اتفاق المصاحف على رسم «وأكن» بدون واو

إنضم
26/02/2014
المشاركات
126
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
----------------
فائدة لطيفة للعلامة محمد سالم محيسن رحمه الله :
قوله تعالى: فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
قرأ أبو عمرو «وأكون» بزيادة واو بين الكاف، والنون، مع نصب «النون» عطفا على «فأصدق» لأن «فأصدق» منصوب بأن مضمرة، لأنه جواب التحضيض أو العرض.
وقرأ الباقون «وأكن» بدون واو، واسكان النون للجازم، وهو معطوف على محل «فأصدق» لأن موضعه قبل دخول الفاء فيه جزم، لأنه جواب التحضيض اذا كان بغير «فاء» ولا «واو» مجزوم، لأنه غير واجب، ففيه مضارعة للشرط وجوابه، فلذلك كان مجزوما، كما يجزم جواب الشرط، لأنه غير واجب، اذ يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع، وكأنه قال: «أن أخرتني أتصدق وأكن» .
وقال «سيبويه» حاكيا عن «الخليل بن أحمد»:
«أنه جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني» أهـ .
تنبيه: اتفقت المصاحف على رسم «وأكن» بدون واو، لذلك فلا أدري كيف تتفق قراءة «أبي عمرو» مع الرسم العثماني الذي هو شرط في صحة القراءة، علما بأن قراءة «أبي عمرو» متواترة، وقد تلقيتها عن شيوخي.
وبعد البحث المستمر وجدت ما بدد شبهتي: قال «الحلواني أحمد» عن «خالد» قال: رأيت في المصحف الامام «وأكون» بالواو، ورأيته ممتلئا دما .أهـ من إتحاف فضلاء البشر

القراءات وأثرها في العربية
 
قال ابن الجزري: على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف ، وقراءة ( وأكون من الصالحين ) والظاء من بضنين ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود ، فإن الخلاف في ذلك يغتفر ، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول ، وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني ، فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه ، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته.
 
صدق الحافظ ابن الجزري رحمه الله في كلامه ، فما ذكره هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته .
وهنا
على أن موافقة الرسم ولو احتمالا، وهذا منه، مع النص على وجوده في الإمام ، فينتقل من الاحتمال إلى الحقيقة.
 
قال الأركاني (الأركاتي) في نثر المرجان: .. واختلف في رسمه، قال الداني حدثنا الخاقانى قال انا احمد قال انا على قال انا ابو عبيد قال رايت في الامام مصحف عثمان رضى الله عنه واكن من الصلحين بحذف الواو واتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف، قال: وقال الحلوانى احمد بن يزيد عن خالد بن خداش قال قرأت في الامام مصحف عثمان واكون بالواو وقال رايت المصحف ممتليا دما واكثره في النجم وقال الداني في ذكر ان القراءة قد تكون على غير مرسومهم وكذلك قراءته اى قراءة ابى عمرو ايضا في المنافقين واكون من الصلحين بالواو والنصب وذلك في كل المصاحف بغير واو مع الجزم قال ابو عبيد وكذا رايته في الامام قال واتفقت على ذلك المصاحف وقال الجزري في النشر وكذا يعني بغير الواو هو مرسوم في جميع المصاحف وكتب الجزري في هامش مصحفه انه بغير واو في كل المصاحف الا ما حكاه بعضهم انتهى. ولا يذهب عليك ان فيما بين قول ابى عبيد رايت في الامام مصحف عثمان واكن بحذف الواو وبين قول خالد بن خداش قرأت في الامام مصحف عثمان واكون بالواو تخالفا ظاهرا وله وجهه فانه كان في المدنية مصحفان احدهما اتخذه عثمان رضى الله عنه لنفسه والثانى تركه لاهل المدينة كما نبهنا عليه في المقدمة فلعل احد القائلين رأى في احد المصحفين والاخر في الاخر فلا تناقض ولا يخدش ذلك في صحة قراءة ابى عمرو ..
 
"قال الجعبري" وقد تعارض نقل هذين العدلين-يعني أبا عبيد والحلواني-فلا بد من جامع فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف فبقي بعدها حرف هو النون وتكون الواو دثرت والله أعلم" .
 
عودة
أعلى