اختلاف بنية المفردة القرأنية (2):

إنضم
08/08/2004
المشاركات
48
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
العراق - الأنبار
[align=center]اختلاف بنية المفردة القرأنية (2):
ثانياً : أبنية الأسماء في التعبير القرآني :[/align]

[align=justify][align=justify][color=CC0000]أولاً : اختلاف صيغ الوصف :[/color]
قال تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )( الإنسان : 3 ) فجمع في الآية بين ( الشاكر ) و ( الكفور ) ولم يجمع بين ( الشاكر ) و ( الكافر ) ، أو بين ( الشكور ) و ( الكفور ) ، فلا بد إذن من اختلاف في المعنى أوجبه الاختلاف في اللفظ فـ( ـالمعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ )(1) . ويمكن أن يوجه الاختلاف في استخدام اسم الفاعل هنا ( شاكراً ) لأنَّ الإنسان إذا كان مؤمناً فسيتجدَّد منه الشكر في كلِّ وقتٍ بعكس الكفر فإنه واحدٌ لا يحتاج إلى تجديد ، لأن مذهب الكوفيين في اسم الفاعل أنه فعل دائمـا ، وجعلوه قسيم الماضي والمستقبل ، أما البصريون فذهبوا إلى أنه اسم دال على الحدث والحدوث وفاعله(2) ، ومرد هذا الخلاف إلى تغيير وظيفة اسم الفاعل بتغيير الاستعمال فـ( ـإن أردت به معنى ما مضى فهو بمنزلة قولك : غلام زيد ... كذلك اسم الفاعل إذا كان ماضياً لا تنونه لأنه اسم وليست فيه مضارعة الفعل ، فإن جعلت اسم الفاعل في معنى ما أنت فيه ولم ينقطع أو ما تفعله بعد ولم يقع جرى مجرى الفعل المضارع في عمله وتقديره لأنه في معناه )( 3) .
وقيل جُمِعَ بينهما على هذه الصورة نفياً للمبالغة في الشكر وإثباتاً لها في الكفر ؛ لأن شكر الله تعالى لا يُـؤدّى فانتفت عنه المبالغة ولم تنتف عن الكفر المبالغة ، فَقَـلَّ شكرُه لكثرة النعم عليه ، وكثُر كفره وإن قلَّ مع الإحسان إليه(4) .
وقد يكون الاختلاف في صيغ الوصف بين آيتين كما في قوله تعالى : ( فقال الكافرون هذا شيء عجيب )( ق : 2 ) وقال تعالى : ( اجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )( ص : 5 ) يقول ابن قتيبة : ( عُجاب وعجيب واحد مثل طوال وطويل وعُراض وعريض وكبار وكبير )(5) وذكر الصّبان أن المبالغة تفيد التنصيص على كثرة المعنى كماً أو كيفاً ولكن هل هي مستوية في المعنى أو متفاوتة بأن تكون الكثرة المستفادة من ( فعال ) مثلاً أشد من الكثرة المستفادة من ( فعول ) مثلاً فذكر: أنه لم ير نقلاً في ذلك وقد يؤخذ من قولهم (( زيادة البناء تدل على زيادة المعنى )) أبلغية ( فعّال ) و ( مفعال ) على ( فعول ) و ( فعيل ) وأبلغية هذين على ( فعل )(6) وقد ذهب العسكري إلى استحالة اختلاف اللفظين - في لغة واحدة - والمعنى واحد كما ظنَّ كثير من النحويين واللغويين (7) ، فقد عدل التعبير القرآني من ( عجيب ) إلى ( عُجاب ) وذلك أنَّه تدرج في العُجْب بحسب قوته ، ففي الآية في سورة (ق ) ذكر أنهم عجبوا من أن يجيء منذرٌ منهم فقالوا : ( هذا شيء عجيب ) أما في سورة ( ص ) فقد كان العجب عند المشركين أكبر وأكبر ، إذ كيف يمكن أن يؤمنوا بوحدانية الإله ونفي الشرك وهم قوم عريقون فيه ؟ وهم قد استسهلوا أن يحملوا السيف ويعلنوا الحرب الطويلة على أن يقرّوا بهذه الكلمة فالقتل عندهم أيسر من النطق بكلمة التوحيد ولذا كان العجب عندهم أكبر وأكبر فجاء بأن واللام وعدل من ( عجيب ) إلى ( عُجاب ) وذلك أنّ ( فعال ) أبلغ من ( فعيل ) عند العرب فـ ( طوال ) أبلغ من ( طويل )(8) ، قال تعالى : ( ومكروا مكراً كُبّاراً )( نوح : 22 ) ( أي كبيراً يقال : كبير وكُبار وكُبّار ، كما يقال : طويل وطُوال وطُوّال )(9) ، ( بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد )(10) ، وليس كذلك فهو مبالغة في الكبير فأول المراتب الكبير والأوسط الكبار بالتخفيف والنهاية الكُبّار بالتثقيل (11) فلما كان التوحيد أعظم المراتب لا جرم كان المنع منه أعظم الكبائر ؛ فلهذا وصفه تعالى بأنه كُبَّار(12) ، فالعرب قد تحوّل لفظ ( كبير ) إلى ( فُعال ) مخففة ويثقلون ليكون أشد من ( الكبار ) وكذلك ( جُمّال ) جميل لأنه أشد مبالغة (13) ويبدو أن معنى المشاكلة الذي تقدم مراعى هنا فـ ( ومكروا مكراً كُبّارا … ) كهيئة قوله : ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً )(14) .
