نـمـل وافـتـحوا مـدا غـبى
حـز عـد وقف ظــعنا وخلف عـن حـسن
بـن زر يـردن افـتح كـذا تـتـبعن
ومن العجيب أن الشيخ الأبياري قد ذكر أيضا زيادة هذه الياء للكسائي، ولعل الضباع قد نقل ذلك عنه. كما يقول الأبياري في منظومته لمعة الضياء يسفر عن قراءة الكسائي، (ضمن: إرشاد القراء إلى قراءة الكسائي: 39):
والـيـا فـأثـبـت واصـلا لـما يـعد
نـبغـي بـكهف يأت فـي هـود ورد
آتـانـي الله فـسـكـن واصـــــلا
وأثـبـتن وقـفا وذو الأصـل انـجلى
وقد نبه شارح هذه المنظومة إلى أن الأبياري انفرد بذكر هذه المسألة.



ب – مخالفة الضباع للتحريرات المشهورة:

منهج الضباع هو الالتزام بالتحريرات (وخصوصا تحريرات المتولي) وعدم الاقتصار على ظاهر الشاطبية، كما يقول منتقدا ابن القاصح والجعبري في أخذهما بظاهر الشاطبية (مختصر بلوغ الأمنية : 62): "وهو تفسير بما يقتضيه ظاهر قول الشاطبي من غير نظر إلى ما ورد في ذلك من كلام المحققين". لكننا مع ذلك نجد عنده خلاف ما اتفق عليه المحررون، كما في المسائل التالية:

- مسألة مد "يواخذكم" لورش:

لم يتعقب الضباعُ الشاطبيَّ وشعلةَ في ذكرهما الخلاف لورش في مد "يواخذكم" (كنز المعاني لشعلة: 106 – 107)، مع أن من عادته أن يتعقبهما عند مخالفتها للتحريرات. (وقد كتب مقدمة "كنز المعاني لشعلة" كل من الضباع ومتولي عبد الله الفقاعي ومحمد سليمان صالح، ووُصِف الأخيران بأنهما "المصححان" (ص: هـ)، فالظاهر أنهما صححا النص وأن الضباع هو واضع الهوامش، ويدل على ذلك تشابهها الكبير مع سائر مؤلفاته).
وجه الاستشكال: أن هذا مخالف لما عند كافة المحررين (انظر: النشر: 1/ 340)، بل لما عند الضباع نفسه في موضع آخر، كما يقول (المطلوب: 4): "وقد اتفق أصحاب المد إشباعا كان أو توسطا على استثناء يواخذ كيف وقع".

- مسألة إبدال "بارئكم" للسوسي:

لم يتعقب الضباعُ الشاطبيَّ وشعلةَ في ذكرهما مذهب ابن غلبون في إبدال "بارئكم" للسوسي (انظر: كنز المعاني لشعلة: 131 – 132).
وجه الاستشكال: أن هذا مخالف لما عند كافة المحررين (انظر: النشر: 1/393).

- إمالة "يا" للسوسي:

تعقب الضباعُ الشاطبيَّ وشعلةَ في ذكرهما الإمالة لقالون في "هايا"، ولكنه لم يتعقب ذكرهما لإمالة "يا" للسوسي (انظر: كنز المعاني لشعلة: 417 – 418).
وجه الاستشكال: أن إمالة قالون هنا صحت من طرق النشر، إما إمالة السوسي فلم تصح لا من طريق الحرز ولا من طرق النشر كما يقول الضباع نفسه (انظر: مختصر بلوغ الأمنية: 104 – 106).

- مسألة زيادة "نرتع" لقنبل:

ذكر الضباع الخلاف لقنبل في زيادة "نرتع" بدون أن يرجح أحد الوجهين وبدون أن يشير إلى أن الإثبات خروج (انظر: الإضاءة: 128).
وجه الاستشكال: أن هذا مخالف لما عند كافة المحررين (انظر: النشر: 2/187).

- مسألة زيادة "التلاق" و"التناد" لقالون:

ذكر الضباع الإثبات والحذف لقالون في "التلاق" و"التناد" بدون أن يرجح بينهما أو ينص على أن الإثبات خروج، (انظر: الإضاءة: 105).
وجه الاستشكال: أن هذا مخالف لما عند كافة المحررين (انظر: النشر: 2/190 – 191).

ج - تصحيفات:

