ابتداء قبيح في تلاوة القرآن

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
قرأ تلميذي الماليزي اليوم هذه الآية على الملأ جميعا طلابا ومعلمين في الاجتماع الصباحي ويردد زملاؤه بعده:
{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [آل عمران: 181]
كيف قرأها؟
قرأ حتى قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}
فلما عاد ليأتي بباقي الآية بدأ وقرأ هكذا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}.
ويوجد علامة وقف لازم على همزة {أَغْنِيَاءُ}، فيجب الوقف.
وزملاؤه يرددون خلفه وكل طالب في يده مصحف يقرأ منه، وقبل أن يتم الطالب قراءة الصفحة التي سيقرأها صعدتُ إلى جواره على المنصة، فور انتهائه وبعد ترديد زملائه لآخر آية أخذتُ المايك من الطالب وقلتُ للجميع لا تغلقوا المصحف، ثم قلت لهم عودوا الآية الأولى التي قرأها زميلكم التي على رأس الصفحة،
كيف قرأها زميلكم؟!
لقد قرأ ووقف عند : {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}
ولما رجع بدأ من أين؟!
لقد بدأ وقرأ هكذا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}.
ما معنى (ترجمة للغة الملايو) هذا الجزء من الآية؟!
فذكروا المعنى وفتحوا أفواههم متعجبين مستنكرين!!!
فقلت لهم إن القارئ بدأ بداية خطأ والصحيح:
إما أن يبدأ من أول الآية ويقرأ في نفس واحد حتى أغنياء، أويقف عند فقير كما فعل ثم يبدأ من {قالوا .....}
تقبل الله منا ومنكم
 
قَرَأَ إمَامي الجزائريُّ العربيُّ اللِّسَانِ أَبًا عن جدٍّ مبتدئًا: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا}، وأخذ نفَسًا عميقًا وهُوَ لا يتردَّدُ في التوقُّفِ أنّى شاءَ حينَ يظهرُ لهُ أنَّ كلماتٍ أربَعَ أوْ خمسًا اجتَمَعْنَ بصوتِهِ الجهوريِّ كيْ تخترقَ النفوسَ التي قَلَّمَا تستوعِبُ ما يُتْلى عليْها، ثمَّ أرْدَفَ في جملةٍ منفَصِلَةٍ -فَصَلَ اللهُ روحهُ عن جسده-: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، وثالثة الأثافي أنَّ صاحبَنا يُفتي النَّاسَ في أمور دينهم.
 
