عبدالكريم عزيز
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
من خلال تفسير قوله تعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64
تطرق ابن كثير إلى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم حيث تضمن هذه الآية من خلال الاقتباس من القرآن الكريم .
يقول ابن كثير : " وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد أن صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها، نزلت في وفد نجران. وقال الزهري: هم أول من بذل الجزية، ولا خلاف أن آية الجزية نزلت بعد الفتح، فما الجمع بين كتابة هذه الآية قبل الفتح إلى هرقل في جملة الكتاب، وبين ما ذكره محمد بن إسحاق والزهري؟ والجواب من وجوه :
(أحدها): يحمتل أن هذه الآية نزلت مرتين، مرة قبل الحديبية، ومرة بعد الفتح.
(الثاني): يحتمل أن صدر سورة آل عمران، نزل في وفد نجران إلى هذه الآية، وتكون هذه الآية، نزلت قبل ذلك، ويكون قول ابن إسحاق: إلى بضع وثمانين آية، ليس بمحفوظ؛ لدلالة حديث أبي سفيان.
(الثالث): يحتمل أن قدوم وفد نجران، كان قبل الحديبية، وأن الذي بذلوه مصالحة عن المباهلة، لا على وجه الجزية، بل يكون من باب المهادنة والمصالحة، ووافق نزول آية الجزية بعد ذلك على وفق ذلك، كما جاء فرض الخمس والأربعة أخماس وفق ما فعله عبد الله بن جحش في تلك السرية قبل بدر، ثم نزلت فريضة القسم على وفق ذلك.
(الرابع): يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أمر بكتب هذا في كتابه إلى هرقل، لم يكن أنزل بعد، ثم أنزل القرآن موافقة له صلى الله عليه وسلم، كما نزل بموافقة عمر بن الخطاب في الحجاب وفي الأسارى، وفي عدم الصلاة على المنافقين" .
الملفت للنظر أنه كيف لمفسر مثل ابن كثير أن يعتبر أسلوب هذه الآية من الرسول صلى الله عليه وسلم . وهي تشتمل على : [ قل... + فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلون ] وهو كما يعلم الجميع أسلوب خاص بالقرآن الكريم لا غير . مع العلم أنه لا مجال للمقارنة بينه وبين ما نزل بموافقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فهل من تفسير لهذا الموقف من طرف مشايخنا الكرام .