اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة [31]

قوله «اتَّخذوا»: زيادة تقرير لما سلف من كفرهم بالله تعالى.
قاله أبو السعود.

قوله «أحبارهم »: علماء اليهود.
قاله السيوطي، وأبو السعود، وطائفة.

قال ابن الجوزي، ومكي، وجماعة: الأحبار: العلماء.
وزاد ابن الجوزي: واحدهم حَبر وحِبر.

قال الشوكاني: جمع حبر، وهو الذي يحسن القول.

وعن ابن عباس قال: الأحبار: القراء.
رواه ابن أبي حاتم.

قال القاسمي: (الحبر) أعظم الأشراف بين الإسرائيليين، يكون عندهم وسيلة للتقرب لله، ومرتبة وراثية في آل هارون، يكون بكر أشيخ من فيها.

قال الإيجي الشافعي: والأحبار من اليهود والرهبان من النصارى.

قوله «ورهبانهم»: عبَّاد النصارى.
قاله السيوطي، وغيره.

قال مكي: والرهبان: العباد، أصحاب الصوامع.

قال الواحدي في قوله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم ): علماءهم وعبادهم.

قال البغوي: أي علماءهم وقراءهم.

وقيل: هم علماء النصارى من أصحاب الصوامع.
قاله أبو السعود.

قال عبدالرحمن ابن زيد: الربانيون: الولاة.
رواه الطبري.

قوله «أربابا من دون الله»: آلهة.
قاله الواحدي.

قال البقاعي: لكونهم يفعلون ما يختص به الرب من تحريم ما حرموا وتحليل ما حللوا.

قال سراج الدين في اللباب: أكثر المفسرين: ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا إلهيتهم، بل المراد: أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم.

قال الفراء: لم يعبدوهم، ولكن أطاعوهم فكانت كالربوبية.

قال الزجاج: أي قبلوا منهم أن العزير والمسيح ابنا الله تعالى.

قال السيوطي: حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل.

قال ابن قتيبة: يريد: أنهم كانوا يحلون لهم الشيء فيستحلونه. ويحرمون عليهم الشيء فيحرمونه.

قال مكي: أي سادة، يطيعونهم في المعاصي، فيحلون ما حرم الله عز وجل، ويحرمون ما أحل الله، سبحانه، ولم يكونوا يعبدونهم، إنما كانوا يطيعونهم فيما لا يجوز، ولا يحل.

قال ابن باديس: وإن كانوا لا يسمونهم فحكم عليهم بفعلهم، ولم يعتبر منهم عدم التسمية لهم أرباباً بألسنتهم. فكذلك يقال فيمن دعا شيئاً أنه اتخذه إلها نظراً لفعله وهو دعاؤه ولا عبرة بعدم تسميته له إلهاً بلسانه.

قوله «والمسيح بن مريم»: أي: اتخذوه ربا.
حكاه ابن الجوزي عن ابن عباس.

وقال البغوي: أي اتخذوه إلها.

قلت ( عبدالرحيم ): ولا فرق بين الرب والإله، إلا إذا اجتمعا افترقا، كما في قوله ( قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس )، فيكون معنى الرب الموَحَّد بأفعاله كالخلق، وهو ما يسمى بتوحيد الربوبية، ويكون معنى الإله الموَحَّد بأفعال العباد كالدعاء، وهو ما يسمى بتوحيد الإلهية. وإلا فالربوبية مستلزم للإلهية و العكس، بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الإلهية والقيام بحقه، فقد أنكر الله على المشركين لما أقروا بربوبيته وعبدوا غيره كما قال ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ): أي فكيف ينصرفون عن عبادته. انتهى

قوله «وما أمروا»: في التوراة والإنجيل.
قاله الواحدي، والسيوطي.

قال أبو السعود: أي والحال أن أولئك الكفرة ما أمروا في كتابيهم.

قوله «إلا ليعبدوا»: أي بأن يعبدوا.
قاله السيوطي.

قوله « سبحانه عما يشركون »: تنزيها له.
قاله مكي، والسيوطي.
وزاد مكي: وتطهيرا من شركهم.

وقال البقاعي: أي بعدت رتبته وعلت.

المعنى الإجمالي للآية:

اتخذ اليهودُ والنصارى العلماءَ والعُبَّادَ أربابًا يُشَرِّعون لهم الأحكام، فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله، واتخذوا المسيح عيسى ابن مريم إلهًا فعبدوه، وقد أمرهم الله بعبادته وحده دون غيره، فهو الإله الحق لا إله إلا هو. تنزَّه وتقدَّس عما يفتريه أهل الشرك والضلال.

المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، اللباب في تفسير الكتاب لسراج الدين النعماني، زاد المسير لابن الجوزي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير أبي السعود، فتح القدير للشوكاني، تفسير الجلالين، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير ابن باديس الصنهاجي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
عودة
أعلى