اتحاف الانام بادلة التوحيد فى سورة الانعام - منهجية اقتباس وتصرف

إنضم
22/10/2015
المشاركات
111
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
66
الإقامة
مصر
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الموحدين ، اشهد الا اله الا الله وحده وان محمدا رسول الله نبيه وعبده
وبعد فهذا البحث يلخص حقائق التوحيد من تفسيرين لسورة الانعام : الاول لطائف الاشارات للقشيرى ، والثانى فى ظلال القرءان لسيد قطب رحم الله الجميع . ومنهجيتنا فى البحث الاقتباس وترك اشارات القشيرى الصوفيه ، والتصرف الكثير عند عبارات الشيخ سيد قطب وعباراته واسهابه فى بعض المواضع والتى قد يفهم منها رائحة التكفير للمجتمعات المسلمه ‘ فامور الاعتقاد واحكام الرده والحكم على المجتمعات لا تؤخذ الا من مظانها فى كتب العقيدة والفقه وشروحها ، حيث تجمع النصوص والادله وتسنبط الاحكام ..،
وابدأ بالاقتباس من لطائف الاشارات
لا اله الا الله باسمه وحده استنارت القلوب , وبدعائه وحده تزول الكروب. سبحان الموجود قبل كل ارض وسماء ، وظلام وضياء، وشمس وقمر، وعين وأثر،سبحان من (خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور )،جعل ظلمات الليل ونور النهار ، وجعل ظلمات الكفر عقوبة المشركين ونور الهداية منحة للموحدين سبحان من (لَهُ ما سَكَنَ فى اليل والنهار ) الحادثات له ملكا، وبامره ظهورا، ومنه بدءا، وإليه رجوعا. كل ما اخبر به حق وما يحكم به عدل ، خالق كل شىء ، قادر على كل شىء لا يخفى عليه شىء،
(وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) هو الرب الرزاق الكريم يُطْعِمُ الخلق جميعا وهو المنزه عن الشبيه والنظير فلا يُطْعَمُ ، من عاين دلائل وحدانيته ما يرجو من سواه ذرة من امر ينفع او ضر يدفع (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)
امم المخلوقات من الحيوان والنبات دليل ظاهر على وحدانيته وربوبيته ، خلقها وتكفل برزقها وحده ، ( وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
تجانست أجزاء الأرض، وتباين النبات فى اللون والطّعم ، ودلّت بلسان فصيح، وبيان صريح أن خالقها واحد لا شريك له وهو على كل شىء قدير (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)
احاط بكل شىء علما ،الكليات والجزئيات ولا يخفى عليه شىء فى ملكه (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (59)
اسبغ على بنى ادم النعم ومنها السمع والابصار وحذرهم ان سلبها فليس هناك اله غيره يعيد ما سلب
علم النبى صلى الله عليه وسلم وارشده الى اصول التوحيد والاقتداء بالانبياء والمرسلين وكلهم قد اقروا انهم لله عبيد وما جاؤا الا بالتوحيد ، وارشده للبراءة من الحول والقوة بان يقول يارب إنّى بعجزي متحقق، ومن عذابك مشفق، وبمتابعة أمرك متخلّق (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) وان يقول ياقوم لا اجاوز قدرى ، ولا أتعدّى حدّى، ولا أثبت من ذات نفسى شيئا، انما انا عبد مأمور بالبلاغ ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)
اوصى الله جل وعلا سيد المرسلين باكرام الموحدين الذين أصبحوا وامسوا يذكرون ربهم ولا سؤال لهم من دنياهم، ولا همّ سوى مرضاة مولاهم ، وفى جميع أوقاتهم (يريدون وجهه ) ، اخلصوا التوحيد فاعلى الله شانهم ورفع ذكرهم ودافع عنهم ، فمن آذاهم كان من الظالمين ومن جهل قدرهم فهو من الجاهلين ،