وقراء امام في مسجد من قول الله من سورة البقرة (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ.....)ووقف عند كلمة بغيا ،ثم ابتداء بها فتغير معنى الاية المباركة والتي فيها ذم لليهود وتوجه فيها الذم للمؤمنين ..
بارك الله فيكم نتمنى ان تذكروا امثلة من هذا القبيل لتكون فيها تذكرة للقراء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الأستاذ الفاضل محمد الجبالي جزاكم الله تعالى خيرا
هل وصف الابتداء الخاطىء بالابتداء القبيح من الأوصاف المقبولة ؟
بل حتى الوصف المشهور عند أصحاب القراءات وهو( هذه قراءة شاذة) هل وصف الشذوذ يليق بقراءة القرآن الكريم؟
أرى والله تعالى أعلم أن على أهل العلم أن يُغيروا المصطلحات غير اللائقة إلى مصطلحات مناسبة ملائمة لكتاب رب العالمين ، فمثلاً القراءة الشاذة نسميها القراءة المخالفة
والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الأستاذ الفاضل محمد الجبالي جزاكم الله تعالى خيرا
هل وصف الابتداء الخاطىء بالابتداء القبيح من الأوصاف المقبولة ؟
بل حتى الوصف المشهور عند أصحاب القراءات وهو( هذه قراءة شاذة) هل وصف الشذوذ يليق بقراءة القرآن الكريم؟
أرى والله تعالى أعلم أن على أهل العلم أن يُغيروا المصطلحات غير اللائقة إلى مصطلحات مناسبة ملائمة لكتاب رب العالمين ، فمثلاً القراءة الشاذة نسميها القراءة المخالفة
والله تعالى أعلم.
عن عدي بن حاتم قال جاء رجلين الى النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد أحدما فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصيهما ووقف فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم بئس الخطيب أنت
فقد جعل حكم من يطع الله ورسوله ومن يعصيهما سواء ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت وهذا هو الوقف القبيح الذي يغير المعنى ويخالف المقصود
وقد قال أبو عمرو الداني تعليقا على هذا الحديث ( أنه من هذا الحديث نجد كراهة القطع على اللفظ المستبشع منه بما بينه وما بعده ويدل على إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم إنما أقام الخطيب لما وقف على ما يقبح لان الخطيب قد جمع بين طاعة الله ورسوله وبين عدم طاعتهما ولم يفصل بين ذلك، إنما كان ينبغى له أن يفصل ويقف على قوله فقد رشد، أو يصل الكلام إلى آخره، وإذا كان مثل هذا مكروها مستقبحا فى الكلام الجاري بين الناس فكيف ذلك فى كلام الله عز وجل فهو أشد كرها واشد استقباحا) انتهى.
وسمى قبيحا لقبح الوقف عليه لأنه لم يؤد معنى صحيحا في ذاته يصح الوقف عليه ،وهذا المصطلح درج عليه السابق واللاحق من علماء التجويد وأئمة القراءات لأنه يخل بالتلاوة ويُذهب بالمقصود منها وهو: تبيين معاني كتاب الله تعالى. وما سمي بهذا إلا صيانة للقارئ من الوقوع في الغلط ،وحفظا لجلالة كتاب الله، ورعاية لحقوقه وتنزيها له ،وتعظيما لما يحتويه من المعاني والألفاظ ،وهم علمائنا وفقهائنا وهم أدرى بما يصلح وما لا يصلح، و نحن بالنسبة لعلمهم ورسوخهم في الدين ينبغي لنا أن نتعلم ونتأسى بهم ،ونتخذهم قدوة وأسوة في العمل والعمل ..
ومن أنواع الوقف القبيح المعروفة الوقف على كلمة توهم معنى لا يليق بذات الله عز وجل أو يفهم منه معنى مخالف للعقيدة، وهذا اشد أنواع الوقف القبيح ،وهو ينقسم إلى أنواع وأقسام عدة موجودة في مضانها.
ومن الأمثلة على ذلك الوقف على قوله " للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء ولله " المثل الأعلى فالوقف هنا على لله وقف لا يليق بذات الله عز وجل فالقارئ هنا أشرك للذين لا يؤمنون بالأخرة لهم مثل السوء وأيضا الله "حاشا لله وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا أو الوقف على قوله سبحانه (إن الله لايستحي .....) ،والوقف هذا ونحوه من الوقف القبيح لأنه يؤول إلى معنى فاسد لا يليق بالله المنزه عن النقائص ، إلا اضطراريا، أو لضيق النفس ونحوه وعليه العود لتلاوة الآية بشكل صحيح والوقف من العلوم النافعة، وباب من أبواب التجويد عظيم لا يكون القارئ عالما حتى يفي به، ويحيط بعلمه ،ويحفظ مسائله، ويتقن أقسامه ،والأمثلة كثيرة ينبغي على قارئ القران أن يتعلمها ،ويجتهد في طلبها وتعلمها لتكون تلاوته لكتاب الله صحيحة وقراءته منضبطة ....
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد.. جزاكم الله تعالى خيرا استاذ مرشد محمد على دفاعكم عن الفهم الصحيح لكلام الله تعالى وانا لا أخالفكم إلى ما ذهبتم إليه
ولكن أعد النظر بما يأتي( وهم علمائنا وفقهائنا وهم أدرى بما يصلح وما لا يصلح. ..) هل التقليد في هذه الأمور من الواجب على المسلم ؟
قطعا لا فإن هذه مصطلحات علمية إذا وجدنا أن من الراجح أن نغيرها فبها ونعمت لإنها لم تأت من قرآن أو حديث صحيح
وإن الموضوع بحاجة إلى تحرير وتأصيل أدعو الله تعالى أن يهديني إليه وفقنا الله تعالى وإياكم.
 
مما يحزن القلب أن كثيرا من قراء المساجد يقفون عند مواضع لايحسن الوقوف عليها
ولا تحسبن وقوفهم لأجل انقطاع الأنفاس الذي يعذرون عليه وإنما يتعمدون الوقوف حين ما يرون أن الوقوف يأتي بالتغني الذي يطلبونه وتجدهم يحبون الوقوف على لفظ الجلالة الله حتى لو كان هذا الوقف مفسدا لمعنى الآية
ومما يعظم الطامة أن أحد القراء المشهورين جدا في الحرم يقرأ ( وقالوا اتخذ الله ولدا - سبحانه بل له مافي السموات والارض ) يقرأها هكذا ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) فهو يتعمد الوقوف على سبحانه وذلك لأجل التغني فحسب من غير مبالاة منه بالمعنى
 
عودة
أعلى