اختصار كتب التفسير

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,144
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه, وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فإن الأصل في نقل العلم نَصُّهُ إلى أهله, وفيه أنشد ثعلب:
[align=center]ونُصَّ الحديث إلى أهله *** فإنَّ الوثيقةَ في نَصِّه[1][/align]
والاختصار برزخٌ بين نَصِّ الحديث إلى أهله, وسرقته من أهله, ومن ثَمَّ حَذَّر من سلوكه جماعةٌ من العلماء[2], وخافه جماعةٌ منهم على مصنفاتهم, ومن طريف ما يُذكَر في ذلك قول ياقوت الحموي في مقدمة كتابه: (معجم البلدان): (ولقد التمس منِّي الطلابُ اختصارَ هذا الكتاب مراراً, فأبيت, ولم أجد لي على قصر همهم أولياءَ ولا أنصاراً, فما انقدت لهم ولا ارعويت.
ولي على ناقل هذا الكتاب والمستفيد منه أن لا يضيع نَصَبي, ونَصْب نفسي له وتعبي, بتبديد ما جمعت, وتشتيت ما لَفَّقت, وتفريق مُلتَئِم محاسنه, ونفي كل علقٍ نفيس عن معادنه = باقتضابه واختصاره, فربَّ راغبٍ عن كلمة غيرُهُ متهالكٌ عليها, وزاهدٍ في نكتةٍ غيرُه مشعوفٌ بها يُنضي الرِّكاب إليها, فإن أجبتني فقد بررتني, جعلك الله من الأبرار, وإن خالفتني فقد عققتني, والله حسيبك في عُقْبى الدار. وقد حُكيَ عن الجاحظ أنه صنَّف كتاباً, وبوَّبه أبواباً, فأخذه بعض أهل عصره فحذف منه أشياء, وجعله أشلاء, فأحضره وقال له: يا هذا, إن المُصَنِّف كالمصوِّر, وإني قد صوَّرتُ في تصنيفي صورةً كانت لها عينان فعَوَّرتَهما, أعمى الله عينيك, وكان لها أذنان فصَلمتهما, صلم الله أُذنيك, وكان لها يدان فقطعتهما, قطع الله يديك. حتى عَدَّ أعضاء الصورة, فاعتذر إليه الرجل بجهله هذا المقدار)[3], ومع ذلك لم يسلم ياقوت ممَّن أغار على كتابه هذا بالاختصار.[4]

وفي علم التفسير تزداد المصنفات في كل زمان, وتتنوع مناهج الكتابة فيه وتتجَدَّد بحسب حاجة الناس وأحوالهم, وقد أدرك أهل العلم به واجب الجيل عليهم في كل عصر, فقربوه إليهم لفظاً ومعنىً, وسلكوا لذلك كُلَّ سبيل قولاً وفعلاً, فأحسنوا وأطابوا, وكان من مسالكهم في ذلك: الاختصار. والذي يتمثل غرضه الأسمى في: تقريب العلوم وتسهيلها.

ولئن كان الاختصار منهجاً معروفاً في كافة العلوم, فإنه في علم التفسير أشد ظهوراً وانتشاراً, ومن أظهر الأمثلة على ذلك: تفسير القرآن العظيم, لابن كثير رحمه الله, فقد أُلِّف في اختصاره- من المعاصرين فقط- اثنى عشر مختصراً, ولا تزال مختصراته تتتابع مع الأيام, ولا عجب في ذلك؛ فإن مؤلفه ما إن انتهى من تأليفه حتى اختصره تلميذه أبو المحامد عفيف بن سعيد بن مسعود الكازروني.[5]

ولعل في طبيعة علم التفسير من القابلية للتوسع, وبسط الكلام, ومَدِّ المعاني, ما يدعو العلماء به إلى تَحْديد أصول المعاني فيه مَرَّة بعد أخرى, وتَجْريدها مما علق بها من أنواع العلوم والمعارف الزائدة عن حَدِّ التفسير, وكذا استبعاد ما لا حاجة إليه من تلك المعلومات والزيادات التي تتغير بتغير الأزمان والحاجات.
وهم في هذا قد فقهوا الحاجة إلى الاختصار, وعلموا مقدار فوائده المرجُوَّة.