واكدت السورة ان الشرك محبط للعمل ولو كان عمل الانبياء، ثمانية عشر نبيا صلوات الله وسلامه عليهم نصت السورة على اسمائهم ، اخبر الحق تبارك وتعالى انهم لو اشركوا ، لحبط عملهم تنبيها وتحذيرا للمؤمنين من خطورة الشرك
بشرت السورة اهل التوحيد بحسن التاييد ، وبقبول التوبة وبالسلام فى الدنيا والاخرة ، وكما سلمت قلوبهم من الشرك فلهم دار السلام عند ربهم واوضحت ان من ترك التوحيد فدينه الذى يدعيه طقوس واوهام ونصبه وحركته لعب ولهو ،
ارشد ت الايات الموحدين ان يقولوا لمن يدعوهم للعودة للشرك أنؤثر الضلال على الهدى بعد طلوع شمس البرهان؟ وندع الطريقة المثلى بعد ظهور البيان؟ هيهات ان نعود للشرك وقد ايقنا ان ما وعد الله حق افانترك الجنّة وقد وعدناها ؟ أونطلب النار مثوى بعد ما كفيناها؟
انذرت السوره المشركين بصنوف العذاب تحيط بهم من كل مكان ومن حيث لا يحتسبون وطمأنت الموحدين بالامن فهم الاحق به وهم المهتدون
اراى الله تبارك وتعالى خليله ابراهيم ملكوت السماوات والارض ليكون من الموقنين ، واتاه الحجة على المشركين وجعله اماما للموحدين واسوة فى البراءة من الشرك والمشركين
وتحذر السورة الجاحدين لوحدانية الله لقد جئتم الى الدنيا فرادى ضعفاء ، وستدفنون وتحشرون كذلك لا يصاحبكم الا اوزار الشرك فلا مالكم أغنى عنكم ولا جاه يرفع منكم، ولا لكم شفيع يخاطبنا فيكم فقد تقطّع بينكم، وتفرّق وصلكم، وتبدّد شملكم، وتلاشى ظنكم، لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)
ان التوحيد حياة ونور والشرك موت وظلمات ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (122)
وورد فى اواخر السورة الوصايا العشر أولها النهى عن الشرك فإنه رأس المحرمات، و لا يقبل معه شىء من الطاعات، والجلىّ منه عبادة الأصنام، والخفىّ الاعتقاد فى ذرة من نفع او ضر من الأنام، وبقية الوصايا مرتبطة بكمال التوحيد ، بملاحظة انه الرزاق ، الذى لا يغيب عن علمه شىء ، وانه امر بالاحسان للخلق ، وبتحقيق التوحيد
من علم أنه بالله ,وأنه لله، وانه راجع الى الله لم يبق فيه نصيب لغير الله فهو مستسلم لحكم الله، لا معترض على تقدير الله، ولا معارض لاختيار الله، ولا معرض عن أمر الله. وهكذا كانت حياة اسوتنا وقدوتنا محمد رسول الله الذى كانت حياته كلها لله وبالله (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)

الاقتباس من الظلال

سورة الانعام سورة عظيمة القدر والقرءان كله عظيم عن ابن عباس، قال: «نزلت الأنعام بمكة ليلة جملة واحدة، حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح» .
.تؤصل السورة معنى لا اله الا الله ومدلولها وفهمها وتحقيقها «لا إله إلا الله»: لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد، لأن السلطان كله لله.فالله هو الخالق. والله هو الرازق. والله هو المالك. والله هو صاحب القدرة والقهر والسلطان. والله هو العليم بالغيوب والأسرار.والله هو الذي يقلب القلوب والأبصار كما يقلب الليل والنهار.. وكذلك يجب أن يكون الله هو الحاكم في حياة العباد وألا يكون لغيره نهي ولا أمر، ولا شرع ولا حكم، ولا تحليل ولا تحريم. فهذا كله من خصائص الألوهية، ولا يجوز أن يزاوله في حياة الناس أحد من دون الله، لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي ولا يميت، ولا يضر ولا ينفع، ولا يمنح ولا يمنع، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا في الدنيا ولا في الآخرة..
