( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( وهزي إليك بجذع النخلة ) ؟؟

إنضم
24/06/2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء وكل عام وأنتم بخير وعافية وأسأل الله أن يتقبل منكم الطاعات ويغفر ويعفو عن الزلات آمين

أحبتي استمعت لأحد الوعاظ جزاه الله خيرا يتحدث عن مريم عليها السلام ....

ثم ذكر أنها لما كان قلبها متعلقا كله بخالقها كان يأتيها الطعام إليها إذا جاعت دون أن تأخذ الأسباب في طلبه ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )

ثم لما حملت مريم بعيسى عليه السلام جعلت جزءا من حبها لابنها فأصبح القلب ليس كله لله فلما جاعت أمرها الله أن تأخذ بالأسباب ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) ! ! ! ! !

هل من المفسرين المعتبرين من ذكر هذا وأين ؟؟؟
 
[align=center]محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم
كان أعرف الناس بالله وأتقاهم له
ومع هذا كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع[/align]
 
اسمح لي أخي أحمد أن أضيف إلى سؤالك تساؤلات:
هل هناك دليل على أن الرزق الذي كان يأتيها كان طعاما فقط؟!
ما الدليل على أن هذا الرزق الذي كان يأتيها كان بغير أسباب؟ لماذا لا يكون بأسباب بشرية, من أن بعض الناس كان يعطونها؟
على فرض أن الرزق كان بطريقة خارقة للأسباب, فهل الآية تُعطى بسبب أم لغاية؟ أي هل فعل الله هذا ليأخذ الناس منها عبرة وعظة أم مكافأة على فعلها؟
(على حد علمي لا أعتقد أن الآيات -خرق المألوف- تُعطى مكافأة, فالماء مثلا لم يكن ينبع من أصابع النبي الكريم هكذا في أي وكل وقت! وإنما عند الحاجة الشديدة التي انقطعت فيها الأسباب المادية, فكانت الآية! )
لذا فإن القول بأن آية الرزق بغير أسباب كانت لتعلق القلب قول غير صحيح! وإنما لحكمة أرادها المولى عزوجل!
 
قال ابن العربي:
قوله تعالى : { هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } . فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { هزي إليك بجذع النخلة } أمر بتكلف الكسب في الرزق ، وقد كانت قبل ذلك يأتيها رزقها من غير تكسب ، كما قال تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } . قال علماؤنا : كان قلبها فارغا لله ، ففرغ الله جارحتها عن النصب ، فلما ولدت عيسى ، وتعلق قلبها بحبه ، وكلها الله إلى كسبها ، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب ، وفي معناه أنشدوا : ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي
 
قال ابن العربي:
. قال علماؤنا : كان قلبها فارغا لله ، ففرغ الله جارحتها عن النصب ، فلما ولدت عيسى ، وتعلق قلبها بحبه ، وكلها الله إلى كسبها ، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب ، وفي معناه أنشدوا : ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي

أين التعلق وهي في هم لا يعلمه إلا الله؟
لقد جاء الأمر تسلية لها وتطميناً لقلبها :
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا .....)

أليس في ما ذكره بن العربي رحمه الله تعالى وغفر له عن من أسماهم علماؤنا قول على الله بلا علم ؟

ثم كم هو الجهد الذي تحتاجه من هي في مثل حالها لتهز جذع النخلة؟

ثم لماذا قال وهزي؟
أليس ذلك لحكمة وهي أن تهز وقت الحاجة فقط لأن الرطب يحتاج إلى حفظ ؟
 
قال ابن العربي:
قوله تعالى : { هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } . فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { هزي إليك بجذع النخلة } أمر بتكلف الكسب في الرزق ، وقد كانت قبل ذلك يأتيها رزقها من غير تكسب ، كما قال تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } . قال علماؤنا : كان قلبها فارغا لله ، ففرغ الله جارحتها عن النصب ، فلما ولدت عيسى ، وتعلق قلبها بحبه ، وكلها الله إلى كسبها ، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب ، وفي معناه أنشدوا : ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي


ما رأي الإخوة الأفاضل في كلام ابن العربي رحمه الله وماذا يترتب عليه ؟؟؟
 
ما رأي الإخوة الأفاضل في كلام ابن العربي رحمه الله وماذا يترتب عليه ؟؟؟

الكلام اجتهاد في غير محله ولا يليق ويرقى إلى مستوى القول على الله بلا علم.