ويمكن إيضاح المنهج العام لأئمة التفسير في مختصراتهم في أربعة أغراض متلازمة متكاملة:
الأول: الاقتصار على متن التفسير الذي هو بيان المعنى, وما لابد منه لبيانه.
الثاني: اختيار أصح المعاني وأكملها.
الثالث: تقريب تلك المعاني في ألفاظ مفهومة متداولة في أزمانهم.
الرابع: انتقاء أقرب المعاني ارتباطاً بواقع الناس, وأشدها تعلُّقاً بأحوالهم, وذلك عند تساوي المعاني في الصحة, أو حال الاستنباط والقياس.

ومن تأمل كتب أئمة التفسير المتقدمين, سواءً المختصرة من غيرها, أو المختصرة في نفسها- بِقِلَّة ألفاظها واختياراتها-, يجدها قائمةً على هذه الأنحاء الأربعة, والتي بِها تتحقق فوائد الاختصار, ويصيب صاحبه غرضه منه, وينتفع به الناس.[6]
ذلك منهج العلماء في الاختصار, وذاك غرضهم منه.

وفي هذا العصر تزامنت كثرة مختصرات التفسير, مع تباعد كثيرٍ من المختصرين عن منهج أعلام سلفهم في ذلك, فأعملوا في كتب السابقين سلخاً ومسخاً وتهذيباً وترتيباً, لم يبقَ معه للأصل لونٌ ولا طعمٌ ولا رائحة, ولست تعرف ممَّا بقي من أطلاله غير اسمه:
[align=center]لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَلُ[/align]
وسبب ذلك جهل المُختَصِرِ بمنهج العلماء في هذا الباب, وأصولهم في ضبطه. ولا سبيل للوصول إلى ما وصل إليه أولئك العلماء, وإصابة الحق في باب الاختصار, إلا باتِّبَاع أصولٍ منهجيةٍ علميةٍ ساروا عليها, تعصم من الاعتداء على كتب الأسلاف, وتسدُّ بهذه المختصرات حاجةً قائمةً في معارف المسلمين.

وتجتمع هذه الأصول المنهجية للاختصار في ثلاثة أصول:
الأول: صحة الفهم.
الثاني: حسن البيان.
الثالث: سلامة المقصد.

* فالأصل الأول يعصم من سوء الفهم, قلا يُبنَى المُختَصَر على ما لم يُرِده صاحب الأصل, وسوء الفهم أعظم ما يكون آفةً في هذا المقام.

* والأصل الثاني يعصم من الخطأِ في إيصال مُراد صاحب الأصل, فلا يكفي الفهم الصحيح حتى يَصِلَه بقَدْرٍ من البيان يحمل معانيه بلا زيادة ولا نقصان, وإن فصاحة اللسان ههنا مَزِيَةٌ لَهَا شَأن, تُعين صاحبها على صِحَّة الفهم, وحُسن الاختيار من المعاني, وإصابة الصواب في إيصالها بلا إسرافٍ ولا تقتير.
ولَمَّا اجتمع لابن عباس رضي الله عنه هذين الأصلين: العلمُ بالقرآن, وحسنُ البيان, كان «ترجمان القرآن», ولا يكون ذلك إلا لِمَن تَحَقَّق علمه فيما يُتَرْجِمُ عنه, وما يُتَرْجِمُ إليه.

* والأصل الثالث يعصم من تحريف مُراد صاحب الأصل, بزيادة أو نقص أو تصرُّفٍ في العبارة على وجه يُحيل المعنى إلى خلاف مُراد المؤلف, وعلى ما يوافق رأي المُختَصِر.
وأكثر ما يقع الخلل في مُختصرات التفسير من الإخلال بهذا الأصل, وعلى الأخص عند التخالف في الاعتقاد.

فحيثُ صَحَّت هذه الثلاثةُ الأصول على التمام- ولا تجتمع كذلك في غير عالم- صَحَّ الاختصار, وحَسُن أثره في هذا الفَن, وانتفع به الناس في زمانهم. والجهل بها, أو الخلل في التزامها يوقع في مخالفات وانحرافات تعصف بجلالة تلك الأصول, وتمحو من هيبتها في نفوس قارئيها, وتُجَرِّئُ من ليس أهلاً على تناولها بصنوفٍ من العبث والتغيير.