مواجهة المشركين بدلائل التوحيد والتعجب من شركهم :تواجه السورة المشركين، الذين يتخذون مع الله آلهة أخرى، بدلائل التوحيد التى تحيط بهم في الآفاق وفي أنفسهم.. دلائل تشمل الوجود كله بما فيه وجودهم .. «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ). وتدعو للعجب من قوم يرون صفحة الوجود الضخمة الهائلة الشاملة تنطق بقدرة الخالق العظيم و بتدبيره الحكيم، وهم بعد ذلك كله لا يؤمنون ولا يوحدون ولا يحمدون بل يجعلون لله شركاء يعدلونهم به ويساوونه:
دلائل الالوهية ومقتضياتها :(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ، يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ، وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ» ..إن الذي خلق السماوات والأرض هو الله المتفرد بالألوهية فيهما على السواء. وكل مقتضيات الألوهية متحققة وكذلك ينبغي أن يكون الشأن في حياة الإنسان. فلقد خلقه الله كما خلق السماوات والأرض وهو في تكوينه الأول من طين هذه الأرض وكرمه بخصائص جعلت منه إنساناً وهو خاضع - رضي أم كره لله - يعطى وجوده وخلقه ابتداء بمشيئة الله، لا بمشيئته هو ولا بمشيئة أبيه وأمه ! وهو يولد وفق قدر الله الذي وضعه لمدة الحمل وظروف الولادة! وهو يتنفس هذا الهواء الذي أوجده الله بمقاديره هذه ويتنفسه بالقدر وبالكيفية التي أرادها الله له وياكل وينمو ويعطش، ويأكل ويشرب.. وبالجملة يعيش..ويمرض ويتعافى وفق ما وضعه الله فيه حصائص وفق سنة الله، على غير إرادة منه ولا اختيار.. شأنه في هذا شأن السماوات والأرض سواء.والله- سبحانه- يعلم سره وجهره. ويعلم ما يكسب في حياته .والأليق به أن يتبع- إذن- منهج الله في حياته الاختيارية- فيما يتخذه من اعتقاد وعلاقات وسلوك، - لتستقيم حياته المحكومة بسنة الله مع حياته الكسبية.:
والوحدانية هي القضية التي تستهدف السورة كلها- بل القرآن كله- تقريرها. وليست هي قضية «وجود» الله. فلقد كانت المشكلة دائماً في تاريخ البشرية هي مشكلة عدم معرفة الإله الحق، بصفاته الحقة ولم تكن هي مشكلة عدم الإيمان بوجود إله! ومشركو العرب الذين كانت هذه السورة تواجههم ما كانوا يجحدون الله البتة بل كانوا يقرون بوجوده سبحانه، وبأنه الخالق الرازق، المالك، المحيي المميت.. إلى كثير من الصفات- كما يقرر القرآن ذلك في مواجهتهم، وفي حكاية أقوالهم- ولكن انحرافهم الذي وصمهم بالشرك هو أنهم ما كانوا يعترفون بمقتضى عترافهم ذاك: من تحكيم الله- سبحانه- في أمرهم كله ونفي الشركاء له في تدبير شؤون حياتهم واتخاذ شريعته وحدها قانوناً، ورفض مبدأ تحكيم غير الله في أي شأن من شؤون الحياة.هذا هو الذي وصمهم بالشرك وبالكفر مع إقرارهم بوجود الله سبحانه، ووصفه بتلك الصفات، التي من مقتضاها أن يتفرد سبحانه بالحكم في شأنهم كله، بما أنه الخالق الرازق المالك، كما كانوا يعترفون..
مواجهة الالحاد : ان مواجهة دليل الخلق ودليل الحياة للوثة الإلحاد، فهي مواجهة قوية إن وجود هذا الكون ، ، يستلزم- بمنطق الفطرة العقل الواعي - أن يكون وراءه..، إله ينشئ ويخلق ويوجد هذا الوجود.محكوماً بنواميس ، محسوباً فيها كل شيء بمقاييس، قصارى العقول البشرية أن تدرك أطرافاً منها، بعد التدبر الطويل؟! وكذلك نشأة هذه الحياة. والمسافة بينها وبين المادة- - لا يمكن تعليلها إلا بتصور وجود إله خالق مدبر. يخلق الكون بحالة تسمح بنشأة الحياة فيه وتسمح بكفالة الحياة أيضاً بعد وجودها. والحياة الإنسانية بخصائصها الباهرة درجة فوق مجرد الحياة.. وأصله من طين.. أي من مادة هذه الأرض وجنسها ولا بد من إرادة مدبرة تمنحه الحياة، وتمنحه خصائص الإنسان عن قصد واختيار.