وقد يعدل التعبير القرآني عن بنية وصف إلى بنية وصف آخر تحقق اتساعاً دلالياً قال تعالى : ( وهذا البلد الأمين ) ( التين : 3 ) فلفظ الأمين على وجهين أحدهما : أن يكون ( الأمين ) من الأمن فيكون ( فعيل ) بمعنى ( فاعل ) كعليم بمعنى عالم .
والثاني : أن يكون ( الأمين ) بمعنى المؤمن أي يؤمِّن من يدخله على ما قال تعالى :( ومن دَخله كان آمناً ) ( آل عمران : 97 )(15) . وقال تعالى : ( وعندنا كتابٌ حفيظ ) ( ق : 4 ) فـ ( حفيظ ) بمعنى ( محفوظ من الشياطين ومن التغير وهو اللوح المحفوظ أو حافظ لما أودعه وكتب فيه )(16) فإذا كانت بعض الصيغ تحول من ( فعيل ) إلى ( مفعول ) أو ( فاعل ) فإن صيغة ( فعيل ) ربما تحتمل في آن واحد أن تكون بمعنى فاعل وبمعنى مفعول(17) ومن ذلك قوله تعالى : ( ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير )( الملك : 4 ) إذ يصح أن يكون (حسير) بمعنى ( حاسر ) وأن يكون بمعنى ( محسور ) وقوله تعالى : ( كل نفسٍ بما كسبت رهينة )( الطور : 21 ) فصح أن يكون ( فعيل ) بمعنى ( فاعل ) أي ثابتة مقيمة وقيل بمعنى ( مفعول ) أي : كل نفس مقامة في جزاء ما قدم من عمله ... ( وهذا الإجمال مقصود لتذهب إفهام السامعين كلَّ مذهب ممكن فتكثر خطور المعاني في الأذهان وتتكرر الموعظة والعبرة باعتبار وقع كل معنى في نفس له فيها أشد وقع وذلك من وفرة المعاني مع إيجاز الألفاظ )(18) .

[color=CC0000]ثانياً : اختلاف الاسم إفراداً وتثنية : [/color]

قيل إن العرب قد أوقعتا الاثنين موقع الواحد ( 19) ، كما في قوله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد )( ق : 24 ) وقد قال ابن تيميه عن هذا : إنه لا أصل له وإنه ممنوع (20) ، ومن ذلك قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( الرحمن : 66 ) وما قاله ابن تيميه صحيح لأنّ القول الأول ( فضلاً عمّا فيه من تصحيح بمماثلة القرآن للشعر يمس قضية أخطر من ذلك إذ يؤدي إلى القول بمخالفة التعبير القرآن للحقيقة لأنه يقول ( جنتان ) فيثني ، والحاصل أنها جنة واحدة )(21) ، ومثل هذا القول لم يُرْضَ في الشعر فكيف في القرآن قال لبيد (22) :
نحن بني أم البنين الأربعه المطعمون الجفنة المدعدعه
قيل : هم خمسة فجعلهم للقافية أربعة (23) ، وقيل لوزن الشعر (24) وردّ صاحب الخزانة هذا ونسبه إلى الفراء وقال عنه : هو قول فارغ (25) وقال السهيلي : ( إنما قال الأربعة وهم خمسة ؛ لأن أباه ربيعة قد مات قبل ذلك لا كما قال بعض الناس وهو قول يعزى إلى الفراء أنه قال ... من أجل القوافي فيقال له : لا يجوز للشاعر أن يلحن لإقامة وزن الشعر ، فكيف بأن يكذب لإقامة الوزن ... )(26) ، ولم تخرج أقوال المفسرين المحدثين في مثل : ( ألقيا في جهنم ... ) عن أقوال السابقين ، فقد قيل تثنية الفاعل لتثنية الفعل والمعنى : ألق ألق للتأكيد (27) ، وقيل إنه خطاب للسائق والشهيد (28) وقيل : إن الألف في ( ألقيا ) بدلٌ من النون ؛ إجراءً للوصل مجرى الوقف (29) يؤيده قراءة الحسن ( ألقينْ ) بالنون الخفيفة (30) ... وكذلك في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قيل : الخطاب للثقلين فكأنه لكل طائفتين منكما جنتان جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني (31) ، وقيل بستانان من بساتين الجنة (32) ، وقيل : جنة لفعل الطاعات وجنة لترك المعاصي ؛ لأن التكليف دائر عليهما (33) ، وقيل : جنة من ذهب وجنة من فضة(34) ... الخ (35) ، وقد يبدو للوهلة الأولى تعارض المفسرين بينهم في تفسير هذه الآية إلا ( أن طبيعة هذا ( الميكانزم )(36) اللغوي للمثنى أنه يسمح بأكثر من تفسير له ولا يقيده بتفسير واحد ... فهذا كله تُفسَّر فيه صيغة التثنية بالحرف بصيغةٍ من التثنية بالعطف ، وتعبِّر التثنية بالعطف فيه عن نفسها بأمثلة متعددة ... وهذا كله يشهد على قابلية الصيغة لصور متعددة من التعبير وأنَّ هذه الصور إنما هي في سبيل إشباع المبدأ الفكري أو الصيغة ... ويدل على أن النشاط التعبيري إنما ينهض بحفظ الروح الثقافي الكامن وراء التعبير )(37) .
