بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله تعالى حمدا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد . أما بعد:
اختصار محاضرة تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم . للشيخ الدكتور : عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله تعالى. محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر .
* مقدمة :
طرق التفسير : 1- تفسير القرآن بالقرآن . 2- تفسير القرآن بالسنة . 3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [ مقدمة في أصول التفسير ] وهي في الحقيقة مصادر للتفسير ؛ فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر للتفسير ، فهو من جهة مصدر للتفسير ، ولكن كيفية الاستفادة من هذا المصدر هي التي يمكن أن تسمى طريقة .
المصدر الأول : وهو تفسير القرآن بالقرآن :
الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه ؛ لذلك إذا وجدت معنى الآية في القرآن الكريم فاشدد بها يدك ؛ فالله سبحانه وتعالى قد يجمل في موضع من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر ،فيحمل المجمل على المبين ، ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم .
1- أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن .
أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم ، مثال ذلك : ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، فعندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ }[82] ، ففهم الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم ، وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد اللغة العربية ؛ ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : " وأينا لا يظلم نفسه يا رسول الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس الذي تعنون ، ألم تسمعوا قول العبد الصالح [ المقصود لقمان ] : { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان:13] " أهـ ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص وهو الشرك المصطلح الإسلامي الجديد ؛ فالذي يشرك مع الله أحدا في عبادته مع الله يسمى مشرك في الإسلام ؛ فحمل النبي صلى الله عليه وسلم معنى الظلم العام على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية ، وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن ، وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين الأولين على هذا المنهج ، كل على حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم .
2- أقسام تفسير القرآن بالقرآن :
القسم الأول : تفسير القرآن للقرآن : تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا لا خلاف في دلالته على تفسير الآية ، وهو ما كانت دلالة القرآن فيه على الآية المفسرة لا خلاف فيها ، مثاله :
أ- ما يكون البيان فيه متصلا : مثال ذلك : قال الله سبحانه وتعالى : {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ } {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ }{النَّجْمُ الثَّاقِبُ }[الطارق آية:1-2-3] . فلا خلاف في تفسير الطارق ؛ لأنه جاء في الآية نفسها ، فالطارق هو النجم الثاقب ، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان بينان القرآن للقرآن فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية .
ب- ما كان البيان فيه منفصلا : وهو أن تأتي الآية في موضع ، ويأتي تفسيرها في موضع آخر منفصلا عنها ، إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى ، ويجتمع مع النوع الأول بأنه لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه الآية ، مثاله : قال تعالى : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة:2] ما معنى العالمين ؟ وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى : {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }[الشعراء: 23-24] فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما المقصود بالعالمين .
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم عبد الله على هذا النقل النافع وجزى الله سيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على ما يقدمه لنا.
بانتظار التتمة إن شاء الله تعالى.
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم عبد الله على هذا النقل النافع وجزى الله شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على ما يقدمه لنا.
بانتظار التتمة إن شاء الله تعالى.
وجزاك الله خيرا أختي الفاضلة سمر، ولا أخفيك بأني وجدت نشاطا كبيرا وشعرت كأني أُساعد على التلخيص ، فظننت أن علم الشيخ مبارك ولا نزكيه على الله وفقه الله واخوانه أهل العلم الذين يشاركون معه في هذا الملتقى المبارك .
هذا النوع من التفسير في دلالته نوع من الغموض ، يحتاج لمستنبط يقرر بأن هذه الآية في القرآن تفسرها آية معينة من القرآن الكريم .وأنواع هذا النوع من التفسير:
1- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن :
فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن ، ومثال ذلك ما ورد عن ابن مسعود وقد ذكر سابقا فقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ "الظلم" والذي ورد في آية معينة بالشرك لوجود قرينة تدل على ذلك في آية أخرى من القرآن الكريم ، وهذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن حجة ؛ لأن الذي قام بالتفسير هو النبي صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن بالقرآن :
مثال ذلك : جاء رجل لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال : [ يا ابن عباس يقول الله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }(الأنبياء:30) ما معنى : [ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ] ، فقال : " كانت السماء رتقا لا تمطر ففتقها الله بالمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقها الله بالنبات" ، ثم استشهد ابن عباس بقوله تعالى : {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ } {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ }[ الطارق:11- 12] " أهــ وهذا تفسير للقرآن بالقرآن قام به الصحابي ، ومن حيث الحجة له حكم تفسير الصحابي وسيأتي معنا بإذن الله ، لكنه يعتمد على مكانة الصحابي وقوة الاستدلال ؛ وبذلك نرى أن تفسير القرآن للقرآن يدخل تحت الاجتهاد وإعمال الرأي .