كيف تعلق قلبها به وهو لا يزال يناديها من تحتها آية من الله ليطمئن قلبها وتقر عينها؟

إن الذي يخاطبها من تحتها ألا تحزن وأن تهز بجذع النخلة هو عيسى عليه السلام على القول الراجح ردا على تمنيها الموت وأن تكون نسيا منسيا.

ثم إن تعلق قلب الأم بالولد هو أمر فطري لا يؤاخذ الله عليه ، وهذا أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام يقول عند وفاة إبراهيم عليه السلام: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.
 
ابن العربي رحمه الله إمام كبير، مشهود له بالإمامة في الدين، وله في التفسير كتب مصنفة، وهو أفقه من أن يقول على الله تعالى بغير علم،أو أن يلقي القول جزافا لا يرى له وجها. وينبغي أن نحسن الظن بأئمتنا ونشكر لهم سعيهم وما قدموه لنا من تراث زاخر، ما زلنا نستضيء بنوره إلى يوم الناس هذا.
وكلام ابن العربي رحمه الله تعالى، كلام فيه نفاسة، وهو منتزع من مورد الآيتين معا، إذ قد اختلف الخطاب الإلهي لمريم على حسب الحال التي هي عليها، فكأن من استنبط هذه الفائدة المنقولة، راعى الحالين معا، حال الرزق بغير حساب، وحال الرزق المكتسب بالسبب، وجعل مبنى التفاوت في الرزقين على اختلاف الحالتين، واستخرج هذه اللطيفة المستحسنة،
ويترتب على هذا الكلام، موقف المسلم من الأسباب التي يتعاطاها، وأن أرزاق الله تعالى، جارية على العباد، تارة بالأسباب المتعاطاة، وتارة بغير حساب، على مقتضى توكلهم وأحوالهم، ولله حكم في شرع الأسباب وسلبها، لكن لا ينبغي ترك التكسب وتعاطي الأسباب، واستشراف الرزق بغير حساب، لأن المسلم في الأصل مطالب بالسعي والتدبير لأمور معاشه، أما الرزق بغير تسبب فهو يؤخذ ولا يقصد.
والله أعلم.
 
كلام أخي الأستاذ عدنان أجانة كلام قيم وفقه الله ولا مزيد عليه .
وأحب التنبيه على أن مثل هذه الأقوال توجد كثيراً في كتب التفسير الصوفي ولها نظائر من الاستنباطات ، قد يوافق عليها المستنبط وقد يخالف كما هنا . لكنها ليست مما يمكن إقامة الدليل عليه والجزم به ، وإنما هي من لطائف الفهوم .
وكما قال أخي حجازي الهوى أنَّ الحال أنَّ مريم عليها السلام متعلقة القلب بالله في الحالين ، ثم كيف يتعلق قلبها بابنها ولمَّا يولد بعدُ ؟
والذي يبدو لي أن الأمر في هذا واسع ، واختلاف أنظار أهل التفسير في مثل هذه الملح كثير . وما لم يرد مثل هذا القول عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو محل اجتهاد وتدبر في آيات كتاب الله . ولا ينبغي التسليم بمثل هذه الأقوال لمجرد أن قالها ابن العربي أو غيره إلا بحجة ينبغي التسليم لها ، وليس كذلك هنا .
 
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل، الدكتور عبد الرحمن الشهري، على التعليق المفيد، والمرور الكريم،
وقد بينتم أن مثل هاته التفاسير، هي من باب اللطائف، التي هي من ملح العلم، والنظر فيها واسع، وفيها مجالات للنظر، وهذه اللطائف تورد للاستئناس، لا للاستدلال، ومرتبتها دون مرتبة الدليل، وحفظ مراتب الأدلة من أدب الاستدلال كما يقال. وتبقى أصول العلم الثابتة، بكتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هي التي عليها المعول، وإليها نحاكم ما ورد من اللطائف وملح العلم.
ودمتم بألف خير.
 
