ابن خلدون: بُعث الرسول ليعلمنا الشرائع لا الطب

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
"للبادية من أهل العمران طبّ يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص متوارثا عن مشايخ الحيّ وعجائزه، وربّما يصحّ منه البعض إلّا أنّه ليس على قانون طبيعيّ ولا على موافقة المزاج. وكان عند العرب من هذا الطّبّ كثير وكان فيهم أطبّاء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره.

والطّبّ المنقول في الشّرعيّات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء، وإنّما هو أمر كان عاديّا للعرب.
ووقع في ذكر أحوال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من نوع ذكر أحواله الّتي هي عادة وجبلّة، لا من جهة أنّ ذلك مشروع على ذلك النّحو من العمل.
فإنّه صلّى الله عليه وسلّم إنّما بعث ليعلّمنا الشّرائع ولم يبعث لتعريف الطّبّ ولا غيره من العاديّات.
وقد وقع له في شأن تلقيح النّخل ما وقع، فقال: «أنتم أعلم بأمور دنياكم».
فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطّبّ الّذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنّه مشروع. فليس هناك ما يدلّ عليه اللَّهمّ إلّا إذا استعمل على جهة التّبرّك وصدق العقد الإيمانيّ فيكون له أثر عظيم في النّفع. وليس ذلك في الطّبّ المزاجيّ وإنّما هو من آثار الكلمة الإيمانيّة كما وقع في مداواة المبطون بالعسل ونحوه والله الهادي إلى الصّواب لا ربّ سواه"


(تاريخ ابن خلدون) (1/ 651)
 
- المزاج: النظرية الطبية السائدة قديما.
- ينفي ابن خلدون أن أحاديث الطب النبوي كانت وحيا! بل يراها نتاج البيئة العربية والثقافة المجتمعية.
(ويذكر أن ابن خلدون هذا أنكر أيضا أحاديث المهدي)
- يرفض اعتبار حديث مداواة المبطون بالعسل طبا نافعا بسبب خاصية في العسل، ويزعم أن الشفاء كان لمجرد التبرك، وكأنه تأثير ناتج عن الدعاء لا عن التطبب.
وآية العسل في القرآن ترد عليه كلامه.
وفوائد العسل معروفة للبشرية من آلاف السنين.
 
عودة
أعلى