سنة الله فى عقوبة من يحيد عن عبودية الله وحده : تؤكد الايات حقيقة الوحدانية متجلية في خلق السماوات والأرض، وتعاقب الليل والنهار ثم في خلق الإنسان من مادة هذه الأرض وتقدير أجله الذي ينتهي بالموت والاحتفاظ بسر الأجل الآخر المضروب للبعث والإحاطة بسر الناس وجهرهم، وما يكسبون سواء جهرا او سرا ..حقيقة ينساها البشر حين يمكن الله لهم في الأرض. ينسون أن هذا التمكين إنما تم بمشيئة الله، ليبلوهم فيه ليقوموا بعهد الله وشرطه، من العبودية له وحده، والتلقي منه وحده- وهذا هو شرط الاستخلاف ، فاذا انحرف البشر عن التوحيد وقع الفساد واستوجبوا وعيد الله : - بعذاب من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيستاصلهم - او يذيق بعضهم بأس بعض بعضهم بعضاً، ويدمر بعضهم بعضاً، ويستخلف الله وهكذا تمضي سنة الله.. السعيد من وعى أنها السنة، ومن وعى أنه الابتلاء فعمل بعهد الله فيما استخلف فيه. والشقي من غفل عن هذه الحقيقة، وظن أنه أوتيها بعلمه، أو أوتيها بحيلته ! وقد يغتر الناس أن يروا الفجار والكفار والطغاة ممكنون فى الارض حينا من الدهر ، . إنهم يرون أول الطريق أو وسطه ولا يرون نهاية الطريق..التى لا ترى إلا بعد أن تجيء!! إن هذا النص في القرآن: «فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ» .. وما يماثله، وهو يتكرر كثيراً في القرآن الكريم.. إنما يقرر حقيقة، ويقرر سنة، ويقرر طرفاً من التفسير الإسلامي لأحداث التاريخ..
نه يقرر حقيقة أن الذنوب تهلك أصحابها، وأن الله هو الذي يهلك المذنبين بذنوبهم وأن هذه سنة ماضية- فى الامم الغابرة – وستمضى حتما فى الامم المعاصرة هذا ما يعتقده المسلم ان قد الله وحكمه النافز وراء كل شىء ، ولكن الله جعل لكل شىء قدرا ولكل امة اجل .
..لقد عرضت السورة حقيقة لا لمجرد التقرير الفلسفي النظري السلبي. ولكن لتقرير مقتضيات هذه الحقائق في الحياة الإنسانية. من إسلامها بجملتها لله وحده، لا تعدل به أحداً، ولا تمتري في هذه الوحدانية. ومن إقرارها بشمول الألوهية لشئون الكون ولشئون الحياة الإنسانية في السر والجهر.و الاستسلام لحاكمية الله وحده في شؤون الحياة الأرضية كالاقرار بخلقه وتدبيره للكون..
الاستطراد فى حقيقة توحيد الالوهية ومقتضياتها وتمضى السورة فى إبراز حقيقة الألوهية، ممثلة في الملك و الرزق وفي القدرة والقهر وفي النفع والضر.. وتقرير مقتضيات هذه الحقائق من توحيد التوجه والعبودية. ومن ذلك . استكار اتخاذ اولياء من دون الله استكارا قائم على دعائم أولاً أن الله يطعم ولا يطعم ثانياً أن تولي غير الله نقض لما أُمر به من الإسلام وعدم الشرك أيضاً..، استكارا مؤيدا بالحقائق التى لم يكن مشركوا العرب ينكرونها
حقيقة الشرك ومظاهره «قُلْ: لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ؟ قُلْ: لِلَّهِ» .. هذه الحقيقة! كانوا يعرفون ويقررون أن لله ما في السماوات والأرض. ولكنهم ما كانوا يعبدون الله وحده ، ويشرعون لانفسهم امورا ما اذن الله لهم بها من حلال وحرام ، . وبهذا اعتبروا مشركين، وسميت حياتهم بالجاهلية
رحمة الله وسعت كل شىء وتبين السورة ان ، رحمة الله بعباده هي الأصل، حتى في ابتلائه لهم . فما من لحظة إلا وتغمر العباد فيها الرحمة
«كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» .: «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» .... تفضل الخالق المالك ذي السلطان القاهر فوق عباده بأن يجعل رحمته بعباده .. مكتوبة عليه.. كتبها هو على نفسه وجعلها عهداً منه لعباده.. وهذا مطلق مشيئته.. أنه الفضل العميم ورحمة الله تفيض على عباده جميعاً وتسعهم جميعاً وبها يقوم وجودهم، وتقوم حياتهم. وهي تتجلى في كل لحظة من لحظات الوجود أو لحظات الحياة للكائنات.
