بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر القرآن الكريم أنه عندما جاءت الملائكة الى ابراهيم وزوجه بالبشرى بميلاد إسحق عليه السلام، بشّروه بأنه سيشهد أيضا مولد حفيده يعقوب :
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ -71- هود
ونجد فى سورة البقرة تحقيق هذه البشارة عندما يوصي ابراهيم عليه السلام بنيه وحفيده يعقوب بأن يتمسكوا بدين الإسلام حتى الممات:
وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ -132- البقرة
ولذكر ذلك فى القرآن أهمية كبيرة ،
فقد ذكرت التوراة أن إسحق ولد (إبنين توأم) هما عيسو ويعقوب :
(عندما كانت رفقة حاملاً كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها - سفر التكوين 25:22)
والعجيب أنه بعد ذلك تذكر التوراة أن عيسو هو الإبن البكر ! ، وهو من يستحق النبوة إلا أن أمه "رفقة" كانت تفضل يعقوب على عيسو فإستطاعت أن تخدع زوجها إسحق عليه السلام ليهب النبوة الى يعقوب :
استيلاء يعقوب على نبوة أخيه عيسو :
وهذه هي التفاصيل كما حكاها سفر التكوين:
وكانت "رفقة" أم يعقوب سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو إبنه، فذهب عيسو إلى البرية كى يصطاد صيداً ليأتى به، وأما "رفقة" فكلمت يعقوب ابنها قائلة إنى قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً: ائتنى بصيد واصنع لى أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتى، فالآن يا ابنى اسمع لقولى فيما أنا آمرك به: اذهب إلى الغنم وخذ لى من هناك جديين جيدين من المعزى فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته، فقال يعقوب لرفقة أمه: هو ذا عيسو أخى رجل أشعر وأنا رجل أملس، ربما يجسنى أبى فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسى لعنة لا بركة فقالت له أمه: .. اسمع لقولي فقط .. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التى كانت عندها في البيت، وألبست يعقوب ابنها الأصغر، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديى المعزى .. فدخل إلى أبيه وقال: يا أبى فقال: ها أنذا، من أنت يا بنى ؟ فقال يعقوب لأبيه: أنا عيسو بكرك، قد فعلت كما كلمتنى، قم اجلس وكل من صيدى لكى تباركني نفسك .. فقال إسحق ليعقوب: تقدم لأجسك يا بنى .. أأنت هو ابنى عيسو أم لا .. فجسه وقال: الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو .. فباركه .. وقال: .. فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض .. لتستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل . كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين (تكوين: 27)
إذا القرآن الكريم لم يذكر أى شقيق أو توأم ليعقوب عليه السلام،
ثانيا : أن النبوة تأتى بالإيمان والأعمال الصالحة وليست بالبكورية أو بالغش والسرقة!، كما دعاء إبراهيم عليه السلام :
وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ -124- البقرة
وأنه عندما وصى إبراهيم أبناءه وحفيده يعقوب بالتمسك بالإسلام، ليس لأنه يعلم أن يعقوب عليه السلام سيكون نبيا لذا لم يذكر عيسو (من يزعم أنه توأم ليعقوب)،
لأنه نجد يعقوب فى الآية التى تليها يوصى أبناءه جميعا وهو على فراش الموت أن يتمسكوا بعبادة الله تعالى ولم يكن من أبناءه نبي إلا يوسف عليه السلام :
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)-البقرة
صدق الله العظيم