-----الحواشي -----
[1]: مجالس ثعلب 1/10, تحقيق: عبد السلام هارون.
[2]: ينظر: مقدمة ابن خلدون 2/233, ومعجم البلدان 1/22.
[3]: معجم البلدان 1/22 بتصرُّف.
[4]: اختصره صاحب (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع), واعتذر عن فعله هذا في مقدمته. ينظر: كشف الظنون 2/1652, 1733.
[5]: منه نسخة ضخمة جداً, مخطوطة بحاشية تفسير ابن كثير, في مكتبة نور عثمانية بتركيا, نُسِخت سنة 928. ينظر: بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني 1/163.
وعن مختصرات ابن كثير ينظر: ذخائر التراث العربي, لعبد الجبار عبد الرحمن 1/226.
[6]: يمكن تطبيق ذلك على كُتُب المُفَسِّر الواحد في التفسير, كتفاسير الواحدي(ت:468) الثلاثة: البسيط, والوسيط, والوجيز. فما كتبه المؤلف في الوجيز هو الحَدُّ الأدنى من التفسير, الذي يقتَضيه مَقامُ الاختصار؛ وهو بيان المعنى, وما لا بُدَّ منه لِبَيانه, كسبب النُّزول ونحوه, في معاني مختارة, وبألفاظ أشد وضوحاً ومباشرةً في الدلالة على المعنى.
ثُمَّ تتكاثر موضوعات علوم القرآن المتنوعة, ويظهر الجانب العلمي الأبرز عند المؤلف في تفسيره: الوسيط, لتكتمل عنده في: البسيط؛ الذي بسط فيه القول وأشبَعَه, وتَجَلَّت فيه تلك المعارف بوضوح.
 
هذا القول قول فقهاء العلوم

هذا القول قول فقهاء العلوم

بارك الله فيك ، وأثلج صدرك كما أثلجت صدور إخوانك في هذا الملتقى المبارك ؛ فهذه الكلمات لا تصدر إلا من جَعبة طالب العلم الذي يحسن صدق النية وصدق الطلب ، أحسب ذلك على الله وهو سبحانه حسبي وحسبك ، وعليه نتوكل وإليه ننيب .
 
موضوع قيم يشكر الشيخ نايف على تحريره ، وهو موضوع ذو صلة بجميع الفنون ولا يقتصر على التفسير ، وضوابطه التي تفضل بها تنسحب على الفنون الأخرى كذلك .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الله عليك أخي أبا بيان ، وجزاك خيراً على هذا الموضوع القيّم.

وتعليقي هنا حول أهمية اختصار الكتب في بناء طالب العلم ، وذلك بأن يقوم الطالب الذي درس كتاباً في فنٍ من فنون العلم باختصاره بعد أن يتقن مادته .
وهذا النوع هو أفضل أنواع الاختصار ، أن يختصر العالم أو طالب العلم الكتاب بنفسه حتى ينتفع بالكتاب وبمختصره ، ويكون على دراية بما أثبت وما حذف .

وقد نبّه الشيخ عبدالكريم الخضير على هذه الطريقة ، وشرحها وبيّن أهميتها لطالب العلم في شريطه القيّم : مفاتيح طلب العلم.
 
بارك الله في الكاتب والمعلقين الفضلاء على هذا الموضوع المهم . والذي أريد إضافته إلى هذا الموضوع إشارةٌ إلى ما كتبه الشيخ الفاضل عثمان بن عبدالقادر الصافي قبل أكثر من سبعة عشر عاماً في مقالات منشورة له ىفي مجلة البيان فيما أذكر ، ثم جمعت تلكم المقالات ونشرت في كتابه الثمين (أخطار على المراجع العلمية لأئمة السلف) وهذا الكتاب دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإسلامي والتحذير من العبث به . وقد خصص موضوع اختصار كتب التفسير بحديث طويل ، بل إن الكتاب برمته يدور حول هذا الموضوع والمحاذير الشرعية والعلمية التي تحف به . ولولا ضيق الوقت لنقلت كلامه أو خلاصته فهو مهم ، وجدير بالنشر والبعث والنقاش . فلعل أخي العزيز أبا بيان ما دام قد ابتدأ هذا الخير ، أن يتكرم على قراء هذا الملتقى العلمي بتلخيص أهم ما ذكره مؤلف هذا الكتاب ، ولا سيما في القسم الرابع من ص 75 وما بعدها تحت عنوان (اختصار كتب السلف بين المصلحة والمحاذير)
والكتاب نشرته دار الفاروق بالطائف عام 1410هـ ، وهاتفهم 02746633
 
كنتُ علقتُ نصاً أثناء قراءتي لكتاب (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد له صلة بما كتبه أخي أبو بيان في هذا الموضوع ، فأحببت تدوينه هنا ليوشح به أخي نايف مقالته هذه إن شاء ؛ فهو ذو صلة بموضوع ضمان المختصِر الإبانةَ عن مقصود صاحب الكلام الأول ، وإلا فقد وقع الخلل والعيب في اختصاره ، وكان حقيقاً بالمؤاخذة والعتاب .

