محمود الشنقيطي
New member
ريحُ الجَـنَّـةِ يجدُهُ المؤمنونَ من مسيرة خمسمائةِ عامٍ , وريحُ رمضانَ الطَّـيبُ تسلَّـلَ إلى أرواحِ المُشتاقينَ , وكأنَّـني بهِ يدخـل فتهدأُ لوعةُ كُـلِّ مُشتاقٍ , وييبقى المُقَـصِّرونَ - وأنا أتقدَّمُـهم - يندبونَ حظَّـهم فأتوسَّـل أنا على أعتابه بهذه الكلمـات.
[poem=font="Traditional Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage= border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لَـيلي بمَـا كسَـبَ الفُـؤادُ رهـيـنُ = ونَـهـارُ حُـبِّي ثَـورةٌ وسُـكُـونُ
وأنـا عـلى أمـواجِ وجدي مُـبـحرٌ = وحْدي , وخِـدني فُلكُـها المشحـونُ
والدَّهـرُ أسرجَ شيظميَّـاتِ النَّـوى = لتقُـولَ كُـنْ لصَـبابـتـي فتكُـونُ
ومرابـعُ الأحبـابِ رغمَ بِـعادِهـا = يبدو لقـلبـي سِـرُّها المَـكـنُـونُ
ماشَـامَتِ العينَـانِ بـرقاً أمَّــهَا = إلا وأزهَـرَ خـاطـري المَـحـزونُ
فمَـتى يخُـطُّ لنا الزَّمـانُ قصيـدةً = وصــلُ الأحـبَّـةِ بحـرُها المـوزونُ
ويكـونُ من رمَـضانَ نبضُ حُروفِها = لحـناً بهِ الـزَّمَـنُ الرَّغـيدُ ضَـميـنُ
وتكُـونُ يا رمضـانُ أنتَ مَدارَهـا = حُـسناً , فأنتَ لدى السُّـرورِ مكـينُ
وتطُـوفُ آمـالي بكعبةِ كَـونِـها = جسداً تجَـلَّـى ظِـلُّـهُ المظـنـونُ
لو كُـنتَ حينَ تطاولتْ آمالُـنا = وقلوبُـنا قبلَ العُـيونِ عُـيونُ
تترقَّـبُ الإهلالَ منكَ حفِـيَّـةً = وجبيـنُ سعدكَ في العلاءِ مصُـونُ
لو كُـنتَ حينئذٍ تُـحيطُ بما انطـوى = قلبي عليهِ لضَـلَّ عنكَ النُّـونُ
لكنَّ مَـيمُـونَ الوصَـالِ تبدَّلت = فلَـقاً بمشرقهِ الليالي الجُـونُ
فلَكَ السَّـلامُ , عليكَ , منكَ , وفيكَ , يا = شَـهراً بهِ مـاءُ الحياةِ مَعينُ
يا مَـنزِلَ القُـرآنَ طِبتَ وطَـابَ من = حرَسَـتهُ منكَ معاقلٌ وحُـصُـونُ
آخيتَ بينَ الباقيَـاتِ وبينَـهُ = فهَـمى عليهِ من القَـبولِ هـتُـونُ
وتفتَّـحت أبوابُ عدنٍ جنَّـةً = والنَّـارُ غُـلِّقَ بابها والهُـونُ
وتصفَّـدَ الخنَّـاسُ , وانكبَّ الرَّدى = والذَّنبُ أمحلَ صفقُـهُ المغبُـونُ
يا ربِّ لا ضَـاقتْ رحَـابُك عن فتىً = أردتهُ من كَـسبِ الأثامِ فُـنونُ
الوِزرُ أنقضَ ظَـهرهُ , وبهِ إلى = رمضـانَ شوقٌ صادقٌ ومُـبيـنُ
وبهِ إلى الرَّحمـاتِ توقٌ حفَّـهُ = إشفاقُـهُ ممَّـا جنى ويقِـينُ
يرجو يخـافُ وأنتَ أعلمُ بالَّـذي = يُـطوى عليهِ كتابهُ المكنُـونُ
فالطُـف بهِ وبأمِّـهِ وأبيهِ يا = من ليسَ ينفَـدُ فضلُـهُ المخـزونُ
وأقِـل عثارَ خُـطاهُ في المَـسعى إلى = عـفوٍ بهِ كُـلِّ الصِّـعابِ تلينُ
أعمالهُ خللٌ على زلَـلٍ ويَـحـْ = كِـي النَّـقصَ منها الشَّـكلُ والمَـضمونُ
لكن وسيلتُـهُ إليكَ شهـادةٌ = ألاَّ إلـهَ بأمرهِ التكـوينُ
إلاَّ المُـهيمِـنُ والسميعُ ومَـن علا = كُـل العُـلاَ , وعُـلا سواهُ الدُّونُ
ربٌّ لهُ السَّـبعُ الشِّـدادُ وأهلُـها = والأرضُ مُـلكٌ قائمٌ مـوضونُ
ما شاءَ كانَ , ولا يكُـونُ سوى الَّـذي = يقضِـيهِ , والدُّنيا بذاكَ تدينُ
ووسيلتي أنَّـي شهِـدتُّ بأنَّ مَـن = أسـرى بهِ هو سيِّـدي الميمُـونُ
خيرُ البَـريَّـةُ والرَّسـولُ إلى الـوَرى = وهُـداهُ في موجِ الشَّـقاءِ سَفِـينُ
مـالي إليكَ وسيلةٌ إلاَّ هُـما = فهبِ الفكَـاكَ فإنَّـني مسجُـونُ
