( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أ

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ) التوبة [50]

قوله «إن تصبك حسنة»: ظفر وغنيمة.
قاله الإيجي الشافعي.

قال السيوطي: كنصر وغنيمة.

قال صديق حسن خان: فمن جملة ما يصدق عليه الحسنة الغنيمة والظفر.

قال ابن جزي الغرناطي: الحسنة هنا النصر والغنيمة وشبه ذلك.

قال السمعاني: الحسنة هاهنا هي النعمة التي تطيب بها نفس الإنسان، وتلذ عيشه. وفي غير هذا الموضع الحسنة بمعنى الطاعة.

قال مكي في المشكل: أي ظفر.

قال السمرقندي: يعني: إن أصابك الغنيمة والنصر ساءهم ذلك.

قال مقاتل بن سليمان:يعني: الغنيمة في غزاتك يوم بدر تسؤهم.

قال مجاهد: فالحسنة: العافية والرخاء والغنيمة.
رواه ابن أبي حاتم.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى
( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ): قال مجاهد: قوله: ( وبلوناهم بالحسنات ): الرخاء والعافية. رواه ابن أبي حاتم. وقال مكي في الهداية: أي: بالرخاء، والسعة في الرزق.

قوله « تسؤهم»: تحزنهم.

قال القاسمي: أي تورثهم مساءة لفرط عداوتهم.

قال الثعلبي، والبغوي: يعني المنافقين.

قال صديق حسن خان: وهذا ذكر نوع آخر من خبث ضمائر المنافقين وسوء أفعالهم والإخبار بعظم عدواتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين، فإن المساءة بالحسنة، والفرح بالمصيبة من أعظم ما يدل على أنهم قد بلغوا في العداوة إلى الغاية.

قوله «وإن تصبك مصيبة»: يعني الشدة والنكبة الهزيمة.
قاله السمرقندي.

قال صديق حسن خان: ومن جملة ما يصدق عليه المصيبة الخيبة والانهزام.

قال النسفي: نكبة وشدة في بعضها نحو ما جرى يوم أحد.

وقال الواحدي في الوسيط: من القتل والهزيمة.
قال مكي في الهداية: والمعنى إن يصبك يا محمد، سرور وفتح، ساء المنافقين ذلك، وإن يصبك نقص في جيشك أو ضر، أو هزيمة، يقول المنافقون.

قال مقاتل بن سليمان: وإن تصبك مصيبة بلاء من العدو يوم أحد، وهزيمة، وشدة.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك )؛
فقوله ( ما أصابك من حسنة ): قال السمرقندي: النعمة وهو الفتح والغنيمة فمن الله أي: وبفضله. وقوله ( وما أصابك من سيئة ): قال السمرقندي: عني البلاء والشدة من العدو أو الشدة في العيش فمن نفسك أي فبذنبك، وأنا قضيته عليك.

قال الثعلبي: أي بلية وأمر تكرهه فمن نفسك أي، من عندك وأنا الذي قدرتهما عليك.

وعن ابن عباس: ما كانت من نكبة فبذنبك، وأنا قدرت ذلك عليك.
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.

وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قراءة، أنبأ سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قوله: ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) قال: فبذنبك، وأنا قدرتها عليك. انتهى

استطراد:

قلت ( عبدالرحيم ): فتأمل نهج السلف؛ في سلامته، ووضوحه، وحجته، ويسره، وما كانوا عليه من صحة الإعتقاد؛ في قولهم " فبذنبك وأنا قدرتها عليك" فلم يقولوا بالجبر، ولم يقولوا قول مجوس هذه الأمة – القدرية - فللعبد فعلٌ يؤاخذ به عند الله، وعند ذوي الحجا- العقل؛ ومع ذلك لم يخرج عن سلطان الملك – تقدس اسمه – وقدره ومشيئته؛ قال تعالى ( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ): قال ابن فورك: مشيئته على قدرته وأنه لا تجري الأمور في ملكه إلا على حسب مشيئته، فمن شاء الخير فقد شاء إلا أن يشاءه، ومن شاء الشر فقد شاء أن يشاءه، وعموم ذلك يقتضي دخول الخير والشر. انتهى كلامه.

وقال تعالى ( كل من عند الله) قال البغوي: أي الحسنة والسيئة كلها من عند الله. انتهى كلامه

فاعرف قدرهم، واحفظ لهم فضلهم – السلف – واتخذ إلى ربك سبيلهم، وترض عنهم، وابغض من أبغضهم؛ على رأسهم أساتذتهم؛ أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وعليهم أجمعين. انتهى

قوله «يقولوا»: أي المنافقون حامدين لرأيهم.
قاله صديق حسن خان.

قوله «يقولوا قد أخذنا أمرنا»: عملنا بالحزم كما قال ابن سلول وأصحابه حين تخلفوا عنك يوم أحد.
قاله الإيجي.

قال صديق حسن خان: أي احتطنا لأنفسنا وأخذنا بالحزم واعتزلنا عنهم، وقعدنا عن الحرب، فلم نخرج للقتال كما خرج المؤمنون حتى نالهم ما نالهم من المصيبة.

قال النسفي: الذي نحن متسمون به من الحذر والتيقظ والعمل بالحزم.

أي أخذنا حذرنا بالقعود والتخلف عن الخروج من قبل المصيبة.

قال ابن جزي: أي قد حذرنا وتأهبنا من قبل.

قال القرطبي: أي احتطنا لأنفسنا، وأخذنا بالحزم فلم نخرج إلى القتال.

قال ابن الجوزي: عملنا بالحزم فلم نخرج.

قال مكي في الهداية: أي: أخذنا الحذر بتخلفنا.

قال السمعاني: يعني حذرنا من قبل، ومعناه: احترزنا من الوقوع في المصيبة.

قال مقاتل: في القعود من قبل أن تصبك مصيبة.

قال الواحدي في الوسيط: أي: قد عملنا بالحزم حين تخلفنا، فسلمنا مما وقعوا فيها.

قوله «من قبل»: من قبل ما وقع.
قاله النسفي.

قال مكي في الهداية: أي من قبل أن تصيبهم هذه المصيبة.

قوله «ويتولَّوا»: أي: يدبروا عن محمد صلى الله عليه وسلم.

قاله مكي.
قال الإيجي: عن مقام التحدث أو أعرضوا عن الرسول.

وقال في الوسيط: يعرضوا عن الإيمان.

قوله «وهم فرحون»: مسرورون بما نالك من المصيبة.
قاله البغوي.

قال السمرقندي: بما أصابك وبتخلفهم.

قال ابن الجوزي: بمصابك وسلامتهم.

قال مقاتل: لما أصابك من شدة.

وقال في الوسيط: معجبون بما فعلوا.

قال صديق حسن خان: فرحين بالمصيبة التي أصابت المؤمنين وبما صنعوا من أخذ الأمر، وبما أصابه صلى الله عليه وآله وسلم.
___________
المصدر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، تفسير مقاتل بن سليمان، تفسير ابن أبي حاتم، تفسير السمرقندي، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، تفسير البغوي، تفسير النسفي، تفسير السمعاني، تفسير ابن جزي الغرناطي، تفسير القرطبي، زاد المسير لابن الجوزي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير الجلالين.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
عودة
أعلى