مرهف
New member
- إنضم
- 27/04/2003
- المشاركات
- 511
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- ـ سوريا
- الموقع الالكتروني
- www.kantakji.org
ابن عادل ـ مولده ونشأته ووفاته :
تمــــهـــيد :
إن المصادر التي ترجمت لابن عادل لا تفيدنا شيئا عن مولد ابن عادل أو وفاته أو ما يخص حياته ، بل إن أقصى ما في الأمر أن صاحب السحب الوابلة ذكر بأنه من أعيان القرن الثامن أو التاسع دون جزم منه لأحدهما ـ كما سيأتي نصه ـ وجعله صاحب طبقات المفسرين في فصل الأئمة والمشايخ المفسرين الذين لا يوجد تاريخ لوفاتهم ولا لمولدهم في الطبقات والتواريخ ،ولكن من الممكن معرفة تاريخ تقريبي لمولده ووفاته من خلال استقراء شيوخه وتلامذته ،ومعرفة تراجمهم .
أولاً ـ مولده ونشأته :
من خلال دراسة تراجم شيوخ ابن عادل ؛يتبين أنه ولد في أواخر القرن السابع ،وعلى وجه أقرب بعد سنة 675 هـ على الأقل ، وبيان هذا في استعراض مولد ووفاة شيوخه:
ـ شيخه محمد بن علي بن ساعد ولد سنة 637 وتوفي سنة 714 هـ في القاهرة
ـشيخته وزيرة بنت عمر بن المُنجَّا ولدت سنة 624 وتوفيت سنة 716 في دمشق
ـ شيخه أحمد بن أبي طالب المعروف بابن الشحنة النجار توفي سنة 730 هـ ، ولكن أظهر سماعه ورواياته في دمشق سنة 706 هـ .
فمن خلال عرض وفيات شيوخ ابن عادل يتبين أنه كان أهلاً لسماع الحديث في بداية القرن الثامن وعليه فتكون ولادته في آخر القرن السابع ، وبما أن المسندة وزيرة توفيت في دمشق سنة 716 ، والحافظ ابن الشحنة توفي في دمشق سنة 730 ، فإن ذلك يدل على أن ابن عادل كانت نشأته ونشاطه العلمي في دمشق .
وأما ابن ساعد ؛فأرى أن ابن عادل سمع منه في دمشق ،لأن ولادة ابن ساعد كانت في حلب ـ كما سيأتي ـ ووفاته في القاهرة ، فيكون ابن عادل سمع معجم الطبراني الكبير من ابن ساعد أثناء طريق رحلته إلى القاهرة ومروره بدمشق ، وهذا يعني أيضاً أن ابن ساعد مكث في دمشق مدة ، ممايدل على بعد خروج ابن عادل من دمشق والله أعلم.
ثانياً : وفـاته:
كذلـك نسلـك في معرفة وفاة ابن عادل مسلكنا في معرفة ولادته، ولكن لا بد من الإشارة إلى ما قيل في وفاة ابن عـادل ممن ترجم له ،إذ أن بعض المصادر تذكر أنه كان حياً سنة 880 هـ ،اعتماداً على أنه وجد مكتوب في آخر تفسير سورة طه أنه فرغ من تفسيرها في رمضان سنة 880 هـ كما في الأعلام ،بل جعل صاحب نيل السائرين وفاته في سنة 880 ،ولكن الجزء الذي في الأحمدية الذي أوله سورة التغابن إلى آخر القرآن يقول إنه فرغ من كتابته سنة 876 هـ ، وفي هدية العارفين ومعجم المؤلفين أنه فرغ من تفسيره كاملاً في رمضان 879 هـ .
وفي ما مر من الاضطراب ما يغني عن رد القول بأنه توفي سنة 880 أو بعد،بل أقول : إن ذلـك دليل على أن ما وجد في أواخر النسخ؛ إنما هو تاريخ نسخ الكتاب من النساخ وفراغهم منه ، و أمـا صاحب السحب الوابلة فقد تردد في تحديد عصر ابن عادل؛أهـو من القرن الثـامن أم التاسع ،ثم قال:( وهو من رجال أحدهما بلا شك ) ،ولم يذكر له تاريخ وفاة.
