إِلَى مُنْكِري الْإعْجَازِ الْعِلْمِيِّ وَأزْوَاجِهِم....

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
إِلَى مُنْكِري الْإعْجَازِ الْعِلْمِيِّ وَأزْوَاجِهِم ............

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

الْجَدِيدُ هُنَا وَهُنَاكَ وَهُنَالِكَ.................

1- الَّذِينَ آمَنُوا هُمْ أُولِو الْأَلْبابِ ...........
قَوْلُهُ تَعَالَى :{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (10)}

قَالَ ابْنُ عَاشُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................

وَفِي نِدَاءِ الْمُؤْمِنِينَ بِوَصْفِ أُولِي الْأَلْبابِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ الْعُقُولَ الرَّاجِحَةَ تَدْعُو إِلَى تَقْوَى اللَّهِ لِأَنَّهَا كَمَالٌ نَفْسَانِيٌّ، وَلِأَنَّ فَوَائِدَهَا حَقِيقِيَّةٌ دَائِمَةٌ، وَلِأَنَّ بِهَا اجْتِنَابَ الْمَضَارِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ تَعَالَى:{ أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ }[يُونُس: 62، 63] ، وَقَوْلُهُ: {أُولِي } مَعْنَاهُ ذَوِي، وَتَقَدَّمَ بَيَانُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ: { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} [الطَّلَاق: 4] آنِفًا {والَّذِينَ آمَنُوا } بَدَلٌ مِنْ { أُولِي الْأَلْبابِ}.
وَهَذَا الِاتِّبَاع يُومِئ إِلَى أَنَّ قَبُولَهُمُ الْإِيمَانَ عُنْوَانٌ عَلَى رَجَاحَةِ عُقُولِهِمْ. وَالْإِتْيَانُ بِصِلَةِ الْمَوْصُولِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْإِيمَانَ سَبَبٌ لِلتَّقْوَى وَجَامِعٌ لِمُعْظَمِهَا وَلَكِنَّ لِلتَّقْوَى دَرَجَاتٍ هِيَ الَّتِي أُمِرُوا بِأَنْ يُحِيطُوا بِهَا.
 
...........2- وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ...:{ وَلَا فِي السَّمَاءِ }...

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ:{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)}

هَذِهِ الْآيَةُ لَا يُمْكِن بِحَالٍ مِن َ الْأَحْوَالِ أَنْ نُبْعِدَهَا عَنِ الدَّلَالَةِ الْعِلْمِيَّةِ الْحَالِيَّةِ.. فَهِيَ الْوَحِيدَةُ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ... فَهِيَ تُشِيرُ إِلَى حَالَةٍ مَوْجُودَةٍ...
{{وصول الناس إلى الفضاء .............}
جَاءَ فِي الْبَسِيِطِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ لِلْوَاحِدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ (الْمُتَوَفَّى: 468هـ) .....

قال قطرب: معناه: ولا في السماء لو كنتم فيها، كقوله: ما يفوتني فلان بالبصرة، ولا هاهنا في بلدي. يعني: ولا بالبصرة لو صار إليها . وهذا الوجه موافق لتفسير مقاتل؛ فإنه يقول في معنى الآية: وما أنتم يا كفارُ سابقي الله فتفوتونه؛ في الأرض كنتم، أو في السماء كنتم، أينما تكونوا حتى يجزيكم بأعمالكم السيئة .

جَاءَ فِي الْبَسِيِطِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ لِلْوَاحِدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ (الْمُتَوَفَّى: 468هـ) .....

وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} اختلفوا في تقدير الآية على وجهين، فقال الفراء: يقول القائل: كيف وَصَفهم بأنهم لا يُعجزون في الأرض ولا في السماء، وليسوا من أهل السماء فالمعنى والله أعلم: ما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا مَنْ في السماء بمعجز، وهو من غامض العربية؛ للضمير الذي لم يظهر في الثاني.
قال ابن عباس: يريد: لا يُعجزني أحدٌ من أهل الأرض، ولا من أهل السماء.
والوجه الثاني: قال قطرب: معناه: ولا في السماء لو كنتم فيها، كقوله: ما يفوتني فلان بالبصرة، ولا هاهنا في بلدي. يعني: ولا بالبصرة لو صار إليها . وهذا الوجه موافق لتفسير مقاتل؛ فإنه يقول في معنى الآية: وما أنتم يا كفارُ سابقي الله فتفوتونه؛ في الأرض كنتم، أو في السماء كنتم، أينما تكونوا حتى يجزيكم بأعمالكم السيئة .
وذكر أبو إسحاق القولين موجزًا؛ فقال: معناه: ما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا أهل السماء بمعجزين. ويجوز: وما أنتم بمعجزين في الأرض، لا ولو كنتم في السماء. أي: لا ملجأ من الله إلا إليه {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} يمنعكم منِّي {وَلَا نَصِيرٍ} ينصركم من عذابي. قاله ابن عباس.

3- حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ............

قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
هَذِهِ الآيَةُ فِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى مَا صَارَ إِلَيهِ حَالُ الدُّنْيَا وَمَا سَيَصِيرُ إِلَيهِ حَالُهَا مِمَّا نَرَى مِنْ زُخْرُفٍ وَزِينَةٍ وَهُوَ من نَبَأِ الْقُرْآنِ بِالْغَيْبِ.
 
.الْمَوْضُوعُ ...................
1-إنَّ الدَّلَالَةَ الْعِلْمِيَّةً لَا تَتَعَارَضُ أَبَدَاً مَعَ الْأُصًولِ التَّشْرِيعِيَّةِ. وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا وَاجِبٌ تَعَبُّدِيٌّ.
2- لَا يُمْكِنُ قَصْرُ إعْجَازِ الْقُرْآنِ عَلَى نَوْعِ مُعَيَّنٍ – وَهَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ..
3- هَلْ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَقَطْ لِجِيلِ الصَّحَابَةِ رَضْيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ....؟ وَمَاذَا تَفْعَلُ الْأَجْيَالُ الْأُخْرَى وَهِيَ تُوَاجِهُ ظُرُوفَاً جَدِيدَةً تَمَامَاً وَمُخْتَلِفَةً اخْتِلَافَاً مُتَتَابِعَاً ؟ هَلْ نَعُودُ بِهَذِهِ الْأَجْيَالِ إِلَى الْوَرَاءِ ؟ أَمْ هَلْ نَسْأَلُ اللهَ كَمَا قَالَ مَنْ كَفَرَ {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ }.... وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُحَالٌ ..
أَمَّا الْمُمْكِنُ فَهُوَ الْمُجَاهَدَةُ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ :{ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }.
هَذَا جِهَادٌ كَبِيرٌ – جِهَادُ الْأَدِلَّةِ وَالبَرَاهِينِ وَالِاسْتِدْلَالِ الصَّحِيحِ..

هَذَا هُوَ وَصْفُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ...{ جِهَادًا كَبِيرًا }.
4-وَلَابُدُّ مِنَ التَّرْكِيزِ وَالتَّذْكِيرِ لِمَنْ سَيُطَلُّ عَلَيْنَا بِرَأْسِهِ وَرَفْسِهِ وَرَفَثِهِ...........

جَاءَ فِي كِتَابِ التَّبشِيرِ وَالاستِعمَارِ فِي البِلَادِ العَرَبيَّةِ ..........
تَأليِف الدُّكتُور مُصطَفَى خَالِدي والدُّكتُور عُمَر فرُّوخ........

- يَقُولُ (جون تاكلي) عَن المُسلمينَ: «يَجِبُ أَنْ يُسْتَخْدَمَ كِتَابُهُمْ (أَيْ القُرْآنُ الكَرِيمُ)، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسِهِ لِنَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا. يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».

