((إن كيدكن عظيم))..كييف نرد على القائلين بذم القرآن للنساء في هذه الآية..؟

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يقول تعالى: ((إن كيدكن عظيم))..
فالآية تسم جنس النساء بالكيد والمكر.. وقد يأخذها بعضهم على أنها ذم محض لجنس النساء عامة..
وحين يقال بأن القرآن كرّم المرأة بأن خص سورة كاملة باسم امرأة هي مريم عليها السلام، وأثنى على امرأة فرعون
وأن الرسول عليه السلام أثنى في أحاديثه على عائشة وخديجة وفاطمة ومريم وامرأة فرعون
يقال: بأن هذه حالات خاصة، والثناء ورد في شخصيات بعينها أما الذم فورد في جنس النساء عااامة..!
كيف يمكن الرد على ذلك الفهم للآية الكريمة..؟!
ولكم شكري
 
1- ساوى الله عز وجل بين المؤمنين والمؤمنات في الثواب والعقاب والمدح والذم ؛ قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}التوبة 71-72 ، وقال عز وجل: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}الأحزاب35 ، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}الأحزاب58 ، وقال تعالى: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}الأحزاب73 ، وقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}محمد19 ، وقال تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً}الفتح5 ، وقال تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}الحديد12 ، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}البروج10 .
2- تفضيل جنس على جنس لا يعني ذم الجنس المفضول مطلقاً ، فكُلٌّ فاضِلٌ ومُكَرَّمٌ عند الله عز وجل{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}الإسراء70 ، وهذا التكريم والتفضيل شامل للجنسين فكلهم بنو آدم ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الحجرات13 ، دون تمييز بين ذكر وأنثى .
3- الآية محل إشكال الفهم ذَمَّتْ كيدَ النساء ، ولَمْ تَذُمّ النساء مطلقاً إذ الصالحاتُ كُثُر .
ومن المحزن أن الواقع الذي قررته الآيات مشاهَدٌ ملحوظ لكل متأمِّلٍ منصِف في أن هناك مِنَ النساء مَنْ إذا كِدْنَ انقلبنَ شيطاناً مريداً لا يرقبن إلًّا ولا ذِمَّة ، ولاشك أن سحر الزوج داخلٌ في كفران العشير إلا أنه أدهى وأمر لتعلقه بالسحر ، وهذا مثال مباشر لمن كان له قلب ، وما سمعنا برجلٍ سَوِيٍّ ظاهراً أَوْصَلَهُ كَيْدُهُ إلى سحر زوجهِِ ، وسمعنا الكثير ممن هُنَّ سَوِيَّات ظاهراً بل ويُظهِرن الدِّين والاستقامة وأحللنَ لأنفسهن السحر والغش والمكر السيء !
وللفائدة يُراجع هذا الرابط :
كيد النساء وكيد الشيطان كما ورد في القرآن
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وأحسن من ذلك كله أن يقال
الكيد في ذاته لا يذم ولا يمدح بل بحسب الغاية منه
ولهذا نسب لله عز وجل
((وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) [الأعراف:183]+[القلم:45]
بل وفي السورة نفسها
{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [يوسف:76]
فوصف الله كيد النسوة بالعظمة ووصف كيده بالمتانة والله العالم
لطيفة فهذا مدح للمرأة لا ذم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم" لفهم المقصود من هذه الآية بشكل محدد ودقيق، يجب علينا الرجوع إلى الآية 28 من سورة يوسف(فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، حيث ندرك من السياق أن هذه الآية لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن ليوسف عليه السلام بشكل خاص، ونشاهد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية عن زوج المرأة التي كادت ليوسف وأنه قال لزوجته: إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم.
في آية أخرى يقرأ بعض الناس قوله عز وجل (عن الشيطان: (إِ"نَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"ويتساءلون: "هل المرأة أشد كيدًا من الشيطان ؟". هناأيضا ينبغي علينا العودة إلى تفسير الآية 76 من سورة النساء (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) لكي يكون كلامنا أكثر دقة وأكثر تحديدا.
جاء في الطبري في تفسير هذه الآية الكريمة:
يعني تعالى ذكره في هذه الآية: الذين آمنوا وصدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به " يقاتلون في سبيل الله "، في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده،والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت "، أي والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم " يقاتلون في سبيل الطاغوت "، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.
ويقول الله، مقوِّيًا عزم المؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحرِّضهم على أعدائه وأعداء دينه من أهل الشرك به: " فقاتلوا " أيها المؤمنون، " أولياء الشيطان "، يعني بذلك: الذين يتولَّونه ويطيعون أمره، في خلاف طاعة الله، والتكذيب به، وينصرونه " إن كيد الشيطان كان ضعيفًا "، يعني بكيده: ما كاد به المؤمنين، من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به. يقول: فلا تهابوا أولياء الشيطان، فإنما هم حزبه وأنصاره، وحزبالشيطان أهل وَهَن وضعف.

إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولامبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف.
إن المعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع،إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله.
يقول تعالى في سورة الطارق:" إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) " صدق الله العظيم

والله أعلم​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن ليوسف عليه السلام بشكل خاص
وأقول لك أختي الكريمة إنها لم تنزل في تلك النسوة أيضا لأمر واضح وهو أن قول العزيز كان قبل أن ينتشر الأمر وقبل أن يأتي كيد النسوة المعنيات بهذا الأمر والأمر لا حراجة فيه فهو ليس بذم كما قلنا فالمقصود كيد النسوة بصفة عامة فتنبهي إلى هذا الأمر جزيت خيرا والله العالم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأقول لك أختي الكريمة إنها لم تنزل في تلك النسوة أيضا لأمر واضح وهو أن قول العزيز كان قبل أن ينتشر الأمر وقبل أن يأتي كيد النسوة المعنيات بهذا الأمر والأمر لا حراجة فيه فهو ليس بذم كما قلنا فالمقصود كيد النسوة بصفة عامة فتنبهي إلى هذا الأمر جزيت خيرا والله العالم

جزاك الله خيرا اخي الكريم وأحسن إليك.
 
شكر الله لكم إخوتي الأفاضل..
لكن لي وقفة مع القول بأن المعنيات هن امرأة العزيز ومن معها.. إذ أرى أن الآية عامة في جنس النساء
بل إن العزيز أراد بمقولته تلك الدلالة على أن ذلك طبع متأصل ومتجذر في عرق النساء ، كما أشار إلى ذلك أبو السعود في تفسيره
 
شكري العاطر لكم إخوتي الأفاضل..وجزيتم الجنة.
 
عودة
أعلى