استشكالات في النشر – 2 (الإدغام الكبير لأبي عمرو في كتاب السبعة لابن مجاهد)

أحمد كوري

New member
إنضم
13/06/2008
المشاركات
153
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 275 ط الضباع) عن الإدغام الكبير: "ثم إن لمؤلفي الكتب ومن أئمة القراءة في ذكره طرقا؛ منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ...".
محل الاستشكال: أن ابن مجاهد قد ذكر الإدغام الكبير لأبي عمرو في سبعته؛ فقال فيها (السبعة: 116 – 119 ط دار المعارف – تحقيق: د. شوقي ضيف): "وكان أبو عمرو إذا التقى الحرفان وهما من كلمتين على مثال واحد متحركين أسكن الأول وأدغمه الثاني ... إلخ".
وقد قطع الإزميري بأن الإدغام الكبير لا يوجد في السبعة اعتمادا على نص النشر هذا! وتبعه المتولي! وأنكرا على المنصوري أنه نسب الإدغام الكبير للسبعة! يقول المتولي (الروض النضير: 111 تحقيق: الشيخ رمضان هدية): "وأما هو مع الإدغام فلا نعرفه من أي طريق؛ فينبغي تركه وإن قرأنا به، وذكره المنصوري لابن أبي هاشم وأصحابه عن ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وهو - كما قال الأزميري - بعيد جدا؛ لأن ابن مجاهد لم يذكر الإدغام في كتابه السبعة كما تقدم عن النشر، ولو فرض أنه ذكره فيه لم يؤخذ به للسوسي لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري ... إلخ".
 
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا الذي دفع صاحب فريدة الدهر إلي إعادة تحرير كتاب السبعة .
والسلام عليكم
 
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا لكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 275 ط الضباع) عن الإدغام الكبير: "ثم إن لمؤلفي الكتب ومن أئمة القراءة في ذكره طرقا؛ منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ...".
محل الاستشكال: أن ابن مجاهد قد ذكر الإدغام الكبير لأبي عمرو في سبعته؛ فقال فيها (السبعة: 116 – 119 ط دار المعارف – تحقيق: د. شوقي ضيف): "وكان أبو عمرو إذا التقى الحرفان وهما من كلمتين على مثال واحد متحركين أسكن الأول وأدغمه الثاني ... إلخ".
وقد قطع الإزميري بأن الإدغام الكبير لا يوجد في السبعة اعتمادا على نص النشر هذا! وتبعه المتولي! وأنكرا على المنصوري أنه نسب الإدغام الكبير للسبعة! يقول المتولي (الروض النضير: 111 تحقيق: الشيخ رمضان هدية): "وأما هو مع الإدغام فلا نعرفه من أي طريق؛ فينبغي تركه وإن قرأنا به، وذكره المنصوري لابن أبي هاشم وأصحابه عن ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وهو - كما قال الأزميري - بعيد جدا؛ لأن ابن مجاهد لم يذكر الإدغام في كتابه السبعة كما تقدم عن النشر، ولو فرض أنه ذكره فيه لم يؤخذ به للسوسي لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري ... إلخ".
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم​
يلاحظ أن المحقق لكتاب السبعة د. شوقي ضيف قال في الهامش عند الكلام عن الإدغام:
"هذا الموضوع اختلطت أوراقه على الناسخ, فوضع قسمًا منها في أول سورة البقرة قبل تناول ابن مجاهد لأي آية منها, وقسمًا ثانيًا وضعه في أثناء الحديث عن قراءات كلمة (الصراط) في سورة الفاتحة, وأشار إلى ذلك على الهامش مراجع للنسخة إذ كتب على هوامش الورقتين الخامسة عشر والثانية والعشرين ما يلفت إلى هذا الاضطراب, وحدث هذا الاضطراب نفسه في النسخة ت كما أشرت إلى ذلك في المقدمة مما يؤكد أنها هي والأصل منقولتان عن مخطوطة واحدة" اهـ.
أقول:
هذا الكلام يفيد اضطراب النسخ الخطية في هذا الموضوع في كتاب السبعة, فلعلَّ النسخة التي اطلع عليها ابن الجزري رحمه الله سقط منها الكلام على الإدغام مما جعله يذكر أن ابن مجاهد لم يذكره في سبعته, والعلم عند الله.
[/align]
 