وقد استخدم الأسلوب القرآني أسلوب التثنية للتعبير وإرادة الجمع ( واعلم أنه قد جاءت التثنية يراد بها الكثرة ... )(38) ، قال تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) ( الملك : 4 ) وأغلب المفسرين على أن ( كرتين ) يراد بها الجمع ( كرات ) لا التثنية (39) ، وإن قال بعضهم بإرادة التثنية (40) وليس بين القولين تعارض أو في استخدام مثل هذا الأسلوب مخالفة المدلول للدال عليه ، فمن قال بأن( كرتين ) يراد بها كرات جعل كرتين كقولك : ( لبيك ... ) وتريد إجابات كثيرة بعضها في إثر بعض (41) ؛ لأن بعدها ( ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) أي مزدجراً كليلاً ، ولا ينقلب البصر مزدجراً كليلاً من كرتين فقط فتعيَّن أن يكون المراد بـ ( كرتين ) التكثير لا الكرتين فقط …(42) ورجوع البصر كليلاً مزدجراً عند من قال بالمرتين حاصلٌ أيضاً فالمنصوص هنا إرجاع البصر كرتين ، ولكنَّ حقيقة النظر أربع مرات الأولى في قوله تعالى : ( ما ترى في خلق الرحمن … )( الملك : 3 ) والثانية في قوله تعالى : ( فارجع البصر هل … ) ( الملك : 3 ) والثالثة والرابعة في قوله تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين) وليس بعد معاودة النظر أربع مرات من تأكيد (43) .
وهكذا هو الأسلوب القرآني مبني بما يجعله يشع بكل اتجاه ملبياً كل حاجة مخاطباً كل ملكة عند الإنسان وبما يجعله قابلاً لقراءاتٍ متعددة وبصورة جديدة تحمل القارئ على أن يحلق بخياله دونما تجاوز لأي حقيقة تاريخية كانت أم لغوية وبهذا نفهم ما ذهب إليه الشيخ الطاهر بن عاشور في ذهابه إلى أن التثنية في كرتين ليس المراد بها عدد الاثنين الذي هو ضعف الواحد (44) ، وإنما التثنية مستعملة كناية عن مطلق التكرير (45) ، فكرتين تثنية كرة وهي المرة وعبّر هنا بالكرة وهي مشتقة من الكرِّ وهو العَود لأنها عود إلى شيء بعد الانفصال عنه (46) والعجيب أن لفظة ( كرتين ) تعطي المعنيين السابقين عند المفسرين فكل كرة هي ذهاب بعد رجوع فيكون الحاصل أربع مرات ، فالتثنية مرادة إذن ولكن ليس بمعنى المرتين (47) ، وبهذا يفهم سر إيثار كرتين في الاختيار - كما يقول ابن عاشور - دون مرتيـن وتارتين ( لأن كلمة كرة لم يغلب إطلاقها على عدد الاثنين فكان إيثارها في مقام لا يراد فيه اثنين أظهر في أنها مستعملة في مطلق التكرير دون عدد اثنين أو زوج وهذا من خصائص الإعجاز ألا ترى أن مقام إرادة عدد الزوج كان مقتضياً تثنية ( مرة ) في قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ( البقرة : 229 ) (48).
[color=CC0000]التعبير عن المثنى بالجمع :[/color]
قال تعالى : ( إن تتوبا إلى الله فقد صنعت قلوبُكما )( التحريم : 4 ) والعرب تعبر عن التثنية بلفظ الجمع ولا يرجحون التثنية كراهية أن يجمعوا بين تثنيتين في اسم واحد (49) ، وهذا هو الأكثر والمطرد في كلام العرب فيما كان في الجسد منه شيء واحد لا ينفصل كالرأس .. والقلب (50) فـ ( الخطاب إلى الأثنين والفاعل جمع وهذا شيء عرفناه في لغة التنزيل اقتضته حكمة وبلاغة )(51) ، فإذا كان الخطاب هنا لمثنى مؤنث (52) ، فيكون لهذا الاختيار قصدٌ في استخدام هذا الأسلوب قال تعالى : ( … ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه ) ( الأحزاب : 4 ) ووفقاً لمفهوم المخالفة يكون لازم الآية ( قد جعل الله للمرأة قلبين في جوفها ) صحيحاً لأن المرأة عند الحمل تمتلك قلبها وقلب جنينها وبذلك نعرف السر في عدول الآية عن القول ( في صدرها ) إلى ( في جوفها ) مع أن القلب في الصدر ، ليدخل الرحم في لفظ ( الجوف ) فأيّ دقةٍ أعلى في الاختيار وأي قصديةٍ أبدع في العدول من هذه ، وبهذا استخدم القرآن الأسلوب العربي في التعبير لغرضٍ بلاغي دقيق دون مخالفة للحقيقة وفي هذا غاية الإعجاز .
ثالثا ً: الاختلاف بين المفردة والجمع :
من الظواهر الأسلوبية اللافتة في التعبير القرآني ملائمة صيغة الأفراد لموقعها الخاص بها وملائمة صيغة الجمع لموقعها الخاص بها ( فالسماء ) ترد مجموعة في آيات كثيرة على حين ترد ( الأرض ) مفردة دائماً وفي القرآن كله . مع أنها تنتظم وأيّاها في سياق واحد (53) ، وقد اختلف في سبب ذلك قديماً وحديثاً ذكر ابن القيم عدة أسبابٍ لذلك تندرج تحت سببين أساسيين هما ( فَرقٌ لفظي ) و ( فرقٌ معنوي ) :
أما اللفظي : فالأرض على وزن ألفاظ المصادر الثلاثية كضَرب والذي يماثل وزنها ومعناها السَفْل والتَحْت وهما لا يثنيان ولا يجمعان وفي مقابلتهما بالفوق والعلو وهما كذلك لا يجمعان (54) ، وأحسن من هذا الفرق أنه لم يقل ( سبع أرضين ) لهذه الجسأة التي تدخل اللفظ ويختل بها نظم الجملة اختلالاً (55) فلو أريد جمع الأرض على قياس جموع التكسير لقيل آرض كأفلس أو آراض كاجمال أو أروض كفلوس - فجمعها ( في القلة ( آراض ) بالمدّ على أفعال كألف وآلاف وفي الكثرة أروض بالضم قياسي أيضاً كألوف ، وجمعت شذوذاً على أراضٍ كما شذّ جمع أهل على أهالٍ (56) - فاستثقلوا هذا اللفظ إذ ليس فيه من الفصاحة والحسن والعذوبة ما في لفظ السموات ، وأنت تجد السمع نابياً عنه بقدر استحسانه لفظ السموات لهذا تفادوا من جمع ( أرض ) إذا أرادوه بثلاثة ألفاظ تدل على التعدد كما قال تعالى : ( ... خلق السموات ومن الأرض مِثلهن ) ( الطلاق : 12 ) كل هذا تفادياً من أن يقال أراضٍ وآرض (57) ، أما السبب المعنوي فقيل : لأنه أريد الإخبارعن الذات لا العدد ولما احتيج إلى الإخبار عن العدد قيل : ( ... ومن الأرض مثلهن ) ، وقيل : لا مقارنة في السعة وقيل لقصد التحقير (58) وقيل : جمعت السماء ؛ لأن كل واحدة مختصة بعالمٍ من الملائكة يخالف الآخر وأفردت الأرض لأن الانتفاع بما يلينا منها دون غيرها (59) ، ولمثل هذا التعليل قرائن في الأسلوب القرآني كقوله تعالى مخاطباً ( موسى وهرون ) : ( فقولا إنّا رسولُ رب العالمين )( الشعراء : 16 ) فأفرد على الرغم من أنهما مثنى ؛ لأن وظيفتهما واحدة - والله أعلم - ، ولأفراد السماء حيناً وجمعها حيناً آخر غاياتٍ أسلوبية ، قال تعالى : ( أأمنتم من في السماء ... أم أمنتم من في السماء ... ) ( الملك 16 ، 17 ) فقد أفرد هنا لما كان المراد الوصف الشامل والفوق المطلق ولم يرد سماء مخصوصة وكذلك في قوله تعالى : ( فورب السماء والأرض إنه لحق ... ) ( الذاريات : 23 ) إرادة لهذين الجنسين أي ربّ كل ما علا وكل ما سفل فلما كان المراد عموم ربوبيته أتى بالاسم الشامل لكل ما يُسمى سماء وكل ما يُسمى أرضــاً (60) ، والواحد إذا أريد به الجنس كان أعم من الجمع (61) لذلك لم تجيء في سياق الأخبار بنزول الماء من السماء إلا مفردةً حيث وقعت لما لم يكن المراد نزوله من ذات السماء بنفسها بل المراد الوصف ، وكذلك قوله تعالى : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ، أي : من سماء واحدة لا عامة السموات (62) ، وبهذا ندرك دقة ما قاله العلوي : ( إن الألفاظ على وجهين في استعمالها مفردة ، أحدهما : أن تكون فصيحة مستعملة في كل أحوالها في الأفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ...
وثانيهما : أن تكون أحوالها مختلفة بالإضافة إلى استعمالاتها ... )(63) وقد تنبه المحدثون إلى هذا ولعل أشهر من أكد هذا المعنى ( الرافعي )(64) وإن سيطرت على تعليلاته الدقيقة فكرة الجِرْس غالباً في حين تنبه غيره إلى استخدام وتفريقٍ خاصٍ بالمفردة والجمع خاصةً عند التقابل الدلالي كما في لفظتي ( النور ) و ( الظلام ) فلم ترد لفظة النور مجموعة في القرآن ولم تأتِ لفظة الظلام مفردةً معها قال تعالى : ( ... ليخرجكم من الظلمات إلى النور )( الحديد : 9 ) وقال تعالى :( ... يريدوا ليطفئوا نور الله بأفواههم )( الصف : 8 ) وقال تعالى : ( ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) ( الطلاق : 11 )(65) ، فلم يجمع ( نور ) في القرآن على ( أنوار ) أي : أنه تعالى يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور لا إلى الأنوار مع أن السياق يتطلب الجمع للمقابلة ، وحكمة ذلك كما يقول السيد رشيد رضا : إن النور شيءٌ واحد وإن تعددت مصادره ، ولكنه يكون قوياً ويكون ضعيفاً ، وأما الظلمة فهي تحدث بما يحجب النور من الأجسام غير النيرة وهي كثيرة جداً .
وكذلك النور المعنوي شيءٌ واحدٌ ... فالحق واحد لا يتعدد والباطل الذي يقابله كثير(66) ، وقد أوضح الشعراوي ذلك فقال : إن في الدنيا ظلمات كثيرة ولكن ليس هناك أنوار ، هناك نور واحد هو نور الله سبحانه وتعالى نور الحق ؛ لذلك لا يستخدم الله سبحانه وتعالى إلا كلمة نور لأن النور هو نور الحق ولا نور غيره (67) ، ويبدو أن كلاهما قد أفادا مما قاله ابن القيم ( وجَمَعَ الظلمات وهي طرق الظلال والغي لكثرتها واختلافها ووحّد النور وهو دينه الحق .. الذي لا طريق سواه )(68) .
