عمر الريسوني
New member
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وكافة المرسلين وعباده الصالحين
يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز
إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً
في هذه الآية الكريمة إثبات أنه تعالى هو القيّوم على السماوات والأرض لتبقَيَا موجودتَيْن فهو الحافظ بقدرته نظام بقائهما
فالزوال المفروض في قوله تعالى ( ولئن زالتا ) المراد به اختلال نظامهما الذي يؤدي إلى تلاشيه
ولا يستطيع أحد كائناً من كان إمساكهما وإرجاعهما
وفي ذكر إمساك السماوات عن الزوال بعد الإِطناب في محاجة المشركين وتفظيع غرورهم تعريض بأن ما يدْعون إليه من الفظاعة من شأنه أن يزلزل الأرضين ويسقط السماء كسفاً لولا أن الله أراد بقاءهما لحكمة
لذلك أتبع بالتذييل بوصف الله تعالى بالحلم والمغفرة لما يشمله صفة الحليم من حلمه على المؤمنين أن لا يزعجهم بفجائع عظيمة، وعلى المشركين بتأخير مؤاخذتهم فإن التأخير من أثر الحلم، وما تقتضيه صفة الغفور من أن في الإِمهال إعذاراً للظالمين لعلهم يرجعون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله أن يُخرج من أصلابهم مَن يعبده ، لما رأى مَلَك الجبال فقال له: إن شئتَ أن أطبق عليهم الأَخشَبين
وبتأمل فاحص لنظام هذا الكون نجد أن
هناك قوى غير مرئية سواء كانت أجراما سماوية أو جسيمات نووية وهذه القوى عبارة عن جسيمات متفاعلة في محيطها ومجالاتها وهي التي تحفظ السماوات في موضعها وتحفظ صيرورتها حتى لا يتلاشى كل شيء ، كما أن هذا التوازن الدقيق يحفظ الأقمار والكواكب والنجوم والمجرات ومجاميع المجرات وأضعاف ذلك وكل يسبح في فلك معلوم وهذا التوازن الكوني (المسك) يحفظ حتى طبقات السماء الدنيا أي الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض والذي يحمي الأرض من أخطار الفضاء من أشعة ونيازك ( الشهب) ولذلك سمى الله عز وجل السماء الدنيا بالسقف المحفوظ ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) الأنبياء 32 ، وسماها سبحانه وتعالى ( بذات الرجع) الآية ، أي ترجع بخار الماء مطرا وترتد الأشعة تحت الحمراء فتدفئ الأرض ليلا ويستمر مسلسل هذا التوازن الحكيم الى الأرض التي ألقى فيها الله سبحانه الرواسي وهي الجبال التي تأخذ شكل الوتد المنغرس في باطن الأرض والتي ترسي وتتبث القشرة الأرضية وتكبح ما بداخلها من مصهورات وأبخرة ، وهذه التوازنات الدقيقة ضرورية ليكتمل البناء
وهذا التصوير المبدع لعملية المسك له علاقة أيضا بالزوال والفناء ( ولئن زالتا) الآية ، فلما بدأ العلم الحديث
بدراسة أعماق الذرة توصل الى حقائق
أربكت عقله ، والحقيقة أنه لا غرابة في علم الله الذي لا يضاهى فكل شيء خلقه الله بقدر موزون ، فالذرة وما تشمله من جسيمات خلقها الله أزواجا متفاعلة ومتألقة وفق غايات مسطرة، وهذا الجسيم المفترض الذي أكد وجوده العلم الكمي الحديث والذي يعد فرعا من فروع علم الفيزياء ما هو في الحقيقة الا حلقة مكملة لتصور أكبر عن هذا الخلق البديع و هذا النظام المتكامل في كل أسسه وجواهره المبني على السعة والرحمة ولا بد من وجوده لتكتمل المعادلة في الأذهان المستنيرة فينهج بذلك العلم نهجا سويا مطردا ويعترف حقا أن هذا الخلق المحكم هو لله تعالى الذي أتقن كل شيء صنعا .
وكافة المرسلين وعباده الصالحين
يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز
إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً
في هذه الآية الكريمة إثبات أنه تعالى هو القيّوم على السماوات والأرض لتبقَيَا موجودتَيْن فهو الحافظ بقدرته نظام بقائهما
فالزوال المفروض في قوله تعالى ( ولئن زالتا ) المراد به اختلال نظامهما الذي يؤدي إلى تلاشيه
ولا يستطيع أحد كائناً من كان إمساكهما وإرجاعهما
وفي ذكر إمساك السماوات عن الزوال بعد الإِطناب في محاجة المشركين وتفظيع غرورهم تعريض بأن ما يدْعون إليه من الفظاعة من شأنه أن يزلزل الأرضين ويسقط السماء كسفاً لولا أن الله أراد بقاءهما لحكمة
لذلك أتبع بالتذييل بوصف الله تعالى بالحلم والمغفرة لما يشمله صفة الحليم من حلمه على المؤمنين أن لا يزعجهم بفجائع عظيمة، وعلى المشركين بتأخير مؤاخذتهم فإن التأخير من أثر الحلم، وما تقتضيه صفة الغفور من أن في الإِمهال إعذاراً للظالمين لعلهم يرجعون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله أن يُخرج من أصلابهم مَن يعبده ، لما رأى مَلَك الجبال فقال له: إن شئتَ أن أطبق عليهم الأَخشَبين
وبتأمل فاحص لنظام هذا الكون نجد أن
هناك قوى غير مرئية سواء كانت أجراما سماوية أو جسيمات نووية وهذه القوى عبارة عن جسيمات متفاعلة في محيطها ومجالاتها وهي التي تحفظ السماوات في موضعها وتحفظ صيرورتها حتى لا يتلاشى كل شيء ، كما أن هذا التوازن الدقيق يحفظ الأقمار والكواكب والنجوم والمجرات ومجاميع المجرات وأضعاف ذلك وكل يسبح في فلك معلوم وهذا التوازن الكوني (المسك) يحفظ حتى طبقات السماء الدنيا أي الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض والذي يحمي الأرض من أخطار الفضاء من أشعة ونيازك ( الشهب) ولذلك سمى الله عز وجل السماء الدنيا بالسقف المحفوظ ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) الأنبياء 32 ، وسماها سبحانه وتعالى ( بذات الرجع) الآية ، أي ترجع بخار الماء مطرا وترتد الأشعة تحت الحمراء فتدفئ الأرض ليلا ويستمر مسلسل هذا التوازن الحكيم الى الأرض التي ألقى فيها الله سبحانه الرواسي وهي الجبال التي تأخذ شكل الوتد المنغرس في باطن الأرض والتي ترسي وتتبث القشرة الأرضية وتكبح ما بداخلها من مصهورات وأبخرة ، وهذه التوازنات الدقيقة ضرورية ليكتمل البناء
وهذا التصوير المبدع لعملية المسك له علاقة أيضا بالزوال والفناء ( ولئن زالتا) الآية ، فلما بدأ العلم الحديث
بدراسة أعماق الذرة توصل الى حقائق
أربكت عقله ، والحقيقة أنه لا غرابة في علم الله الذي لا يضاهى فكل شيء خلقه الله بقدر موزون ، فالذرة وما تشمله من جسيمات خلقها الله أزواجا متفاعلة ومتألقة وفق غايات مسطرة، وهذا الجسيم المفترض الذي أكد وجوده العلم الكمي الحديث والذي يعد فرعا من فروع علم الفيزياء ما هو في الحقيقة الا حلقة مكملة لتصور أكبر عن هذا الخلق البديع و هذا النظام المتكامل في كل أسسه وجواهره المبني على السعة والرحمة ولا بد من وجوده لتكتمل المعادلة في الأذهان المستنيرة فينهج بذلك العلم نهجا سويا مطردا ويعترف حقا أن هذا الخلق المحكم هو لله تعالى الذي أتقن كل شيء صنعا .