أقول إن تحقيق ودراسة كتاب السبعة للإمام أبو بكر ابن مجاهد -رحمه الله- بواسطة الدكتور شوقي ضيف هو أفضل طبعات الكتاب الموجودة وأسبقها وأتقنها ، والدكتور شوقي ضيف -رحمه الله- من أهل الأدب واللغة مع ميلانه اتجاه الأدب العربي بفنونه ، وليس هو من أهل القراءات العارفين بهذا الكتاب النفيس الذي يحوي مضمونه أول تسبيع للقراءات السبع ، ومع ذلك ينبغي أن يُخدَم الكتاب مرةً أخرى من قبل أهله المتميزين فيه ويعاد النظر في تحقيقه ودراسته واستقصاء نسخه الخطية..
وهناك كتاب من أمهات كتب القراءات وهو " التذكرة في القراءات الثمان" للإمام أبو الحسن الطاهر ابن غلبون الحلبي -رحمه الله- ، فقد أخرجه من عالم المخطوطات وحققه أحد المنتسبين إلى اللغة وهو ذو باعٍ طويل فيها ومن خيرة العلماء خلقاً وأدباً وهو الدكتور عبد الفتاح بحيري -رحمه الله- ومع ذلك فقد ظهرت في طبعته أخطاء علمية كثيرة شنيعة ، ثم فيما بعد حقق الكتاب الشيخ الدكتور أيمن سويد تحقيقاً علمياً رصيناً يليق بهذا الكتاب النفيس وخدمَه خدمةً فائقةً لأنه من أهل هذا الفن ، فكلُّ أهل علمٍ أدرى بفن علمهم ، ولهذا إذا استشكل علينا نصٌّ من متن الكتاب يجب علينا أن نعيد النظر في أصل هذا الكتاب المطبوع وصحة ثبوته من عدمه ، والله تعالى أعلم .
 
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم​
أقول:
هذا الكلام يفيد اضطراب النسخ الخطية في هذا الموضوع في كتاب السبعة, فلعلَّ النسخة التي اطلع عليها ابن الجزري رحمه الله سقط منها الكلام على الإدغام مما جعله يذكر أن ابن مجاهد لم يذكره في سبعته, والعلم عند الله.
[/align]
السلام عليكم
العجيب أن الداني ـ رحمه الله ـ ذكر الإدغام لابن مجاهد في كتاب "الإدغام الكبير " ص13 تحت عنوان (باب ذكر تسمية من أخذنا عنه الإدغام رواية وتلاوة ومن قرأنا به عليه لفظا من الطريق المذكورة )
ثم قال الداني : فأما من رواه لنا رواية ..ثم ذكر ابن مجاهد ـ رحمه الله ـ... ) فدل أن الثابت عن ابن مجاهد أنه ذكر الإدغام عن أبي عمرو . والله أعلم