بارك الله في الإخوة جميعا ووفقهم لكل خير
أخانا عدنان ملح العلم يستأنس بها إذا كان لها وجه يصح أما إذا كانت تفتقر إلى السند من منطوق أو مفهوم أو إشارة فلا عبرة بها.

الدرس الذي يمكن أن نأخذه من هذه القصة هو أن البشر مهما بلغت درجاتهم ومراتبهم وقربهم من الله تعالى يبقون بشراً يتأثرون بما يتأثر به البشر في غالب أحوالهم فهذه مريم عليه السلام يأتيها روح القدس ويبشرها بالمسيح عليه السلام وبمنزلته وشأنه في الناس ومع هذا تبقى تحت تأثير طبيعتها البشرية أمام ما قد تواجهه من الناس.

كذلك نجد ذلك في قصة يعقوب عليه السلام وقد علم بتأويل رويا يوسف عليه السلام وأن الله سيتم نعمته عليه ومع هذا بقي متأثرا بطبيعته البشرية.

وهذا سيدنا وقرة أعينن الحبيب صلى الله عليه وسلم في قصته مع ما أمره الله به في شأن زينب رضي الله عنها.

إنه الابتلاء.
 
ينبغي تدوين هذا الموضوع في نقاط فيقال مثلا :
1 - الأرزاق مقدرة ومكتوبة مسبقا "قدرا" والإيمان بذلك واجب .
2 - الإخذ بالأسباب لتحصيل الرزق مطلب شرعي .
3 - تأثير الأسباب في الحصول على الرزق ضعيف ؛ فقد يكون المرء من أقوى الناس عضلات ، ومن أأوسعهم علما ، وأعمقهم فهما للأمور ، ومع ذلك يكون من أفقرهم ؛ في حين يكون آخر مولود معه ، وصفاته عكس صفات الآخر ويكون عكسه في النتيجة ، وهذا يدل على أن الأسباب لا تعطي الرزق .
4 - القرآن دائما ينسب الرزق المادي و"الرزق العلمي" و ..إلى الله تعالى لا إلى الأسباب المتخذة وسيلة له ، ولذلك تجده يقول في الرزق المادي في قصة واحد من أغنياء العالم : "وآتيناه من الكنوز" وتحده يقول في الرزق العلمي :"الذين أوتوا العلم" "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه" "آتيناه آياتنا فانسلخ منها" ..
والله تعالى أعلم.
 
نعم، أخي الكريم - حجازي الهوى-، ما ذكرته من أمر اللطائف، قد تقدم القول فيه وفي مرتبته، ومرجعها إلى أصول العلم المحكمة اعتبارا وإهدارا.
وما ألمعت إليه من أمر البشرية وجريان الناس على اختلاف طبقاتهم على وفقه، كلام في محله. ولا ينازع فيه أحد، غير أن الذي عنانا بادئ الرأي إبراز الآية الجليلة – آية الرزق بغير حساب – التي سجلها القرآن، وجعل سيدنا زكرياء وقد رأى هذه الآية وعاينها، قد سما بشعوره محلقا في سماء التوكل، متجاوزا عالم الأسباب، ويبدو لي قوله تعالى: [هنالك دعا زكرياء ربه] هذه الإشارة [هنالك] تختزل هذا المشهد كله، وما كان فيه من شعور وتألق وعرفان. كلمة مشحونة تفيض نورا وإيمانا.
ومقام الزرق بغير حساب، كما سبق مقام يؤخذ، ولا يقصد. ومعنى هذا أنه لا يستشرف، ولا يقصد ابتداء، بل المسلم مطالب بعكسه، وهو مجازى على سعيه وتدبيره.
والله أعلم.
وجزاكم الله خيرا. وشكر الله للإخوة الأفاضل إثراءهم للموضوع.
 
تأمل لي وليس قول لاحد:

ألا يكون أمرها بالهز أشغال لها عن ألم المخاض لتتحرك وتأخذ التمر وهذه رحمة منه سبحانه..!!
وهذه طريقة عند الأطباء معروفه وقد حدثت معي حيث نسيت ألمي الذي كان بيدي وكان حرق شديد مع هاذا نسيته لما أشغلوني بحساب مسألة رياضية
 
عودة
أعلى