إنها تتجلى ابتداء في وجود البشر ذاته. في نشأتهم. وفي إعطائهم هذا الوجود الكريم بكل ما فيه من خصائص يتفضل بها الإنسان على كثير من العالمين. وتتجلى في تسخير ، كثير من قوى الكون وطاقاته. وهذا هو الرزق في مضمونه الواسع الشامل. الذي يتقلب الإنسان فيه.
وتتجلى في تعليم الله للإنسان، بإعطائه ابتداء الاستعداد للمعرفة وتقدير التوافق بين استعداداته هذه وما فى الكون والارض من نعمامسخره .. هذا العلم الذي يتطاول به الجاهلون فينكرون وجود الله، وهو الذي علمهم إياه!
إن الشعور بهذه الحقيقة على هذا النحو ليسكب في قلب المؤمن الطمأنينة إلى ربه- حتى وهو يمر بفترات - فهو يستيقن أن الرحمة وراء كل تقدير وأن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته. فإن الله لا يطرد من رحمته أحداً يرجوها. إنما يناى الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله وهذه الطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر، وبالرجاء والأمل، .. فهو في كنف رب رحيم بهذه و يستجيش في حس المؤمن الحياء من الله. فإن الطمع في المغفرة والرحمة لا يجرّىء على المعصية- و الذي تجرئه الرحمة على المعصية هو قلب لم يتذوق حلاوة الإيمان ! كذلك فإن الشعور بهذه الحقيقة يؤثر تأثيراً قوياً في خلق المؤمن، - وهو يرى نفسه مغموراً برحمة الله مع تقصيره وذنبه وخطئه- فيعلمه ذلك كله كيف يرحم، وكيف يعفو، وكيف يغفر.. كما رأينا في تعليم الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه مستمداً تعليمه لهم من هذه الحقيقة الكبيرة..
من مقتضيات التوحيد اليقين فى الرجوع الى الله للحساب : وتبين السورة ان الرجوع الى الله امر لا ريب فيه «قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ؟ قُلْ: لِلَّهِ. كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ. لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ..» .. فقد خلق الله الناس ، ولم يخلقهم عبثاً، ولم يتركهم سدى. ولكن يجمعهم إلى يوم القيامة- حيث الحساب والجنة والنار والفوز والخسارة الفوز والجنة للموحدين المومنين والخسارة والنار للمشركين الجاحدين
الزمان والمكان لله ملكا وتدبيرا وعلما «وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» .. في الآية : «قُلْ: لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ؟ قُلْ: لِلَّهِ» قد استقصى الخلائق من ناحية المكان. وفي هذه الآية الثانية: «وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ» .. قد استقصى الخلائق من ناحية الزمان.. ، الكل لله ملكا وتدبيرا ، احاط علمه بكل شىء وطلاقة قدرته فى كل شىء هو الله وحده المالك المتفرد بملكية كل شيء. في كل مكان وفي كل زمان، الذي يحيط سمعه وعلمه بكل شيء،
معنى اتخاذ الله وحده وليا ان الااستنصار بغير الله، والعبودية لغير الله، والولاء لغير الله. مناقض لحقيقة الإسلام لله، وأنه هو الشرك الاكبر ان من عرف الله لم يتخذ من دونه وليا ... بكل معاني كلمة (الولي) . أي اتخاذه وحده رباً ومولى معبوداً يدين له العبد بالعبودية ممثلة في الخضوع بعبادته وحده والخضوع لحاكميته وحده.«قُلْ: أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا، فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ؟ قُلْ: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ، وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُلْ: إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ، وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ. وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» ..واتخاذه وحده ناصراً يستنصر به ويعتمد عليه، ويتوجه إليه في الملمات.. إن هذه القضية هي قضية العقيدة في صميمها. فإما إخلاص الولاء لله- بهذه المعاني كلها- فهو الإسلام. وإما إشراك غيره معه في أي منها، فهو الشرك الذي لا يجتمع فى قلب مؤمن كما لا يجتمع اظلام والنور والموت والحياة والحركة والسكون !