والسلام عليكم
 
أقول إن تحقيق ودراسة كتاب السبعة للإمام أبو بكر ابن مجاهد -رحمه الله- بواسطة الدكتور شوقي ضيف هو أفضل طبعات الكتاب الموجودة وأسبقها وأتقنها ، والدكتور شوقي ضيف -رحمه الله- من أهل الأدب واللغة مع ميلانه اتجاه الأدب العربي بفنونه ، وليس هو من أهل القراءات العارفين بهذا الكتاب النفيس الذي يحوي مضمونه أول تسبيع للقراءات السبع ، ومع ذلك ينبغي أن يُخدَم الكتاب مرةً أخرى من قبل أهله المتميزين فيه ويعاد النظر في تحقيقه ودراسته واستقصاء نسخه الخطية..
وهناك كتاب من أمهات كتب القراءات وهو " التذكرة في القراءات الثمان" للإمام أبو الحسن الطاهر ابن غلبون الحلبي -رحمه الله- ، فقد أخرجه من عالم المخطوطات وحققه أحد المنتسبين إلى اللغة وهو ذو باعٍ طويل فيها ومن خيرة العلماء خلقاً وأدباً وهو الدكتور عبد الفتاح بحيري -رحمه الله- ومع ذلك فقد ظهرت في طبعته أخطاء علمية كثيرة شنيعة ، ثم فيما بعد حقق الكتاب الشيخ الدكتور أيمن سويد تحقيقاً علمياً رصيناً يليق بهذا الكتاب النفيس وخدمَه خدمةً فائقةً لأنه من أهل هذا الفن ، فكلُّ أهل علمٍ أدرى بفن علمهم ، ولهذا إذا استشكل علينا نصٌّ من متن الكتاب يجب علينا أن نعيد النظر في أصل هذا الكتاب المطبوع وصحة ثبوته من عدمه ، والله تعالى أعلم .

هذا الكلام خروج عن محل الاستشكال، وفتح لبابٍ آخر ليس هذا موضعه.
الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله - يعجِز أن يفهم كتاب "السبعة" لابن مجاهد، ويخدمه الخدمة اللائقة به، ويظل الكتاب بحاجة إلى واحدٍ من الذين حصلوا على إجازة من المقرئ المسنِد فلان أو فلان في "الشاطبية" و "الدرة" و "الطيبة" و "ألفية ابن مالك" و "تحفة الأطفال" و "الجزرية" ......!!
أقل ما يقال في هذا الكلام أنه ليس موضعه في هذه الصفحة... بل موضعه في "الاستراحة" إن كان في الملتقى مجلس بهذا العنوان..
 
وهذا تعليق الدكتور السالم الجكني على هذا الموضع، وأعلن أني هنا أوافقه؛ فهو أستاذي وأنا تلميذه وقلما نتفق (بسمة).
قال: لعلَّ المؤلف يقصد أنَّ ابن مجاهد لم يُفرد الإدغام الكبير بباب خاص، وإلا فقد ذكره في أماكن متعددة من السبعة. انظر مثلا: 113، 127.
انتهى كلام شيخنا الجكني.
 
وهذا تعليق الدكتور السالم الجكني على هذا الموضع، وأعلن أني هنا أوافقه؛ فهو أستاذي وأنا تلميذه وقلما نتفق (بسمة).
قال: لعلَّ المؤلف يقصد أنَّ ابن مجاهد لم يُفرد الإدغام الكبير بباب خاص، وإلا فقد ذكره في أماكن متعددة من السبعة. انظر مثلا: 113، 127.
انتهى كلام شيخنا الجكني.
أخي الحبيب القارئ المليجي حفظه الله:
نفس هذا الكلام كنتُ كتبتُه في مشاركتي, ثم تأملت كلام ابن الجزري رحمه الله: "منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ...", فظهر لي خطأ هذا الرأي فلم أضيفه, فلا يمكن أن يقصد ما ذهب إليه الدكتور الجكني حفظه الله, والله أعلم
 