5- قَوْلُهُ تَعَالَي :{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) }

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه .....
وَأَيْنَ أَهْلُ التَّقْلِيدِ مِنْ هَدْيِ الْقُرْآنِ ؟ هُوَ يَذْكُرُ لَنَا الْأَحْكَامَ بِأُسْلُوبٍ يُعِدُّنَا لِلْعَقْلِ ، وَيَجْعَلُنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصِيرَةِ وَيَنْهَانَا عَنِ التَّقْلِيدِ الْأَعْمَى ، وَهُمْ يَأْمُرُونَنَا بِأَنْ نَخِرَّ عَلَى كَلَامِهِمْ وَكَلَامِ أَمْثَالِهِمْ صُمًّا وَعُمْيَانًا ...

وَمَنْ حَاوَلَ مِنَّا الِاهْتِدَاءَ بِالْكِتَابِ الْعَزِيزِ وَمَا بَيَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ الْمُتَّبَعَةِ أَقَامُوا عَلَيْهِ النَّكِيرَ ، وَلَعَلَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنَ التَّبْدِيعِ وَالتَّكْفِيرِ ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ بِهَذَا يُحَافِظُونَ عَلَى الدِّينِ وَمَا أَضَاعَ الدِّينَ إِلَّا هَذَا ، فَإِنْ بَقِينَا عَلَى هَذِهِ التَّقَالِيدِ لَا يَبْقَى عَلَى هَذَا الدِّينِ أَحَدٌ ، فَإِنَّنَا نَرَى النَّاسَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْهُ لِوَاذًا ، وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْعَقْلِ الَّذِي هَدَانَا اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا ، رُجِيَ لَنَا أَنْ نُحْيِيَ دِينَنَا فَيَكُونُ دِينُ الْعَقْلِ هُوَ مَرْجِعُ الْأُمَمِ أَجْمَعِينَ ، وَهَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ تَعَالَى بِهِ (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
6- قَالَ فِي التَّحريرِ والتَّنويرِ .............

عَلَى أَنَّ مِنْ مَقَاصِدِ الْقُرْآنِ أَمْرَيْنِ:

أَحَدُهُمَا...... كَوْنُهُ شَرِيعَةً دَائِمَةً، وَذَلِكَ يَقْتَضِي فَتْحَ أَبْوَابِ عِبَارَاتِهِ لِمُخْتَلِفِ اسْتِنْبَاطِ الْمُسْتَنْبِطِينَ، حَتَّى تُؤْخَذَ مِنْهُ أَحْكَامُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ.........
وَثَانِيهِمَا........ تَعْوِيدُ حَمَلَةِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَعُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، بِالتَّنْقِيبِ، وَالْبَحْثِ، وَاسْتِخْرَاجِ الْمَقَاصِدِ مِنْ عَوِيصَاتِ الْأَدِلَّةِ، حَتَّى تَكُونَ طَبَقَاتُ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ صَالِحَةً- فِي كُلِّ زَمَانٍ- لِفَهْمِ تَشْرِيعِ الشَّارِعِ وَمَقْصِدِهِ مِنَ التَّشْرِيعِ، فَيَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى اسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ التَّشْرِيعِيَّةِ، وَلَوْ صِيغَ لَهُمُ التَّشْرِيعُ فِي أُسْلُوبٍ سَهْلِ التَّنَاوُلِ لَاعْتَادُوا الْعُكُوفَ عَلَى مَا بَيْنَ أَنْظَارِهِمْ فِي الْمُطَالَعَةِ الْوَاحِدَةِ. مِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَتْ صَلُوحِيَّةُ عِبَارَاتِهِ لِاخْتِلَافِ مَنَازِعِ الْمُجْتَهِدِينَ، قَائِمَةً مَقَامَ تَلَاحُقِ الْمُؤَلِّفِينَ فِي تَدْوِينِ كُتُبِ الْعُلُومِ، تَبَعًا لِاخْتِلَافِ مَرَاتِبِ الْعُصُورِ.
7- مِنَ السُّنَّةِ الْمُبَارَكَةِ .................
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيءٌ إِلَّا أُوتِيَ- أَوْ أُعْطِيَ- مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
قال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ في الفَتحِ ............