إنه منطق الفطرة السليمه .. لمن يكون الولاء ؟ لمن إن لم يكن لفاطر السماوات والأرض الذي خلقهما وأنشأهما؟ لمن إن لم يكن لرازق من في السماوات والأرض «قُلْ: أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا» .. وهذه صفاته سبحانه.. أي منطق يسمح بأن يتخذ غير الله ولياً؟ إن كان يتولاه لينصره ويعينه، فالله هو فاطر السماوات والأرض، وله وحده السلطان فيهما . وإن كان يتولاه ليرزقه ويطعمه، فالله وحده هو الرازق المطعم لكل من يحتاج للطعام والرزق. ففيم الولاء لغير صاحب السلطان الرزاق؟
التحذير من الشرك وبيان حقيقته .. «قُلْ: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» .. والإسلام وعدم الشرك معناهما المتعين ألا أتخذ غير الله ولياً. فاتخاذ غير الله ولياً- بأي معنى- هو الشرك. ولن يكون الشرك إسلاماً..قضية واحدة محددة، لا تقبل ليناً ولا تميعاً.. إما إفراد الله سبحانه بالتوجه والتلقي والطاعة والخضوع والعبادة والاستعانة والإقرار له وحده بالعبادة والحاكمية في كل أمر من هذه الأمور ورفض إشراك غيره معه فيها وولاء القلب والعمل، في الشعيرة والشريعة له وحده بلا شريك.. إما هذا كله فهو الإسلام.. وإما إشراك أحد من عباده او خلقه معه في شيء من هذا كله فهو الشرك.
تحذير المشركين من العذاب : لقد أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يعلن هذا الاستنكار في وجه المشركين ، وان يخوفهم بالعذاب ان استمروا على شركهم «قُلْ: إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ، وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ»
دفع الاوهام فى جلب النفع والضر من شىء سوى الله : ولما كان المشركون يتعلقون بالهتهم المزعومه رجاء نفع او دفع ضر بين لهم بطلان ظنهم «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ»
البراءة من الشرك واهله ويجيء موقف والتبرؤ من اهل الشرك. بعد ان قامت الحجة عليهم «قُلْ: أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً؟ قُلِ اللَّهُ. شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ، أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى؟ قُلْ: لا أَشْهَدُ، قُلْ: إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ، وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ» ..
وجوب قيام اهل التوحيد بدورهم فى البلاغ ..«وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ» ..فكل من بلغه هذا القرآن من الناس ، فقد قامت عليه الحجة به، وبلغه الإنذار، وحق عليه العذاب، إن كذب بعد البلاغ ، وهذا يعطى تبعة عظيمه لامة البلاغ الا تقصر فى ابلاغ دعوة الله
حملة على اشرك بالله اعتقادا او سلوكا : : لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله. فقد ارتدت ( معظم ) البشرية إلى عبادة العباد، او انكار رب العباد وانكار المعاد وفريق من الناس فى بلاد المسلمين ، يقولون: «لا إله إلا الله» دون أن يدركون مدلولها، ومقتضياتها وودون البراءة من الشرك والمشركين ، وغفل المسلمون عن التوحيد الخالص يتنافى مع تلك المظاهر التى شاعت فى كثير من بلاد المسلمين من تعطيل شريعة الله واستبالها بتشريعات من صنع البشر! فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات! ما أحوجها أن تقف أمام آية الولاء «ذلك لتعلم أن اتخاذ غير الله ولياً- بكل معاني «الولي» .. وهي الخضوع والطاعة، والاستنصار والاستعانة..يتعارض مع حقيقة الإسلام،.. ولتعلم أن أول ما يتمثل فيه الولاء لغير الله هو تقبل حاكمية غير الله في الاعتقاد أو في الحياة.. أن الله هو القاهر فوق عباده فلا معقب على حكمه ولا راد لما قضاه.
وبعد فالكاتب وان اكن اكاديميا فى علوم الطب ، ليس من اهل التفسير ولا طلبة العلم وانما محاولة للاستفادة من كتب التراث فلا كل ما يوجد بها يؤخذ بلا تمحيص ولا يرد ما فيها من خير وعلم وجهد ، فان اكن اصبت فالحمد لله وان اخطأت لجهلى فاستغفر الله ، وارجع عن كل ما يخالف معتقد اهل السنة والجماعه او اى اخطاء اخرى غالبا تحدث عند محاولات غير المتخصصين الخوض فى غير تخصصهم
 
رجاء من متخصص بالقسم الفنى ارشادى لحزف المقاله لعمل تصويب للاخطاء

ورد فى المقاله الايه
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)
استغفر الله سقط حرف الواو ، ولم اضع فاصلة قبل الاية .
واخطاء مطبعيه اخرى ، قد تغير المعنى نرجو حزف المقاله لحين المراجعة الدقيقه
وان تفضل البعض بتصحيحها فله الاجر
 
عودة
أعلى