ابن عطية وتعيين ليلة القدر

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
قال رحمه الله في سورة القدر :
وليلة القدر مستديرة في أوتار العشر الأواخر من رمضان ، هذا هو الصحيح المعول عليه ، وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر ، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ، لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه.
وقال رحمه الله بشأن تحديدها بليلة السابع والعشرين جريا على الكلمات – قال : وهذه من مُلحِ التفسير، وليست من متين العلم.
 
قال في زاد المسير :
فأما { ليلة القدر } ففي تسميتها بذلك خمسة أقوال .
أحدها : أن القَدْرَ : العظمةُ ، من قولك : لفلان قَدْر ، قاله الزهري .
ويشهد له قوله تعالى : { وما قَدَرُوا الله حق قَدْرِه } [ الأنعام : 91 ] و [ الزمر : 67 ] .
والثاني : أنه من الضيق ، أي : هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون ، قاله الخليل بن أحمد ، ويشهد له قوله تعالى : { وَمَنْ قُدِرَ عليه رِزْقُه } [ الطلاق : 7 ] .
والثالث : أن القَدْرَ : الحُكم كأن الأشياء تقَدَّرُ فيها ، قاله ابن قتيبة .
والرابع : لأن من لم يكن له قَدْر صار بمراعاتها ذَا قَدْر ، قاله أبو بكر الورَّاق .
والخامس : لأنه نزل فيها كتاب ذُو قَدر ، وتنزل فيها رحمة ذات قَدْر ، وملائكةٌ ذوُو قَدْر ، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله .
 
قال السعدي رحمه الله :
وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة.
{ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر .
وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر والله أعلم.
 
عودة
أعلى