ونعود الآن إلى المنهج الذي سلكناه قبلُ في معرفة ولادة ابن عادل ؛لنتعرف على تاريخ وفاته من خلال معرفة تلامذته،يذكر من تلامذة ابن عادل:
ـ علي بن أبي بكر الهيثمي ،ولد سنة 735 ، وتوفي سنة 807 ،سمع من ابن عادل أجزاء مـن معجم الطبراني الكبير ، ولا أشك في أنه سمع من ابن عادل أثناء رحلة الهيثمي إلى دمشق ،ومما يؤكد ذلك أن الهيثمي صحب شيخه العراقي بالغاً، ولم يفارقه سفراً ولا حضراً ،وهناك ما يفيد أن العراقي والهيثمي كانا في دمشق بعد سنة 750 ، ففي ترجمة عز الدين ،أبي الفضل ،محـمد بن إسماعيل بن عمر ابن الحموي الدمشقي الثقة الصالح المتوفى سنة 757 هـ ، ذكـر الفاسي في ذيل التقييد أن العراقي زينَ الدين سمع من ابن الحموي في جامع دمشق كتاب السنن الكبير للبيهقي من أوله إلى آخركتاب الإيلاء ،وأن الحافظين زين الدين العراقي ونور الدين الهيثمي أكثرا عنه ،وبما أن الهيثمي صحب العراقي بالغا ؛ فلا ضير أنه كان بالغاً بعد سنة 750 لأن ولادته سنة735 ؛وأنه كان مـع شيخه العراقي في رحلته هذه ؛وأنه سمع من ابن الحموي وأكثر عنه في هذه الرحلة؛وأنه في أثناء هذه الرحلة ـ والله أعلم ـ التقى بابن عادل وسمع منه معجم الطبراني الكبير،وكان ذلك مابين سنة 750 وسنة 757 ، وأظن أنه لو كان هناك معجم لشيوخ العراقي لوجد ابن عادل من بينهم لأن شيوخ الهيثمي الذين سمع منهم هم أيضاً شيوخ العراقي .
ويضاف إلى ما مر أن ابن عادل نقل في تفسيره اللباب كتاب الدر المصون كاملاً ،وقد فرغ السمين الحلبي ( ت 756 هـ ) من تأليفه في أواسط رجب سنة ( 734 هـ ) ،فلا بد أن يأخذ وصول الكتاب إلى ابن عادل وقراءته وقتاً ،وكذلك جمع المعلومات ونسخها وتبييضها يأخذ وقتاً طويلاً أكثر من عشرين عاماً ،وعليه فإنه يمكن القول أن ابن عادل كان حياً إلى سنة 750 هـ يقيناً ،وأما وفاته فيغلب على الظن أنه توفي قبل سنة 775 هـ،فهو من أعيان القرن الثامن الهجري يقيناً، وأما ما ذكر أن التقي الفاسي من تلامذته ؛ فإني ممن يستبعد ذلك ،وسيأتي توضيح ذلك عنـد الكلام على تلامذته .
وعليه فتكون حياة ابن عادل محصورة بين عامي 675 هـ و775 هـ والله أعلم.
تمــــهـــيد :
إن المصادر التي ترجمت لابن عادل لا تفيدنا شيئا عن مولد ابن عادل أو وفاته أو ما يخص حياته ، بل إن أقصى ما في الأمر أن صاحب السحب الوابلة ذكر بأنه من أعيان القرن الثامن أو التاسع دون جزم منه لأحدهما ـ كما سيأتي نصه ـ وجعله صاحب طبقات المفسرين في فصل الأئمة والمشايخ المفسرين الذين لا يوجد تاريخ لوفاتهم ولا لمولدهم في الطبقات والتواريخ ،ولكن من الممكن معرفة تاريخ تقريبي لمولده ووفاته من خلال استقراء شيوخه وتلامذته ،ومعرفة تراجمهم .
أولاً ـ مولده ونشأته :
من خلال دراسة تراجم شيوخ ابن عادل ؛يتبين أنه ولد في أواخر القرن السابع ،وعلى وجه أقرب بعد سنة 675 هـ على الأقل ، وبيان هذا في استعراض مولد ووفاة شيوخه:
ـ شيخه محمد بن علي بن ساعد ولد سنة 637 وتوفي سنة 714 هـ في القاهرة
ـشيخته وزيرة بنت عمر بن المُنجَّا ولدت سنة 624 وتوفيت سنة 716 في دمشق
ـ شيخه أحمد بن أبي طالب المعروف بابن الشحنة النجار توفي سنة 730 هـ ، ولكن أظهر سماعه ورواياته في دمشق سنة 706 هـ .
فمن خلال عرض وفيات شيوخ ابن عادل يتبين أنه كان أهلاً لسماع الحديث في بداية القرن الثامن وعليه فتكون ولادته في آخر القرن السابع ، وبما أن المسندة وزيرة توفيت في دمشق سنة 716 ، والحافظ ابن الشحنة توفي في دمشق سنة 730 ، فإن ذلك يدل على أن ابن عادل كانت نشأته ونشاطه العلمي في دمشق .
وأما ابن ساعد ؛فأرى أن ابن عادل سمع منه في دمشق ،لأن ولادة ابن ساعد كانت في حلب ـ كما سيأتي ـ ووفاته في القاهرة ، فيكون ابن عادل سمع معجم الطبراني الكبير من ابن ساعد أثناء طريق رحلته إلى القاهرة ومروره بدمشق ، وهذا يعني أيضاً أن ابن ساعد مكث في دمشق مدة ، ممايدل على بعد خروج ابن عادل من دمشق والله أعلم.
