السلام عليكم
بارك الله فيك
يقول البعض أن آية فاطر اختصت علماء الكونيات المؤمنين بالخشية ؛فهل توافقهم ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التخصيص يحتاج إلى دليل
وظاهر الأدلة النقلية والعقلية تدل على خلاف التخصيص ، ومن ذلك ما أشارت إليه السورة نفسها في قوله تعالى:
( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )(18)
فكل من انتفع بنذارة النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أهل خشية الله تعالى.
وهناك إشارة أخرى في الآيات التي تلي الآية محل النقاش:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) )
فتلاوة الكتاب وإقام الصلاة والإنفاق إشارة إلى أظهر صفات أهل الخشية .
ولا شك أن العالم المؤمن أحق أن يكون أخشى لله من غيره ، ولكن السؤال ما هو معيار العلم ؟ أو ما هي حقيقة العلم والعالم؟
هل هي مجرد المعرفة بمجموعة من الحقائق والنظريات ودقائق الأمور ؟ أم هو شيء آخر؟