قال ابن أبي الحديد وهو يعيب على الشريف المرتضى اختصاره لكلام من يرد عليهم :
(والمرتضى رحمه الله لا يورد كلام قاضي القضاة بنصه ، وإنما يختصره ويورده مبتوراً ، ويومئ إلى المعاني إيماءً لطيفاً ، وغرضهُ الإيجاز . ولو أورد كلام قاضي القضاة بنصه لكان أليق ، وكان أبعدَ عن الظِّنَّةِ ، وأدفع لقول قائلٍ من خصومه : إِنَّه يُحرِّفُ كلام قاضي القضاة ، ويذكره على غير وجهه.
ألا ترى أنَّ مَن نَصَبَ نفسه لاختصار كلامٍ فقد ضَمِنَ على نفسه أَنَّه قد فهم ذلك الكلامَ حتى يصحَّ منه اختصارُه ، ومن الجائز أن يظنَّ أنه قد فهم بعض المواضع ولم يكن قد فهمه على الحقيقة ، فيختصرَ ما في نفسه لا ما في تصنيف ذلك الشخص. وأمَّا من يورد كلام الناس بنصه فقد استراح من هذه التبعة ، وعَرَضَ عقلَ غيرهِ وعقلَ نفسهِ على الناظرين والسامعين)
[شرح نهج البلاغة 4/175]

والعجيب أن ابن أبي الحديد يلجأ إلى اختصار كلام غيره في سياقته لكلام بعض المؤلفين كالجاحظ مثلاً ، فهو يقول في كتابه هذا 3/253 :(وينبغي أن يذكر في هذا الموضع ملخص ما ذكره الشيخ أبو عثمان الجاحظ في كتابه... ). وفي غير هذا الموضع أيضاً يلجأ إلى اختصار كلام غيره .
 
جزاكم الله خيراً على هذا المجهود الطيب.
ولكن هل يجوز شرعاً التصرف في كتاب أي مؤلف باختصار أو تهذيب وغيرها دون إذن هذا المؤلف, ألا يعد هذا اعتداءعلى حق الغير بصرف الناس عن الاصل الى المختصر ؟؟

ولماذا نلاحظ في كتب التفسير المعاصرة والمختصرة الإعراض عن مسائل اللغة والقراءات؟؟

أفيدونا بارك الله فيكم.
 
من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان :
(الاختصار في التفسير : دراسة نظرية ، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي )
للطالب علي بن سعيد بن محمد العمري بجامعة أم القرى .
6472c03f09761a.jpg
 
موضوع من الأهمية بمكان جزى الله خيراً أخانا الفاضل الشيخ نايف على ما تفضل به والشكر موصول للفضلاء المعلقين
ويمكننا أن ننعم النظر في زاوية من زواياه قد لا تخفى على أحد وهي متعلقة بالنقطة الثالثة مما أورده الشيخ نايف وهي سلامة المقصد ، وأحب أن ألفت النظر إلى أن النية هنا مطلوبة خاصة في زمان اصطبغ بالمادية ، فكثير من المختصرين جعل همته الربح المادي فقط ، وقد يكلف بالعمل غيره في حين أنه يضع اسمه عليه في نهاية المطاف لاشتهاره ومعرفته في المصنفين ، وتحت سلامة المقصد ضع ما تشاء مما لا إخلاص فيه لله ـ عز وجل ـ والله الموفق.
 
أشكر للأخ أبي بيان إثارة الموضوع وحسن معالجته
ولعل الأولى بمن أُعجب بكتاب تفسير ورآه مطولا أن يجعله أحد أهم مراجعه ويؤلف تفسيرا مختصرا بالمقدار الذي يظنه مقبولا لمن يقرأه، وهذاا لمنهج سار عليه أكثر من واحد من مفسرينا السابقين، ولعل من أوضح الأمثلة عليه البيضاوي مع الزمخشري، والنسفي معه ومع الفخر الرازي، حيث يجعل المفسر اللاحق الكتاب الذي أعجبه وله عليه مآخذ منها الطول أحد مراجعه ويكتب بقلمه ما يراه الصواب فيخرج من تبعة تقويل الآخرين ما لم يقولوا، وينجو من مزالق الاختصار المتعددة، والله أعلم.
 