3- تفسير القرآن للقرآن من قبل التابعين وغيرهم من المفسرين .
إذا فسر القرآن بالقرآن تابعي من التابعين ، فيقال أيضا له حكم تفسير التابعي ، أو أي مفسر من المفسرين .
3- الذي يدخل تحت تفسير القرآن بالقرآن :
أ- ما يتعلق بأسباب النزول . ب- والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم .
4- من عني بتفسير القرآن بالقرآن من المفسرين :
أ- عني بتفسير القرآن بالقرآن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة رضي الله عنهم ، وميزة علم ابن عباس أنه أخذ علم علي ابن أبي طالب وكان من أعلم الصحابة بالقرآن الكريم . ب- وأيضا عني بهذا النوع من التفسير التابعين ،مثل:عكرمة ومجاهد وزيد بن أسلم، وأيضا عني به أتباعهم،مثل زيد بن عبد الرحمن بن أسلم الذي تميز بتفسير القرآن بالقرآن . ج - ومن المفسرين تميز : - ابن جرير الطبري بتفسير القرآن للقرآن ، ولو جمع تفسيره للقرآن بالقرآن لكان مبحثا نفيسا . - وكذلك اهتم ابن كثير بهذا النوع من التفسير بل هو من أكثر من عني بهذا النوع من التفسير . - ومن المتأخرين جاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، فخصه بهذه الطريقة ، وأورد مقدمة نفيسة في كتابه هذا ذكر فيها أوجه بيان القرآن للقرآن . - وأيضا قام ثناء الله الأمر تسري العالم الهندي في كتابه المسمى تفسير القرآن بالقرآن بتفسير القرآن بالقرآن ، وتكلف فيه كثيرا ، فبعض المفسرين يريد أن يجد لكل آية تفسيرا في القرآن الكريم ، وفي هذا تكلف .
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وبارك الله جهدك وجعله في ميزان حسناتك
أخي يوسف بن مازي جزاك الله خيرا ، وبارك فيك .
أختي سمر جزاك الله خيرا وبارك فيكِ.
وأدعو لك بمثل ما دعوت لي .
والمحاضرة دسمة جدا وتحتاج بعض الوقت ، مع ملاحظة وقتي الذي بدأ يزدحم .
وبإذن الله أنتهي من اختصارها قريبا.
ج- القراءات القرآنية : والقراءات القرآنية مهمة جدا في تفسير القرآن بالقرآن ؛ لأن القراءات القرآنية كما تعلمون هي من القرآن ، وقد ورد فيها تفسير كثير للقرآن بمعنى : أن تأتي قراءة فتفسر القراءة الأخرى . مثال : قال تعالى : [ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ] نجد أن هناك قراءة صحيحة أخرى : بتسكين"الذال" من ( تُذْكِرَ ) وتخفيف كافها، أي: فتصيِّر إحداهما الأخرى ذَكرًا باجتماعهما ، كما فسرها المفسرون ووجهوها ، لكن عندما نلاحظ القراءة الأخرى (فَتُذَكِّرَ ) دل على أن المقصود بها التذكير من النسيان .
المصدر الثاني : تفسير القرآن بالسنة : وهو نوعين: النوع الأول : التفسير النبوي للقرآن الكريم : تبيين القرآن الكريم من أهم وظائف الرسول صلى الله عيه وسلم ، فمنذ أن أنزل القرآن على النبي صلى الله عيه وسلم تكفل الله تعالى لنبيه بأنه سيعلمه بيانه : قال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }( القيامة:18-19 ). فالنبي صلى الله عيه وسلم كان يعجل بالقرآن وراء جبريل ليحفظه قال تعالى: { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ }(طه:114) ، فتعهد الله تعالى له بأنه لن ينسى القرآن . {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }(الأعلى:6) وقال تعالى في ما يخص بيان الرسول صلى الله عيه وسلم للقرآن : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(النحل:44) {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }(النساء:113) و التفسير النبوي للقرآن الكريم يظهر من خلال المثال التالي : ورد في حديث عقبة بن عامر الجهني أنه قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قوله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }(الأنفال:60) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ) فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر " القوة " في الآية بالرمي . وهذا تفسير نبوي ، وهو تفسير للقرآن بالسنة ، وهو حجة ، وحجيته مثل حجية تفسير القرآن للقرآن بالقرآن ؛ لأنه صادر من المعصوم عليه الصلاة والسلام .
س : لكن ما هو القدر من القرآن الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته : " وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن كما بين لهم معانيه " فذهب الشراح إلى أن مقصوده أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كاملا ، وقد وجدت كلاما لابن حبان في كتابه المجروحين ذكر فيه معنى بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ، وأن المقصود باختصار : " أن تبين للناس ما بهم حاجة لبيانه " ؛ ولذلك فإن المسائل التي حفظت من بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قليلة . والصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن كل لفظة ؛ فهم أهل اللغة وأهل السليقة ، وشهدوا التنزيل ، ولو تأملتم قولهم في القرآن الكريم [يَسْأَلُونَكَ ] لوجدتم أنها أسئلة محصورة ، وأغلبها في الفقه ، أما أسئلة التفسير فكانت قليلة جدا . وفهم الصحابة رضي الله عنهم في للقرآن بهذه الطريقة أمر منطقي ، فالقرآن الكريم رسالة الغرض منها العمل ، ومن أهم وأخص خصائص الرسالة أن تكون واضحة لمن ترسلها إليه ، حتى يقوم بتنفيذ ما فيها.
س: لكن ما هو البيان النبوي الذي قصدناه فيما سبق ؟
النبي صلى الله عليه وسلم كان فعله وقوله وأخلاقه كلها بيان للقرآن الكريم ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }(التوبة:119) كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم صدق كلها ؛ ولذلك عندما سئلت عائشة أم المؤمنين رض الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت للسائل : هل قرأت القرآن ؟ قال : نعم . قالت : " كان خلقه القرآن " فمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته العظيمة تفسير منه عليه الصلاة والسلام للقرآن ، لكن نحن عندما نقول [ البيان ] نقصد البيان القولي اللفظي الظاهر ، بمعنى أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية كذا ، وهذا قليل .
النوع الثاني : من تفسير القرآن بالسنة :
وهو أن يأتي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر بعض الآيات القرآنية بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي صحابي فيقول هذه الصحابة يفسرها قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، وله حكم تفسير الصحابي . وهنا لا بد من ملاحظة نقطة : وهي إذا كان التفسير فيما لا مجال للرأي فيه فلا شك أنه حجة . مثال: قال تعالى : {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } (الفجر:21 -22-23). فجاء ابن كثير ففسر قوله تعالى :[ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ] ، فقال معناها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها ".(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) ولا شك أن الحديث ظاهر الدلالة على الآية . فإذن تفسير القرآن بالسنة قد يكون من فعل الصحابي وقد يكون من فعل التابعي ، وقد يكون من فعل المفسرين ، ويتفاوت ظهورا وردا بحسب وضوحه وظهوره وصحته ، وأيضا لابد أن يفسر المفسر الآية بحديث صحيح ، وإلا كان تفسيره مردود. ويدخل في تفسير القرآن بالسنة ما يسمى بالأحاديث القدسية ففيها تفسير كثير للقرآن الكريم .
بارك الله فيك يا أختي
لكن أرى أني لابد أن أوضح نقطة :
أنا لا أنقل ، بل أحاول دراسة هذه الدروس بهذه الطريقة ألخص ، بفهمي فأستفيد وأفيد ، والحمد لله المشايخ هنا في الملتقى ، فسيصوبون لي بإذن الله إن جانبت الصواب ، فأنا لا أنقل بل أدرس ، فقد تركت الدروس لانشغالي مدة وآن الوقت للاستماع والاستفادة .
ما شاء الله لا قوة إلا بالله. بارك الله في علمك وزادك من فضله وبارك في شيوخنا الأفاضل في هذا الملتقى القرآني القيم.
أرجو أن تقبلي اعتذراي لأني ظننت أنك تنقلين المحاضرة من الشيخ الفاضل بتلخيص منك.
أنتظر جديدك أختي الفاضلة زادك الله علماً وفهماً وتدبراً لكتابه العزيز ونفع بك الإسلام والمسلمين.
المصدر الثالث : تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة ري الله عنهم :
أولا : تعريف الصحابي :
"من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ، ومات على ذلك ، وإن تخللت ردة بالأصح كما قال ابن حجر ." وهذه خصيصة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، فالصحابي في اللغة لا يطلق إلا على من يصحبك مدة طويلة .
