محمد محمود إبراهيم عطية
Member
إصابة دعاء الوالدين على الولد :
دعوة الوالدين مستجابة على العموم، سواء أكانت للولد أو عليه؛ لما فيها من الإخلاص، والعادة جارية بدعاء الوالدين لأبنائهما، لشدة شفقتهما عليهم وخاصة في صغرهم، وإذا رأى الوالدان من الولد بره فإن ذلك يدعوهما لكثرة الدعاء له.
وأما الدعاء منهما عليه فلا يصدر في الغالب إلا عند تكامل عجزهما عنه، وإياسهما من بره مع وجود أذيته، فتصدق ضرورتهما فيسرع الحق لأجابتهما. وقد وردت الأدلة بذلك فمنها: ما راه البخاري في (الأدب المفرد) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما »، ورواه أحمد والطيالسي وأبو داود وابن ماجة بلفظ: « دعوة الوالد لولده »؛ ولأحمد والترمذي: « ودعوة الوالد على ولده » ؛ وفي حديث أنس مرفوعاً بنحوه وفيه: « دعوة الوالد لولده » . وروى عبد الرزاق وعنه أحمد عن عقبة بن عامر مرفوعًا : " ثلاث تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم " ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني وابن خزيمة والخطيب البغدادي .
وفي قصة جريج التي أخرجها أحمد والشيخان لعبرة ؛ فقد أتته أمه وهو يتعبد في صومعته، فنادته ثلاثاً في كل مرة يقول: رب أمي وصلاتي، ويقبل على صلاته، فدعت عليه فقالت: اللهم إن هذا جريجا وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم لا تمته حتى تريه المومسات. قال صلى الله عليه وسلم : « ولو دعت عليه أن يفتن لفتن » . فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم . فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها فحملت ، فلما ولدت قالت: هو من جريج . فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ويسبونه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك؟ قال: الراعي. قالوا: نبني صومعتك من ذهب ؟ قال : لا إلا من طين .
فقد آثر جريج الصلاة على إجابة أمه ، فدعت عليه ، فاستجاب الله دعاءها ، فهذا وهو في الصلاة ، فكيف إذا كان في حالة عقوق ؟!
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) : في الحديث عظم بر الوالدين، وإجابة دعائهما ولو كان الرجل معذورا ، لكن يختلف الحال بحسب المقاصد. ا.هـ.
فاحذروا دعاء الوالدين ، بتجنب عقوقهما ... جعلنا الله وإياكم من البارين ... آمين
دعوة الوالدين مستجابة على العموم، سواء أكانت للولد أو عليه؛ لما فيها من الإخلاص، والعادة جارية بدعاء الوالدين لأبنائهما، لشدة شفقتهما عليهم وخاصة في صغرهم، وإذا رأى الوالدان من الولد بره فإن ذلك يدعوهما لكثرة الدعاء له.
وأما الدعاء منهما عليه فلا يصدر في الغالب إلا عند تكامل عجزهما عنه، وإياسهما من بره مع وجود أذيته، فتصدق ضرورتهما فيسرع الحق لأجابتهما. وقد وردت الأدلة بذلك فمنها: ما راه البخاري في (الأدب المفرد) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما »، ورواه أحمد والطيالسي وأبو داود وابن ماجة بلفظ: « دعوة الوالد لولده »؛ ولأحمد والترمذي: « ودعوة الوالد على ولده » ؛ وفي حديث أنس مرفوعاً بنحوه وفيه: « دعوة الوالد لولده » . وروى عبد الرزاق وعنه أحمد عن عقبة بن عامر مرفوعًا : " ثلاث تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم " ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني وابن خزيمة والخطيب البغدادي .
وفي قصة جريج التي أخرجها أحمد والشيخان لعبرة ؛ فقد أتته أمه وهو يتعبد في صومعته، فنادته ثلاثاً في كل مرة يقول: رب أمي وصلاتي، ويقبل على صلاته، فدعت عليه فقالت: اللهم إن هذا جريجا وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم لا تمته حتى تريه المومسات. قال صلى الله عليه وسلم : « ولو دعت عليه أن يفتن لفتن » . فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم . فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها فحملت ، فلما ولدت قالت: هو من جريج . فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ويسبونه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك؟ قال: الراعي. قالوا: نبني صومعتك من ذهب ؟ قال : لا إلا من طين .
فقد آثر جريج الصلاة على إجابة أمه ، فدعت عليه ، فاستجاب الله دعاءها ، فهذا وهو في الصلاة ، فكيف إذا كان في حالة عقوق ؟!
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) : في الحديث عظم بر الوالدين، وإجابة دعائهما ولو كان الرجل معذورا ، لكن يختلف الحال بحسب المقاصد. ا.هـ.
فاحذروا دعاء الوالدين ، بتجنب عقوقهما ... جعلنا الله وإياكم من البارين ... آمين