ورد في النشر بتصحيح الضباع: (2/198) النص التالي: "قال الإمام يعقوب الحضرمي: قرأت القرآن في سنة ونصف على سلام. وقرأت على شهاب الدين بن شريفة في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب في تسعة ايام". وورد النص نفسه في غيث النفع (ص: 33) وقد راجعه الضباع أيضا.
وورد في النشر (1/185) أيضا: "وقرأ يعقوب على أبي المنذر سلام بن سليمان المزني مولاهم الطويل، وعلى شهاب بن شريفة".
وجه الاستشكال: أنه لا يوجد أحد من القراء يسمى شهاب الدين بن شريفة ولا شهاب بن شريفة، والألقاب المضافة إلى "الدين" لم تكن مستعملة في عصر شيوخ الإمام يعقوب. بل الصواب: "شهاب بن شُرْنَُفة المجاشعي"، وقد ضبط ابن الجزري اسمه في غاية النهاية، هكذا: "شهاب بن شرنفة - بضم الشين وسكون الراء وفتح النون وضمها - المجاشعي البصري، وقد صحفه بعضهم فجعله "شريفة" بالياء". وهكذا تصحفت "شرنفة" في هاتين الطبعتين اللتين راجعهما الضباع. وتحرف اسم "شهاب" أيضا ليصبح: "شهاب الدين".
وقد ورد في هذه الطبعة من الغيث أيضا النص التالي (ص: 153 - 154) في حديثه عن الجمع بين الساكنين: "واختاره جماعة من أئمة اللغة منهم أبو عبيدة، وناهيك به وقال: "هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم في ما يروي عنه: "نعما بإسكان العين وتشديد الميم (الممال) الصالح للرجل الصالح". وعلق عليه المصحح في الهامش بقوله: "هكذا بالأصل، وصوابه: "ونقله الصالح عن".
هكذا قال المصحح! ومن الواضح أن الصواب: "نعما - بإسكان العين وتشديد الميم - المال الصالح للرجل الصالح"؛ فتصحفت كلمة "المال" إلى "الممال"؛ لأن النوري في الغيث يستعمل "الممال" عنوانا يجمع تحته الكلمات الممالة من كل ربع.
وفي سراج القارئ المبتدي لابن القاصح، المطبوع مع غيث النفع في الطبعة نفسها وبمراجعة الضباع، نقرأ النص التالي (ص: 100): "للمشار إليهم بالعين والفاء والحاء والباء في قوله: عن فتى حقه بدا". ومن الواضح أن الصواب: "للمشار إليهم بالعين والفاء وحق والباء في قوله: عن فتى حقه بدا". فالحاء من حق ليست رمزا؛ بل كلمة "حق" كلها رمز لابن كثير وأبي عمرو.

المراجع:

- إرشاد المريد إلى مقصود القصيد - تأليف : علي محمد الضباع – مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده – مصر – 1372هـ / 1953م .
- الإضاءة في بيان أصول القراءة – تأليف: علي محمد الضباع - المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة - ط 1 – 1420هـ / 1999م.
- البهجة المرضية شرح الدرة المضية - تأليف : علي محمد الضباع – بهامش إبراز المعاني من حرز الأماني - مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر – 1349هـ .
- تحبير التيسير في القراءات العشر – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشافعي) – تحقيق: د. أحمد محمد مفلح القضاة – دار الفرقان للنشر والتوزيع – عمان / وجمعية المحافظة على القرآن الكريم / فرع الزرقاء – ط 1 – 1421هـ /2000م.
- حل المشكلات وتوضيح التحريرات – تحقيق: الخليجي ( محمد بن عبد الرحمن) - تحقيق: جمال الدين محمد شرف و/ عبد الله علوان – دار الصحابة للتراث بطنطا – طنطا –1422هـ 2002م.
- الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية – تأليف : ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشافعي) – تحقيق : محمد تميم الزعبي – مكتبة دار الهدى – المدينة المنورة – ط 1 - 1414 هـ / 1993م.
- الشاطبية (ضمن شروحها المعروفة).
- طيبة النشر (ضمن شروحها المعروفة).
- غاية النهاية في طبقات القراء – تأليف: ابن الجزري ( شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ) - تحقيق: ج. برجستراسر – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 2 – 1400هـ / 1980م.
- غيث النفع في القراءات السبع – تأليف : النوري (أبي الحسن علي بن محمد الصفاقسي ) – مراجعة: علي محمد الضباع – بهامش : سراج القارئ المبتدي – المكتبة الثقافية – بيروت.
- الفتح الرحماني شرح كنز المعاني - تأليف : الجمزوري (سليمان بن حسين بن محمد ) – تحقيق : شريف أبو العلا العدوي – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 1 – 1422هـ / 2002م .
- القول المحرر في قراءة الإمام أبي جعفر – تأليف : أبي بكر الحداد الحسيني – ملتزم الطبع والنشر : عبد الحميد أحمد حنفي .
- كنز المعاني شرح حرز الأماني (شرح شعلة على الشاطبية ) - تأليف : شعلة الموصلي (أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ) – تحقيق : علي محمد الضباع ، و/ متولي عبد الله الفقاعي ، و/ محمد سليمان صالح – المكتبة الأزهرية للتراث– 1418هـ 1997م .
- لمعة الضياء يسفر عن قراءة الكسائي– تأليف: الأبياري (محمد محمد هلالي) - ضمن: إرشاد القراء إلى قراءة الكسائي – تأليف: محمد بن عوض زايد الحرباوي – مكتبة التوبة – ط 1 – 1419هـ /1998م.
- مختصر بلوغ الأمنية على إتحاف البرية بتحرير مسائل الشاطبية – تأليف : علي محمد الضباع – بهامش : سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي - تأليف : ابن القاصح (أبي القاسم علي بن عثمان بن محمد العذري البغدادي ) – تصحيح: علي محمد الضباع – المكتبة الثقافية – بيروت .
- المطلوب في الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب – تأليف: الضباع (علي محمد) – مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
- النشر في القراءات العشر – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشافعي) - تحقيق: علي محمد الضباع – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت.
 
تنبيه: ذكر الشاطبي إمالة الهاء من كهيعص لقالون، لكن المحررين جعلوها خارجة عن طريق الشاطبية. انظر غيث النفع: 284.
 
عودة
أعلى