محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قال الله تعالى : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: 185] .
هذا الجزء من الآية الكريمة يُبين صفة عظيمة لهذا الدين : " إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ " ( 1 ) .. هكذا قال نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا أصل مهمٌ من أصول هذا الدين ؛ ولذلك قَعَّدَ الفقهاء : ( المشقة تجلب التيسير ) . وقوله تعالى : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ، بمنزلة قوله عز وجل : { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } ( المائدة : 6 ) ، وقوله جل جلاله : { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ( النساء : 28 ) .
والآية واضحة في التخفيف ووضع المشقة على المسافر والمريض ؛ إذ الله تعالى غني عن تعذيب العبد نفسه ، وإنما الغاية من العبادة أن يعرف العبد حق ربه فيتقيه قدر استطاعته ، ومن هنا لم يكلف البارئ الكريم عباده إلا ما في وسعهم ، ولم يأمرهم إلا بقدر طاقتهم ، بل رخص لهم في كل ما يظن فيه المشقة والعنت رخصًا فيها التيسير والتخفيف ليقوم بعبادة ربه بيسر وسهولة ، وإقبال على الله تعالى ؛ قال الله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا } ( التغابن : 16 ) .
روى أحمد عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ : حَدَّثَنِي أَبُو عُرْوَةَ قَالَ : كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم ، فَخَرَجَ رَجِلًا يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ فَصَلَّى ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : " لَا ؛ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِينَ اللهِ فِي يُسْرٍ " ثَلَاثًا يَقُولُهَا ( 2 ) .
وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " ( 3 ) .
وروى أحمد عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مرفوعا : " لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ " ( 4 ) .
___
1 - رواه البخاري ( 39 ) عن أبي هريرة وتمامه : " إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ ".
2 - أحمد : 5 / 96 ، وحسنه ابن حجر في الفتح : 1 / 117 ، ورَجِل أي مسرَّح الشعر .
3 - البخاري ( 69 ) ، ومسلم ( 1734 ) .
4 - أحمد : 6 / 116 ، 223 ؛ وإسناده صحيح .
هذا الجزء من الآية الكريمة يُبين صفة عظيمة لهذا الدين : " إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ " ( 1 ) .. هكذا قال نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا أصل مهمٌ من أصول هذا الدين ؛ ولذلك قَعَّدَ الفقهاء : ( المشقة تجلب التيسير ) . وقوله تعالى : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ، بمنزلة قوله عز وجل : { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } ( المائدة : 6 ) ، وقوله جل جلاله : { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ( النساء : 28 ) .
والآية واضحة في التخفيف ووضع المشقة على المسافر والمريض ؛ إذ الله تعالى غني عن تعذيب العبد نفسه ، وإنما الغاية من العبادة أن يعرف العبد حق ربه فيتقيه قدر استطاعته ، ومن هنا لم يكلف البارئ الكريم عباده إلا ما في وسعهم ، ولم يأمرهم إلا بقدر طاقتهم ، بل رخص لهم في كل ما يظن فيه المشقة والعنت رخصًا فيها التيسير والتخفيف ليقوم بعبادة ربه بيسر وسهولة ، وإقبال على الله تعالى ؛ قال الله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا } ( التغابن : 16 ) .
روى أحمد عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ : حَدَّثَنِي أَبُو عُرْوَةَ قَالَ : كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم ، فَخَرَجَ رَجِلًا يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ فَصَلَّى ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : " لَا ؛ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِينَ اللهِ فِي يُسْرٍ " ثَلَاثًا يَقُولُهَا ( 2 ) .
وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " ( 3 ) .
وروى أحمد عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مرفوعا : " لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ " ( 4 ) .
___
1 - رواه البخاري ( 39 ) عن أبي هريرة وتمامه : " إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ ".
2 - أحمد : 5 / 96 ، وحسنه ابن حجر في الفتح : 1 / 117 ، ورَجِل أي مسرَّح الشعر .
3 - البخاري ( 69 ) ، ومسلم ( 1734 ) .
4 - أحمد : 6 / 116 ، 223 ؛ وإسناده صحيح .