وتوَلَّـني إنِّـي قطعتُ علائقي = بسِـواكَ إنَّـهمُ العَـنـا والهُـونُ
وعـلى النَّـبيِّ الهاشِـميِّ محمدٍ = صلواتُـكُـم ما أعذقَ العُرجـونُ[/poem]
[poem=font="Traditional Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage= border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لَـيلي بمَـا كسَـبَ الفُـؤادُ رهـيـنُ = ونَـهـارُ حُـبِّي ثَـورةٌ وسُـكُـونُ
وأنـا عـلى أمـواجِ وجدي مُـبـحرٌ = وحْدي , وخِـدني فُلكُـها المشحـونُ
والدَّهـرُ أسرجَ شيظميَّـاتِ النَّـوى = لتقُـولَ كُـنْ لصَـبابـتـي فتكُـونُ
ومرابـعُ الأحبـابِ رغمَ بِـعادِهـا = يبدو لقـلبـي سِـرُّها المَـكـنُـونُ
ماشَـامَتِ العينَـانِ بـرقاً أمَّــهَا = إلا وأزهَـرَ خـاطـري المَـحـزونُ
فمَـتى يخُـطُّ لنا الزَّمـانُ قصيـدةً = وصــلُ الأحـبَّـةِ بحـرُها المـوزونُ
ويكـونُ من رمَـضانَ نبضُ حُروفِها = لحـناً بهِ الـزَّمَـنُ الرَّغـيدُ ضَـميـنُ
وتكُـونُ يا رمضـانُ أنتَ مَدارَهـا = حُـسناً , فأنتَ لدى السُّـرورِ مكـينُ
وتطُـوفُ آمـالي بكعبةِ كَـونِـها = جسداً تجَـلَّـى ظِـلُّـهُ المظـنـونُ
لو كُـنتَ حينَ تطاولتْ آمالُـنا = وقلوبُـنا قبلَ العُـيونِ عُـيونُ
تترقَّـبُ الإهلالَ منكَ حفِـيَّـةً = وجبيـنُ سعدكَ في العلاءِ مصُـونُ
لو كُـنتَ حينئذٍ تُـحيطُ بما انطـوى = قلبي عليهِ لضَـلَّ عنكَ النُّـونُ
لكنَّ مَـيمُـونَ الوصَـالِ تبدَّلت = فلَـقاً بمشرقهِ الليالي الجُـونُ
فلَكَ السَّـلامُ , عليكَ , منكَ , وفيكَ , يا = شَـهراً بهِ مـاءُ الحياةِ مَعينُ
يا مَـنزِلَ القُـرآنَ طِبتَ وطَـابَ من = حرَسَـتهُ منكَ معاقلٌ وحُـصُـونُ
آخيتَ بينَ الباقيَـاتِ وبينَـهُ = فهَـمى عليهِ من القَـبولِ هـتُـونُ
وتفتَّـحت أبوابُ عدنٍ جنَّـةً = والنَّـارُ غُـلِّقَ بابها والهُـونُ
وتصفَّـدَ الخنَّـاسُ , وانكبَّ الرَّدى = والذَّنبُ أمحلَ صفقُـهُ المغبُـونُ
يا ربِّ لا ضَـاقتْ رحَـابُك عن فتىً = أردتهُ من كَـسبِ الأثامِ فُـنونُ
الوِزرُ أنقضَ ظَـهرهُ , وبهِ إلى = رمضـانَ شوقٌ صادقٌ ومُـبيـنُ
وبهِ إلى الرَّحمـاتِ توقٌ حفَّـهُ = إشفاقُـهُ ممَّـا جنى ويقِـينُ
يرجو يخـافُ وأنتَ أعلمُ بالَّـذي = يُـطوى عليهِ كتابهُ المكنُـونُ
فالطُـف بهِ وبأمِّـهِ وأبيهِ يا = من ليسَ ينفَـدُ فضلُـهُ المخـزونُ
وأقِـل عثارَ خُـطاهُ في المَـسعى إلى = عـفوٍ بهِ كُـلِّ الصِّـعابِ تلينُ
أعمالهُ خللٌ على زلَـلٍ ويَـحـْ = كِـي النَّـقصَ منها الشَّـكلُ والمَـضمونُ
لكن وسيلتُـهُ إليكَ شهـادةٌ = ألاَّ إلـهَ بأمرهِ التكـوينُ
إلاَّ المُـهيمِـنُ والسميعُ ومَـن علا = كُـل العُـلاَ , وعُـلا سواهُ الدُّونُ
ربٌّ لهُ السَّـبعُ الشِّـدادُ وأهلُـها = والأرضُ مُـلكٌ قائمٌ مـوضونُ
ما شاءَ كانَ , ولا يكُـونُ سوى الَّـذي = يقضِـيهِ , والدُّنيا بذاكَ تدينُ
ووسيلتي أنَّـي شهِـدتُّ بأنَّ مَـن = أسـرى بهِ هو سيِّـدي الميمُـونُ
خيرُ البَـريَّـةُ والرَّسـولُ إلى الـوَرى = وهُـداهُ في موجِ الشَّـقاءِ سَفِـينُ
مـالي إليكَ وسيلةٌ إلاَّ هُـما = فهبِ الفكَـاكَ فإنَّـني مسجُـونُ
وتوَلَّـني إنِّـي قطعتُ علائقي = بسِـواكَ إنَّـهمُ العَـنـا والهُـونُ
وعـلى النَّـبيِّ الهاشِـميِّ محمدٍ = صلواتُـكُـم ما أعذقَ العُرجـونُ[/poem]