احتمالات ابن كثير دون ترجيح

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
من خلال تفسير قوله تعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64
تطرق ابن كثير إلى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم حيث تضمن هذه الآية من خلال الاقتباس من القرآن الكريم .
يقول ابن كثير : " وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد أن صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها، نزلت في وفد نجران. وقال الزهري: هم أول من بذل الجزية، ولا خلاف أن آية الجزية نزلت بعد الفتح، فما الجمع بين كتابة هذه الآية قبل الفتح إلى هرقل في جملة الكتاب، وبين ما ذكره محمد بن إسحاق والزهري؟ والجواب من وجوه :
(أحدها): يحمتل أن هذه الآية نزلت مرتين، مرة قبل الحديبية، ومرة بعد الفتح.
(الثاني): يحتمل أن صدر سورة آل عمران، نزل في وفد نجران إلى هذه الآية، وتكون هذه الآية، نزلت قبل ذلك، ويكون قول ابن إسحاق: إلى بضع وثمانين آية، ليس بمحفوظ؛ لدلالة حديث أبي سفيان.
(الثالث): يحتمل أن قدوم وفد نجران، كان قبل الحديبية، وأن الذي بذلوه مصالحة عن المباهلة، لا على وجه الجزية، بل يكون من باب المهادنة والمصالحة، ووافق نزول آية الجزية بعد ذلك على وفق ذلك، كما جاء فرض الخمس والأربعة أخماس وفق ما فعله عبد الله بن جحش في تلك السرية قبل بدر، ثم نزلت فريضة القسم على وفق ذلك.
(الرابع): يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أمر بكتب هذا في كتابه إلى هرقل، لم يكن أنزل بعد، ثم أنزل القرآن موافقة له صلى الله عليه وسلم، كما نزل بموافقة عمر بن الخطاب في الحجاب وفي الأسارى، وفي عدم الصلاة على المنافقين" .
الملفت للنظر أنه كيف لمفسر مثل ابن كثير أن يعتبر أسلوب هذه الآية من الرسول صلى الله عليه وسلم . وهي تشتمل على : [ قل... + فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلون ] وهو كما يعلم الجميع أسلوب خاص بالقرآن الكريم لا غير . مع العلم أنه لا مجال للمقارنة بينه وبين ما نزل بموافقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فهل من تفسير لهذا الموقف من طرف مشايخنا الكرام .
 
الاحتمالات لا حد لها ، وقد درج أهل العلم على تشقيق المحتملات وتكثير الاحتمالات في شتى الفنون لأغراض كثيرة ومنها بيان الصور الكلية والاحتمالات المتخيلة للقول المدروس بغض النظر عن قبول الاحتمال أو رده ؛ إذ ليس من شرط ذكر الاحتمالات قبولها ولا تجويزها بل قد يوردها بعضهم توسيعا لرقعة النظر وتربية لملكة التفكير ، وبيانا لكيفيات التعامل مع الأقوال .
ومثل هذا الموضوع يصلح رسالة علمية في التفسير في بيان منهج المفسرين في إيراد المحتملات وأغرضهم في ذلك
وفقك الله ورعاك
 
الفاضل أبو صفوت ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على التواصل ، وجزاكم الله خيرا
فكما قلت الاحتمالات لا حد لها . وهي شيء طبيعي ، لكن الغير الطبيعي واللافت للأنظار أن يدرج ابن كثير الآية 64 من سورة الأنعام احتمالا ضمن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم . مع العلم أن أسلوب الآية لا يدل إلا على أنها كلام الله فقط .
فالاحتمال يبين أن الآية : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } كانت من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أنزل القرآن موافق لهذه الصيغة ، وهذا في نظري وهم لا يليق بمفسر كابن كثير .
فهل من مبرر لهذا الاحتمال ؟
 
الاحتمالات لا حد لها ، وقد درج أهل العلم على تشقيق المحتملات وتكثير الاحتمالات في شتى الفنون لأغراض كثيرة ومنها بيان الصور الكلية والاحتمالات المتخيلة للقول المدروس بغض النظر عن قبول الاحتمال أو رده ؛ إذ ليس من شرط ذكر الاحتمالات قبولها ولا تجويزها بل قد يوردها بعضهم توسيعا لرقعة النظر وتربية لملكة التفكير ، وبيانا لكيفيات التعامل مع الأقوال .
ومثل هذا الموضوع يصلح رسالة علمية في التفسير في بيان منهج المفسرين في إيراد المحتملات وأغرضهم في ذلك
وفقك الله ورعاك




وهذا ما قاله الغزالى :

والرابع : أنه قال عز وجل "لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فأثبت لأهل العلم استنباطاً، ومعلوم أنه وراء السماع . وجملة ما نقلناه من الآثار في فهم القرآن يناقض هذا الخيال فبطل أن يشترط السماع في التأويل، وجاز لكل واحد أن يستنبط من القرآن بقدر فهمه وحد عقله.