مرحبا بك هنا أيضًا، يا حبيب.
إذا ظلَّ كلام ابن الجزري في هذا الموضع هو الأصل الثابت، فالأمر سيظل في غاية الصعوبة.
ابن الجزري قال بعد ذكره ابن مجاهد وسبعته:
مكي في تبصرته .. ... ... وأبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ وأبُو العِزِّ القَلانِسِيُّ في إِرْشَادَيْهِمَا، وسِبْطُ الخَيَّاطِ في مُوجَزِه، ومَنْ تَبِعَهُمْ كابْنِ الكدِي، وابْنِ زُرَيْقٍ، والكَال، والدِّيوَانِيِّ، وغَيْرهم".
قال الإمام مكي:
"وإذا كانا مثلين من كلمتين والأول متحرك، فكلهم أظهروا إلا ما جاء عن أبي عمرو في الإدغام الكبير". ص 352.
فقد ذكره.
وأمَّا الديواني فقد عقد بابًا وافيًا ضافيًا لم أر أحسن منْه، أوَّله:
القول في الإدغام الكبير، وفيه فصول
إنَّما سُمِّي الإدغام الكبير كبيرًا لزيادة عملٍ فيه على الصغير في المثلين والمتقاربين؛ تقول في الصغير: اضرب بِّعصاك؛ فتُدْغِم، وتقول في الكبير: لذهب بِّسمعهم؛ فتحذف الحركة وتدغم فيزيد عليه بحذف الحركة، وتقول في المتقاربين: قد تَّبين؛ فتقلب الدال تاءً وتدغم وهما عملان، وتقول في الكبير: من بعد ذَّلك؛ فتحذف الحركة وتقلب الدال ذالاً وتدغم فذلك ثلاثة أعمال، فيزيد عليه بحذف الحركة أيضًا فافهمه،، والله أعلم.
 
سبحان الله : دخلت لأذكر كلام مكي في " التبصرة " فوجدت أخي الكريم " القارئ امليجي "حفظه الله سبقني إلى ذلك ، وهو سباق دائماً للخير.
أما ما علّق به أخي الكريم " محمد الأهدل : أبو تميم " حفظه الله فجوابه :
كلمة " ألبتة " في كلام ابن الجزري هي عندي" لقب لا مفهوم له " لوجود الإدغام في" السبعة " و " إشارة " مكي له في " التبصرة " .
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً :
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري ، أو اعتماده على نسخة الداني ، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك ، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه .
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة .
والله أعلم .
 
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً :
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري ، أو اعتماده على نسخة الداني ، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك ، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه .
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة .
والله أعلم .
السلام عليكم
حتي في جامع البيان نسب الداني الإدغام لابن مجاهد عند انتهائه من باب الإدغام ص181 : وقد حصلنا جميع ما أدغمه أبوعمرو من الحروف المتحركة فوجدناها علي مذهب ابن مجاهد وأصحابه ألف حرف ومائتي حرف وثلاثة وسبعين حرف (1273) ، وعلي ما أقرئناه وأخذ علينا ألفا وثلثمائة حرف وخمسة أحرف (1305) ، وجملة ما وقع الاختلاف من أهل الأداء من شيوخنا فيه اثنان وثلاثون حرف (32)..)ا.هـ

ولعل هناك سهوا أو اختلاف النسخ ..الله أعلم
والسلام عليكم
 
يا شيخ عبد الرازق
رعاك الله
الاستشكال هنا بخصوص ذكر "الادغام الكبير" في كتاب السبعة، وليس في كونه رُوي من طريق ابن مجاهد.
فتدبــر.
 
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على الاهتمام والمشاركة والإفادة، ونفع بعلمكم؛ فقد أفدتم وأجدتم، فشكرا لكم.
يبدو أن تحقيق الشيخ الدكتور السالم الجكني فيه حلول لكل ما خطر ببالي من استشكالات في النشر، ولو وقفت عليه لما بدأت هذه السلسلة؛ ولا غرو فـ"العلم جكني" كما يقول المثل. ولكن لأني لم يتيسر لي الوقوف عليه حتى الآن فسأستمر في هذه السلسلة؛ لعل من وقف عليه يفيدني بحلول لهذه الاستشكالات. وجزى الله الجميع خير الجزاء.
 