من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان :
(الاختصار في التفسير : دراسة نظرية ، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي )

ليت الباحث في دراسته التطبيقية درس مختصرا قديما ومختصرا حديثا وبين الفرق بين اختصار السلف واختصار الخلف والبون الشاسع بينهما.

شكر الله لصاحب الموضوع والأخوة الفضلاء.
 
شكراً لك شيخنا الكريم أبا بيان على بحثك الطيب .

أعزز ما ذكره بعض الأخوة في هذا الموضوع:
* أن الاختصار من وسائل طلب العلم وهو ما فعله كثير من أهل العلم - انظر مثلاً الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - كم لخص من المطولات.
*أن فيه تسهيلاً للعامة وإفادة من المطولات - مع العلم أنها لا تغني عن الأمهات- .
* إنما يكون المختصر مذموماً إذا كان يخالف منهج الأصل السليم أو غير ذلك مما يشوه الأصل .
* أظن أنه تختلف الأمر من علم إلى آخر في الاختصار ومن كتاب إلى آخر، فالكتاب المطول غير المختصر أصلاً.
* لا أظن أن في الاختصار بأساً من الناحية الشرعية إذ هو ليس من التعدي في شيء بل قد يكون من خدمة الكتب الموسعة وتقريبها وهو أمر قد شاع عند العلماء بلا نكير عادة.
 
جزاك الله خيراً....ولكن!

جزاك الله خيراً....ولكن!

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا أخي الكريم لما كتبت .....وبارك الله فيك وزادك علماً....ولكني أتمنى تفسيرا أو مختصرا لتفسير يقرب القرآن
الكريم لعامة المسلمين ويضع النقاط على الحروف لأمور مسكوت عنها من ذنوب المسلمين مثل السكوت على المصارف
الربوية في الدول الإسلامية ....نريد تفسيرا يقول للحكام والمحكومين ان من يتعامل مع المصارف
الربوية ويأخذ منها القروض فلينتظر حربا من قيوم السموات والأرض.......ونريد تفسيرا يحذر التاجر من الغش...والصناعي
من انتاج الرديء من الصناعات....ويحذر الحاكم والقاضي من الجور والأستبداد.....فقد كثرت التفاسير التي لايقرأها الا
العلماء والمشايخ !!! وباختصار نحن بحاجة الى تفسير يأخذ بيد المسلم ليكون قرآنا يمشي بين الناس....والله أعلم.


البهيجي
 
جزاك الله خيرا أ. نايف الزهراني وبارك فيك

من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان :
(الاختصار في التفسير : دراسة نظرية ، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي )
للطالب علي بن سعيد بن محمد العمري بجامعة أم القرى .
6472c03f09761a.jpg

مشرفنا الفاضل هل هذه الرسالة مطبوعة ؟ أو يوجد منها نسخة مصورة للاستفادة منها ؟
جزاك الله خيرا
 
السلام عليكم إخواني الكرام....

للحقيقة قد نجد في المختصرات الكثير من الخلل، حيث يُنقص من قيمة الكتاب، وقيمة الكتب الكبيرة تكمن بأنها من المطولات، وقيمتها بما هي عليه، وما إن تختصر هذه الكتب حتى تذهب بجل قيمتها، ولو اختصرت الكتب على بيان معاني الآيات، لذهبت منهجية المؤلف الذي ألف عليها الكتاب....

فمن من الأفضل أن تبقى الكتب على حالها، وإذا كان لا بد من الاختصار، فيفضل تجزأة المطولات وعدم اختصارها لعامة الناس، يعني على سبيل المثال تفسير الجزء الأول من كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي، وهكذا، بحيث تبقى قيمة الكتاب بما هي عليه، واستفاد الناس بتجزة هذه المطولات...

أما فيما يتعلق بطالب العلم والمتخصص، فيسلك المنهجية التي ذكرها الشيخ الفاضل نايف الزهراني حفظه الله، ويبقى هذا له للفائدة، والله تعالى أعلم....
 
رسالة زميلنا الفاضل : علي العمري (الاختصار في التفسير) لم تطبع بعد , ولعلي أعين من يحتاجها عن طريق الخاص .
 
لم أطلع على هذا الموضوع الجميل إلا الآن ..
فأحسن الله إليكم وجزاكم خيرا.