ثانيا : تفاوت الصحابة رضي الله عنهم في أخذ التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال مسروق بن الأجدع : لقد جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -, فوجدتهم كالإخاذ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ." [ والإخاذ هو الغدير]
قال ابن تيمية : "إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدري بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم
" أهـ
* ومن أعلم الصحابة بتفسير القرآن الكريم: 1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فقد كان من السابقين الأولين للإسلام. 2- وأبي بن كعب رضي الله عنه ، جار الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ومن كتاب الوحي . 3- وعبدالله بن عباس رضي الله عنه ، الذي دعا له الرسول صلى الله عليه ، فقال :" اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل " ، وقد أخذ علم علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
ثالثا :طرق تفسير الصحابي للقرآن الكريم: 1- تفسير الصحابي للقرآن بالقرآن . 2- تفسير الصحابي للقرآن بالسنة . 3- تفسير الصحابي للقرآن بقوله واجتهاده .
رابعا: حجية تفسير الصحابي :
تفسير الصحابي حجة إذا كان ليس له مخالف من الصحابة ، وتفسير الصحابي حجة إذا كان يفسر القرآن باللغة ، فالصحابة رضي الله عنهم أدرى بلغتهم .
* نصيحة :
تفسير الصحابة رضي الله عنهم ينبغي على الطالب أن يعتني به ، وأن يعيد له مكانته التي يستحقها، فالحرص على معرفة آراء الصحابة رضي الله عنهم ، أولى من الحرص على معرفة آراء غيرهم ." أهــ
وبذلك انتهيت من اختصار المحاضرة والحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على هذه المحاضرة القيمة وبارك فيك وفي علمك وحفظ الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك في علمه وزادكما علماً بكتابه وتدبراً وتعمقاً في علومه وجعلكم من أهل القرآن وحشرنا في زمرتكم يوم القيامة.
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على هذه المحاضرة القيمة وبارك فيك وفي علمك وحفظ الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك في علمه وزادكما علماً بكتابه وتدبراً وتعمقاً في علومه وجعلكم من أهل القرآن وحشرنا في زمرتكم يوم القيامة.
بارك الله فيك
المحاضرة محاضرة الشيخ ولخصتها بفهمي ، وهذا وفقط ، وكيف تضعيني في مع الدكتور الشهري في كفة واحدة فما أنا إلا طالبة علم .
ولقد أتعبني مدحك فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي ، أخاف على نفسي من العجب ، وكل توفيق فهو من فضل ربي . ويكفيني منك أخية قولك :
جزاك الله خيرا .
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على ما قدمتيه وعلى ملاحظتك. وكوني جمعت بينك وبين شيخنا الفاضل في دعاء واحد لا يدعو للعجب أختي وإنما واجبنا أن نشمل جميع المسلمين والمسلمات بدعائنا. وكونك طالبة علم لا يقلل من شأنك أختاه فرب تلميذ تفوق على أستاذه. وهذا لا يضيرك ولا ينقص من علم الشيخ في شيء بل ربما كان حافزاً لك للمزيد من العلم أختي الفاضلة.
لا تتصوري مدى سعادتي عندما أجد أخوات فاضلات تتعلمن هذا العلم وتنشرنه في وقت انشغلت فيه أخريات بأمور الدنيا ومتاعها الزائل، ربما هذا الشعور يدفعني للحماس لكني ما زلت أصر على شكرك على صنيعك وعلى جهدك وسأستمر بعد غذنك بالدعاء لك وللدكتور عبد الرحمن ولكل علماء هذا الملقتي وأعضائه وللمسلمين والمسلمات في أنحاء الأرض بالزيادة في العلم والفهم وتدبر كتاب الله العزيز وأن يحشرنا جميعاً في زمرة أهل القرآن. ولا تنسي أختي أنه يُحشر مع العلماء حتى من برى لهم قلماً أو ملأ لهم دواة، نحن نتعامل مع رب كريم رحيم بنا لطيف رؤوف بحالنا يعلم سرائرنا ومطلع على أحوالنا وما خفي عن غيرنا. وأنا لا أزكي على الله أحداً ولكني أحسبنا جميعاً أصحاب نوايا صادقة مع الله فلا تحرميني من لذة الدعاء لك ولنا جميعاً.
أطلت عليك فلا تؤاخذيني وأكرر:
جزاك الله خيراً