 
ليس لكل أحد أن يستنبط من كلام الله تعالى، فالاستنباط أمر والفهم أمر آخر، فيفهم كل من القرآن بحسب طاقته ووسعه أما الاستنباط واستخراج الحكم والأحكام والفوائد والفرائد فليس كل مؤهل لذلك، فأرجو تحقيق الألفاظ.
ثم إن كل علم منضبط بأصول وقواعد وليس لكل أحد أن يلج ذلك العلم إذا لم يضبط قواعده وأصوله، فكيف بعلم التفسير الذي موضوعه تأويل معاني كلام البارئ سبحانه.
للأسف لا أحد يتجرأ على الدعوة لاقتحام علم الفيزياء أو الكيمياء أو علم الطب أو علم البلاغة أو غيرها، حيث أن اقتحامها وولوجها مقيد بما ذكرت، فما لنا لا نبالي بكلام ربنا جل في علاه وندعي فتح الباب على مصراعيه لكل أحد ليفسر كيفما شاء ويستنبط كيفما شاء...؟
لا أقول أن علم التفسير حكر على ثلة من العلماء، بل القرآن الكريم إنما نزل للتدبر كما هو مقرر في مواضعه، لكن الأمر مقنن ومنضبط بضوابط وقواعد ألف فيها العلماء المؤلفات وصنفوا فيها المصنفات.
لكن للأسف أصبحت كلمة عالم لا تمثل شيئا لدى البعض والله المستعان.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد السلام عليكم ذكر الاستاذ اكرم العمري في كتابه السيرة النبوية الصحيحة ما نصه : (
وقد استشكل الحفاظ المتأخرون ورود هذه الآية ( آية 64 آل عمران) - التي قيل إنها نزلت بمناسبة قدوم وفد نجران إلى المدينة في العام التاسع (ابن إسحق بدون إسناد (سيرة ابن هشام 2/ 207، 215) وفتح الباري 1/ 39) - في نص الخطاب الذي أرسل في آخر العام السادس الهجري (ابن حجر: فتح الباري 1/ 39 والقسطلاني: المواهب اللدنية 1/ 223 والزرقاني: شرح المواهب 3/ 338)!! وقد ذكروا بعض الحلول التوفيقية للتخلص من هذا التعارض فقالوا إنه يجوز أن تكون الآية المذكورة قد أنزلت مرتين، ثم استبعدوا ذلك ( ابن حجر: فتح الباري 1/ 39 والقسطلاني: المواهب 1/ 223)، وقال البعض: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب ذلك قبل نزول الآية فوافق لفظه لفظها لما نزلت (ابن حجر: فتح الباري 1/ 39 والقسطلاني: المواهب 1/ 223)، وقيل: بل نزلت سابقة في أوائل الهجرة، وقيل: نزلت في اليهود (ابن حجر: فتح الباري 1/ 39 مختصر تفسير ابن كثير 1/ 287).ولا شك أن حل الإشكال يتوقف على معرفة سبب النزول ولم تثبت رواية صحيحة مسندة في أنها نزلت في وفد نجران، ولكن قال بذلك ابن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير مرسلاً وهو ثقة وفي إسناد الطبري إلى ابن إسحق محمد بن حميد الرازي ضعيف، وقال بذلك السدي وفي إسناد الطبري إليه أسباط وهو صدوق كثير الخطأ يغرب، وكذلك قال به علي بن زيد بن جدعان مرسلا وهو ضعيف، فهذه ثلاث روايات مرسلة، وفي إسنادها جميعا ضعف، وقد ورد في تفسير الطبري (انظر طرق هذه الروايات في تفسير الطبري 3/ 302 - 304 ويلاحظ أن إسناده إلى قتادة حسن وإلى الربيع بن خثيم فيه المثنى مجهول الحال وعبد الله بن أبي جعفر صدوق يخطئ. وإلى عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج فيه القاسم بن عيسى الواسطي صدوق تغير والحسين بن بشر الحمصي لا بأس به وهذه هي حال أسانيد الروايات التي تقول بنزول الآية في يهود المدينة، وأما الروايات التي تقول بأنها نزلت في وفد نجران ففي إسناده إلى السدي أسباط بن نصر صدوق كثير الخطأ يغرب. وقد انتقد الإمام مسلم لروايته عنه في صحيحه!!) ما يعارضها بإسناد حسن إلى قتادة مرسلا وبإسناد فيه ضعف إلى ابن جريج مرسلا، وبإسناد فيه ضعف إلى الربيع بن خثيم مرسلا، فهذه ثلاث روايات مرسلة أيضا تقول بأن الآية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ...} نزلت في يهود المدينة، تدعوهم إلى الكلمة السواء ومعنى ذلك أنها نزلت قبل إجلائهم، وكان آخر إجلائهم في السنة الخامسة بعد الخندق وهو يعضد القول بأن نزول الآية قبل إرسال كتاب هرقل، ولعل في إيراد البخاري في صحيحه ما يشير إلى ترجيحه للروايات القائل بتقدم نزول الآية المذكورة وإلا ما كان يثبت نص الكتاب في صحيحه )
السيرة النبوية الصحيحة / 2- 456
والله تعالى اعلم .
 
