بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقول الله تعالى في الآية 22 من سورة ابراهيم:
وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وهنا سؤال حول قوله: إن الله وعدكم وعد الحق
هل هو للنسبة أو للوصف، بمعنى إنه وعد الله، وعد منسوب إلى الله الذي هو الحق، أو وعد الحق على الوصف بمعنى أنه وعد صادق موفى به. فعلى النسبة، يكون قد استعمل اسم الحق دلالة على مضيّ ذلك الوعد ووفائه، ووفاء كل وعد صادر عنه سبحانه لأنه الحق. أما على الوصف فمعناه أنه وعدكم ووفاكم ذلك الوعد وتبين أن وعد الذي وعدكم إياه الصدق. وعلى النسبة أولى، لأنه على الوصف يدخله الاحتمال فلا يصدق حتى يوفي به.
وسؤال ثان: إنه لما ذكر وعد الحق، قال : ووعدتكم فأخلفتكم. والأولى وهو يقابل الأمرين أن يقول وعدكم فوفاكم، أو يقول وعدكم وعد الحق ووعدتكم وعد الباطل، إن كان وعد الحق محمول على الصفة، أو ووعدتكم وعد الكاذب الذي لا يوفي إن كان على النسبة.
وبيانه والله أعلم، أن الشيطان قد يعد المرء بالحق ثم يسلك به طريق الباطل إليه ويزينه له حتى لا ينال الحق إلا ممزوجا بباطل، ولا يطعم طعمة حلالا حتى يمزجها بحرام، ولا يتعبد الله بشيء حتى يخالط عبادته ببدعة أو شرك، كما حال المرابين والمبتدعين وآكلوا الرشوة الرشوة فإن كثيرا منهم غايته حق يسلك إليها باطلا فتبطل.. كما قال عليه الصلاة والسلام : إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته.
والله تعالى أعلم
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماجستير في العلوم الإسلامية)
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقول الله تعالى في الآية 22 من سورة ابراهيم:
وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وهنا سؤال حول قوله: إن الله وعدكم وعد الحق
هل هو للنسبة أو للوصف، بمعنى إنه وعد الله، وعد منسوب إلى الله الذي هو الحق، أو وعد الحق على الوصف بمعنى أنه وعد صادق موفى به. فعلى النسبة، يكون قد استعمل اسم الحق دلالة على مضيّ ذلك الوعد ووفائه، ووفاء كل وعد صادر عنه سبحانه لأنه الحق. أما على الوصف فمعناه أنه وعدكم ووفاكم ذلك الوعد وتبين أن وعد الذي وعدكم إياه الصدق. وعلى النسبة أولى، لأنه على الوصف يدخله الاحتمال فلا يصدق حتى يوفي به.
وسؤال ثان: إنه لما ذكر وعد الحق، قال : ووعدتكم فأخلفتكم. والأولى وهو يقابل الأمرين أن يقول وعدكم فوفاكم، أو يقول وعدكم وعد الحق ووعدتكم وعد الباطل، إن كان وعد الحق محمول على الصفة، أو ووعدتكم وعد الكاذب الذي لا يوفي إن كان على النسبة.
وبيانه والله أعلم، أن الشيطان قد يعد المرء بالحق ثم يسلك به طريق الباطل إليه ويزينه له حتى لا ينال الحق إلا ممزوجا بباطل، ولا يطعم طعمة حلالا حتى يمزجها بحرام، ولا يتعبد الله بشيء حتى يخالط عبادته ببدعة أو شرك، كما حال المرابين والمبتدعين وآكلوا الرشوة الرشوة فإن كثيرا منهم غايته حق يسلك إليها باطلا فتبطل.. كما قال عليه الصلاة والسلام : إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته.
والله تعالى أعلم
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماجستير في العلوم الإسلامية)