بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخطبة [SUP][ ][/SUP] الأولى: أما بعد:فيا إخوة الإيمان، إن من يزور كثيرا من بلاد المسلمين في هذه الأيام، ما إن تطأ قدماهُ أرضَهُ، ويتجولُ في شوارع مُدُنِهِا، ويُراقب سلوك الأفراد في مجتمعاتها.. حتى يجدَ أن الصورة التي كانت منطبعة في ذهنهِ، قدِ انقلبت رأساً على عقب. فما يراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما يلمسه في مختلِفِ فئات المجتمع من تأهبٍ، واستعدادٍ، لاستقبال عيد الميلاد المسيحي، والاحتفال برأس السنة الجديدة يكذبُ ما كان يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبثِ شعوبهاِ بدينهمِ الحنيفِ.فواجهاتُ المتاجر والمقاهي والفنادق مزينة بالرسوم التي ترمز إلى ميـلاد المسيح وحلـول السنةِ الجديدةِ.. والمصورون بلباس ـ البَابَّا هُم نوِّيل ـ يجوبون الشوارعَ ويقفون في الساحات والحدائق ليأخذَ الناسُ لهم ولأطفالهم [SUP][ ][/SUP] صـوراً تذكارية بالمناسبةِ. وباعة الزهور والورود يتنافسون في عرض أقصى ما يستطيعون من أصناف بضاعتهم التي يتسابق الناس إلى شرائها بالغة من الثمن ما بلغت. والإعداد قائم على قدم وساق في كلِّ جهة ومكان لإحياءِ الحفلات الصاخبةِ التي تقامُ في البيـوت والفنادق بمناسبة ليلة الميلاد، وليلةِ رأس العام الجديد.. وتساهم الفنادق السياحية بجهدٍ، كبير في إغراءِ الناس بذلك، حيث تتكرَّمُ بتسهيلاتٍ، وامتيازاتٍ، لمن يقيم في أكنافها خلال هذه الفترة المشهودة. والإقبالُ على الخمـور يكتسحُ جميعَ ما في المتاجر والحانات، فلا يبقى كبير ولا صغير، ولا غنيُّ ولا فقيرٌ إلا نَهَلَ منها بحظ وافر. ومحلاتُ الحلويات ينفُدُ ما لديها من أنـواع الحلوياتِ: قديمِها وجديدِها، صالحِها وفاسِدِها، حلوها ومُرِّها... وكأن الحلوى لم تظهر للوجود إلا في هذه الأيام... وتشارك وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مظاهـر الحفاوة هذه، فتعِدٌّ برامجَ وأحاديثَ وملحقاتٍ, للمناسبةِ. حتى إذا جاءت الليلة الموعودة سَهرَ من يحلو له السهرُ، بما يجبُ أن يكون في تلك الليلة من فسق وزنىً وفجور وخمور، وتفنٌّن في ارتكاب شتى المنكراتِ... وما تستحيي الشياطين من ذكره... وكأننا في عاصمةٍ، غربيةٍ، نصرانيةٍ،. إخوة الإيمان، في الحقيقة، إن هذا التقليدَ الكلِّيَ لما هو غربيٌ، ناتجٌ عن نقصان الإيمان [SUP][ ][/SUP] بالله أو انعدامه، مع ضياع العقيدةِ الصحيحةِ أو انعدامها، وانسلاخٌ من مستلزمات التميز الإسلامي، ومنكر يُدخِلنا في دائرةِ من قَـالَ فيهم رَسُولُ اللَّهِ: ((مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ, فَهُوَ مِنهُم)) ـ أبو داود ـ.وفي رواية أنه قَالَ: ((لَيسَ مِنَّا مَن تَشَبَّهَ بِغَيرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى...))[1].
لمتابعة المقال أضغط على الصورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخطبة [SUP][ ][/SUP] الأولى: أما بعد:فيا إخوة الإيمان، إن من يزور كثيرا من بلاد المسلمين في هذه الأيام، ما إن تطأ قدماهُ أرضَهُ، ويتجولُ في شوارع مُدُنِهِا، ويُراقب سلوك الأفراد في مجتمعاتها.. حتى يجدَ أن الصورة التي كانت منطبعة في ذهنهِ، قدِ انقلبت رأساً على عقب. فما يراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما يلمسه في مختلِفِ فئات المجتمع من تأهبٍ، واستعدادٍ، لاستقبال عيد الميلاد المسيحي، والاحتفال برأس السنة الجديدة يكذبُ ما كان يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبثِ شعوبهاِ بدينهمِ الحنيفِ.فواجهاتُ المتاجر والمقاهي والفنادق مزينة بالرسوم التي ترمز إلى ميـلاد المسيح وحلـول السنةِ الجديدةِ.. والمصورون بلباس ـ البَابَّا هُم نوِّيل ـ يجوبون الشوارعَ ويقفون في الساحات والحدائق ليأخذَ الناسُ لهم ولأطفالهم [SUP][ ][/SUP] صـوراً تذكارية بالمناسبةِ. وباعة الزهور والورود يتنافسون في عرض أقصى ما يستطيعون من أصناف بضاعتهم التي يتسابق الناس إلى شرائها بالغة من الثمن ما بلغت. والإعداد قائم على قدم وساق في كلِّ جهة ومكان لإحياءِ الحفلات الصاخبةِ التي تقامُ في البيـوت والفنادق بمناسبة ليلة الميلاد، وليلةِ رأس العام الجديد.. وتساهم الفنادق السياحية بجهدٍ، كبير في إغراءِ الناس بذلك، حيث تتكرَّمُ بتسهيلاتٍ، وامتيازاتٍ، لمن يقيم في أكنافها خلال هذه الفترة المشهودة. والإقبالُ على الخمـور يكتسحُ جميعَ ما في المتاجر والحانات، فلا يبقى كبير ولا صغير، ولا غنيُّ ولا فقيرٌ إلا نَهَلَ منها بحظ وافر. ومحلاتُ الحلويات ينفُدُ ما لديها من أنـواع الحلوياتِ: قديمِها وجديدِها، صالحِها وفاسِدِها، حلوها ومُرِّها... وكأن الحلوى لم تظهر للوجود إلا في هذه الأيام... وتشارك وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مظاهـر الحفاوة هذه، فتعِدٌّ برامجَ وأحاديثَ وملحقاتٍ, للمناسبةِ. حتى إذا جاءت الليلة الموعودة سَهرَ من يحلو له السهرُ، بما يجبُ أن يكون في تلك الليلة من فسق وزنىً وفجور وخمور، وتفنٌّن في ارتكاب شتى المنكراتِ... وما تستحيي الشياطين من ذكره... وكأننا في عاصمةٍ، غربيةٍ، نصرانيةٍ،. إخوة الإيمان، في الحقيقة، إن هذا التقليدَ الكلِّيَ لما هو غربيٌ، ناتجٌ عن نقصان الإيمان [SUP][ ][/SUP] بالله أو انعدامه، مع ضياع العقيدةِ الصحيحةِ أو انعدامها، وانسلاخٌ من مستلزمات التميز الإسلامي، ومنكر يُدخِلنا في دائرةِ من قَـالَ فيهم رَسُولُ اللَّهِ: ((مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ, فَهُوَ مِنهُم)) ـ أبو داود ـ.وفي رواية أنه قَالَ: ((لَيسَ مِنَّا مَن تَشَبَّهَ بِغَيرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى...))[1].
لمتابعة المقال أضغط على الصورة