أبو يحيى بن يحيى
New member
إنما نحن فتنة فلا تكفر ..............ولا تبتدع
_____________
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فإن الملائكة هم عباد الله المكرمون
الذين لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون
لا يستكبرون عن عبادته تعالى
و يسبحونه و له يسجدون
و مع كل هذا
فقد جُعل منهم من يعلمون الناس الكفر !!!
نعم
فهذا هو المشهور من مذهب السلف كما حكى ابن كثير في تفسير قوله تعالى :
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
ملكين من ملائكة الله تعالى يعلمون السحر
و السحر كفر !!!
لماذا ؟؟؟؟
فتنة
فتنة للناس
وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة ً
كذلك
فقد جعل الله ممن نحسبهم من عباده الصالحين و أولياءه المقربين
من يعلمون الناس البدعة
لماذا ؟؟؟
فتنة ....
فهي لهم ليست ببدعة
بل هي اجتهاد أخطاوا فيه
لهم فيه أجر إن شاء الله
أو تابوا عنها قبل موتهم
فيعفو الله تعالى عمن شاء منهم
و الأمثلة على ذلك في التاريخ كثيرة
ممن نحسبهم من عباد الله الصالحين
مثلا
الإمام أبو الحسن الأشعري عفا الله عنه
تاب عن عقيدته بعد أن علمها للناس
و بين خطأه
نرجو له العفو
فتنة للناس........
و الإمام الغزالي أبو حامد عفا الله عنه
تاب عن الفلسفة بعدما قضى عمره يخوض في عبابها
و يؤصل لها
فتنة للناس..........
كذلك الإمامان الجليلان اللذان نفع الله تعالى بعلمهما الأمة
النووي و ابن حجر
تلبسا رحمهما الله بشيئ من بدع الأشاعرة
نحسب انهما قد اجتهدا فأصابا أجرا واحدا
فتنة للناس .............
فلو أن أولياء الله الصالحين لم يكونوا إلا من أهل العقيدة و المنهج الحق
لكان سهلا على الناس اختيار الحق
ولما بقى على الأرض للبدع أهل إلا مكابر
وهذا مناف لقوله تعالى
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
لذلك
فإنك ترى في زماننا هذا
جماعة كذا و تنظيم كذا و حركة كذا
ترى أن الله تعالى ينصر منهم من يشاء
و يجري الكرامات على يد من يشاء
و يجتبي منهم للشهادة من يشاء
فنحسب ان منهم اولياء لله صالحون
و منهم عباد لله مقربون
فليس هذا يعني صدق دعواهم و صحة منهجهم
بل إنما هي فتنة
فلا تبتدع
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك