اتباع الرسم العثماني

محمود شلبي

New member
إنضم
09/07/2015
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
29
الإقامة
مصر
السلام عليكم ورحمة الله
على قول الجمهور بوجوب اتباع الرسم العثماني.....
ما هو تحديدا الواجب اتباعه؟وهل الوجوب واقع على كل من خط شيئا من القرآن؟وهل شكل رسم الحروف داخل في الوجوب؟
وجزاكم الله خيرا
 
اتباع الرسم العثماني

الأخ محمود أحيلك على رابط وجدت أحد الإخوة فصل القول في الوقوف وهو هنا:

اللهم صل على سيدنا محمد



وإني إذ أرجو أن تجد بغيتك في الرابط أود أن ألفت انتباه الدارسين لهذه المسألة إلى الحاجة لدراسة هذه المسألة دراسة شمولية في ضوء قواعد اللغة فقد تفاوت القراء في موقفهم من اتباع الرسم وأحسنُهم صُنعاً من وجهة نظري أولئك الذين أخذوا في الاعتبار أن المصحف روعي فيه الوصل لا الوقف فالقارئ الذي يأتي بالمحذوف بسبب الوصل أكثر مراعاة لقواعد اللغة من القارئ الذي لا يفعل. فمثلاً كُتب قوله تعالى(فما تغن النذر) و (يوم يدع الداع) على نية الوصل ولم يفكّر كاتبوه أن واقفا سيقف على تغن بحذف الياء أو على يدع بحذف الواو وبسكون العين لذلك فالأولى أن لا يوقف عليها ألبتة فإن اضطرّ التالي إلى الوقوف كان بين أمرين كلاهما جدير بالتفكير أن يخالف رسم المصحف أو أن يخالف قواعد اللغة وقد وقف يعقوب من العشر على تغن بإعادة الياء المحذوفة وهو الأكثر موافقة لقواعد اللغة في هذا الحرف، وأما يدع فالمقروء اليوم للجميع بحذف الواو إلا رواية صحيحة رواها أبو عمرو الداني أنه أي يعقوب كان يقف عليها بالواو وفي رأيي الذي لا يوافق عليه المتعصبون للقراء أنه إن اضطرّ للوقوف فأن يراعي المجمع عليه من قواعد اللغة أولى من يراعي قاعدة غير مجمع عليها في التزام موافقة الرسم في الوقف وما نحن بحاجة ماسة إليه هو "لخبر وردنا عنهم أو لقياس يوجبه قولهم" فكيف شمل بقياس يوجبه قولهم الوقوف على كلمة لم تُكتب كاملة مراعاة للوصل؟ ومخالفة لغة العرب وتشويه كلماتها جهاراً؟ فأي علميّة لقياس يجعلك تقف على يدعو يَدع أو أيه الثقلان وقد سقطت ألفها للوصل أيًُّهْ؟

قال الزجاج "وأما حذف الواو من يدعو في الكتاب فلأنها تحذف في اللفظ لالتقاء الساكنين فأجريت في الكتاب على ما يلفظ بها وأما الداعي فإثبات الياء فيه أجود ويجوز حذفها لأن الكسرة تدل عليها " وهو - أيضا مع الأسف- قد شرح لنا السهل المتاح وترك ما يحتاج شرحا وتفصيلا فكل الناس يعرف أن إثبات الياء في المنقوص المعرف بألـ أجودُ وأنها يجوز حذفها لأن الكسرة تدل عليها كعمرو بن العاص بدون ياء أو بها. لكنه لم يتحدث عن وجه الوقوف على يدعو المرفوع بحذف الواو من حيث اللغة! قوةً وضعفا ونحن أحوج لأن يكون تحدث عنها منا إلى شرحه لياء المنقوص.
وقد وجدت ابن الجزري في النشر قد نقل توقف العلماء إزاء هذا الحرف وما شابهه. قال: وقد قال مكي وغيره : لا ينبغي أن يتعمد الوقف عليها ، ولا على ما يشابهها لأنه إن وقف بالرسم خالف الأصل وإن وقف بالأصل خالف الرسم انتهى . " يعني مكي رحمه الله بالأصل "قواعد اللغة".
ثم قال ابن الجزري رادا على مكي :"ولا يخفى ما فيه فإن الوقف على هذه وأشباهها ليس على وجه الاختيار والغرض أنه لو اضطر إلى الوقف عليها كيف يكون . وكأنهم إنما يريدون بذلك ما لم تصح فيه رواية وإلا فكم من موضع خولف فيه الرسم وخولف فيه الأصل . ولا حرج في ذلك إذا صحت الرواية
وقد نص الحافظ أبو عمرو الداني عن يعقوب على الوقف عليها بالواو على الأصل . وقال : هذه قراءتي على أبي الفتح وأبي الحسن جميعا ، وبذلك جاء النص عنه . ( قلت [أي ابن الجزري]) : وهو من انفراده ، وقد قرأت به من طريقه . وانفرد ابن فارس في جامعه بذلك عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس" اهـ


وتوجد حروف أخرى لم يراع القراء فيها القواعد بل خشوا من مخالفة الرسم قال ابن الجزري: "أيه المؤمنون في النور و يا أيه الساحر في الزخرف و أيه الثقلان في الرحمن فوقف عليه بالألف في المواضع الثلاث على الأصل خلافا للرسم أبو عمرو ، والكسائي ويعقوب ، ووقف عليها الباقون بالحذف اتباعا للرسم إلا أن ابن عامر ضم الهاء على الاتباع لضم الياء قبلها " وهؤلاء الذين أعادوا الألفات في الوقف أصوب اختيارا وأصح اجتهادا قطعا والسبب أنهم علماء في النحو أيضاً فلا يجوز لغةً أن تقف على ظاهر بعض الكلمات.
قال ابن الجزري :" إن ما ذكرناه من المختلف فيه والمتفق عليه وما يشبهه لا يجوز أن يتعمد الوقف عليه لكونه غير تام ، ولا كاف ، ولا حسن ، ولا يجوز أن يُتَعمد الوقف إلا على ما كان بهذه الصفة وما خرج عن ذلك كان قبيحا كما قدمنا في باب الوقف والابتداء ، وإنما القصد بتعريف الوقف هنا على سبيل الاضطرار والاختيار، وهذا معنى قول الداني رحمه الله في باب الوقف على مرسوم الخط من جامع البيان: وإنما نذكر الوقف على مثل هذا على وجه التعريف بمذاهب الأئمة فيه عند انقطاع النفَس عنده لخبر ورد عنهم ، أو لقياس يوجبه قولهم لا على سبيل الإلزام والاختيار إذ ليس الوقف على ذلك ، ولا على جميع ما قدمناه في هذا الباب تام ، ولا كاف ، وإنما هو وقف ضرورة وامتحان وتعريف لا غير انتهى .
فالصحابة قد كتبوها بنية الوصل ولم يقصدوا أنه يجوز الوقوف على يدع بلا واو مطلقاً. ومن عجيب شأن القراء أنهم يعيدون الياء ولا يعيدون الواو.
والله أعلم
 
عودة
أعلى