ابن حزم يشكو قلة الاهتمام بالانتصار للقرآن الكريم

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
بث ابن حزم شكواه في مقدمة رده على الوزير (ابن النغريلة اليهودي) الذي كتب رسالة في تناقضات القرآن!

" اللهم إنا نشكو إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم،
وبعمارة قصور يتركونها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم ودار قرارهم،
وبجمع أموال ربما كانت سبباً إلى انقراض أعمارهم وعوناً لأعدائهم عليهم،
وعن حياطة ملتهم ـ التي بها عزوا ـ في عاجلتهم،
وبها يرجون الفوز في آجلتهم
حتى استشرف لذلك أهل القلة والذمة،
وانطلقت ألسنة أهل الكفر والشرك
بما لو حقق النظر أرباب الدنيا لاهتموا بذلك ضعف همنا،
لأنهم مشاركون لنا فيما يلزم الجميع من الامتعاض للديانة الزهراء والحمية للملة الغراء،
ثم هم متردون بما يؤول إليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم والقدح في رياستهم ".

ثم أخذ يحُذر من التهاون في الرد على شبهاتهم ونقضها فقال:

" فللأسباب أسباب،
وللمداخل إلى البلاء أبواب،
والله اعلم بالصواب.

وقد قال علي بن العباس:
لا تحقرن سُبَيباً ... كم جرَّ أمراً سُبَيب

وقال أبو نصر ابن نباتة:
فلا تحقرن عدواً رماك ... وإن كان في ساعديه قصر
فإن السيوف تجذ الرقاب ... وتعجز عما تنال الإبر
[السهام]

لاسيما إن كان العدو من عصابة لا تحسن إلا الخبث ـ مع مهانة الظاهر ـ، [يقصد: اليهود]
فيأنس المغتر إلى الضعف البادي، وتحت ذلك الختل والكيد والمكر ".
 
ثم ختم رسالته بقوله:
" قد أوردنا في هذا الكتاب من شنعهم أشياء تقشعر منها الجلود، ولولا ان الله تعالى نصَّ علينا من كفرهم ما نصَّ.. لما استجزنا ذكر ما يقولون؛ لشنعته وفظاعته. ولكننا اقتدينا بكتاب الله عز وجل في بيان كفرهم، والتحذير منهم ".
 
في رسائل ابن حزم بتحقيق إحسان عباس. جزإك الله خيرا أخي الأستاذ الشريف. و السؤال: ما العمل و الحالة هذه؟ هناك من يرى أن الانشغال بالانتصار يخدم الشبهات بنشرها. هؤلاء يعيشون عالمهم أما ذهني هم يخلقونه أو محيط لا يستدعي هكذا عمل. و المحزن أن الجدالات الداخلية مذهبية و طائفية تاخد وقتا و جهدا كبيرا على الصعيد الأدبي و السياسي؛ فأنظر الفرق. ارى أن الحل العمل الواقعي، و على المشتغلين بإيجاد الانتصار كمبحث من مباحث علوم القرآن أن يبتدعوا مناهج هي انتصارية و تعليمية في نفس الوقت. بارك الله فيك.
 
أبادلك الحيرة أخي الحبيب (رفيق العمرة أعادها الله)
ولعل الذي يكسر جليد هذا (الكسل) في تشمير المشتغلين بالتفسير وعلوم القرآن الكريم بالرد على الشبهات يكون بحملة إعلامية دعائية لنشر الأبحاث والرسائل والأطروحات العلمية بما يختص بهذا المجال.
إن المفسرين هم الأجدر بالانتصار للقرآن الكريم، والله يهدي الجميع لما فيه الخير.

انظر الرابط أدناه
http://vb.tafsir.net/tafsir41203/#post226859
 
عودة
أعلى