قَوْلُهُ- مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ- هَذَا دَالٌّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُعْجِزَةٍ تَقْتَضِي إِيمَانَ مَنْ شَاهَدَهَا بِصِدْقِهِ وَلَا يَضُرُّهُ مَنْ أَصَرَّ عَلَى الْمُعَانَدَةِ.

قَوْله:{ مِنَ الْآيَاتِ } أَيِ الْمُعْجِزَاتِ الْخَوَارِقِ.
قَوْلُهُ- { مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَّرّ } - مَا مَوْصُولَةٌ وَقَعَتْ مَفْعُولًا ثَانِيًا لِأُعْطِيَ وَمِثْلُهُ مُبْتَدَأٌ وَآمَنَ خَبَرُهُ وَالْمِثْلُ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ عَيْنُ الشَّيْءِ وَمَا يُسَاوِيهِ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ آيَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ شَأْنِ مَنْ يُشَاهِدُهَا مِنَ الْبَشَرِ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ لِأَجْلِهَا, وَعَلَيْهِ بِمَعْنَى اللَّامِ أَوِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ.
وَالنُّكْتَةُ فِي التَّعْبِيرِ بِهَا تَضَمُّنُهَا مَعْنَى الْغَلَبَةِ أَيْ يُؤْمِنُ بِذَلِكَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَهُ عَنْ نَفْسِهِ لَكِنْ قَدْ يَجْحَدُ فَيُعَانِدُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }.
تَأَمَّلْ تَأَمَّلْ تَأَمَّلْ .................
وَالنُّكْتَةُ فِي التَّعْبِيرِ بِهَا تَضَمُّنُهَا مَعْنَى الْغَلَبَةِ أَيْ يُؤْمِنُ بِذَلِكَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَهُ عَنْ نَفْسِهِ لَكِنْ قَدْ يَجْحَدُ فَيُعَانِدُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }.
وَمُعْجِزَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَمِرَّةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَخَرْقُهُ لِلْعَادَةِ فِي أُسْلُوبِهِ وَبَلَاغَتِهِ وَإِخْبَارِهِ بِالْمَغِيبَاتِ فَلَا يَمُرُّ عَصْرٌ مِنَ الْأَعْصَارِ إِلَّا وَيَظْهَرُ فِيهِ شَيْءٌ مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ دَعْوَاهُ وَهَذَا أَقْوَى الْمُحْتَمَلَاتِ وَتَكْمِيلُهُ فِي الَّذِي بَعْدَهُ.
قَوْلُهُ {فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ }..............
- رَتَّبَ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ مُعْجِزَةِ الْقُرْآنِ الْمُسْتَمِرَّةِ لِكَثْرَةِ فَائِدَتِهِ وَعُمُومِ نَفْعِهِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الدَّعْوَةِ وَالْحُجَّةِ وَالْإِخْبَارِ بِمَا سَيَكُونُ فَعَمَّ نَفْعُهُ مَنْ حَضَرَ وَمَنْ غَابَ وَمَنْ وُجِدَ وَمَنْ سَيُوجَدُ ....فَحَسُنَ تَرْتِيبُ الرَّجْوَى الْمَذْكُورَةِ عَلَى ذَلِكَ- وَهَذِهِ الرَّجْوَى قَدْ تَحَقَّقَتْ فَإِنَّهُ أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا .

تَأَمَّلْ تَأَمَّلْ تَأَمَّلْ .................
فَعَمَّ نَفْعُهُ مَنْ حَضَرَ وَمَنْ غَابَ وَمَنْ وُجِدَ وَمَنْ سَيُوجَدُ.........
....
 
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ وَمَنْشُورِ ولَايَة أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِرَادَةِ..........