يا شيخ عبد الرازق
رعاك الله
الاستشكال هنا بخصوص ذكر "الادغام الكبير" في كتاب السبعة، وليس في كونه رُوي من طريق ابن مجاهد.
فتدبــر.
السلام عليكم
والكلام الآن كيف غاب عن ابن الجزري نسبة الإدغام لابن مجاهد مع ما نقله الداني في جامع البيان ؟
أليست مرويات ابن مجاهد من كتاب السبعة ؟ أم أنه يقرئ بغير ما في السبعة ـ بصرف النظر عن اختلاف النسخ في المسألة ـ ؟
السلام عليكم
 
مرحبا بك هنا أيضًا، يا حبيب.
إذا ظلَّ كلام ابن الجزري في هذا الموضع هو الأصل الثابت، فالأمر سيظل في غاية الصعوبة.
ابن الجزري قال بعد ذكره ابن مجاهد وسبعته:
مكي في تبصرته .. ... ... وأبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ وأبُو العِزِّ القَلانِسِيُّ في إِرْشَادَيْهِمَا، وسِبْطُ الخَيَّاطِ في مُوجَزِه، ومَنْ تَبِعَهُمْ كابْنِ الكدِي، وابْنِ زُرَيْقٍ، والكَال، والدِّيوَانِيِّ، وغَيْرهم".
قال الإمام مكي:
"وإذا كانا مثلين من كلمتين والأول متحرك، فكلهم أظهروا إلا ما جاء عن أبي عمرو في الإدغام الكبير". ص 352.
فقد ذكره.
وأمَّا الديواني فقد عقد بابًا وافيًا ضافيًا لم أر أحسن منْه، أوَّله:
القول في الإدغام الكبير، وفيه فصول
إنَّما سُمِّي الإدغام الكبير كبيرًا لزيادة عملٍ فيه على الصغير في المثلين والمتقاربين؛ تقول في الصغير: اضرب بِّعصاك؛ فتُدْغِم، وتقول في الكبير: لذهب بِّسمعهم؛ فتحذف الحركة وتدغم فيزيد عليه بحذف الحركة، وتقول في المتقاربين: قد تَّبين؛ فتقلب الدال تاءً وتدغم وهما عملان، وتقول في الكبير: من بعد ذَّلك؛ فتحذف الحركة وتقلب الدال ذالاً وتدغم فذلك ثلاثة أعمال، فيزيد عليه بحذف الحركة أيضًا فافهمه،، والله أعلم.

الشيخ الفاضل القارئ المليجي بارك الله فيك:
بالنسبة لمكي في التبصرة هو في الحقيقة لم يورد شيئًا من هذا الباب, بل قال: "وسنذكره في غير هذا الكتاب", وليس مجرد تلفظه بـ(الإدغام الكبير) يقال قد ذكره, وهذا بخلاف ابن مجاهد في سبعته فقد فصل مذهب أبي عمرو في الإدغام الكبير, وكذلك الديواني أنا لم أطلع على كتابه, ولكن من خلال النص الذي أوردتَّه عنه لا يؤخذ منه أن باب الإدغام الكبير موجودٌ فيه, والله يحفظك ويرعاك شيخنا الكريم.
 
سبحان الله : دخلت لأذكر كلام مكي في " التبصرة " فوجدت أخي الكريم " القارئ امليجي "حفظه الله سبقني إلى ذلك ، وهو سباق دائماً للخير.
أما ما علّق به أخي الكريم " محمد الأهدل : أبو تميم " حفظه الله فجوابه :
كلمة " ألبتة " في كلام ابن الجزري هي عندي" لقب لا مفهوم له " لوجود الإدغام في" السبعة " و " إشارة " مكي له في " التبصرة " .
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً :
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري ، أو اعتماده على نسخة الداني ، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك ، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه .
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة .
والله أعلم .
شيخنا الفاضل الجكني حفظك الرحمن:
لوجود الإدغام في "السبعة" هو الإشكال, أما "إشارة" مكي له في "التبصرة" فلا إشكال فيه, فهو لم يذكر أحكام هذا الباب, والإشارة إليه لا تناقُض بينها وبين كلام ابن الجزري رحمه الله؛ إذ المقصود من كلامه ذكر أحكامه, لا ذكر الاسم فقط.
وقولك:
اختلاف نسخة "السبعة" التي عند ابن الجزري.
أقول هذا هو الجواب الذي تطمئن إليه النفس, وهو المخرج من هذا الإشكال, والله أعلم,
وجزاك الله خير الجزاء.
 
عودة
أعلى