ولعل من المناسب أن توجد كتابات تتتبع ما اشتهر من المختصرات، من حيث التزام صاحب المختصر بمنهجه في الاختصار، وبمراد المؤلف صاحب الأصل.
ومن خلال قراءة (المصباح المنير) في تهذيب تفسير ابن كثير، والذي يعد من أحسن مختصراته، وجدت بعض الأخطاء التي قد تشترك فيها كثير من المختصرات، ويمكن تصنيفها إلى أنواع منها:
- إغفال رواية على أنها مجرد تأكيد وتنويع، بينما أراد المؤلف تأسيس معنى أو لطيفة بهذه الرواية، وحذفها يؤدي إلى فوات هذا المعنى.
- إغفال بعض الأقوال التفسيرية اكتفاء بأقوال أخرى في الآية، وهذا لا يعد اختصارا، بل تفويتا لأمر مهم، لأن المؤلف إذا أورد قولا جديدا فلا بد من إيراده ولو لم يرجحه، لأن عدم ذكره يوهم أنه لم يطلع على هذا القول، بينما الحقيقة خلافه.
- إغفال بعض كلام المؤلف على أنه استطراد، بينما الحقيقة أنه يعتبر ترجيحا لمعنى أو توضيحا لقول.
- الغفلة عن ترجيح المؤلف، مع إيراد القول الآخر الذي لم يرجحه. وهذا مع ما قبله من أشنع الأخطاء، وإن كان الأخير أشد (وهذا نادر في المصباح المنير لكن قد وقع في بعض المواضع).

فالشاهد أن كل ما من شأنه الإيهام بوقوع المؤلف (صاحب الأصل) بتقصير في ذكر معنى، أو ترجيح معنى مرجوح، أو غيره من تغييب مقاصد المؤلف الأصلية التي أرادها بكلامه =كل هذا يجب أن يخلو منه المختصَر وإلا كان تحريفا وتشويها.
 
مفهوم الاختصار -في أحد معانيه- هو: تأدية الكلام الكثير بكلام أقل يؤدي نفس المعنى.
ولأجل هذا المفهوم تكثر اعتراضاتنا على المختصرات وانتقاداتنا لها.
لكن ...
هل كل من اختصر كتاباً التزم بهذا المفهوم؟ أم أنه أراد أشياء أخرى؟
كحذف الاستطرادات التي لا علاقة لها بالمعنى الأصلي.
وهل كل من اختصر كتاباً أراد أن ينقل مراد المؤلف كما هو؟ أم أن بعضهم قد يريد نقل رؤيته هو مع التنبيه على أن معظم مادة كتابه منقولة من كتابٍ آخر؟
أظن أننا لو وضعنا هذا نصب أعيننا فسوف نغض الطرف عن الاختلاف بين الاختصار والأصل في كثير من المواطن.
وجزاكم الله خيرا
 
رسالة جديدة

رسالة جديدة

وقريبا بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه تناقش رسالة الدكتوراه المقدمة إلى قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لزميلنا المتميز / محمد البركة المحاضر في جامعة القصيم ، والتي بعنوان ( المختصرات في التفسير ومنا هجها )، وفق الله الجميع وسدد الخطى ..
 
لقد كتبت علي الملتقي موضوعا مشابها قبل أن أطلع علي هذا الموضوع هنا ،
وقد فرحت جدا لما رأيت هذا الموضوع ومشاركتي موجودة علي هذا الرابط :
discussion.gif
مختصرات التفاسير بين القبول والرفض.

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=20188
 
نشكر الإخوة الفضلاء على إضاءة هذا الموضوع ، الذي مازال يحتاج إلى مزيد من الدراسة .
من خلال هذه العروض ألا يمكن أن نقول إن الاختصارات هي قراءة ثانية ، اعتمد فيها المختصر على نص المفسر .
وإذا كان ذلك كذلك ألا نستطيع أن نقول إن بعض أكبر المفسرين قد كان تفسيرهم اختصارا لكتب التفاسير السابقة .
 
ألا نعد البيضاوي من رواد هذه المدرسة " اختصار التفاسير السابقة "
البيضاوي يكاد يكون اختصاراً للكشاف حقاً ، ولكنه يزيد عليه من تفسير الرازي ، ومن تفسير الراغب الأصفهاني ما يتعلق بالتحليل اللغوي للمفردات ونحوها ، ويستدرك على الزمخشري في الجانب العقدي .
 
عودة
أعلى