وَتَأَمَّلْ حِكْمَتَهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى فِي إِرْسَالِ الرُّسُلِ فِي الْأُمَمِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ خَلفَهُ آخرُ لِحَاجَتِهَا إِلَى تَتَابِعِ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ لِضَعْفِ عُقُولِهَا وَعَدَمِ اكْتفَائِهَا بِآثَارِ شَرِيعَةِ الرَّسُولِ السَّابِق, فَلَمَّا انْتَهَتْ النُّبُوَّة إِلَى مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللهِ رَسُولِ اللهِ وَنَبِيِّهِ - أَرْسَلَهُ إِلَى أَكْمَلِ الْأُمَمِ عُقُولَا وَمَعَارِف- وَأَصَحِّهَا أَذْهَانَا وَأَغْزَرِهَا عُلُومَا , وَبَعَثَهُ بِأَكْمَلِ شَرِيعَةٍ ظَهَرَتْ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ قَامَتْ الدُّنْيَا إِلَى حِينِ مَبْعَثِهِ فَأَغْنَى اللهُ الْأمَّةَ بِكَمَالِ رَسُولِهَا وَكَمَالِ شَرِيعَتِهِ وَكَمَالِ عُقُولِهَا وَصِحَّة أَذْهَانِهَا عَن رَسُول يَأْتِي بَعْدَهُ.

أقَامُ لَهُ مَنْ أُمَّتِهِ وَرَثَةً يَحْفُظُونَ شَرِيعَتَهُ وَوَكَّلَهُم بهَا حَتَّى يُؤدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِم وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِم , فَلَم يَحْتَاجُوا مَعَه إلى رسَولٍ آخَرَ وَلَا نَبِي وَلَا مُحَدِّثٍ .
{
}
 
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ وَمَنْشُورِ ولَايَة أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِرَادَةِ..........

وَتَأَمَّلْ حِكْمَتَهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى فِي إِرْسَالِ الرُّسُلِ فِي الْأُمَمِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ خَلفَهُ آخرُ لِحَاجَتِهَا إِلَى تَتَابِعِ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ لِضَعْفِ عُقُولِهَا وَعَدَمِ اكْتفَائِهَا بِآثَارِ شَرِيعَةِ الرَّسُولِ السَّابِق, فَلَمَّا انْتَهَتْ النُّبُوَّة إِلَى مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللهِ رَسُولِ اللهِ وَنَبِيِّهِ - أَرْسَلَهُ إِلَى أَكْمَلِ الْأُمَمِ عُقُولَا وَمَعَارِف- وَأَصَحِّهَا أَذْهَانَا وَأَغْزَرِهَا عُلُومَا , وَبَعَثَهُ بِأَكْمَلِ شَرِيعَةٍ ظَهَرَتْ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ قَامَتْ الدُّنْيَا إِلَى حِينِ مَبْعَثِهِ فَأَغْنَى اللهُ الْأمَّةَ بِكَمَالِ رَسُولِهَا وَكَمَالِ شَرِيعَتِهِ وَكَمَالِ عُقُولِهَا وَصِحَّة أَذْهَانِهَا عَن رَسُول يَأْتِي بَعْدَهُ.

أقَامُ لَهُ مَنْ أُمَّتِهِ وَرَثَةً يَحْفُظُونَ شَرِيعَتَهُ وَوَكَّلَهُم بهَا حَتَّى يُؤدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِم وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِم , فَلَم يَحْتَاجُوا مَعَه إلى رسَولٍ آخَرَ وَلَا نَبِي وَلَا مُحَدِّثٍ .
{
}

بارك الله فيك.
كلامٌ نفيس لابن القيم رحمــه الله تعــالىرحمه الله.
 
"عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أُنَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا»"
(صحيح مسلم) (2/ 1067)

"قَالَ الْعُلَمَاءُ :سَبَبُ هَمِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهْيِ عَنْهَا أَنَّهُ يَخَافُ مِنْهُ ضَرَرَ الْوَلَدِ الرَّضِيعِ قَالُوا وَالْأَطِبَّاءُ يَقُولُونَ إِنَّ ذَلِكَ اللَّبَنَ دَاءٌ وَالْعَرَبُ تَكْرَهُهُ وَتَتَّقِيهِ"
(شرح النووي على مسلم) (10/ 16)

فترك قول العرب واستدل بواقع الفرس والروم.
فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِه فَلَيْسَ مِنِّه.
 
عودة
أعلى