إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أبو علي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الحمد لله العزيز الحكيم
الآية التي هي عنوان هذا الموضوع لم تكن هي موضوع مقالي هذا، وإنما فرضت نفسها مرتين وأنا أتفكر في آية أخرى وهي : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا).
هذا الفضل الذي آتاه الله إبراهيم عليه السلام وآله هو صلاة فعلية في الواقع عليه وعلى آله، فماذا عن آل محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ألا يؤتوا فضلا من الله كما أوتي آل إبراهيم !!
الصلاة من الله على النبي وآله عزة ، وأعلى مرتبة للعزة في الدنيا هي النبوة ، يليها الملك. فخطر ببالي أننا ندعو الله في التشهد الأخير لكل صلاة أن يصلي على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وأن يبارك على محمد وعلى آل محمد كما بارك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبما أن فعل الطلب (صل) لم يتكرر مرة ثانية في آل محمد وإنما هو فعل واحد (صل على محمد وعلى محمد ) فهذا يدل على التشابه في الفضل، بينما لو تكرر الفعل مرتين وقلنا (اللهم صل على محمد وصل على آل محمد) لكانت العزة غير متشابهة ، يوجد فرق بين أن نقول : أكرم فلان خالدا وابنه ، وأن نقول : أكرم فلان خالدا وأكرم ابنه.
الحكمة توجب أن الجزاء إذا كان متشابها فالبلاء أيضا يجب أن يكون متشابها، فإبراهيم عليه السلام اضطهد وأوذي في بلده فأخرج منه ومكن الله له في الأرض التي هاجر إليها، كذلك آل إبراهيم اضطهدوا وعذبوا في مصر وأخرجوا منها إلى الأرض المقدسة، وهناك نصرهم الله ومكن لهم وآتاهم الملك، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك كذلك اضطهد وأوذي في مكة فأخرج منها مرغما ثاني اثنين ، وفي أرض هجرته مكن الله له ونصره نصرا عزيزا.
ماذا عن آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
هم أيضا لم يمكن الله لهم في أرض دعوتهم الحجاز، فاضطهدوا وقتل الكثير منهم، ففر الذي نجا منهم هاربا متخفيا ثاني اثنين صحبة مولاه راشد، وهو إدريس بن عبد الله المحض مهاجرا إلى بلاد المغرب ، وهناك نصر الله آل محمد عليه الصلاة والسلام في شخص إدريس بن عبد الله ومكن لهم بأن آتاهم الملك.
هنا توقفت متعجبا كيف أن الآية 40 من سورة التوبة تعيد نفسها مرة أخرى في أفق من آفاق الزمن ، في المرة الأولى كان الذي أخرجه الذين كفروا هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : محمد بن عبد الله، وفي المرة الثانية فإن الذي أخرج هو إدريس بن عبد الله، لقد كان ثاني اثنين مثلما حدث في المرة الأولى ، وألف الله له بين قلوب العرب والبربر كما ألف الله بين قلوب الأوس والخزرج، والذين كفروا في المرة الثانية كان كفرهم بقرابة آل محمد لجدهم المصطفى وبدلوا مودتهم عداوة.
بعد كتابة هذه السطور توقفت لشرب كأس من الشاي، فأشعلت جهاز التلفزيون فإذا بالقناة التي أشعل عليها الجهاز تبث برنامجا دينيا تكرم فيه طفلا فاز بجائزة عالمية في تجويد القرآن الكريم، فطلب من الطفل أن يتلو ما تيسر من الذكر الحكيم ، فتلا آية واحدة فقط ، هي الآية نفسها : إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).


حصل هذا بعد أقل من ثلاث دقائق من تشغيلي جهاز التلفزيون، فوجدت الآية تفرض نفسها مرة أخرى ، وإن كان لآل البيت النبوي من شعار يمثل ملكهم فينبغي أن تكون آية أو جزء آية فيها ذكر للنصر، وفعلا فشعار عرش مملكة آل البيت فيي الأرض التي مكن الله لهم فيها هو (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ).
 
عودة
أعلى