وقد استخدم مثل هذا دون تقابل دلالي كاستخدام لفظة ( الريح ) و ( الرياح ) فلفظة ( الريح ) لم ترد إلا في سياق الشر والعقوبة كما لم ترد لفظة ( الرياح ) إلا في سياق الخير قال تعالى : ( وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) ( الذاريات : 41 ) وقال تعالى : ( إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحسٍ مستمر ) ( القمر : 19 )(69) ، ولعل السبب في ذلك أن ريح الشر تهب مدمرة عاصفة لا تهدأ ولا تدع الناس يهدءون فهي لاستمرارها ريح واحدة لا يشعر الناس فيها بتحول ولا تغيير ولا يحسون بهدوء يلم بها فهي متصلة في عصفها وشدة تحطيمها وذلك هو مصدر الرهبة منها والفزع أما الرياح تحمل الخير فتهب حيناً وتهدأ حيناً لتسمح للسحب أن تمطر فهي متقطعة تهبّ في هدوءٍ ويشعر المرء فيها بفترات سكون وأنها رياح متتابعة وهي في تعبير القرآن هذا مصورة للإحساس النفسي (70) ، والدليل على ذلك كما يقول أحمد بدوي أنّ القرآن أفرد ولمّرةٍ واحدة لفظة ( الرياح ) في موضع الخير والأنعام في قوله تعالى : ( حتى إذا كنتم في البحر وجرينَ بهم في ريحٍ طيبة ) ( يونس :22 ) ذلك أن ( إفراد الريح مع السفن هو الرحمة بها ولو أنّها جمعت فقد يدلّ الجمع على مجيء الريح من مهابٍ متعددة وفي ذلك دمارٌ لها )(71) .

وقد يعبر القرآن عن المعنى الواحد بعدة أساليب بل قد يعبر عن هذا المعنى بالأفراد والتثنية والجمع معاً قال تعالى : (... رب المشرق والمغرب .. )( المزمل : 9 ) وقال تعالى : ( ربّ المشرقين وربّ المغربين ) ( الرحمن :17 ) وقال تعالى : ( ربّ المشارق والمغارب )( المعارج : 40 ) ، فإننا هنا أمام تعابير تختلف من حيث الأفراد والتثنية والجمع ، وأظنني قد استطعت من كل ما سبق أن أصل إلى ما أردت تأكيده بدايةً ، وهو أنّ كل مفردة في سياقها تأتي مختارةً بصوتها ودلالتها وبنيتها وحالها بما يخدم ويوافق دلالة السياق العامة من غير ما تجاوز لأي حقيقةٍ لغوية كانت أم تاريخية أم علمية وبما يتناسب مع كل المستويات الفكرية فتباين هذه المفردات أعطى وعلى اختلاف العصور قراءاتٍ متعددة متباينةٍ من حيث الظاهر إلا أنها وباجتماعها تحقق تكاملاً دلالياً أو صورياً من غير ما تجاوز لطبيعة البنية الكلية لكل سياقٍ من هذه السياقات ، فبناء النص القرآني أثبت قبوله لقراءات متعددة على مر الزمن وبما لا يحقق تعارضاً ما دامت هذه القراءات تعتمد على أساسٍ لغوي سليم ، فيمكن القول بإرادة معنى ( رب المشرق والمغرب ) في كل هذه التعابيــر فيكون المراد بالمشـرقين المشـرق والمغــرب ، وبالمغربين المغرب والمشرق ( على التغليب ) فيكون في ذلك تكرير لتعظيم أمر المشرق والمغرب وقال بعض المفسرين : المشرقان هما مشرق الشمس في الصيف ومشرقها في الشتاء والمغربان مغربها في الصيف ومغربها في الشتاء (72) ... الخ ، وكذلك كان الاختلاف في المغارب والمشارق وقد تنبه الشعراوي إلى مناسبة التعبير حجم التفكير للعقل البشري في وقت نزول القرآن وحجمه في يومنا هذا بل قارن ما كان عليه الفهم له في ذلك الوقت فعندما يقول القرآن رب المشرق والمغرب فليس هناك تعارض بين العقل والآية في ذلك والتثنية معناها أن تجمع بين عمومية الجهة وهي الشرق وبين المكان المحدد لشروق الشمس بمعنى أنك تقول هذا هو الشرق .. وهذا هو الغرب وتشير بيدك فإذا أردت أن تحدد مكان شروق الشمس فإنك تقول إن الشمس تشرق من هنا وتحدد المكان بالضبط ، أما الجمع فتفسيره أن كل بلدة لها مشرق ولها مغرب ومن هنا فإنّ الله سبحانه رب المشارق كلها والمغارب ، أما ما يفهم من هذه التعابير اليوم فرب المشرق والمغرب التي قيل عنها عمومية تأخذ طابعاً آخر من خلال فهم طبيعة الاقتران فيها لأنه لا يوجد مشرقٌ دون مغرب لأنّ كروية الأرض تحتم ذلك ، ففي الوقت الذي تغرب فيه الشمس على جهة تكون في الوقت نفسه تشرق على جهة أخرى إذن قوله تعالى : ( رب المشرق والمغرب ) أصحُّ من أن يُقال ( رب المشرق ورب المغرب ) كما في ( رب المشرقين ورب المغربين ) ، فقوله تعالى يشير إلى أن عملية الغروب تقابل في الوقت نفسه عملية الشروق حيث كان الفهم أنهما جهتان متقابلتان بالنسبة للعين المجردة أما التثنية فلأن الكرة الأرضية في عموميتها لها مشرقان مشرقٌ تضيء منه الشمس نصف الكرة ومغرب ثم تستدير الكرة كلها فيأتي نصف الكرة الآخر فيكون له مشرقٌ ومغرب ، أما قوله تعالى : ( رب المشارق والمغارب ) فأنه لا يوجد مشرق واحد ولا مغرب واحد لأي دولة في العالم وإنما هي مشارق ومغارب فزاوية الشرق والغروب تتغير ، ففي كل جزء من الثانية مشرق تشرق الشمس فيه على مدينة وتغيب فيه عن مدينة أخرى وعلى الرغم من أن جهة الشروق واحدة إلا أن المشرق تختلف زاويته كل يوم وكذلك المغرب والدليل على ذلك اختلاف وقت الإفطار والإمساك من يوم لأخر ومن مدينة لأخرى في رمضان مثلاً (73) .
وإذا كان في هذا إجابة شافية لاختلاف بنية المفردة إلا أن سؤالاً يبقى بلا إجابة عند المحدثين وهو لماذا اختير كل تعبير في آية وسياقٍ يختلف عن الآخر وبصورة أدق لماذا جاءت كل بنية في سياق وما علاقتها به ؟ والعجيب أن تأتي الإجابة عن مثل هذا التساؤل من ( ابن القيم ) وبفكرة السياق نفسها التي تلهج بها الدراسات الحديثة إذ يقول : وأما وجه اختصاص كل موضعٍ بما وقع فيه فلم أرَ أحداً تعرض له ولا فتح بابه وهو بحمد الله بينٌ من السياق (74) ، فقد ورد مثنى في سورة الرحمن لما كان مساق السورة مساق المثاني المزدوجات حيث ذكر أولاً نوعي الإيجاد والتعليم (75) ، ثم ذكر سراجي العالم الشمس والقمر لذلك حسنت التثنية هنا وقدّر موضعهما اللفظ مفرداً ومجموعاً تجد السمع ينبو عنه ويشهد العقل بمنافرته للنظم أما ورودهما مفردين في سورة المزمل فلما تقدمهما من ذكر الليل والنهار .. فلما تقدم ذكر الليل وما أمر به فيه وذكر النهار وما يكون فيه عقب ذلك بذكر المشرق والمغرب الذين هما مظهر الليل والنهار فكان ورودهما مفردين في هذا السياق أحسن من التثنية والجمع .. أما مجيئهما مجموعين ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدلَ خيراً منهم وما نحن بمسبوقين )( المعارج : 41 ) فلما كان في هذا القسم في سياق سعة ربوبيته وإحاطته قدرته والمقسم عليه أرباب هؤلاء .. فلا يليق بهذا الموضع سوى لفظ الجمع (76) .

[color=CC0000]رابعاً : تباين صيغ الجموع : [/color]
لابد أن يكون هناك سبب لتخصيص الآية بالجمع الذي وردت عليه دون الآخر لأن القرآن لا يستعمل صيغة جمع في أي مكانٍ اعتباطاً وإنما يُراعى في ذلك السياق ، فالأوزان المختلفة لها معانٍ مختلفة (77) ، وقد ذهب الدكتور إبراهيم السامرائي على أن العربية خصّت صيغة جمع بمفردٍ معين في الدلالة على مادةٍ من المواد كما خصت صيغة جمع آخر بالمفرد نفسه في الدلالة على مادةٍ أخرى فالعين وهي الباصرة قد جُمعت في القرآن على ( أعين ) وعين الماء قد جمعت في القرآن نفسه على عيون (78) ، قال تعالى : ( وفجرنا الأرض عيوناً ) ( القمر : 12 ) وقال تعالى : ( .. فطمسنا أعينهم ) ( القمر : 37 ) غير أن الدكتور فاضل السامرائي لا يرى في مثل هذا شيئاً خصت به العربية صيغة الجمع وإنما هو مما خصّ به القرآن الكريم قسماً من الجموع في الاستعمال فقد خصَّ استعمال الحمير مثلاً حيث وردت بالأهلية من الحُمُر قال تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ..) ( النحل : 8 ) وخصَّ الحُمُر بالوحشية قال تعالى : ( كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فرّت من قسورة )( المدثر : 50 - 51 )(79) ولعل السبب في هذا الاستخدام أن سياق آيات المدثر كان مسوقاً لتصويـر فزعِ ورعبِ هؤلاء فاقتضى أن يشبههم بالوحشي من الحمر لما عُرف عنه من شدة الحذر والفزع الدائم في حين كان سياق آيات النحل مسوقاً في مقام التنعيم والتفضل لذلك ناسب السياق مجيء التعبير بالحمار الأهلي لأن الأخبار عن الركوب والحمل وهو محلهما - والله أعلم - .

[color=CC0000]اختلاف المفردة مشتقةً وجامدة : [/color]
تقدم أنّ الأسلوب القرآني يتميز بالتوظيف الدقيق المؤدي إلى السعة في المعنى بأوجز لفظٍ حتى أن المفردة لتكاد تتفجر مؤديةً أكثر من وظيفةٍ دلالية يستدعيها السياق ومن هذا التوظيف الدقيق دقة الاستخدام للمفردة من خلال اختلافها مشتقة وجامدة يقول الدكتور محمود نحلة : أنّ التعبير القرآني قد يلجأ إلى التعبير عن اسم جامدٍ بآخر مشتق لهدفٍ فني أو بلاغي فيعدل عن ذكر اسم جامدٍ من أسماء الذوات لأنّ له تصوراً محدداً في الذهن ويذكر اسماً مشتقاً يشتمل على صفةٍ من صفات هذا الاسم الجامد ومن ثمّ تتعدد الاحتمالات الذهنية لهذا الاسم الذي ينطبق عليه هذا الوصف المتضمن في الاسم المشتق ، وهذا التعدد في الاحتمال يُكسب التعبير القرآني ثراءً وغنى وينأى به عن التقريرية المباشرة التي لا يحتاج الإنسان معها إلى إعمال فكرٍ أو نظر (80) .
قال تعالى : ( والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً فالمدبرات أمراً ) ( النازعات : 1- 5 ) وقال تعالى : ( وشاهدٍ ومشهود ) ( البروج : 3 ) إذ ورد في تفسير قسمه تعالى هنا سبعة وعشرون قولاً (81) ، وقد ذهب القاسمي هذا المذهب ذاكراً أنّ اللفظ متسعٌ لما ذُكر من المعاني بلا تدافعٍ ولا إمكان للجزم بواحدٍ منها إذ لا قاطع (82) ، وهذا هو رأي الطبري فبعد نقله للأقوال في قوله تعالى : ( وشاهد ومشهود ) قال : ( والصواب عندي أنه صالحٌ لكل ما يقال له مشاهد ويقال له مشهود (83) ، وقال عند قوله تعالى : ( والنازعات غرقاً .. ) : الصواب عندي أن يقال أنه تعالى أقسم بالنازعات غرقاً ولم يخصص نازعةً دون نازعة ، فكل ( نازعةٍ غرقاً ) فداخلة في قسمة مَلَكَاً أو نجماً أو قوساً أو غير ذلك وهكذا في البقية (84) ، والسبب في الاختلاف أنه ( لما كانت الموصوفات المقسم بها محذوفات وأقيمت صفاتها مقامها وكان لهذه الصفات تعلقات مختلفة ، اختلفوا في المراد بها .. )(85) ، على أن هذا الاختلاف إنما يحقق الفائدة المرجوة في السياق إذ المقصد الأول في القسم هو التعظيم ودفع الشك عما سيقسم عليه ، وفي هذا من التعظيم ما لا يخفى لتعدد المقسم بهنّ مع إيجاز اللفظ ؛ لذلك ذهب القاسمي إلى أن قول ابن جرير مُتجه للغاية إذ فيه إبقاء للفظ على شموله وهذا أعمّ فائدة وعدم التكلف للتخصيص مع عدم وجود القاطع (86) ، فالتعبير بالمشتق عن الجامد هو الذي جلب هذا التعدد في التفسير ولا أقول الاختلاف لتحقق القصد في ذلك تحقيقاً للغموض الفني كما يقول ( نحلة ) الذي يوقظ الذهن ويثير التساؤل ويشرك المتلقي ويقتضي وعياً وانتباهاً ومشاركةً من القارئ أو السامع لتتم له المتعة الفنية في اكتشاف المعنى المراد أو ما يقترب منه (87) .
وقد يعدل القرآن عن التعبير بالمشتق إلى الجامد وهو في هذا لا يختار أسماء الذوات وإنما أسماء المعاني ليضعها موضع الأسماء المشتقة لما لها من خاصية في التعبير ليست للمشتقات إذ هي تحتمل تمكن الوصف وإطلاقه والمبالغة فيه قال ابن يعيش ( قالوا رجل عدلٌ وفضل كأنه لكثرة عدله والرضا عنه وفضله جعلوه نفس العدل والرضا والفضل )(88) ، كما في قوله تعالى : ( ... جزاءً وفاقاً ) ( النبأ : 27 ) ، فالوفاق هنا مصدر وافق بمعنى ماثَـل أو ضارع ، وقد عدل القرآن الكريم عن وصف الجزاء باسم مشتقٍ نحو : جزاء موافقاً إلى وصفه بالمصدر للمبالغة في تصوير هذا العقاب الأليم وتقريره ، وقد يعدل إلى المصدر الجامد دون أن يكون وصفاً كما في قوله تعالى: ( ... ونهى النفس عن الهوى ) ( النازعات : 40 ) فالهوى هنا مصدر وضع موضع المفعول ( مهديّ ) ليحقق هذا الإطلاق في نهي النفس عن كل ما تميل إليه مع الهوى (89) .

CC0000

1) دلائل الإعجاز 303 .
2) ينظر : شرح التصريح 2 / 65 ، وشرح الكافية 2 / 184 .
3) المقتضب 4 / 148 – 149 .
4) ينظر : تفسير الماوردي 4 / 368 .
5) تفسير غريب القرآن 376 .
6) ينظر : حاشية الصبان 2 / 296 .
7) ينظر : الفروق في اللغة 12 – 13 .
8) ينظر : التعبير القرآني 36 – 37 .
9) تفسير غريب القرآن 487 .
10) تفسير ابن كثير 4 / 426 .
11) ينظر: تفسير الرازي 30 / 142، وتفسير البيضاوي 2 / 531، وتفسير غرائب القرآن 29 / 52 .
12) تفسير تفسير الرازي 30 / 142 .
13) ينظر : مجاز القرآن 2 / 271 ، وبواكير التفسير 343 .
14) تفسير الطبري 29 / 61 .
15) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن 2 / 521 ، وظاهرة التحويل 63 .
16) الكشاف 4 / 4 .
17) ينظر : ظاهرة التحويل 63 .
18) التحرير والتنوير 30 / 61 .
19) ينظر : معاني القرآن 3 / 17 ، والكشاف 4 / 8 .
20) ينظر : الرسالة المدنية 14 ، 15 .
21) الضرورة الشعرية ( دراسة أسلوبية ) 102 .
22) ديوان لبيد 340 .
23) ينظر : تأويل مشكل القرآن 154 .
24) ينظر : مجمع الأمثال 2 / 205 ، وأمالي المرتضى 1 / 194 ، والضرورة الشعرية 102 .
25) ينظر : خزانة الأدب 4 / 174 .
26) الروض الأنف 2 / 175 .
27) ينظر : الكشاف 4 / 8 ، والبيضاوي 2 / 423 ، والرسالة المدنية 15 .
28) ينظر : الرسالة المدنية 15 ، وتفسير ابن كثير 4 / 226 .
29) ينظر : المحتسب 2 / 284 ، وشرح القصائد السبع 15 .
30) ينظر : الكشاف 4 / 8 ، والبيضاوي 2 / 423 .
31) ينظر : الكشاف 4 / 48 .
32) ينظر : معاني القرآن 3 / 17 .
33) ينظر : الكشاف 4 / 48 .
34) ينظر : مجمع البيان 27 / 101 .
35) ينظر : تفسير سورة الرحمن 113 .
36) مصطلح يقصد به : التكامل والارتباط بين أجزاء النظام الواحد كالآلة التي يدفع بعض أجزائها إلى بعض بالحركة المتصلة .
37) الضرورة الشعرية 109 – 110 .
38) إعراب القرآن ( الزجاج ) 3 / 788 .
39) ينظر : إعراب القرآن ( الزجاج ) 3 / 788 ، والكشاف 4 / 135 ، والتبيان 3 / 59 والبحر 8 / 298 ، والنسفي 3 / 1837 ، والتحرير والتنوير 29 / 19 .
40) مثل قتادة كما نقل ابن كثير 4 / 396 ، وينظر : تتمة أضواء البيان 8 / 392 .
41) ينظر : البحر المحيط 8 / 298 ، وشرح ابن عقيل 384 ، والبيان في غريب إعراب القرآن 2 / 450
42) ينظر : شرح ابن عقيل 384 ، والبيان 2 / 450 .
43) ينظر : تتمة أضواء البيان 8 / 392 .
44) وهو قول ابن عطيه ينظر : البحر 8 / 299 .
45) عرّف البلاغيون الكناية : بأنها الأسلوب المجازي الوحيد الذي يُراد بها المعنى المجازي مع جواز إرادة المعنى الحقيقي .
46) ينظر : التحرير والتنوير 29 / 19 – 20 .
47) وهذا مما يؤكد نفي الترادف في القرآن .
48) التحرير والتنوير 29 / 19 .
49) ينظر : الأمالي الشجرية 1 / 13 .
50) ينظر : المقرب 2 / 128 ، وجوزه المبرد فيما ليس من خلق الإنسان ينظر : معاني القرآن 1 / 307 .
51) من بديع لغة التنزيل 294 .
52) ينظر : الدر المنثور 8 / 220 .
53) ينظر : المشاهد في القرآن 409 – 410 .
54) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 114 – 115 .
55) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 232 .
56) الفيصل 207 ، وينظر : الطراز 3 / 45 .
57) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 114 - 115 .
58) ينظر : المصدر السابق 1 / 116 .
59) ينظر : الطراز 3 / 45 .
60) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 116 .
61) ينظر : الكشاف 1 / 331 .
62) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 117 .
63) الطراز 3 / 41 – 42 .
64) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 231 .
65) ينظر : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ( نور ) 725 و ( ظلمات ) 438 .
66) ينظر : تفسير المنار 7 / 294 .
67) ينظر : معجزة القرآن 59 .
68) بدائع الفوائد 1 / 120 .
69) ينظر : فقه اللغة 403 .
70) ينظر : من بلاغة القرآن 139 .
71) من بلاغة القرآن 140 .
72) ينظر : الكتاب 2 / 425 ، وينظر : من بلاغة القرآن 142 .
73) ينظر : معجزة القرآن 23 – 25 .
74) بدائع الفوائد 1 / 121 .
75) في الكتاب الإيجاد والتعظيم والصحيح والتعليم كما أثبتُّ .
76) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 121 – 122 .
77) ينظر : معاني الأبنية 130 .
78) ينظر : دراسات في اللغة91 ، ومعاني الأبنية 131 .
79) ينظر : معاني الأبنية 131 – 132 .
80) ينظر : دراسات قرآنية 170 .
81) ينظر : البحر المحيط 8 / 449 – 450 ، ( وما يقرب من عشرين ) التتمة 9 / 131 .
82) تفسير القاسمي 17 / 6044 .
83) تفسير الطبري ، وينظر : تتمة أضواء البيان 9 / 132 وكذا قال الطبري وابن كثير .
84) تفسير الطبري 30 / 28 ، وينظر : تفسير القاسمي 17 / 6044 .
85) البحر المحيط 8 / 419 ، ينظر : دراسات قرآنية 171 .
86) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6044 .
87) ينظر : دراسات قرآنية 172 .
88) شرح المفصل 3 / 50 .
89) ينظر : دراسات قرآنية 174 – 176 .[/align][/align]


[align=center]د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقدفي قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار[/align]
 
شكراً جزيلاً للدكتور عامر على هذا البحث . ولدي سؤال : هل يوجد كتاب يجمع مثل هذه الأبحاث لكم أو لغيركم ؟
 
عودة
أعلى