...[FONT=&quot](الرابع): يحتمل أن رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=&quot]، لما أمر بكتب هذا في كتابه إلى هرقل، لم يكن أنزل بعد، ثم أنزل القرآن موافقة له [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=&quot]، كما نزل بموافقة عمر بن الخطاب في الحجاب وفي الأسارى، وفي عدم الصلاة على المنافقين" .[/FONT]
[FONT=&quot]الملفت للنظر أنه كيف لمفسر مثل ابن كثير أن يعتبر أسلوب هذه الآية من الرسول صلى الله عليه وسلم . وهي تشتمل على : [ قل... + فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلون ] وهو كما يعلم الجميع أسلوب خاص بالقرآن الكريم لا غير . مع العلم أنه لا مجال للمقارنة بينه وبين ما نزل بموافقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .[/FONT]
[FONT=&quot]فهل من تفسير لهذا الموقف من طرف مشايخنا الكرام .[/FONT]

بالنسبة للاحتمال الرابع، واستشكالِ وجودِ أسلوب "قُل" في الآية ضمن الرسالةِ، فهذا والله أعلم غير صحيحٍ.
ففي الصحيحَيْن من حديث عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما:
"..عليك إِثْم الْأَرِيسِيِّينَ وَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ..".
 
ولعل في إيراد البخاري في صحيحه ما يشير إلى ترجيحه للروايات القائل بتقدم نزول الآية المذكورة وإلا ما كان يثبت نص الكتاب في صحيحه )
السيرة النبوية الصحيحة / 2- 456
والله تعالى اعلم .

صرت أبتهج بمجرد وصول بريد أعلم فيه أن حضرتك لك مشاركة في موضوع في الملتقى حفظك الله
ولكن لم أفهم الجزء الذي اقتبسته من مشاركة حضرتك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد وحفظكم الله تعالى أخي الكريم عمر وبارك بكم
الملاحظ ان الاستاذ اكرم العمري يرجح الاحتمال الثاني من الاحتمالات التي ذكرها الاستاذ الفاضل عبد الكريم عزيز ونصه :
(
[FONT=&quot](الثاني): يحتمل أن صدر سورة آل عمران، نزل في وفد نجران إلى هذه الآية، وتكون هذه الآية، نزلت قبل ذلك، ويكون قول ابن إسحاق: إلى بضع وثمانين آية، ليس بمحفوظ؛ لدلالة حديث أبي سفيان )
[/FONT]
والسبب ان رواية ابن اسحاق ضعيفة ، وان أصح ما ورد في ذكر الآية الكريمة هو خطاب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى هرقل لكون البخاري رواه في صحيحه
وانه ارسله قبل فتح مكة ، وان قول ابن كثير :(
[FONT=&quot]ولا خلاف أن آية الجزية نزلت بعد الفتح)
[/FONT]
يحتاج الى رواية صحيحة لم نجدها والله تعالى اعلم .
 
عودة
أعلى