إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؟؟؟

إنضم
13/08/2003
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله

اخوتي في الله

هل الحفظ هنا للقران فقط.. ام ان الله تعهد بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من الضياع والتشويه ؟؟

سؤال مهم

وارجوا ان اجد له جوابا ان شاء الله تعالى

وجزاكم الله خير الجزاء

والسلام عليكم ورحمة الله
 
السلام عليكم ورحمة الله

؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟


هل من جواب ؟؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب نسر الإسلام وفقه الله ونفعه بالعلم :
الذكر في قوله تعالى :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هو القرآن الكريم في قول جميع المفسرين. ولم يفسره أحد بأنه السنة أو أنه القرآن والسنة معاً. والمقام هنا مقام وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن من التحريف والضياع كما حدث للكتب السابقة التي أوكل الله سبحانه وتعالى حفظها إلى الأحبار من أهل الكتاب فما رعوها حق رعايتها. فيكون المقصود بالذكر هنا القرآن فقط ، لأن المقصود هو نص القرآن الكريم.
لكن قد يقال إن حفظ القرآن الكريم على الوجه الأكمل لا يتم إلا بحفظ ما بينه ووضحه وشرحه من السنة النبوية ، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وهديه. ولا يمكن أن يتم الانتفاع بالقرآن الكريم حق الانتفاع إلا بضم السنة النبوية إليه.
وقد يستدل على حفظ السنة النبوية مع القرآن بوعد الله سبحانه وتعالى بأن يتم نوره في قوله تعالى :(والله متم نوره..) ولا يكون تمام هذا النور إلا بحفظ الدين كاملاً كما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحفظ من لوازم هذا النور الذي وعد الله بإتمامه. والله أعلم. ولعل مشايخنا الفضلاء يزيدون هذا الأمر جلاء إن شاء الله. ولا أشك أن الأمر لو بحث لظهرت أدلة كثيرة تؤيد هذا النظر إن شاء الله.
 
الأخ \ نسر الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على طرح هذا السؤال وذلك لأهميته حيث إن العديد من المتشككين من الشباب في السنة النبوية الشريفة
بقولون إن السنة النبوية دخلها التحريف ( بالوضع وكذلك بتأخر جمعها عن القرآن الكريم ) وان الله سبحانه وتعالى
يتعهد بحفظها الأمر الذي جعلهم يبتعدون عن السنة ، ولا يقتنعون بالحديث في إثبات الحكم به.
والذي يبدو لي أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظهما معا ذلك لأن الله سبحانه لما قال :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) قصد بكلمة الذكر القرآن والسنة حيث إن كلمة الذكر تشملهما معا قال تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) وقال تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر).
إن القرآن هو القانون الذي يرجع اليه المسلم في شئونه والقانون يحتاج إلى توضيح والسنة النبوية هي بمثابة
المذكرة التوضيحية لهذا القانون فكيف نعرف الصلاة وأوقاتها والزكاة وأنصبتها والصوم وضوابطه والحج وأركانه وكل مناسكه وهذه هي قواعد الإسلام وجاءت النصوص القرآنية بفرضيتها . والله أعلم
 
هذه المسألة من أشهر مايردده الطاعنون في السنة النبوية ، وفي حجيتها ، وأنها لو كانت حجة ودليلا في الشرع لتكفل الله بحفظها .
وقد انبرى أهل العلم قديما وحديثا في تفنيد ذلك ودحض هذه الشبهة ، وأحيل الإخوة في هذه المسألة - لطولها - إلى المراجع الآتية :
(الإحكام في أصول الأحكام) لابن حزم 1: 114 ومابعدها ، ( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ) للشيخ مصطفى السباعي ص 156 ، ( حجية السنة ) للشيخ عبدالغني عبدالخالق ص 291 ، وأكتفي بأثر ونقل .
قال حسان بن عطية – رحمه الله ، من التابعين - : "كان جبريل – عليه السلام – ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن ، يعلمه إياها كما يعلمه القرآن" . أخرجه الدارمي (1/153) رقم (588) والخطيب في الكفاية ص (15) وغيرهما ، وصحح إسناده ابن حجر في ( الفتح ) 13/ 291

وقال ابن حزم في الإحكام 1/114 :" كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك ، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل ، فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين ، وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيع منه ، وألا يحرف منه شيء أبدا تحريفا لا يأتي البيان ببطلانه إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذبا وضمانه خائسا وهذا لا يخطر ببال ذي مسكة عقل .
فوجب أن الذي أتانا به محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه و ما يأتي أبدا إلى انقضاء الدنيا .. فإذ ذلك كذلك فبالضروري ندري أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدين ، ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطا لا يتميز عن أحد من الناس بيقين ، إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ ، ولكان قول الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) كذبا ووعدا مخلفا وهذا لا يقوله مسلم .
فإن قال قائل : إنما عنى تعالى بذلك القرآن وحده فهو الذي ضمن تعالى حفظه لاسائر الوحي الذي ليس قرآنا .
قلنا له وبالله تعالى التوفيق : هذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان وتخصيص للذكر بلا دليل وما كان هكذا فهو باطل ، والذكر : اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن أو من سنة وحي يبين بها القرآن ، وأيضا فإن الله تعالى يقول (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) فصح أنه عليه السلام مأمور ببيان القرآن للناس ، وفي القرآن مجمل كثير كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك مما لا نعلم ما ألزمنا الله تعالى فيه بلفظه لكن ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان بيانه عليه السلام لذلك المجمل غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه ؛ فقد بطل الانتفاع بنص القرآن ، فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه ، فإذاً لم ندر صحيح مراد الله تعالى منها " .

فالحاصل أنه وإن فسر ( الذكر ) في الآية بالقرآن ، فإن الغرض من إنزاله التدبر وثمرته العمل به ، ولايتم ذلك إلا بالسنة التي جاءت شارحة وموضحة ومفصلة ومبينة للقرآن ، كما أشار إلى ذلك الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله ، فيكون حفظ السنة من لوازم حفظ القرآن ، والله أعلم .
 
عودة
أعلى