اذكروا الله ذكرا كثيرًا

[محمد محمود إبراهيم عطية]

قال الله I : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [ [ الأحزاب : 41 ، 42 ] ، لم يأمر الله عباده بشيء أن يفعلوه كثيرًا إلا الذكر ؛ قال ابن القيم - رحمه الله - في ( جلاء الأفهام ) : إن دوام الذكر لما كان سببًا لدوام المحبة , وكان الله سبحانه أحق بكمال الحب والعبودية والتعظيم والإجلال ، كان كثرة ذكره من أنفع ما للعبد ، وكان عدوه حقًّا هو الصاد عن ذكر ربه وعبوديته , ولهذا أمر سبحانه بكثرة ذكره في القرآن ، وجعله سببًا للفلاح ، فقال تعالى : ] وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ [ الأنفال : 45 ] ، وقال : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرا كَثِيرًا [ [ الأحزاب : 41 ] ، وقال : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِوَمَنْيَفْعَلْذَلِكَفَأُولَئِكَهُمُالْخَاسِرُونَ [ [ المنافقون : 9 ] , وقال : ] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [ [ البقرة : 152 ] , وقال النبي e : " سَبَقَ المُفرِّدونَ " ، قالُوا : ومَا المُفَرِّدونَ ، يا رَسُولَ اللّه ؟ قالَ : الذَّاكِرُونَ الله كَثِيراً وَالذَّاكرَاتُ " قال معاذ بن جبل t : ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله : من ذكر الله U .
والمقصود : أن دوام الذكر سبب لدوام المحبة ، فالذكر للقلب كالماء للزرع , بل كالماء للسمك ،لا حياة له إلا به . انتهى مختصرًا .