ثانياً : وفـاته:
كذلـك نسلـك في معرفة وفاة ابن عادل مسلكنا في معرفة ولادته، ولكن لا بد من الإشارة إلى ما قيل في وفاة ابن عـادل ممن ترجم له ،إذ أن بعض المصادر تذكر أنه كان حياً سنة 880 هـ ،اعتماداً على أنه وجد مكتوب في آخر تفسير سورة طه أنه فرغ من تفسيرها في رمضان سنة 880 هـ كما في الأعلام ،بل جعل صاحب نيل السائرين وفاته في سنة 880 ،ولكن الجزء الذي في الأحمدية الذي أوله سورة التغابن إلى آخر القرآن يقول إنه فرغ من كتابته سنة 876 هـ ، وفي هدية العارفين ومعجم المؤلفين أنه فرغ من تفسيره كاملاً في رمضان 879 هـ .
وفي ما مر من الاضطراب ما يغني عن رد القول بأنه توفي سنة 880 أو بعد،بل أقول : إن ذلـك دليل على أن ما وجد في أواخر النسخ؛ إنما هو تاريخ نسخ الكتاب من النساخ وفراغهم منه ، و أمـا صاحب السحب الوابلة فقد تردد في تحديد عصر ابن عادل؛أهـو من القرن الثـامن أم التاسع ،ثم قال:( وهو من رجال أحدهما بلا شك ) ،ولم يذكر له تاريخ وفاة.
ونعود الآن إلى المنهج الذي سلكناه قبلُ في معرفة ولادة ابن عادل ؛لنتعرف على تاريخ وفاته من خلال معرفة تلامذته،يذكر من تلامذة ابن عادل:
ـ علي بن أبي بكر الهيثمي ،ولد سنة 735 ، وتوفي سنة 807 ،سمع من ابن عادل أجزاء مـن معجم الطبراني الكبير ، ولا أشك في أنه سمع من ابن عادل أثناء رحلة الهيثمي إلى دمشق ،ومما يؤكد ذلك أن الهيثمي صحب شيخه العراقي بالغاً، ولم يفارقه سفراً ولا حضراً ،وهناك ما يفيد أن العراقي والهيثمي كانا في دمشق بعد سنة 750 ، ففي ترجمة عز الدين ،أبي الفضل ،محـمد بن إسماعيل بن عمر ابن الحموي الدمشقي الثقة الصالح المتوفى سنة 757 هـ ، ذكـر الفاسي في ذيل التقييد أن العراقي زينَ الدين سمع من ابن الحموي في جامع دمشق كتاب السنن الكبير للبيهقي من أوله إلى آخركتاب الإيلاء ،وأن الحافظين زين الدين العراقي ونور الدين الهيثمي أكثرا عنه ،وبما أن الهيثمي صحب العراقي بالغا ؛ فلا ضير أنه كان بالغاً بعد سنة 750 لأن ولادته سنة735 ؛وأنه كان مـع شيخه العراقي في رحلته هذه ؛وأنه سمع من ابن الحموي وأكثر عنه في هذه الرحلة؛وأنه في أثناء هذه الرحلة ـ والله أعلم ـ التقى بابن عادل وسمع منه معجم الطبراني الكبير،وكان ذلك مابين سنة 750 وسنة 757 ، وأظن أنه لو كان هناك معجم لشيوخ العراقي لوجد ابن عادل من بينهم لأن شيوخ الهيثمي الذين سمع منهم هم أيضاً شيوخ العراقي .
ويضاف إلى ما مر أن ابن عادل نقل في تفسيره اللباب كتاب الدر المصون كاملاً ،وقد فرغ السمين الحلبي ( ت 756 هـ ) من تأليفه في أواسط رجب سنة ( 734 هـ ) ،فلا بد أن يأخذ وصول الكتاب إلى ابن عادل وقراءته وقتاً ،وكذلك جمع المعلومات ونسخها وتبييضها يأخذ وقتاً طويلاً أكثر من عشرين عاماً ،وعليه فإنه يمكن القول أن ابن عادل كان حياً إلى سنة 750 هـ يقيناً ،وأما وفاته فيغلب على الظن أنه توفي قبل سنة 775 هـ،فهو من أعيان القرن الثامن الهجري يقيناً، وأما ما ذكر أن التقي الفاسي من تلامذته ؛ فإني ممن يستبعد ذلك ،وسيأتي توضيح ذلك عنـد الكلام على تلامذته .
وعليه فتكون حياة ابن عادل محصورة بين عامي 675 هـ و775 هـ والله أعلم.